اعرض على مسامعكم الكريمة امرين :
الأمر الاول :
نؤكد مرة اخرى ، على ما تقدم في الخطب السابقة ، من ان تحدي الارهاب الداعشي هو التحدي الاكبر الذي يواجهه البلد في الظرف الحاضر ، ولابد من تسخير كافة الامكانات في مواجهته ؛ داعين الى مزيد من التنسيق والتعاون بين القوات المقاتلة من الجيش والشرطة الاتحادية والمتطوعين وابناء العشائر والبيشمركة ، للخروج في المعارك القادمة بانتصارات جديدة ، وتحرير مناطق اخرى ، ليتحقق في النهاية الانتصار الكامل بطرد الارهابيين عن جميع اراضينا ، وازالة خطرهم عن بلدنا بإذن الله تعالى .
وبهذه المناسبة نشيد بالانتصارات التي تحققت على ايادي الاخوة البيشمركة في سنجار ، ونبدي اسفنا للمصادمات التي وقعت في طوز خورماتو مما لا مبرر لها ابداً .
آملين ان يضع العقلاء من الطرفين حداً لها ، وان يوجه جميع الاخوة اسلحتهم الى العدو المشترك ، وهم الارهابيون الدواعش .
قبل ان انتقل الى الامر الثاني ، واقعاً من باب الثناء على مجموعة من الطلاب في المتوسطة والاعدادية الذين قللوا من مصروفاتهم اليومية دعماً للمعركة التي يخوضها العراق ضد الارهابيين ، وواقعاً انا احمل بيدي بعض العمل النقدية وهي عبارة عن مصروفاتهم اليومية التي قللوها ، وهي من اصغر فئة الى فئة الالف دينار ، لأنهم لا يملكون الا هذه الاموال ، وحقيقة كانت لهم هذه المواقف السخية دفاعاً عن البلد .
عندما نقول لابد ان تُدعم هذه المعركة ويكون هؤلاء الابناء من الساعين والداعمين لها ، لابد ان تكون هذه الممارسة وان صغرت لكنها كبيرة في الواقع ، لأنهم لا يملكون الا هذه الاموال ، تكون حجة على المسؤولين في الدولة وعلى الاثرياء وعلى اصحاب القرار الذين يمكن ان يساعدوا لكنهم لا يفعلون ذلك .
واقعاً ... نتشرف بهؤلاء الاولاد الذين هم مفخرة للبلد ، وعلى الساسة الذين لا يفعلون ان يتعلموا من هؤلاء .
الامر الثاني :
يعاني المواطنون من عدم اهتمام بعض الموظفين في الكثير من الدوائر الحكومية بإنجاز معاملات المراجعين وفق السياقات القانونية ، بل يلاحظ في حالات غير قليلة ، ان بعض الموظفين يعمد الى عرقلة المعاملة واطالة امد المراجعة ومن السهل جداً على بعضهم ـ أي الموظفين ـ ان يؤجل المراجع الى وقت اخر من دون سبب مقبول ، غير مكترث بما يسبب ذلك للمراجع من اذى و مشاكل ، وهذا جزء من الفساد الذي تعاني منه المنظومة الحكومية ، ويجب السعي الى اصلاحه والاصلاح في جانب مهم منه عمل تربوي وتثقيفي ، ولابد من القيام به في مرحلة سابقة على دخول الموظف في سلك العمل الحكومي .
ان اشاعة ثقافة المواطنة الصالحة وتربية الاولاد عليها في البيت والمدرسة والجامعة ؛ يساهم كثيراً في تقليل بعض الممارسات الخاطئة عند بعض الموظفين ، وترفع اللامبالاة التي تحيط بسلوك اخرين ، ان بعض الآفات الخطيرة التي تعاني منها الدوائر الحكومية كالرشوة ، لم يكن لها ان تنتشر بهذه الصورة المخيفة التي نشهدها اليوم لو كان هناك عمل جاد في تربية ابنائنا وبناتنا على الابتعاد عنها كحالة غير اخلاقية ، وتحذيرهم من مخاطرها على بناء البلد ومستقبله .
ان فساد النفس هو من اعظم انواع الفساد ومن لم يكن له وازع من نفسه يصعب منه من ارتكاب المنكر بسلطة القانون فقط ، والوازع النفسي لا يتحقق الا من خلال التربية الصالحة والنشأة الصحيحة ، فاذا كنا نريد لبلدنا مستقبل افضل تقل فيه نسبة الفساد ، فلابد ان نعمل على تنشئة الجيل الجديد في البيت والمدرسة والجامعة على التحلي بالفضائل الاخلاقية والابتعاد عن رذائلها ، نزرع وننمي في نفوسهم حب الوطن والمواطن اياً كان ، والالتزام بالصدق ورعاية حقوق الاخرين والابتعاد عن الكذب والرشوة والاضرار بالمصالح العامة ونحو ذلك ؛ وهذه مسؤولية تقع على عاتق الجميع .
نسأل الله تبارك وتعالى ، ان يأخذ بأيدينا جميعاً الى ما فيه صلاح بلدنا وشعبنا ، انه ارحم الراحمين ، والحمد لله رب العالمين .
اترك تعليق