بيعة النساء للإمام علي (عليه السلام) في غدير خم

مشهد من الولاء والإيمان

في يوم غدير خم، أعلن النبي محمد (صلى الله عليه وآله) ولاية الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) على الأمة الإسلامية، في أعظم موقف من مواقف تبليغ الرسالة الإلهية، لم تقتصر البيعة على الرجال فقط، بل شاركت النساء في هذا العهد العظيم، لتكون شهادتهن التاريخية دليلاً على الشمولية والالتزام العميق في البيعة.

مضمون الصورة

تُجسد الصورة مشهداً روحانياً يُظهر مجموعة من النساء المؤمنات، وهنَّ يبايعن الإمام علي (عليه السلام) تحت خيمةٍ وفي جو صحراوي ومحيطٍ تملؤه الهيبة والسكينة، فالرجل الجالس في الصورة ترمز إلى شخصية عظيمة وهو الإمام علي (عليه السلام) ، بينما النساء المتحجبات يظهرن في وقار وخشوع، يُمددن أيديهن نحو إناء رمزي للمبايعة، في مشهدٍ يُجسد الطهر والولاء.

بيعة النساء للإمام علي (عليه السلام) في غدير خم

ورد في كتب السير والحديث أن النبي (صلى الله عليه وآله) أمر المسلمين، رجالاً ونساءً، بمبايعة الإمام علي (عليه السلام) بعد إعلان ولايته في غدير خم، وكان من ضمن ذلك مبايعة النساء بطريقة تتوافق مع القيم الشرعية آنذاك.

نص البيعة

بعد أن خطب النبي (صلى الله عليه وآله) في الناس في غدير خم، قال: "من كنت مولاه فهذا علي مولاه، اللهم والِ من والاه، وعادِ من عاداه..."، ثم أمر الناس بمبايعته، فبايعه الرجال، ثم جاء دور النساء، فمدّ النبي (صلى الله عليه وآله) إناء فيه ماء وأمر النساء أن يمددن أيديهن في الإناء، ومدّ علي (عليه السلام) يده فيه، فكانت هذه الطريقة الرمزية لبيعة النساء.

أحاديث ومصادر تؤيد بيعة النساء في الغدير

1- الشيخ المفيد في "الإرشاد":

ذكر أنه بعد إعلان النبي (ص) لولاية علي (عليه السلام)، بايعه الرجال والنساء، وكانت بيعة النساء بوضع يد الإمام في الماء، وتقوم النساء بوضع أيديهن فيه، رمزاً للبيعة.

2 - العلامة الأميني في "الغدير":

أورد تفاصيل بيعة النساء، وذكر أن النبي (ص) أعد مكاناً خاصاً لبيعة النساء، وشارك في ذلك كبار الصحابيات مثل فاطمة الزهراء عليها السلام وأم سلمة.

3 - الطبرسي في "الاحتجاج":

نقل أن النبي (صلى الله عليه وآله) أمر النساء بالمبايعة على الولاء لعلي، وكان ذلك بحضورهن بعد بيعة الرجال.

4 - ابن شهر آشوب في "مناقب آل أبي طالب":

أشار إلى أن النساء بايعن الإمام علي في الغدير، كما بايع الرجال، وكان ذلك بأمر من النبي (ص).

الرمزية والدلالة

إنّ مشهد بيعة النساء للإمام علي عليه السلام يحمل دلالات عميقة منها، دور المرأة في صناعة الوعي الديني والسياسي، والاعتراف الكامل بولاية علي (عليه السلام) من جميع فئات المجتمع، وشمولية مشروع الغدير الذي لم يستثنِ أحداً من بيعة الولاء.

يوم الغدير لم يكن حدثاً عابراً

إنّ استحضار هذا المشهد اليوم يُعيد إلى الأذهان حقيقة ما جرى في غدير خم، ويؤكد على أن البيعة لعلي (عليه السلام) لم تكن حدثاً عابراً، بل إعلاناً إلهياً شمل كل الأمة، رجالاً ونساء، كباراً وصغاراً، ففي زمن التحديات، يبقى الغدير شعلة نور وهداية لمن يبتغي الحق والولاء لآل بيت النبوة.

تصميم : كرار الياسري إعداد : علي رحال