وردت روايات عدة عن اهل البيت عليهم السلام تتحدث حثل فضل وعظمة تسبيح الصديقة فاطمة عليها السلام فقد ورد ان لتسبيحها فضل كبير وعظيم جدا واليك بعض ذلك:
اولا: الزام الائمة عليهم السلام لصبيانهم في المواظبة على تسبيح الزهراء عليها السلام
مما يدل على عظمة تسبيح الزهراءعليه السلام هو ما ورد في سيرة الائمة عليهم السلام حيث كانوا يلزمون صبيانهم به كما يلزمونهم على الصلاة فعن ابن أبي عمير، عن أبي هارون المكفوف، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: (يا أبا هارون، إنا نأمر صبياننا بتسبيح فاطمة عليها السلام كما نأمرهم بالصلاة، فالزمه، فإنه لم يلزمه عبدٌ فشُقي)[1].
ثانيا: تسبيح الزهراء عليها السلام يغفر الذنوب ويطرد الشيطان ويرضي الرحمان
وورد أيضا ان تسبيح الزهراء عليها السلام له من الاثار العظيمة على المؤمنين وخصوصا في مجال غفران الذنوب وطرد الشيطان وارضاء الله عز وجل فعن ابن عميرة، عن أبي الصباح ابن نعيم، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر عليه السلام قال:( من سبَّح تسبيح الزهراء (عليها السلام) ثم استغفر غُفر له، وهي مائة باللسان، وألف في الميزان، وتطرد الشيطان وترضي الرحمان)[2].
ثالثا: ان تسبيح الزهراء من الذكر الكثير
ورد ايضا ان تسبيح الزهراءعليها السلام من الذكر الكثير فعن محمد بن مسلم، قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول:( تسبيح فاطمة - سلام الله عليها - من ذكر الله الكثير الذي قال الله (عزَّوجلَّ): ﴿اُذْكُرُوا اَللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً﴾.
رابعا: طريقة تسبيح الزهراء عليها السلام
روي عن إسماعيل بن عمار، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام) : قوله (عزَّوجلَّ): ﴿اُذْكُرُوا اَللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً ) ما حدُّه؟ قال: إن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم علَّم فاطمة - سلام الله عليها - أن تُكبِّر أربعاً وثلاثين تكبيرة، وتُسبِّح ثلاثاً وثلاثين تسبيحة، وتحمد ثلاثاً وثلاثين تحميدة، فإذا فعلت ذلك بالليل مرة، وبالنهار مرة، فقد ذكرت الله كثيراً)[3].
خامسا: تسبيح فاطمة (عليها السلام) أحد علامات المؤمن الخمس
وورد ان تسبيح الزهراء عليها السلام من علامات المؤمن ، فالإنسان المؤمن انما يعرف من خلال مواظبته على التسبيح الفاطمي فقد روى عن أبي الحسن موسى عليه السلام قال: (لا يخلو المؤمن من خمسة: سواك ومشط، وسجادة، وسبحة فيها أربع وثلاثون حبة، وخاتم عقيق) ، وقال الشيخ الجواهري (رحمه الله) : المروي عن[المصباح]: لا يخلو المؤمن من خمسة: سواك ومشط وسجادة وسبحة فيها أربع وثلاثون حبة، وخاتم عقيق، ضرورة الإشارة بالسبحة - بقرينة العدد المزبور - إلى تسبيح الزهراء عليها السلام ، وحُكي لي عن [مكارم الأخلاق] أنه روي فيه كون تسبيح الزهراء (عليها السلام) إحدى العلامات الخمس للمؤمن، أو غير ذلك، كما أنه لم أجد ما قاله فيها أيضاً: أفْضلُهُ بمستفيض النقلِ * تسبيحةُ الزهراء ذات الفضلِ نعم، قال الباقر عليه السلام في خبر صالح بن عقبة: ما عُبد الله بشيء من التحميد أفضل من تسبيح فاطمة (عليها السلام) ، ولو كان شيء أفضل منه لنحّله رسول الله صلى الله عليه واله وسلم فاطمة عليها السلام.
كلام الفقهاء حلول تسبيحة الزهراء عليها السلام
اجمع الاعلام من فقهاء الامامية على فضل تسبيح الزهراء عليها السلام واستحبابه في دبر كل صلاة قال العلامة الحلي رحمه الله( افضل الأذكار كلّها تسبيح الزهراءعليها السلام)[4] ، و قال ابن فهد الحلي (رحمه الله) في الرسائل: (أفضل التعقيب تسبيح الزهراء فاطمة عليها السلام) ، وقال المحقق الحلي رحمه الله في المعتبر: ( والأذكار المنقولة في ذلك كثيرة، أفضلها تسبيح الزهراءعليها السلام ، وإنما نسب إليها لأنها السبب في تشريعه روى صالح بن عقبة، عن أبي جعفر عليه السلام قال: (ما عُبد الله بشيء أفضل من تسبيح الزهراء عليها السلام)[5]، وقال السيد اليزدي (رحمه الله) في العروة في تعقيبات الصلوات: (تسبيح الزهراء صلوات الله عليها، وهو أفضلها على ما ذكره جملة من العلماء، ففي الخبر: ما عُبد الله بشيء من التحميد أفضل من تسبيح فاطمةعليها السلام..)[6] ، وجاء في منهاج الصالحين]للسيد الخوئي رحمه الله، في التعقيب قال: (وهو الاشتغال بعد الفراغ من الصلاة بالذكر، والدعاء.. ومنه - وهو أفضله - تسبيح الزهراء عليها السلام وهو: التكبير أربعاً وثلاثين، ثم الحمد ثلاثاً وثلاثين، ثم التسبيح ثلاثاً وثلاثين)[7].
الهوامش:-------
[1] ثواب الأعمال، الصدوق: ١٦٣.
[2] البلد الأمين، الكفعمي: ٩.
[3] تأويل الآيات، شرف الدين الحسيني: ٢/٤٥٤ ح١٦.
[4] انظر جامع المقاصد، المحقق الكركي: ٢/٣٣٨ ٣٣٩
[5] ) مدارك الأحكام، السيد محمد العاملي: ٣/٤٥٢
[6] العروة الوثقى، السيد اليزدي: ١/٧٠٣
[7] منهاج الصالحين، السيد الخوئي: ١/١٨٤.

اترك تعليق