السؤال الاول: ما ذنبي انا اليوم في غياب امامي عني ووقوع الظلم علي وما ذنب الشيعه من يوم الغيبة في قوع الظلم او القتل والتنكيل وهم ينتظرون خروج الامام، وما ذنب الشيعه الان بسبب اختلاف علماء الشيعة الأمامية نفسهم في الأمور العقائدية بين مفسريهم ومحديثيهم؟
السؤال الثاني: هل الغيبة بمسمياتها الكبرى والصغرى عقائدية ام العقيدية هي امامة الامام والغيبة فقط؟
السؤال الثالث: كيف حصل الاطمئنان من السفراء الأربعة خاصه وان الخبر من قبلهم هو خبر واحد فبغض النظر عن عدالتهم وتقواهم كيف يؤخذ الخبر الواحد من غير معصوم وهم ليسوا من ذرية ال محمد ولا يصبح سفير للأمام الا بعد وفاة السفير الذي يسبقه؟
السؤال الرابع: الم يكن من المؤمنين ذلك الوقت من يطمئن الامام عليه السلام له لنقل الأحكام والروايات ليستمر تتابع الروايات والأخبار منهم وصولا الى النبي ص ام ينقطع الخبر بعد وفاة السفير الرابع؟
الجواب:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولاً: الاختلاف بين العلماء والفقهاء يرجع الى اجتهادهم الذي تؤسسه جملة من الشروط المتفق عليها ومنها قدرة الفقيه على الاستنباط بالرجوع الى الادلة، ولما كانت انظار الفقهاء فيما يدل عليه الدليل متفاوتة فما يستقر عليه رأي المجتهد بعد استفراغ وسعه في تحصيل الدليل وفهمه يكون منجزا ومعذراً، فلا ذنب والحالة هذه على المقلد الذي يرجع في احكامه الى فتاوى مرجع مجتهد من مراجع التقليد، واما الاطروحات العقائدية فاكثرها ليست من باب الابتلاء بل هي مباحث تفصيلية في مسائل عقدية متفرعة على الاصول الاصلية كالتوحيد والنبوة والامامة والعدل والمعاد، ولا يصل الاختلاف بين العلماء في هذه الاطروحات الى درجة التبديع والتكفير بين العلماء في هذه الاطروحات الى درجة التبديع والتكفير والاقصاء لمن يتبنى غيرها او يقوده الدليل الى تبني اطروحة اخرى، فعلى سبيل المثال يذهب بعض العلماء في الامام المهدي (عليه السلام) الى اطروحة خفاء الشخص، ويذهب آخرون الى اطروحة خفاء العنوان، ولكل من الفريقين ادلة يتشبث بها ويرى انها الارجح من دون انكار للاطروحة الاخرى، ومثل هذه الاطروحات لا ضير فيها، فانها لا تؤثر على اعتقاد الشيعة بالامام المهدي (عليه السلام) وبغيبته بحيث يقال لمن يذهب الى احدى الاطروحتين دون الاخرى بانه ضال او منحرف العقيدة. وليس على العامي البسيط الذي يؤيد احدى الاطروحتين اتباعا لاحد العلماء أي مثلبة، فسواء صحت هذه الاطروحة ام تلك فانها غير مؤثرة في اصل وجوده صلوات الله عليه وغيبته فضلا عن امامته وكونه الحجة على الخلق في هذا الزمان. وهكذا هو الحال في سائر الاختلافات العقائدية الاخرى فيما يتعلق بالمسائل المتفرعة على العقائد الاصلية فانها مظنة للاختلاف بحسب تفاوت الاراء المستندة على الادلة وفهمها.
ثانياً: اصطلاح الغيبتين الكبرى والصغرى لم يرد في الاخبار بهذا اللفظ، بل ورد بخصوص الكبرى : الغيبة التامة طبقا لما ورد في اخر توقيع عن الامام المهدي (عليه السلام) الى سفيره السمري وفيه : (...فاجمع امرك ولا توصي الى احد فيقوم مقامك بعد وفاتك فقد وقعت الغيبة التامة...) او الغيبة الطويلة بناء على ما ورد عن الامام علي بن الحسين (عليه السلام) : (... وان للقائم منا غيبتين احدهما اطول من الاخرى) وفي عدة روايات اخرى عن الباقر والصادق( عليهما السلام)، واما الغيبة الصغرى فيطلق عليها بضد ما يطلق على الكبرى، فيقال : غيبة غير تامة، وغيبة قصيرة، واما عقدية الغيبتين فمن الواضح ان الاعتقاد بالغيبة هو الاصل وانها تقع في زمانين احدهما قصير للصغرى والاخر طويل للكبرى، فمن يعتقد بالامام المهدي (عليه السلام) ولا يعتقد بغيبته فلازمه اما ان يعتقد بظهوره في آخر الزمان من دون غيبة، واما ان يعتقد بوفاته وبعثه في آخر الزمان, ولم يرد في هذين الاحتمالين أي دليل في مصادرنا وان ورد في مصادر العامة، الا انها ليست حجة اصلا، بينما وردت في غيبته عشرات الاحاديث في مصادرنا، ما يفيد التواتر، والخبر المتواتر حجة، ويمكن ان يؤسس عليه الاعتقاد.
ثالثاً: واما حصول الاطمئنان لدينا بالسفراء الاربعة وباخبارهم عن الامام المهدي (عليه السلام) فهو بالتعيين والاشهاد، فليس كل من ادعى السفارة او النيابة الخاصة عن الامام المهدي ينبغي تصديقه ولو كان عالما، بل لابد ان تتوفر في السفير شروط وقدرات خاصة كالكتمان الشديد والورع الشديد والتقوى وفضلا عن العلم وغيره من الصفات. فقد اجمع الشيعة على وثاقة السفراء الاربعة وجلالتهم، وراوا منهم الكرامات الظاهرة والمعجزات الباهرة. وقد ادعى السفارة جماعة احدهم من العلماء المشهورين في ذلك العصر وهو الشلمغاني، واخر من العرفاء المشهورين وهو الحلاج، فلم يكن ينفع احدهم علمه في بلوغها ولا نفع الاخر عرفانه في تحصيلها.
رابعاً: يظهر ان انقطاع السفارة بالسفير الرابع السمري ليس هو مما يقتضيه الاختيار، فالامام المهدي (عليه السلام) ينفذ ارادة الله تعالى فيمن يكون هو الاصلح للسفارة خلال مدة الغيبة الصغرى، وان امد هذه الغيبة محدود بوفاة السفير الرابع، وليس معنى ذلك انه لا يوجد في الشيعة من هو في مقام ودرجة هؤلاء السفراء رضوان الله عليهم.
اترك تعليق