لماذا تلطمون وتبكون يا شيعة على ائمتكم؟!
اقول: نفعل ذلك التزاما بسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
إثبات مشروعية إحياء مصاب أهل البيت -عليهم السلام- من كتب أهل السنة
بسم الله والحمدلله وصلاة وسلام على المصطفى وآله الطاهرين واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين، وبعد
فقد كثر التشنيع من قبل الناصبة بشتى ألوانهم، على الطائفة المنصورة الإمامية (أعزهم الله) لكونهم الوحيدين الذين تمسكوا بحبل الله المتين، (كتاب الله وعترتي أهل بيتي)، ومما شنعوا به علينا: (إحياء مصاب أهل البيت (عليهم السلام) بالبكاء والجزع)، ولعمر الله لو لم يكن للإمامية إلا ذلك لكفى ذلك شهادة بأنهم الشيعة الحقة لأهل البيت (عليهم السلام)، ومما نسرده من كتب أهل الخلاف الروايات الآتية:
1- الرواية الأولى: بكاء النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) على الإمام الحسين (عليه السلام) كلما ذكر له مصابه عن طريق أمين الوحي جبريل (عليه السلام):
عن أُمّ الفضل قالت: ((فدخلت يوماً إلى رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم) فوضعته - أي الحسين(عليه السلام) - في حجره، ثمّ حانت منّي التفاتة فإذا عينا رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم) تهريقان من الدموع، قالت: فقلت: يا نبيّ الله بأبي أنت وأُمّي ما لك؟
قال: (أتاني جبريل(عليه السلام) فأخبرني أنّ أُمّتي ستقتل ابني هذا)، فقلت: هذا؟ فقال: (نعم، وأتاني بتربة من تربته حمراء) )).
قال الحاكم النيسابوري: ((هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه)) [المستدرك على الصحيحين: 3 / 176 - 177].
وروى أحمد، عن عبد الله بن نجى، عن أبيه: ((أنّه سار مع عليّ(رضي الله عنه)، وكان صاحب مطهّرته، فلمّا حاذى نينوى وهو منطلق إلى صفّين، فنادى عليّ(رضي الله عنه): (اصبر أبا عبد الله أبا عبد الله بشطّ الفرات)، قلت: وماذا؟ قال: (دخلت على النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) ذات يوم وعيناه تفيضان، قلت: يا نبيّ الله أغضبك أحد؟ ما شأن عينيك تفيضان)؟
قال: (بل، قام من عندي جبريل قبل، فحدّثني أنّ الحسين يقتل بشطّ الفرات، قال: فقال: هل لك إلى أن أشمّك من تربته؟ قال: قلت: نعم، فمدّ يده فقبض قبضة من تراب فأعطانيها، فلم أملك عيني أن فاضتا) )) [مسند أحمد: 1 / 85].
2- الرواية الثانية: قول الإمام الحسين (عليه السلام): (من دمعت عيناه فينا..) الرواية المشهورة:
فقد روي في (فضائل الصحابة) قال حدثنا أحمد بن إسرائيل، قال: رأيت في كتاب أحمد بن محمد بن حنبل رحمه الله بخط يده، نا أسود بن عامر أبو عبدالرحمن، قثنا الربيع بن المنذر، عن أبيه قال : ((كان حسين بن علي يقول: من دمعتا عيناه فينا دمعة، أو قطرت عيناه فينا قطرة أثواه الله عز وجل الجنة) [فضائل الصحابة لأحمد: 1154].
رجال السند بالتفصيل:
1 - أحمد بن إسرائيل : ( تذكرة الحفاظ ج3 ص869 ، رقم 838 ) : النجاد الإمام الحافظ الفقيه شيخ العلماء ببغداد أبو بكر أحمد بن سلمان بن الحسن بن إسرائيل البغدادي ، قال الخطيب : كان صدوقا عارفا صنف كتابا كبيرا في السنن .
2 - أسود بن عامر : ( الجرح والتعديل ج2 ص294 رقم 1079 ) : الأسود بن عامر أبو عبد الرحمن ولقبه شاذان روى عن سفيان وشعبة وشريك روى عنه احمد بن محمد بن حنبل وعبد الله وعثمان إبنا محمد بن أبى شيبة سمعت أبى يقول ذلك ويقول هو صدوق صالح حدثنا عبد الرحمن حدثني أبى قال : قال على بن المديني الأسود بن عامر ثقة ، حدثنا عبد الرحمن إنا يعقوب بن إسحاق الهروي فيما كتب إلى ثنا عثمان بن سعيد قال : سألت يحيى بن معين عن الأسود بن عامر شاذان فقال : لا بأس به .
3 - الربيع بن منذر : ( الثقات للعجلي ج1 ص356 رقم 461 ) ، كوفي ثقة
4 - منذر الثوري أبو يعلى : ( تهذيب التهذيب ج10 ص270 رقم 532 ) : روى عن الستة ( البخاري - مسلم - أبو داود - الترمذي - النسائي - إبن ماجه ) ، ذكره بن سعد في الطبقة الثالثة من أهل الكوفة وقال : كان ثقة قليل الحديث وقال بن معين والعجلي وإبن خراش : ثقة وذكره بن حبان في الثقات.
وبسند اخر اخرجه الخطيب البغدادي في تلخيص المتشابه ج 1 ص 563
أنا الحسن بن أبي طالب، نا أحمد بن محمد بن عمران، نا أبو الحسن بن شقير، نا جعفر بن محمد بن عبيد، نا أحمد بن يحيى الأودي، نا مخول بن ابراهيم، نا محمد ابن بكر، نا الربيع بن منذر الثوري، عن أبيه قال: سمعت الحسين بن علي يقول: من دمعت عينه فينا دمعة، أو قطرت عينه فينا قطرة أثواه اللّه بها في الجنة حقبا، و ان دخل النار أخرجته منها.
اترك تعليق