إخوتي ... أخواتي ...
اعرض على مسامعكم الكريمة الأمر التالي ، وأرجو التوجه اليه :
في هذه الأيام العظيمة التي يخوض فيها اعزتنا في القوات المسلحة، والشرطة الاتحادية ومن يساندهم من المتطوعين الابطال وأبناء العشائر الغيارى ؛ معارك ضارية لدحر الإرهاب الداعشي عن مناطق اخرى من ارض العراق الطاهرة ... يجب ان نقف لنحيي بإكبار واجلال هؤلاء الرجال الميامين على انتصاراتهم وبطولاتهم وتضحياتهم وتفانيهم في الدفاع عن وطنهم وشعبهم ومقدساتهم .
إننا لا نجد من الكلمات ما تفي ببيان قدرهم ومكانتهم ، ولا يسعنا الا ان نقول : " إنكم حقاً الأجّل قدراً والأعظم أجراً ومثوبة من جميع من سواكم ويا ليتنا كنّا معكم فنفوز فوزاً عظيماً " ...
واما الشهداء الذين ارتقوا الى جنان الخلد مضرجين بدمائهم الزكية فما عسانا ان نقول فيهم وقد قال الله تعالى : (( وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (170) يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنْ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ )) ( 169 ـ 171 ـ آل عمران ) .
واما الجرحى والمعاقين ممن اصيبوا في ساحات المنازلة مع الإرهابيين ، فأن الله تعالى سوف يؤتيهم أجرهم مرتين ، مرة على جهادهم ، ومرة على صبرهم وتحملهم لما نالهم من الأذى في سبيله ، ولكن ما أعظم واجبنا تجاههم في رعايتهم والعناية بهم وتخفيف آلامهم وتأمين الحياة الكريمة لهم ...
واما أرامل الشهداء وأيتامهم وسائر ذويهم فيكفيهم فخراً ما قدموا للدين والوطن من شهداء كرام ، ولكن الواجب تجاههم أعظم انهم فقدوا احبتهم ومن كانوا يحضون برعايتهم في حياتهم المعيشية فلابد ان يجدوا منا من العناية والرعاية ما يعوض ولو جزءاً مما فقدوه بفراق اولئك الكرام .
ايها الإخوة والأخوات ...
مضت سنتان منذ ان هب العراقيون للدفاع عن بلدهم وشعبهم ومقدساتهم امام الهجمة الهمجية الداعشية ، وقد قدموا خلال هذه المدة الاف الشهداء واضعاف ذلك من الجرحى والمصابين ، ولكنهم لم يملّوا ولم يكلّوا عن مقارعة الإرهابيين ، ولم يزالوا صامدين في مختلف الجبهات ، بل انهم يزدادون إصرارا على الاستمرار في جهادهم الدفاعي الى تطهير اخر شبر من ارض الوطن من رجس هؤلاء الظلاميين .
لقد ساهم الجميع في هذه المنازلة العظيمة شيباً وشباناً ، كباراً وصغاراً ، رجالاً ونساءً ؛ ولا يزالون مستمرين في ذلك فمنهم من يشارك ببدنه في حضور جبهات القتال ، ومنهم من يشارك بماله بتوفير ما يحتاج اليه المقاتلون من المؤن وغيرها ...
فسلام الله عليكم من شعب صامد صابر فاجئ العالم بصبره وصموده ...
ويبقى ان نؤكد على المقاتلين الابطال بضرورة توفير الحماية للمدنيين الابرياء وتخليص من احتمى به العدو منهم بكل الوسائل المتاحة ، واعلموا ان إنقاذ إنسان بريء مما يحيط به من المخاطر اهم واعظم من استهداف العدو والقضاء عليه ، فابذلوا قصارى جهودكم في تأمين حياة المدنيين وإبعاد الأذى عنهم .
شكر الله سعيكم وجزاكم خير جزاء المحسنين ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
لا بأس ان اختم بشاهد على قوة هؤلاء الأبطال وهؤلاء العوائل ...
ذهب احد المشايخ الى مدينة الناصرية لتفقد عوائل الشهداء ... ذهب الى بيت التقى بالأب ، الأب يملك من الأولاد (11) ولداً ، (5) منهم قد استشهدوا ، والـ (6) الباقين أمرهم ان يذهبوا الى جبهات القتال قائلا ً لهم : " اما ان تأتوني شهداء وإما ان تأتوني بالنصر" ...
هذه الروح واقعاً قد فاجأت العالم بصمودها ...
نسأل الله تعالى ان يرينا في هذا البلد كل خير ويتجاوز عن سيئاتنا ، وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين .
الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة
اترك تعليق