تناول ممثل المرجعية الدينية العليا سماحة السيد أحمد الصافي خطيب وإمام الجمعة في كربلاء المقدسة في خطبته الثانية من صلاة الجمعة التي أقيمت في الصحن الحسيني الشريف في(15/رمضان المبارك/1436هـ)الموافق(3/7/2015م) ثلاثة امور استهلهما:اعرض على مسامعكم الكريمة ثلاثة امور الأمر الاول :ان العالم يعاني اليوم من مشكلة كبيرة هي المسماة بالإرهاب الذي تمكّن من منطقتنا ويضرب ايضاً مناطق مختلفة من العالم بين الحين والآخر ..وقد تختلف هذه الضربات شدة وضعفاً .. ولكنها عامة لا تختص ببلد دون بلد وهذا التوسع في مشكلة الارهاب يتطلب ان يفكّر الجميع ويساهموا في حلّها ووضع معالجات جادّة وحقيقية لها .. والمعالجة لا تكون بالإجراءات الامنية والعسكرية فقط..بل لابد من اجراءات اخرى ومن اهمها مقابلة الفكر المتطرف الذي تغلغل الى عقول الكثيرين وجعلهم يقدمون على اعمال وحشية تستهدف المدنيين الابرياء بحجج واهية ..ان هناك حاجة ماسة الى معالجة جذور الارهاب المتفشي اليوم من خلال القضاء على الفكر المتطرف الذي لا يقبل بالتعايش السلمي مع الآخر ويريد اصحابه ان يفرضوا رؤيتهم على الاخرين بالقوة ومن خلال ممارسة الارهاب واستهداف المدنيين العزّل ..ولا يمكن القضاء على الفكر المتطرف بين عشية وضحاها بل يحتاج ذلك الى تمهيدات كثيرة وعمل دؤوب وبرامج تثقيفية وغيرها يجري تنفيذها بفترات غير قصيرة.. الأمر الثاني :ان العراق يعيش اليوم في حالة حرب مع الارهابيين الذين سيطروا على مساحات واسعة منه ولابد ان تستمر كل الامكانات وتوفّر كل التسهيلات للانتصار في هذه الحرب ولا خيار للعراقيين غير ذلك ويقول بعض اصحاب الشأن ان تسليح القوات المسلحة وتجهيزها بالمعدات اللازمة في حربها مع الارهابيين يمر بإجراءات معقّدة وبطيئة وبصعوبات كبيرة وينبغي للحكومة ان تعمل على تذليل هذه الصعوبات وعلى مجلس النواب ان يسهّل مهمة الحكومة في هذا المجال اذا كان هناك حاجة لتغيير بعض القوانين..وأيضا في موضوع تصنيع بعض المعدات العسكرية في داخل العراق هناك بعض التلكؤ اذ بالرغم من توفر الامكانات اللازمة لذلك في عدّة مجالات كما يقول اهل الاختصاص الا انه لم يتم لحد الان استغلال تلك الامكانات بالشكل المطلوب وهو امر غير صحيح ..ان المرحلة الراهنة تمتاز بكثير من الخطورة والحساسية ولابد للمخلصين ان ترتفع همتّهم الى اعلى درجة ممكنة وتتضافر الجهود لعبور هذه المرحلة بأقل الخسائر.. الأمر الثالث :من المعلوم ان العراق يمر بأزمة اقتصادية ومالية بسبب انخفاض اسعار النفط عما كانت عليه في السابق واعتماده على سياسة اقتصادية غير متكاملة اذ لا زالت بعض المنافذ الاقتصادية غير مستغلة ومن الطبيعي ان تؤثر هذه الحالة السلبية على واقع البلاد وعلى الحكومة ان تبذل جهداً اكبر في ادارة الملف الاقتصادي حتى يتمكن البلد من ان يتعافى مما هو فيه ان شاء الله تعالى ..والملاحظ ان بعض الطبقات تكون اكثر تأثراً من غيرها من جرّاء الاوضاع الراهنة ومنهم اصحاب العقود المؤقتة الذين يعانون من عدم تثبيت عقودهم ويتم التلويح لهم بالاستغناء عن خدماتهم بسبب الظرف الاقتصادي ..ان هؤلاء يتطلعون الى ان تجد الحكومة حلا لمشكلتهم ..ان اغلب الوزارات تعتمد على اعداد كبيرة من هؤلاء الاخوة وهم يمثّلون شريحة مهمة فينبغي ان تهتم الجهات المعنية بحل مشكلتهم بما يدخل الاطمئنان في نفوسهم..كتب الله للجميع العافية وارانا في بلدنا وبلاد المسلمين كل خير ودفع الله عنّا وعنهم شرور الاعادي ..واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين ..
اترك تعليق