لطالمى سمعنا في العلم الحديث الكثير من الاكتشافات التي اذهلت العقل البشري فيما يخص التركيب الخلقي للإنسان وغيره من الحيوانات والنباتات، و ما يخص الانسان وجوارحه من اعظم الاكتشافات العلميّة ففي عام 1858 أثبت (السير وليم هرشل) أن شكل البصمة التي على جلد باطن الإصبع يدل على صاحب هذه الإصبع ويثبت فرديته بين بني جنسه وفي عام 1877 ابتكر (هنري فولدز) طريقة تصوير البصمة على ورقة باستخدام حبر المطابع الأسود وفي عام 1892 أكد (السير فرانسيس غالتون) على أن صورة البصمة لأي إصبع تبقى كما هي طوال حياته وقد يعد هذا الاكتشاف من اهم الاكتشافات انذاك وما اكتشفوا من بعده من بصمة العرق والشعر والحمض النووي والصوت والعين وغيرها من البصمات، الا ان بصمة البنان اكثر شيوعا و استعمالا في العالم كونها تمتاز على سهولة المعاملة من خلالها بعكس بصمات العين و غيرها من البصمات فانها تحتاج الى اجهزة حديثة و متطورة لاستخراج البصمة.
بصمات البنان في الانسان:
لقد اثبتت الدراسة ان بصمة الانسان تختلف من شخصا لاخر وهذا الاختلاف هو من اهم الفوارق بين افراد المجتمع الذي يبلغ عدد سكانه اكثر من ستة مليار نسمة وقد تم اكتشافها في القرن التاسع عشر حيث تبين ان البصمة عبارة عن خطوط بارزة في بشرة الجلد وبجانبها منخفضات وتعلو الخطوط فتحات المسام العرقية التي تتمادى وتتلوى وتتفرع منها فروع لتصل في النهاية الى شكلا مميزا يختلف من فردا لاخر حيث اثبتت الدراسات ان من المستحيل ان يتطابق هذا الشكل عند شخصين حتى مع الاخوان التوأم وقد اثبتت المصادر العلمية في علم الاحياء ان البصمة توجد في الجنين منذ الشهر الرابع حيث في هذا الشهر تلج الروح في الجنين وتظل هذه البصمة ثابتة ومميزة له طيلة حياته و يستفاد من هذه البصمة في التحريات كونها دليلا في اثبات شخص ما وفي الخصوصيات وغير ذلك.
البنان في القران:
البنان هي اطراف الاصابع من اليدين والقدمين وقد اكتشف العلم ان من اعقد ما في الانسان هي بصمة البنان لانها الاداة المميزة للكشف عن هوية الاشخاص والتميز فيما بينهم، وهذها ما نجده في عالم اليوم وابسط مثالا على ذلك الادلة الجنائية حيث انها تميز المجرم عن غيره، وهذا ما نجده في علم الأحياء لكن هذا الاكتشاف قد جاء متأخر فقبل اكثرمن ( 1400سنة هـ) ذكر في القران الكريم هذا الاكتشاف في زمن لا توجد فيه التقنيات والوسائل الحديثة التي تتواجد في يومنا هذا فقد جاء في القران الكريم ﴿ أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَلَّن نَجْمَعَ عِظَامَهُ * بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَن نُّسَوِّيَ بَنَانَهُ ﴾، لقد اشار القران الكريم قبل (1400هـ) الى البنان وما يحتوي من اسرار في زمن لا توجد فيه هذه الوسائل والعقول المتقبلة للحقيقة العلمية والاعجاز القرآني ففي هذه الاية المباركة نجد هنالك اشارة لطيفة الى الخطوط الموجودة في اطراف الاصابع والتي لا تتساوى بين شخصين وهذه الخطوط قد اصبحت ( بصمة الابهام – البنان ) امرا علميا في عصرنا هذا حيث انها تستعمل في كشف الجرائم و اثبات الشخصية بعد اكتشاف عدم تطابق شخصين في بصمة واحدة، فيكفي اخذ نموذجا ومطابقته مع الشخص المدان حيث من خلالها تثبت ادانته او براءته و اثبات شخصيته، ولو اطلعنا على بعض المفسرين واصحاب العلم الحديث لوجدنا هنالك تطابق في ما بينهم .
الكاتب / احمد عبد زيد الكربلائي
اترك تعليق