الخمس نصفان، نصف للإمام المهدي المنتظر، عجل الله تعالى فرجه، يصرف في الأمور التي يحرز فيها رضاه، وبإجازة من المرجع الأعلم المطلع والمحيط بالجهات العامة، أو يدفع إليه، وذلك طبقاً لما ورد في القرآن الكريم والأخبار الواردة عن الأئمة، عليهم السلام.
أما النصف الثاني، فهو للفقراء وأبناء السبيل من "الهاشميين" المؤمنين، ويضمن ذلك استقراراً اقتصادياً للمجتمع الإسلامي.
ويأتي هذا التقسيم استناداً إلى قوله تعالى: {واعلموا أنّما غنمتم من شيء فأنّ لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل..}.
ويقصد بالهاشميين الذين ينتسبون من جهة الاَب الى هاشم جدّ النبي الكريم محمد صلى الله عليه وآله.
وتأتي مشروعية هذا التقسيم من روايات كثيرة وردت عن الأئمة عليهم السلام بينوا من خلالها الموارد التي تصرف فيها الخميس وفق التقسيم المتعارف عليه الآن لدى مراجعنا الأعلام.
ومنها ما جاء في صحيحة أحمد بن محمد بن أبي نصر عن الإمام الرضا، عليه السلام، قال: "سئل عن قول الله عز وجل: {وَاعلَمُوا أَنَّمَا غَنِمتُم مِّن شَيءٍ فَإَنَّ لِلّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي القُربَى}, فقيل له: فما كان لله فلمن هو؟ فقال: لرسول الله، صلى الله عليه وآله، وما كان لرسول الله فهو للإمام، (وسائل الشيعة باب، في أبواب قسمة الخمس الحديث: 1).
وجاء أيضاً في موثقة أبن بكير عن بعض أصحابه عن أحدهما (الباقر أو الصادق) عليهما السلام في قول الله تعالى: {وَاعلَمُوا أَنَّمَا غَنِمتُم مِّن شَيءٍ فَأَنَّ لِلّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي القُربَى وَاليَتَامَى وَالمَسَاكِينِ وَابنِ السَّبِيلِ} قال: "خمس الله للإمام، واليتامى يتامى الرسول، والمساكين منهم، وأبناء السبيل منهم، فلا يخرج منهم إلى غيرهم"، (وسائل الشيعة: كتاب الخمس، ص356 الباب الأول من أبواب قسمة الخمس، الحديث رقم1).
كما ويشير إلى ذلك العلامة محمد حسين الطباطبائي، صاحب تفسير الميزان، أشهر التفاسير الشيعية، إلى أن "الأخبار عن أئمة أهل البيت (عليهم السلام) متواترة في اختصاص الخمس بالله و رسوله و الإمام من أهل بيته و يتامى قرابته و مساكينهم و أبناء سبيلهم لا يتعداهم إلى غيرهم".
حسين الخشيمي
الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة
اترك تعليق