اهل البيت(عليهم السلام)في رحاب القرآن الكريم

لقد اعتنى أهل البيت الطاهرون بالقرآن الكريم اعتناء وافراً فعكفوا على تعليمه وتفسيره وفقه آياته وتطبيقه وصيانته عن أيدي العابثين والمحرّفين، وتجلّت عنايتهم به في سلوكهم وهديهم وكلامهم. وقد أثرت عن الإمام أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) كلمات جليلة حول التفسير والتأويل والتطبيق، وهي جديرة بالمطالعة والتأمل نختار نماذج منها:

أ ـ قال (عليه السلام) : (كتاب الله عَزَّ وجَلَّ على أربعة أشياء: على العبارة والإشارة واللطائف والحقائق، فالعبارةُ للعوام، والإشارة للخواص واللطائفُ للأولياء، والحقائق للأنبياء)(١).

ب ـ (من قرأ آيةً من كتاب الله في صلاته قائماً يُكتَب له بكل حرف مِئةُ حَسَنَة، فإن قَرَأها في غير صلاة كتب اللهُ له بكل حرف عَشْراً، فإن استمَعَ القرآنَ كان له بكل حرف حَسَنةٌ، وإن خَتَمَ القرآنَ ليلاً صلّت عليه الملائكة حتى يُصبِحَ، وإن ختَمَه نهاراً صلّت عليه الحفَظَةُ حتى يُمسيَ. وكانت له دعوةٌ مستجابَةٌ وكان خيراً له ممّا بين السماءِ والأرضِ)(٢).

ج ـ وعنه (عليه السلام) في تفسير قوله تعالى : (تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ) يعني بها (أرض لم تكتسب عليها الذنوب، بارزة ليست عليها جبال ولا نبات كما دحاها أوّل مرة)(٣).

د ـ وسأله رجل عن معنى (كهيعص) فقال له: لو فسّرتُها لك لمشيت على الماء(٤).

هـ ـ وقال النصرُ بن مالك له: يا أبا عبد الله حَدِّثني عن قول الله عزَّ وجَلَّ: (هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ)، قال: (نحن وبنو أمية اختصمنا في الله عَزَّ وجَلَّ، قلنا صدق الله، وقالوا: كذب اللهُ، فنحن وإيّاهم الخصمان يوم القيامة)(٥).

و ـ وفي قوله تعالى: (الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ) قال (عليه السلام): (هذه فينا أهل البيت)(٦).

ز ـ في قوله تعالى : (قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى) قال(عليه السلام): (إن القرابة الّتي أمَرَ اللهُ بصلتها وعظم حقّها وجعل الخير فيها قرابتنا أهل البيت الذين أوجب حقَّنا على كلّ مسلم)(7).

ح ـ وفسّر النعمة في قوله تعالى: (وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ) (بما أنعم الله على النبيّ (صلَّى الله عليه وآله) من دينهِ)(8).

ط ـ وفسّر الصَمَد بقوله : إنّ الله قد فَسَّرَهُ بقوله: (لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ)(9).

ي ـ وقال : (الصمد : الذي لا جوف له، والصمد: الذي قد انتهى سؤدده، والصمد: الذي لا يأكل ولا يشرب. والصمد : الذي لا ينام، والصمد: الدائم الذي لم يزل ولا يزال)(10).

ك ـ وروي أن عبد الرحمن السلمي علّم ولد الحسين (عليه السلام) سورة الحمد، فلمّا قرأها على أبيه أعطاه (عليه السلام) ألف دينار وألف حُلّة وحشا فاه دُرّاً ، فقيل له في ذلك، فقال (عليه السلام) : وأين يقع هذا من عطائه ؟ يعني بذلك تعليمه القرآن(11).

ــــــــــــــــــــــــ

(١) موسوعة كلمات الإمام الحسين : ٥٥١ عن جامع الأخبار : ٤٨ .(٢) المصدر السابق : ٥٥١ ، عن الكافي : ٢ / ٦١١، الحديث ٣ .(٣) المصدر السابق : ٥٦٠ عن تفسير البرهان : ٢ / ٣٢٣ .(٤) المصدر السابق : ٥٦١ عن ينابيع المودّة : ٤٨٤ .(٥) المصدر السابق : ٥٦٣ عن حياة الحسين : ٢ / ٢٣٤ .(٦) المصدر السابق : ٥٦٤ عن بحار الأنوار : ٢٤ / ١٦٦ .(7) موسوعة كلمات الإمام الحسين : ٥٦٥ عن بحار الأنوار : ٢٣ / ٢٥١ الحديث ٣٧ .(8) المصدر السابق : ٥٦٧ عن المحاسن : ١ / ٣٤٤ الحديث ١١ .(9) المصدر السابق : ٥٦٨ عن التوحيد : ٩٠ الحديث ٥ ثم نقل تفسيرها بشكل تفصيلي فراجع.(10) المصدر السابق : ٥٦٩ عن معادن الحكمة : ٢ / ٥١ .(11) المصدر السابق : ٨٢٧ عن بحار الأنوار : ٤٤ / ١٩١ .