تحت تأثير التجبر والطغيان وحب الحكم والسلطان والكفر بالله والحقد الدفين والبغض لوصي رسول الله الامام علي أمير المؤمنين عليه السلام، أَقدم الحاكم يزيد بن معاوية على قتل سيد شباب أهل الجنة وريحانة رسول الله الإمام الحسين عليه السلام في أرض تعرف بكربلاء على أيدي جلاوزته من شيعة بني سفيان اللذين لطالما لم يؤمنوا بالله تبارك وتعالى ولا برسوله طرفة عين فقتلوه ذبحا ضمآناً الى جانب نهر الفرات في اليوم العاشر من محرم الحرام ، وكان زاعما يزيد بذلك انه قد أخذ ثأر أجداده اللذين حاربوا رسول الله صلى الله عليه واله في معارك بدر وأحد وحنين والأحزاب وغيرها الكثير وحيث تم التصدي لهم وقتلهم على يد ابن عم رسول الله وصهره الإمام علي أمير المؤمنين عليه السلام، وقد حدثت هذه الجريمة العظمى بعد ما تم تضليل الناس بأن سيد شباب أهل الجنة الامام الحسين عليه السلام أنه خارج عن الدين! وساعد على نشر التضليل الإعلام الأمويّ الذي كان سائدا أنذاك ، وحيث استمر الأعلام الأموي بالتضليل النوعي والكمي فعمد الى افتعال أحاديث مكذوبة تحث على صيام الفرح والسرور في يومي تاسوعاء وعاشوراء و نسبوها الى رسول الله صلى الله عليه واله لتضليل عامة الناس ولم يكتفوا بذلك فحسب بل عمدوا الى التلاعب ببعض الحوادث التأريخية المهمة وزعموا حدوثها في يوم العاشر من محرم الحرام ، وكما عمد الإعلام الأموي الى بث اشاعة استحباب صيام يومي التاسع والعاشر من شهر محرم الحرام واستعمال الدفوف والطبول والحناء والتوسع على العيال، والسؤال هنا كيف لأمة تفرح في يوم مقتل ابن بنت نبيها ولم يكن حين مقتله ابن بنت نبيّ من الأنبياء على وجه الأرض! وتعتبر ذلك اليوم الحزين _الذي أبكى رسول الله وأمطرت فيه السماء دماء متساقطا على الارض! وأخرجت الأرض دماً عبيطا من تحت صخورها التي كانت على وجهها_ يوم فرح.
فقد روي في الصحيح عن أبان عن عبد الملك قال: «سألت أبا عبدالله(عليه السلام)عن صوم تاسوعاء وعاشوراء من شهر المحرم، فقال: تاسوعاء يوم حوصر فيه الحسين(عليه السلام)وأصحابه بكربلاء، واجتمع عليه خيل أهل الشام، إلى أن قال(عليه السلام): وأما يوم عاشوراء، فيوم أصيب فيه الحسين(عليه السلام)صريعاً بين أصحابه وأصحابه صرعى حوله، أفصوم يكون في ذلك اليوم؟ كلاّ وربّ البيت الحرام ما هو يوم صوم وما هو إلاّ يوم حزن ومصيبة دَخَلَت على أهل السماء وأهل الأرض وجميع المؤمنين ..ـ إلى آخر الحديث».
وفي حديث آخر: «فمَن صامهما أو تبرك بهما لقى الله تبارك وتعالى ممسوخ القلب وكان حشره مع الذين سنّوا صومهما والتبرك بهما»، ونحوهما ما روي عن الإمام الرضا(عليه السلام)وفيه: (وكان حظّه من صيام ذلك اليوم النار )
نعم، يستحب الإمساك فيهما عن الطعام والشراب حزناً وتأسياً بالحسين(عليه السلام)وأهل بيته وأصحابه( إجماعيات فقه الشيعة للسيد إسماعيل بن أحمد الحسيني المرعشيّ (قدّس سره )).
فإذن كل الروايات التي تحدثت عن استحباب الفرح والسرور في يومي التاسع والعاشر من المحرم واستحباب اتخاذه عيدا هي روايات منسوبة الى رسول الله صلى الله عليه واله والى اصحابه وانهم بريئون منها كبرائة الذئب من دم يوسف وانها محض التضليل على الاسلام والمسلمين وأن أئمة أهل البيت عليهم السلام صرّحوا بكذبها وافتعالها من قبل اعداء دين جدهم رسول الله فالعجب كل العجب لمن يجعل اليوم الذي أحزن وأبكى رسول الله عيدا!.
الكاتب : مهند سلمان آل حسين
اترك تعليق