مشروع صهيو ـ نيجيري لإبادة "الشيعة العزل" في نيجيريا بواسطة بوكو حرام الإرهابية  

لا يمكن تمرير حادثة قتل المئات من الشيعة في نيجيريا دون النظر إلى ما وراء هذا الحدث وما يحمله من أخطار مستقبلية قادمة تهدد المنطقة برمتها، سيّما تلك المناطق التي تحاول الأقليات المذهبية فيها أن تتعايش مع شركائها هناك بسلام ومنها نيجيريا ، ورغم محاولة العديد من وسائل الإعلام على تسويق الحدث على أنه "صراع طائفي" و "تمرد داخلي" على السلطة ؛ إلا أن قراءة الأحداث ومجرياتها خلال الأيام القليلة الماضية ومنذ اشتعال الحدث ، تؤكد أن هناك عملية ممنهجة تستهدف الوجود الشيعي برمته في المنطقة ، سواءً كان في نيجيريا أو سوريا أو العراق أو أي مكان آخر في العالم، وبرعاية صهيونية بامتياز عبر ادواتها الخليجية !

 

هجمات مدبّرة وممنهجة ...

هذا العام وبعد أن أحيا مئات الآلاف من المسلمين في نيجيريا مراسيم أربعينية الإمام الحسين عليه السلام إذ قطعوا مسافة طويلة نحو 160 كيلومتراً  متجهين إلى حسينية “بقية الله” في مدينة زاريا ؛ تقدم حركة "بوكو حرام" المتطرفة والممولة سعودياً والتي بايعت مؤخرا تنظيم "داعش" الإرهابي على استهداف المعزين ، لتخلف وراء جريمتها ما يزيد عن 22  شهيداً، سبقتها أيضاً وقبل عام تحديداً استهداف تظاهرة مؤيدة للقضية الفلسطينية بمناسبة يوم القدس العالمي والتي كانت قد نظمتها الحركة الإسلامية في نيجيريا إذ اسفر الهجوم عن سقوط  33  شهيداً، كان من بينهم ثلاثة من ابناء الشيخ الزكزكي وهم "احمد" و"حميد" و"محمود" وإصابة ابنه الرابع "علي" بجروح، والتساؤل الذي يبحث عن إجابة الآن، لماذا تستهدف المسيرات الرافضة للظلم من قبل الحكومة النيجيرية في ظل وجود جماعات متطرفة تمتهن القتل في نيجيريا على رأسها "بوكو حرام"؟!!

 

الحكومة النيجيرية تهاجم الزكزكي رداً على طلبه بإنهاء العلاقات مع إسرائيل ...

في 12 كانون الأول الحالي هاجمت الحكومة النيجيرية منزل زعيم الحركة الإسلامية في البلاد "الشيخ إبراهيم الزكزكي" بعد أن وجه الأخير - وبحسب مصادر- رسالة طالب فيها الحكومة النيجيرية بقطع العلاقات مع الكيان الصهيوني، ومحاربة الفساد المستشري في الدولة. وكانت مهاجمة منزل الشيخ التي رافقها استشهاد العشرات من أعضاء الحركة التي يتزعمها بمثابة رسالة الرد، وكأن الحكومة النيجيرية أرادت من ردها هذا أن تقول: "إن التعرض للكيان الصهيوني خط أحمر"!!.

وتشير المصادر أيضاً إلى أن الشيخ الزكزكي قد وجّه في وقت سابق انتقادات شديدة للحكومة النيجيرية بسبب الفساد السياسي، وتبادل المعلومات بين الأجهزة الأمنية لـ "نيجيريا" و"إسرائيل" و"بوكو حرام" وعلاقاتها مع بعض قيادات الجيش النيجيري ومواضيع اخرى.

و قالت زينة إبراهيم زوجة الشيخ الزكزكي في مكالمة هاتفية مع وكالات تابعها الموقع الرسمي للعتبة الحسينية والتي تخلّلها أصوات إطلاق نار، "أصيب نحو 30 شخصا في الهجوم المستمر الذي بدأ مساء السبت في مدينة زاريا في شمال نيجيريا".

الحكومة النيجيرية تتهم "الشيعة العزّل" بمحاولة اغتيال رئيس أركان الجيش !

وفي غضون ذلك حاولت السلطات النيجيرية وكعادتها تصوير الحادث على أنه "تمرد شيعي" يستهدف أمن الدولة، فسارعت إلى اطلاق تهمة محاولة الشيعة لاغتيال رئيس أركان الجيش النيجيري في "زارايا" بحسب ما أفاد بذلك المتحدث الرسمي باسم الجيش العقيد "ساني عثمان".

الأمر الذي دعا الجيش النيجيري إلى إصدار بياناً رسمياً أكد من خلاله أن "الطائفة الشيعية وبناءً على أوامر قائدهم، إبراهيم الزكزكي في زاريا، هاجمت موكب رئيس أركان الجيش الذي يرافقه 73 عسكري" بحسب البيان.

وبحسب البيان أيضاً فإن "المئات من أبناء الطائفة الذي يحملون السلاح، وتحصّنوا في الطرق، رفضوا كل التوسلات للتفريق ثم بدأوا بإطلاق النار ورشقوا الموكب بمواد خطرة".

 

الحركة الإسلامية: الجيش خطط للحادثة ...

في حين أفاد شهود عيان أن أعضاء الحركة الإسلامية كانوا عزلاً ولا يحملون أي نوع من أنواع الأسلحة، وهذا ما أوضحته الحركة الإسلامية رسمياً وتساءلت: "كيف يمكن للناس العزل أن تغتال رئيس الأركان؟!!".

وأوضحت الحركة، أن اعضاءها كانوا يستعدون لرفع راية بمناسبة دخول الشهر الهجري الجديد بعد انتهاء موسم الحزن في شهري محرم وصفر.

واعتبرت أن "الجيش قد خطط للحادثة قبل هذا وتصّرف الجنود وفقا للأوامر، خاصّة أنهم جاؤوا مع المصورين".

إدانات للجريمة ومطالب بالكشف عن مصير الشيخ "الزكزكي" ...

إلى ذلك أدانت شخصيات دينية وسياسية وشعبية لما وصفوه بـ "المجزرة البشعة" التي أقدمت عليها السلطات النيجيرية بحق الشيعة في "زارايا".

واعتصم العشرات أمام مقر البعثة الدبلوماسية النيجيرية وسط العاصمة البريطانية لندن أدانوا من خلاله جرائم الجيش النيجيري بحق أنصار المنظمة الإسلامية.

طالب المعتصمون السلطات النيجيرية بالكشف عن مصير الشيخ ابراهيم الزكزكي, وتقديم المسؤولين عن المجزرة الى العدالة.

 

آية الله العظمى نوري همداني يطالب بإطلاق سراح الشيخ الزكزكي ...

واعتبر اية الله العظمى حسين نوري همداني أن جرائم الحكومة النيجيرية تحكي مدى صرامة وشدة الهجوم على الشيعة وزعيمهم الشيخ ابراهيم الزكزكي، فيما أكد بحسب البيان الذي أصدره على " على لزوم محاكمة العسكريين الذين نفذوا هذه العملية واطلاق سراح الشيخ الزكزكي فورا ومعالجته وجميع الجرحى".

آية الله  العظمى المدرسي : الهجمة جاءت كرد فعلٍ على إحياء شعيرة الأربعين لهذا العام ...

من جهته اعتبر آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي " أن الهجمة جاءت كرد فعلٍ على إحياء شعيرة “زيارة الأربعين” لهذا العام ومطالبة الشيخ ابراهيم الزكزكي الحكومة النيجيرية بقطع علاقتها مع الكيان الصهيوني والقضاء على الفساد.

وقال، إن "ما جرى مؤخراً في نيجيريا من قتل للأبرياء لا لشيء الاّ  لكونهم شيعة يعد أمرا مهولا لا يقبله شرع أو عقل في أي منطق وأي مكان في العالم".

 

جماعة علماء العراق: الأولى بالجيش النيجيري توجيه بنادقه للإرهاب لا المصلين العزّل ...

واستنكرت جماعة علماء العراق في بيان لها "جريمة الاعتداء على منزل وحسينية زعيم الحركة الإسلامية في نيجيري الشيخ إبراهيم الزكزكي.

واعتبر رئيس الجماعة "الشيخ خالد الملا" أن الكثير من أفراد الجيش النيجيري هم من جماعة "بوكو حرام" الإرهابية.

وقال، "كان الأولى بالجيش النيجيري ان يوجه بنادقه ورصاصه إلى المنظمات الإرهابية لا للمصلين العُزل في المساجد وأماكن العبادة".

 

لجنة حقوق الإنسان الإسلامية في بريطانيا ...

وندد رئيس لجنة حقوق الانسان الاسلامية في بريطانيا "مسعود شجران" بمجزرة زاريا ودعا المحافل الدولية للتحقيق في هذه الجريمة الممنهجة والكشف عن مصير العلامة الشيخ ابراهيم الزكزكي، مشيراً الى وجود وثائق تؤكد ان عدد ضحايا المجزرة التي ارتكبها الجيش النيجيري بلغ نحو الف شهيد.

 

 حسين الخشيمي

الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة

المرفقات