يتحمل العراقيون تبعات تدفق الآلاف من "الإرهابيين" إلى أراضيهم وتنفيذ عمليات انتحارية وقتل للآمنين منذ عام 2003 وحتى الآن. ويتزايد وجود هؤلاء المتسللين إلى الأراضي العراقية منذ بدء تنظيم "داعش" الإرهابي عملياته العسكرية الإجرامية في العديد من المناطق الشمالية والغربية من البلاد.
وباختلاف جنسيات هؤلاء الإرهابيين المتواجدين في العراق، تتعدد وسائل "القتل" والتصفية التي تستهدف المدنيين، لكن رغم إجماع العالم على أن ما تقوم به هذه الجماعات المسلحة المتطرفة من قتل وتدمير أمر يستحق أقصى درجات العقوبة؛ تصر وبكل "عناد" بعض الدول الداعمة للإرهاب أو المشاركة بتصدير "المجاميع المسلحة" بالمطالبة للإفراج عن القتلة الذين القت القوات الأمنية القبض على اعداد كبيرة منهم منذ انطلاق العمليات العسكرية لتطهير العراق من مسلحي تنظيم "داعش" الإرهابي وحتى الآن.
"تهم ملفقة"
وتتعامل هذه الأصوات، على أسس طائفية ومذهبية لتبرير انزال العقوبة من قبل القضاء العراقي بحق هؤلاء المجرمين، في الوقت الذي تمارس هذه الدول دورها القضائي بسهولة ودون أي علامات استفهام تثار حولها بحق العراقيين المتهمين بتهم أقل خطورة من تهم الإرهاب إن لم تكن تهماً "ملفقة"، وهذا ما يحدث تحديداً للكثير من العراقيين الذين اعدمتهم السلطات السعودية بـ "قطع الرؤوس"، الأمر الذي دعا ناشطين إلى وصف تعامل الحكومة العراقية مع هكذا نوع من القضايا بمبدأ "النعامة" خصوصاً بعد أن كشفت تقارير في عام 2013 ارتفاع عدد العراقيين الذين نفذت بحقهم السلطات السعودية الإعدام بقطع الرأس.
رغم ذلك تتحدث السفارة السعودية "العائدة حديثاً" عن ضغوط يخضع لها سجنائهم السعوديين "الإرهابيين" أثناء التحقيق معهم داخل السجون والمعتقلات العراقية، إذ يقول السفير السعودي إن "السلطات الأمنية العراقية لم تبلغنا بتنفيذ الحكم – بإعدام عبد الله القحطاني – إلا في اليوم التالي".. في الوقت الذي تقدم عليه السلطات السعودية على إعدام أعداد كبيرة من العراقيين بتهم مختلفة دون أن تشير إلى ذلك، بل أننا نجهل مصير الكثير من أبنائنا هناك!
"سيناريوهات مغربية"!!
وتشاطر المغرب اختها السعودية بعد أن زعمت أن "المغاربة المعتقلين في العراق" يتعرضون لطرق تعذيب "فضيعة" على أيدي شيعة ساخطين على المغرب على حد تعبيرهم.
ويسرد ناشطون "مغاربة" على مواقع التواصل الاجتماعي وعبر وكالات ومواقع إخبارية، سيناريوهات وقصص "خيالية" عن طرق تعامل القضاء العراقي والسلطات العراقية مع هؤلاء المعتقلين في السجون.
وعلى الرغم من إقدام هؤلاء المعتقلين "المغاربة" على جرائم بشعة بحق العراقيين، إلا أنهم يصرون على أن أبنائهم "المجاهدين" ضد الشيعة لا يستحقون البقاء في المعتقلات وينبغي أن يكون هناك تحركاً دولياً للضغط على الحكومة العراقية من أجل الافراج عنهم.
وطالب بيان لـ "منظمات حقوق الإنسان الوطنية في المغرب" بالعمل على إيقاف تنفيذ الإعدام المحتمل لأنه مبني على محاكمات "غير عادلة" كما تعتقد.
وأقضّ إعلان تنفيذ حكم الإعدام في حق مُدان أجنبي الجنسية بتهم إرهابية، في سجن الناصرية المركزي، مخاوف جديدة لدى أفراد عائلات المعتقلين الإرهابيين المغاربة بالعراق، بحسب صحيفة "هس بريس" المغربية.
وقالت الصحيفة ان أسر الإرهابيين يتخوفون من إعادة سيناريو إعدام المغربي بدر عاشوري شنقا عام 2011.
وبحسب موقع "المسلة" فإن العشرات من الإرهابيين ممّن غَسَلَ أدمغتهم دعاة الفكر التكفيري، تسللوا إلى العراق منذ 2003، ونفّذوا أعمالا إرهابية بالمفخخات والأحزمة الناسفة والهجمات على المؤسسات المدنية والحكومية وراح ضحيتها المئات من الأبرياء.
ختاما... لاتزال دول المنطقة تتعامل بـ "زهادة" مفرطة مع الدم العراقي جراء المواقف المتسامحة من قبل "الحكومة العراقية" تجاه الإرهابيين المعتقلين لديها. وهذا يعني اننا بحاجة إلى التعامل بمسؤولية وحزم إزاء قضية تمس حرمة الدم العراقي وثمن سفكه إذا ما أردنا إيقاف المشروع الإرهابي في العراق.
حسين الخشيمي
الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة
اترك تعليق