معاجز أهل البيت عليهم السلام

المعجزة لغة: هي الأَمرُ الخارقُ للعادةِ يُظهره الله على أَيدي أنبياءه واوصيائه .

يعتبر مقام النّبوّة والإمامة من المقامات السّامية ويتوقّف على إثباتهما مصير الإنسان وسعادته دنيا وآخرة, ولهما أهميّة كبرى كونهما مناصب الهية خطيرة لا يدانيهما اي منصب اخر ولهذا شكلت مطمعاً لأصحاب الأهواء من أهل الدنيا، فادّعَوْها كذباً وزوراً، ولأنَّ النّبوّة والامامة ارتباط بالغيب الّذي لا يستطيع النّاس الاطّلاع عليه بشكل مباشر.

المعجزة والسحر

- المعجزة خارقة للعادة : أي أنها تأتي مخالفة لقوانين الكون ، فهي من الله تعالى ، وأما السحر فإنه يحدث بحسب قوانين يمكن تعلمها فهو من الساحر .

2- المعجزة لا ينتج عنها إلا الخير ، أما السحر فلا يصدر منه الخير .

3- المعجزة لا يمكن إبطالها ، أما السحر فإنه يمكن إبطاله ، ومعلوم أن السحر لا يتم إلا بالاستعانة بالشياطين .

4- المعجزة تجري على يد النبي والإمام ، وهو خير الناس علماً وعملاً وخلقاً ، والسحر يجري على يد الساحر، وهو شر الناس علماً وعملاً وخلقاً ، والنفوس تنفر منه ومن صاحبه.

5- المعجزة ليس لها سبب ، ولهذا لا يستطيع غير النبي والإمام أن يأتي بمثلها ، أما السحر فله أسباب معروفة ، وهي الطلاسم والشعوذة وتسخير الجن وما شابه التي تقال وتكتب ويستعان فيه بالجن ، فكل من تعلم ذلك وفعله حصل له ما يريد من السحر ، أما المعجزة فلا تستفاد بالتعلم والتجربة .

وفي بحثنا المختصر نتطرق لبعض معاجز أهل البيت عليهم السلام

قيام الائمة عليهم السلام بتبيان امامتهم عن طريق المعجزات روي في كتاب الكافي عن حبّابة الوالبيّة قالت: رأيتُ أمير المؤمنين عليه السّلام... فقلتُ له: أمير المؤمنين، ما دلالةُ الإمامة يرحمك الله ؟ فقال: ائتيني بتلك الحصاة ـ وأشار بيده إلى حصاة ـ فأتيتُه بها، فطبع فيها بخاتمه ثمّ قال لي: يا حبّابة، إذا آدّعى مُدّعٍ الإمامةَ فقدرَ أن يطبع كما رأيتِ فآعلمي أنّه إمامٌ مُفترَض الطاعة، والإمام لا يَعزُب عنه شيء يريده.

قالت: ثمّ انصرفتُ حتّى قُبِض أمير المؤمنين عليه السّلام، فجئتُ إلى الحسن عليه السّلام وهو في مجلس أمير المؤمنين عليه السّلام، والناس يسألونه، فقال لي: يا حبّابة الوالبيّة. فقلت: نعم يا مولاي. فقال: هاتي ما معكِ.

قالت: فأعطيتُه، فطبع فيها كما طبع أمير المؤمنين عليه السّلام.

قالت: ثمّ أتيتُ الحسينَ عليه السّلام وهو في مسجد رسول الله صلّى الله عليه وآله، فقرّب ورحّب، ثمّ قال لي: إنّ في الدلالة دليلاً على ما تريدين، أفتريدين دلالة الإمامة ؟! فقلت: نعم يا سيّدي. فقال: هاتي ما معك. فناولتُه الحصاةَ فطبعَ لي فيها..

رد الشمس للأمام علي اخرج الطحاوي و الطبراني بأسانيد ونقل عنه الهيثمي في مجمعه : عن أسماء بنت عميس قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نزل عليه الوحي كاد يغشى عليه فأنزل عليه يوما وهو في حجر علي فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم صليت العصر يا علي قال لا يا رسول الله فدعا الله فرد عليه الشمس حتى صلى العصر قالت فرأيت الشمس طلعت بعدما غابت حين ردت حتى صلى العصر.

وردت للأمام علي الشمس في ساباط المدائن وغيرها باتفاق مصادر السنه والشيعة

إحياء أهل البيت للموتى في بحار الانوار روي عن الصادق عليه السلام قال : كان قوم من بني مخزوم لهم خؤولة من علي عليه السلام فأتاه شاب منهم يوما فقال : يا خال مات ترب لي فحزنت عليه حزنا شديدا ، قال : فتحب أن تراه ؟ قال : نعم ، فانطلق بنا إلى قبره فدعا الله وقال : قم يا فلان بإذن الله ، فإذا الميت جالس على رأس القبر وهو يقول : وينه وينه ، سألا معناه لبيك لبيك سيدنا ، فقال أمير المؤمنين عليه السلام : ما هذا اللسان ألم تمت وأنت رجل من العرب ؟ قال : نعم ولكني مت على ولاية فلان وفلان فانقلب لساني على ألسنة أهل النار.

اثبات ان الراد على الائمه كالراد على الله في البحار أيضا روي عن الباقر عليه السلام أن عليا مر يوما في أزقة الكوفة ، فانتهى إلى رجل قد حمل جريثا ، فقال : انظروا إلى هذا قد حمل إسرائيليا ، فأنكر الرجل وقال : متى صار الجريث إسرائيليا ؟ ! فقال علي عليه السلام : أما إنه إذا كان يوم الخامس ارتفع لهذا الرجل من صدغه دخان فيموت مكانه ، فأصابه في اليوم الخامس ذلك فمات ، فحمل إلى قبره ، فلما دفن جاء أمير المؤمنين عليه السلام مع جماعة إلى قبره فدعا الله ، ثم رفسه برجله فإذا الرجل قائم بين يديه يقول : الراد على علي كالراد على الله وعلى رسوله ، فقال : عد في قبرك ، فعاد فيه فانطبق عليه.

إثبات عظيم منزلتهم عند الله روى زرارة بن أعين عن الإمام الصادق(ع) أنه قال: بكت السماء على يحيى بن زكريا و الحسين بن علي أربعين صباحا. قلت: فما بكاؤها؟ قال: كانت تطلع حمراء و تغيب حمراء.

وفي القمي عن أمير المؤمنين عليه السلام إنه مر عليه رجل عدو لله ولرسوله فقال فما بكت عليهم السماء والارض وما كانوا منظرين ثم مر عليه الحسين عليه السلام ابنه فقال لكن هذا لتبكين عليه السماء والأرض وقال وما بكت السماء والارض إلا على يحيى بن زكريا عليه السلام وعلى الحسين بن علي.

وعن الامام علي بن الحسين (ع) قال: "ان السماء لم تبك منذ وضعت، الاعلى يحيى بن زكريا، والحسين بن علي. قلت: أي شيء بكاؤها؟ قال: كانت اذا استقبلت الثوب وقع على الثوب شبه اثر البراغيث من الدم. وروى ابن شهر آشوب في المناقب، عن نظرة الازدية، قالت: "لما ان قتل الحسين، مطرت السماء دماً، فاصبحت وكل شيء لنا مُلأ دماً".

وعنها: "لما قتل الحسين، امطرت السماء دماً، وحبابنا وجرارنا، مملوءة بالدم

ومن خطبة العقيلة زينب في الكوفة: ".. أفعجبتم إن مطرت السماء دماً. ولعذاب الآخرة اخزى وهم لا ينصرون".وفي بعض زياراته: ".. بكته السماء ومن فيها والأرض ومن عليها.. قتيل العَبرة.."

وقال السيد ابن طاووس:.. فلما قتل (الحسين) "ارتفعت في السماء ـ في ذلك الوقت ـ غبرة شديدة سوداء مظلمة، فيها ريح حمراء لا ترى فيها عين ولا اثر، حتى ظن القوم: ان العذاب قد جاءهم، فلبثوا كذلك ساعة

وروى ابن قولويه في الكامل، عن رجل من اهل بيت المقدس، انه قال: "والله لقد عرفنا اهل بيت المقدس ونواحيها عشية قتل الحسين بن علي قلت: وكيف ذلك؟ قال: ما رفعنا حجراً ولا مدراً ولا صخراً، إلا ورأينا تحتها دماً عبيطاً يغلي، واحمرت الحيطان كالعلق، ومطرنا ثلاثة ايام دماً عبيطاً".وفي الكامل ـ ايضاً ـ: "وانكسفت الشمس ثلاثة ايام ثم انجلت.

وفي الصواعق المحرقة وينابيع الموده عن ابن الجوزي: عن ابن سيرين: ان الدنيا اظلمت ثلاثة أيام و ظهرت الحمرة في السماء. وقال أبو سعيد الخدري: ما رفع حجر في الدنيا إلا وجد تحته دم عبيط، ولقد أمطرت السماء دما بقي أثره في الثياب حتى تقطعت. أخرج الثعلبي وأبو نعيم: أنه امطرت السماء دما. زاد أبو نعيم: فأصبحنا رحائنا وجرارنا مملوءة دما. وفي رواية: إن السماء أمطرت الدم على البيوت والجدران بخراسان والشام والعراق، و (إنه). لما جئ برأس الحسين الى دار ابن زياد صار لون حيطانها دما. أخرج الثعلبي: إن السماء بكت وبكاؤها حمرتها. وقال غيره: احمرت آفاق السماء ستة أشهر - بعد قتل الحسين ثم لا زالت الحمرة ترى بعد ذلك. وإن ابن سرين قال: إن الحمرة التي مع الشفق لم تكن حتى قتل الحسين. وذكر ابن سعد: إن (هذه) الحمرة لم تر في السماء قبل قتله عليه السلام .

روي عن ابن عباس قوله: «ان يوم قتل الحسين«ع»قطرت السماء دما و ان هذه الحمرة التىفي السماء ظهرت يوم قتله و لم تر قبله».

وفي تاريخ ابن عساكر، والصواعق المحرقة لابن حجر لما قتل الحسين: لم يرفع حجر الا وجد تحته دم عبيط.

في جلاء العيون، عن ام حيان، قالت: "يوم قتل الحسين اظلمت علينا ثلاثاً، ولم يمس احد من زعفرانهم شيئاً فجعله على وجهه الا احترق، ولم يقلب حجراً في بيت المقدس، الا وُجِد تحته دماً عبيطاً".

وفي تاريخ ابن عساكر، والصواعق ـ ايضاً ـ: "لما جيء برأس الحسين الى دار زياد، سالت حيطانها دماً. وفي كامل ابن الاثير: ".. وخرجت نار من بعض جدران قصر الإمارة

كل هذه المعاجز ليدرك الناس عظمة منصب النبوة والإمامة عند الله تعالى وما حفه الباري بمن نالها من الكرامة والعظمة السلام على أهل بيت النبوة.

الكاتبة / نور الهدى المياحي

المرفقات