السيد الصافي : ندعو المرشحين أن لا يجعلوا من مقاعد مجالس المحافظة مشروعاً شخصياً

تناول مُمثِّل المرجعية الدينية العُليا وخطيب جُمعة كربلاء المُقدَّسة سماحة السيد أحمد الصافي في الخطبة الثانية من صلاة الجُمعة التي أقيمت في الصحن الحُسيني الشريف في 1 جمادي الآخرة 1434 هـ الموافق 12 نيسان 2013 مايدور في الساحة السياسية من إقتراب موعد إنتخابات مجالس المحافظات مبيناً سماحته " أنتم تعلمون إنَّ رسم الحياة السياسية بمقدار يتناسب طردياً مع وعي الناس ومع قدرة الناس على التشخيص والتمييز والأمور لاتنظر دائما آنياً وإنّما يجب ان تكون النظرة بعيدة وكلّما كانت القاعدة الشعبية مشاركة بشكل أوسع في أي موطنٍ بإرادتها وبخياراتها فإن ذلك يجعل البلد في مأمن من الإختراقات التي تصادر حريته مستقبلاً وتجعل البلد في مأمن من أمورٍ لا تحمد عقباها وعلى رأسها الأنظمة الدكتاتورية وبالنتيجة كثير من الأمور تحتاج الى وعي وقدرة عل تحليل الأمور آنياً بمعايير ثابتة ومنضبطة وهذه المعاييير مسؤول عنها الناخب مسؤولية مباشرة ، ونؤكد على الناس أن تسعى لكي ترسم ماتريد وهذا ليس له خيار إلا الإنتخابات " . ومخاطباً سماحته من سيحظى بأصوات الناس من المرشحين " على الإخوة المرشحين الذين سيحظون بمقعد المستقبل نقول لهم إننا عندما نجمع المرشحين الآن في كل المحافظات قطعاً سنحصل على عدد كبير من المرشحين الذين تقع عليهم مسؤولية كبيرة وعمدتها أن لا يتحول مقعد مجلس المحافظة الى مشروع شخصي يعني أن لايكون هذا المقعد حال المشاريع الأخرى الإستثمارية والشخصية أوالتي تتعلق بمنافع خاصة ، وإنما هذا المقعد مقعد خدمي وهو عبارة عن مقعد يلبي حاجة الناس لا أن تتحول هذه المقاعد الى مشاريع شخصية ولذلك أمامهم مسؤولية من الآن ، فعلى هذا المرشح أن يعد نفسه من الآن إعداداً لتحمّل هذه المسؤولية كما أعد لنفسه في حملته الإنتخابية وبذل جهداً في السعي من هنا وهناك فعليه مسؤولية أن يبذل جهداً مضاعفاً لخدمة الناس ، وأن يتحلى بالمصداقية قبل الإنتخاب وبعد الإنتخاب ، فنلاحظ الآن بعض المرشحين لم يترك مكاناً إلا زاره وتفقد أهله بغية الدعاية الإنتخابية والترويج لنفسه فعليه أن يقوم بنفس الشيء ويكون صادقاً مع الناس بمقدار مايستطيع إذا ما فاز بالإنتخابات ، بعض المرشحين يتكلم عن مجالس المحافظة وعن نقاط الإخفاق وبعد أن يكون في المنصب نفسه فعليه أن لا يعتذر ويُوجد مبررات لا يفصح للآخرين عنها الآن ، فعليه أن يرفض المبررات ويفعل ما يستطيع ويسعى جاهداً وإذا لم يستطع فعليه أن يعلن إستقالته لأن المقعد ليس مشروعاً ربحياً شخصياً بل هو عبارة عن مشروع خدمي ، وعليه أن لا يتغيّب عن الجلسات وأن يفتش عن إحتياجات الناس في هذه البلدة أو تلك ، وعليه أن يسعى من أجل أن يستثمر الأموال في خدمة الناس ولا بد عليه أن يجد من الآن حلولاً كمصير عشرات المشاريع المتلكئة وما مصير شركاتها هل يمكن أن تحابي هذه الشركات بطريقة أو بأخرى وتعيدها الى العمل وأنت تعلم أنها غير نافعة للبلد أو أن تكون موضوعياً وتتعامل معها بموضوعية ، وهل لك إستعداد أن تكمل مابنته المجالس السابقة أو تحاول ان تنسف كل ما بنته لأن هذا الحزب( فلاني) ومن جهةٍ (فلانية) وهذا من جماعته وهذا ليس من جماعته فهذه نظرة غير موضوعية ، فيجب أن تكون هنالك واقعية فالناس تذهب وتنتخب وعليك أنت أن تقف معها فالناخب يتحلّى بالمصداقية وعليك أنت ايضاً ان تتحلى بها ، فهو يريد أن يبني هذا البلد بصوته فكن له العون في بناء هذا البلد ، فالصوت عندما يعطيه المواطن لشخص ما سيطالبه غداً بهذا الصوت لان الصوت له قيمة وله إحترام فلابد أن تكون أنت بمستوى الإحترام وإذا لم تكن تتحمل المسؤولية من الآن بينك وبين الله إعتذر لأن الناس قد تراك جيداً وأنت بداخلك مهزوزاً ومنهزم لان الناس تريد قراراً وشجاعة وجرأة لأن هذا المجلس ليس صورة ، لأن في العراق هنالك مشاكل هائلة عندنا ومن غير المعقول أن تفكر ماهو الراتب ؟ وكم عدد الحماية ؟ وكم هو التقاعد ؟ وهل هناك إلزاما علي في الدوام؟ لان المواطن يريد منك أن تبحث عن المشاكل وتتفقد الناس فهل هذا المقدار يوجد عندك ؟ فان لم يكن فعليك ان لاتخون الناس فالأداء هو المعيار " . وتطرق سماحته في المحور الثاني من الخطبة الى موضوع الآداب العامَّة التي يجب أن تطبق في كل مجتمع ٍيلتزم الناس بها وترعاها الدولة وتراقب تطبيقها خدمةً للناس وحفاظاً على النظام العام ، مبيناً سماحته " إنَّ هناك فرقٌ بين الحرية والفوضى فالحرية لها معايير ولذلك فان حريتك الشخصية لا تكون على حساب حرية الآخرين في كل العالم أما حالة الفوضى عندما تعم فان الضوابط أيضا تنتفي فقد شاعت عندنا مع الأسف بعض التصرفات لا تمت للحرية بأية صلّة وإنما لها علاقة بخرق الضوابط العامة ، نحن نقول على سبيل المثال هل صحيح إجتماعياً أن يكون هنالك مقهى في وسط حي سكني ؟ وهل صحيح أن يستعمل بعض الباعة المنبه ذو الصوت المرتفع من الصباح الباكر؟ وهل صحيح ان هنالك شخص يحتفل لسبب أو لآخر ويجعل صوت المايكرفون يصل الى المدى الذي يسبب إزعاجاً للآخرين ؟ هذه بعض القليل من الخروقات الكثيرة للآداب العامّة التي نأمل من الناس أن يعوه خطرها على المجتمع وماتجلبه من أذىً للناس ، آملين من الجهات الحكومية أن تضع الضوابط والقوانين التي تحد من هذه الظواهر وتعمل على إشاعة روح النظام والإلتزام بالضوابط العامة "

المرفقات