يقول الله تعالى في سورة الملك : ( أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمَنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ) [الملك : 19].
الصف هو أن يبسط الطائر جناحيه دون أن يحركهما ، وفي طيران الطيور آيات معجزات لم يفهم بعضها إلى الآن، فأكثر ما يثير العجب هو أن يمضي الطائر في الجو بجناحيه ساكنين حتى يغيب عن الأبصار وقد كشف العلم أن الطيور الصافة تركب متن التيارات الهوائية المساعدة التي تنشأ إما من اصطدام الهواء بعائق ما أو من ارتفاع أعمدة من الهواء الساخن فإذا ما كانت الريح هينة ظلت الأعمدة قائمة وصفت الطيور في أشكال حلزونية، أما إذا اشتدت انقلبت الأعمدة أفقياً، فتصف الطيور في خطوط مستقيمة بعيدة المدى.
وتتحلى الطيور عامة بخصائص منها خفة الوزن ومتانة البناء وعلو كفاءة القلب ودورة الدم وجهاز التنفس ودقة اتزانها وانسياب أجسامها، وهي خصائص أودعها فيها العليم البصير -سبحانه وتعالى- ؛ لتحفظها في الهواء حين تبسط جناحيها أو تقبضهما إلا أن الطيور الصافة تتميز على سائر الطيور باختصار حجم عضلات صدورها مع قوة الأوتار والأربطة المتصلة بأجنحتها حتى تستطيع بسطها فترات طوال دون جهد كبير ، أما الطيور صغار الأحجام التي تعتمد في طيرانها على الرفيف فإنها تضرب بجناحيها إلى أسفل وإلى الأمام لتوفير الدفع والرفع اللازمين لطيرانها ثم تقبض أجنحتها ولكنها تظل طائرة بقوة اندفاعها المكتسبة، وهكذا يتضافر البناء التشريحي والتكوين الهندسي للطيور بكافة أنواعها على طيرانها وحفظ توازنها وتوجيه أجسامها في أثناء الطيران.
وفي سورة النحل يقول سبحانه وتعالى:
(أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمَنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ ) [الملك : 19].
تطير الطيور لعدة أشياء في تكوينها أهمها شكل الجسم الانسيابي ، والبسطة في الأجنحة المزودة بالريش ، والعظام المجوفة الخفيفة ، والأكياس الهوائية بين الأحشاء وهي متعلقة بالرئتين وتمتلئ بالهواء عند الطيران فيخف الوزن.
هذا ما توصل إليه العلم التشريحي للطيور ليثبت قدرة الله العظيم.
الكاتب / سعيد صلاح الفيومي .
اترك تعليق