رمز الغدير، نور الولاية، وحقائق التاريخ
علي وشيعته هم الفائزون: رمز الغدير، نور الولاية، وحقائق التاريخ
في قلب التاريخ الإسلامي، تتجلى مواقف مفصلية صنعت الفرق بين رؤى المذاهب والطوائف، ومن بين تلك اللحظات التاريخية تبرز واقعة غدير خم بوصفها واحدة من أبرز المحطات التي يتمسك بها أتباع مدرسة أهل البيت (الشيعة الإمامية)، والتي يستندون إليها في إثبات أحقية الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) بالخلافة بعد النبي محمد (صلى الله عليه وآله)، وتعبّر العبارة: "علي وشيعته هم الفائزون" عن بُعد عقائدي وروحي عميق في هذا السياق.
نرى من خلال هذه الصورة شخصيتان نورانيتان: تمثل الأولى النبي محمد (صلى الله عليه وآله)، والثانية الإمام علي (عليه السلام)، وفيها يرفع الرسول الأكرم يد الإمام علي، وذلك يرمز إلى إعلان البيعة أو الولاية كما حصل في غدير خم.
كما أن الراية الخضراء الواضحة في الصورة تمثل راية الإسلام وراية الحق، والهالة النورانية ترمز إلى الطهر والعصمة، وهي من خصائص النبي والأئمة (عليهم السلام).
أما العبارة الظاهرة أسفل الصورة (علي وشيعته هم الفائزون)، هي مقولة تنسب للنبي محمد (صلى الله عليه وآله) في عدد من كتب التراث الإسلامي على حد سواء.
وعن مقولة "علي وشيعته هم الفائزون"ذكرتها عدة روايات منها، ما روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنه قال: "يا علي، أنت وشيعتك هم الفائزون يوم القيامة."
دلالتها:
تشير إلى منزلة الإمام علي (عليه السلام) وأتباعه، واعتبارهم ضمن الناجين أو الفائزين في الآخرة، ويأتي تفسيرها هنا بمعناها الأولي، أي أتباع الإمام علي ومحبيه الذين يتبعون نهجه.
المصادر والروايات:
الخصال – الشيخ الصدوق: وردت الرواية بهذا النص أو قريباً منه في باب "الأربعة".
بحار الأنوار – العلامة المجلسي، الجزء 68، ص 1-2: يحتوي على عدة روايات في فضل علي وشيعته.
الدر المنثور – السيوطي: ذكر حديثاً مشابهاً عند تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ} [البينة: 7]، وقال: "نزلت في علي وشيعته".
تفسير الطبري: ينقل عن ابن عباس أن المقصود بخير البرية هم "علي وشيعته".
واقعة غدير خم:
وقعت في طريق عودة النبي (صلى الله عليه وآله) من حجة الوداع، حيث خطب الرسول الأكرم في الناس، وقال: "من كنت مولاه فهذا علي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه..."، وبايع المسلمون علياً (عليه السلام) بعد ذلك، وكان هذا الحدث إعلاناً واضحاً لولايته.
البعد العقائدي لحديث (علي وشيعته ..):
يعد حديث "علي وشيعته هم الفائزون" تأكيداً نبوياً على أحقية أتباع خط أهل البيت (عليهم السلام)، حيث يُنظر إلى الإمام علي كمرجع ديني وسياسي بعد النبي، وما حصل في غدير خم هو تنصيب إلهي له، وشيعة أهل البيت يرون أنفسهم امتداداً لذلك الخط، ويعتقدون أن الولاية لعلي شرط لقبول الإيمان.
فالصورة التي تراها ليست فقط عملاً فنياً، بل تختصر قضية القيادة في الإسلام، أما العبارة "علي وشيعته هم الفائزون" فهي ليست مجرد مقولة، بل عقيدة تقول بأن الإمام علي النور والهدى بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وبين الرمزية والتاريخ، تبقى واقعة غدير خم شاهدة على لحظة حاسمة، لا تزال تتردد أصداؤها حتى اليوم.
اترك تعليق