محاربة السرطان الطفلة (مريم)... من معركة المرض إلى محاكاة الأطباء في مؤسسة وارث الدولية لعلاج الأورام

تستمر محاربة السرطان الطفلة (مريم) في معركتها ضد المرض، حيث تعيش أياما مليئة بالألم والأمل في آن واحد، بيد أنها رغم ذلك الألم بدأ ينمو في قلبها، شيء يعكس قوة الإرادة والعزيمة، هو الإعجاب الكبير بالطواقم الطبية التي كانت تعتني بها داخل مؤسسة وارث الدولية لعلاج الأورام التابعة لهيئة الصحة والتعليم الطبي في العتبة الحسينية المقدسة، وبدأت في تقليد الأطباء والممرضين، من ارتداء الكمامة إلى استخدام لاصق الجروح، معجبة بأسلوبهم في التعامل مع المرضى.

بعد فترة علاج طويلة في المؤسسة التي تقدم خدماتها عالية المستوى للأطفال مجانا على نفقة العتبة الحسينية المقدسة، بدأت الطفلة (مريم) بتغيير سلوكها وتصرفاتها، أصبحت تستمع لكلام الأطباء وتقلدهم، من خلال ارتداء الكمامة ووضع لاصق الجروح كما علموها، كما أعجبت بطريقة علاجهم للمرضى وأساليبهم في التعامل مع الصغير والكبير، بحسب ما تروي والدة مريم.

وتضيف، كوننا أهلها، فنحن دائما نشجعها ونقول لها: "في يوم ما، ستكونين دكتورة وتعالجين الأطفال وتقدمين مثل هذه الرعاية".

وتشير إلى أن "التعامل الإنساني واللطيف من الدكتورة وداد والفريق الطبي من الممرضين في غرفة العلاج الكيمياوي كان له دور كبير جدا في رفع معنوياتها، حيث تعلمت منهم مفهوم الرعاية الحقيقية، كما لا يمكنني نسيان موظفي الاستقبال الذين كانوا يلعبون معها ويعطونها رسومات وألعاب، هذا الشي كان له تأثير إيجابي على حالتها النفسية وجعلها تريد أن تصبح مثلهم عندما تكبر".

يذكر أن مؤسسة وارث الدولية لعلاج الاورام التابعة للعتبة الحسينية المقدسة، وبتوجيه من قبل ممثل المرجعية الدينية العليا الشيخ عبد المهدي الكربلائي تقدم خدمات مجانية لجميع الاطفال من محاربي مرض السرطان دون سن (15) عاما.

وتدعم العتبة الحسينية برامج العلاج المجاني لمرضى الأطفال المصابين دون سن (15) سنة، والعلاجات المدعومة والمخفضة للبالغين، وكذلك المبادرات العامة المجانية التي تشمل جميع المرضى، حيث تطلق بين الحين والآخر في المناسبات الدينية والمقدمة من قبل المؤسسات الصحية التابعة لهيئة الصحة والتعليم الطبي في العتبة الحسينية المقدسة، حيث قدمت جميع المؤسسات الصحية خدمات مجانية خلال عام 2024 تجاوزت قيمتها 60 مليار دينار عراقي، شملت مؤسسات صحية داخل وخارج مدينة كربلاء، منها مؤسسة الثقلين في محافظة البصرة التي قدمت لوحدها (7.2) مليار دينار عراقي.

تحرير : فلاح حسن غالي