روى الصدوق في (معاني الأخبار) بإسناد معتبر عن أبي ذر- رحمه الله-، قال : سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) وهو يقول : خلقت أنا وعلي بن أبي طالب (عليه السلام) من نور واحد نسبح الله يمنة العرش قبل أن يخلق آدم بألفي عام، فلما أن خلق آدم جعل ذلك النور في صلبه، ولقد سكن الجنة ونحن في صلبه، ولقد هم بالخطيئة ونحن في صلبه، ولقد ركب نوح السفينة ونحن في صلبه، ولقد قذف إبراهيم في النار ونحن في صلبه، فلم يزل ينقلنا الله (عز وجل) من أصلاب طاهرة إلى أرحام طاهرة حتى انتهى بنا إلى عبد المطلب، فقسمنا بنصفين، فجعلني في صلب عبد الله، وجعل علياً في صلب أبي طالب، وجعل فيَّ النبوة والبركة، وجعل في علي الفصاحة والفروسية، وشق لنا اسمين من أسمائه، فذو العرش محمود وأنا محمد، والله الأعلى وهذا علي.
وفي رواية أخرى : فأنا للنبوة والرسالة، وعلي للوصية والقضية.
وفي (معاني الأخبار) بإسناد معتبر عن الصادق (عليه السلام)، قال : إن محمداً وعلياً كانا نوراً بين يدي الله جل جلاله قبل خلق الخلق بألفي عام، وإن الملائكة لما رأت ذلك النور رأت له أصلاً وقد انشعب منه شعاع لامع، فقالت : إلهنا وسيدنا، ما هذا النور؟ فأوحى الله عز وجل إليهم : هذا نور من نوري، أصله نبوة، وفرعه إمامة، فأما النبوة فلمحمد (صلى الله عليه وآله) عبدي ورسولي ؛ وأما الإمامة فلعلي حجتي وولي، ولولاهما ما خلقت خلقي الحديث.
وفي (الكافي) : عن الصادق (عليه السلام)، قال : قال الله تبارك وتعالى : يا محمد إني خلقتك وعلياً نوراً يعني روحاً بلا بدن قبل أن أخلق سماواتي وأرضي وعرشي وبحري، فلم تزل تهللني وتمجدني، ثم جمعت روحيكما فجعلتهما واحدة، فكانت تمجدني وتقدسني وتهللني، ثم قسمتها ثنتين، وقسمت الثنتين ثنتين، فصارت أربعة : محمد واحد، وعلي واحد، والحسن والحسين اثنان، ثم خلق الله فاطمة من نور ابتداها روحاً بلا بدن، ثم سبحنا بيمينه فأفضى نوره فينا.
وعن محمد بن سنان بإسناد معتبر عن أبي جعفر الثاني الجواد (عليه السلام)، قال : إن الله تبارك وتعالى لم يزل متفرداً بوحدانيته، ثم خلق محمداً وعلياً وفاطمة فمكثوا ألف دهر، ثم خلق جميع الأشياء فأشهدهم خلقها، وأجرى طاعتهم عليها، وفوض أمورها إليهم، فلم يحلوا ما يشاءون، ولم يحرموا ما يشاءون، ولم يشاءوا إلا أن يشاء الله تبارك وتعالى.
من كتاب : جلاء العيون / للمؤلّف : السّيّد عبد الله شبّر.
اترك تعليق