بين سرير العلاج وقاعة الدراسة… مؤسسة وارث الدولية تسند رحلة (زينب) في مواجهة السرطان

لم يكن فقدان الشعر الطويل مجرد حدث عابر في حياة محاربة السرطان الفتاة (زينب)، التي تتلقى العلاج مجانا في مؤسسة وارث الدولية لعلاج الأورام التابعة لهيئة الصحة والتعليم الطبي في العتبة الحسينية المقدسة، بل لحظة صادمة قلبت يومها رأسا على عقب، حيث "زعلت، سقط كله، فقد كان طويل وحلو”، تقول بصوت طفولي خافت، قبل أن تستدرك بابتسامة صغيرة "هذه السنة عادي حتى لو وقع، المهم الصح، المهم استمر في معركتي وانتصر”.

وبين سرير العلاج وقاعة المدرسة، اختارت (زينب) الطريق الأصعب، أن تمضي نحو حلمها بلا التفات، (الدراسة أهم، وأن اصبح مدرسة”، تردد بثقة، وهي تمسك قلمها كما لو كان عصا نجاة تتوكأ عليها لتقطع طريق المرض.

في صباح يوم امتحانها، رافقها القلق والأمل معا، وتحكي "اليوم الصبح صحيت، وذهبت للامتحان، وعند ساعة الامتحان كل الطلاب دخلوا، وبعدها قالوا ادخلوا المريضة فأدخلوني”، جلست بين الأوراق والأسئلة، تنظر إليها بثبات، ثم تقول "قمت أحل الاسئلة" وكأنها كانت تختبر نفسها أكثر مما تختبر المعلومات.

الأطباء والإدارة تابعوا المشهد عن قرب، بقلوب مشدودة، وأحدهم التفت لأسرتها وقال "والله أنها بطلة”، أنه كان يدرك أن شجاعة (زينب) لم تكن في إجاباتها فقط، بل في جلوسها هنا، في قلب المعركة، متحدية الخوف والمرض معا.

وبينما كان الأطباء من مؤسسة وارث الدولية لعلاج الأورام الذين يرافقونها يتحسبون لأي طارئ صحي قد يوقفها، كانت (زينب) تكتب وكأنها تعلن انتصارا صغيرا على حياة تحاول أن تثقل خطاها.

وتقول وهي تنهي روايتها بابتسامة صافية، "إن شاء الله ربكم يعالجكم، ضلوا متأملين برب العالمين”.

(زينب) لم تكن تحكي عن نفسها فقط، بل عن كل من اختار أن يواجه ضعفه بشجاعة، وأن يحول الخوف إلى بداية حكاية أمل، انها بعضا من قصص محاربي السرطان الذين تعمل مؤسسة وارث الدولية لعلاج الأورام التابعة لهيئة الصحة والتعليم الطبي في العتبة الحسينية المقدسة بمساعدتهم على تحقيق بعضا من أحلامهم، وهم بطريق المواجهة حتى الانتصار على السرطان.

تحرير : مصطفى احمد باهض