أهمّيّةُ قراءةِ و تدبّرِ القرآنِ الكريمِ

القرآن هو كتاب الله المجيد الذي أنزله وحياً على نبيه المصطفى (صلى الله عليه وآله) ؛ ليخرج الناس من الظلمات إلى النور كما قال تعالى : {الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ} [إبراهيم: 1].

هو العاصم من الضلالة لمن تمسك به {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ } [الإسراء: 9] ، كما يشير إلى هذا المعنى حديث الثقلين المتواتر ، وهو قوله (صلى الله عليه واله) : " إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبداً ، وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما " .

وهو المصدر الأساس للتشريع الاسلامي العظيم ؛ ولذا لم يترك الله عزوجل صغيرة ولا كبيرة يحتاجها الإنسان في الدين أو الدنيا إلا وأشار إليها ، قال عز من قائل : {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً} [النحل: 89].

ومن هنا جاءت أحاديث المعصومين الشريفة لتؤكد على أهمية القرآن الكريم ، من ذلك ما جاء عن النبي (صلى الله عليه واله) : " أصدق القول ، وأبلغ الموعظة ، وأحسن القصص كتاب الله " (1) " القرآن مأدبة الله ، فتعلموا مأدبته ما استطعتم " (2) .

" يا معاذ ، إن أردت عيش السعداء ، وميتة الشهداء والنجاة يوم الحشر ، والأمن يوم الخوف ، والنور يوم الظلمات ، والظل يوم الحرور ، والهدى يوم الضلالة فادرس القرآن ؛ فإنه ذكر الرحمن ، وحرز الشيطان ، ورجحان في الميزان " (3) .

وعن الإمام علي (عليه السلام) قال في آخر وصية له : " الله الله في القرآن ، لا يسبقكم بالعمل به غيركم " . (4) .

" تعلموا كتاب الله تبارك وتعالى ؛ فإنه أحسن الحديث ، وأبلغ الموعظة ، وتفقهوا فيه ؛ فإنه ربيع القلوب ، واستشفوا بنوره ؛ فإنه شفاء لما في الصدور ، وأحسنوا تلاوته ؛ فإنه أحسن القصص " .(5)

" ثم أنزل عليه الكتاب ، نوراً لا تطفأ مصابيحه ، وسراجاً لا يخبو توقده ، وبحراً لا يدرك قعره ، ومنهاجاً لا يضل نهجه ، وشعاعاً لا يظلم ضوؤه ، وفرقاناً لا يخمد برهانه ، وبرهاناً لا تهدم أركانه ، وشفاء لا تخشى أسقامه ، وعزاً لا تهزم أنصاره ، وحقاً لا تخذل أعوانه ... جعله الله رياً لعطش العلماء ، وربيعاً لقلوب الفقهاء , ومحاجاً لطرق الصلحاء ، ودواء ليس بعده داء ونوراً ليس معه ظلمة ... " (6) .

وعن الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) قال : " القرآن عهد الله إلى خلقه ، فقد ينبغي للمرء المسلم أن ينظر في عهده وأن يقرأ في كل يوم خمسين آية " (7) .

وغير ذلك من الآيات والروايات الكثيرة في أهمية وعظمة القرآن الكريم .

الكتاب : دروس في القرآن وعلومه ومناهج المفسّرين للمؤلّف : فارس عليّ العامر .

____________________

1- ميزان الحكمة ، محمدي الري شهري ، ج8 ، ص67 .

2- نفس المصدر السابق ، ص74 .

3- نفس المصدر السابق ، نفس الصفحة .

4- تصنيف نهج البلاغة ، لبيب بيضون ، ص213 .

5- الري شهري ، ص : 69 .

6- نهج البلاغة ، ترتيب صبحي الصالح ، ص660 ، 661 .

7- أصول الكافي ، الكليني ، ج2 ، ص442 .