السؤال: أرى في أيامنا هذه بعض الأشخاص يسعون لتطبيق روايات علائم الظهور على واقعنا الحالي وما يحدث مثلاً في الشام والعراق، ويقولون إنّ فلانًا هو السفياني وذاك هو الخراساني.. وهكذا.
ما هو رأيكم؟
الإجابة:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولاً: إنّ خروج الدجال وكذلك السفياني والخراساني والنفس الزكية قد ذكرت من العلامات الحتمية لظهور الامام المهدي(عليه السلام)، ومعنى ذلك أنّ هذه العلامات لا بدّ من تحقّقها، وأنّها لا تتغيّر، ويعبر عن ذلك بعدم وقوع البداء في المحتوم، ولكن لو فرضنا أنّ هذه العلامات لم تتحقّق- ويعبر عن ذلك بوقوع البداء في المحتوم وهو قول آخر یقول بإمكانه بعض علمائنا- فهل يؤثّر ذلك على قضية ظهور الامام المهدي(عليه السلام)؟
والجواب: إنّ تخلّف تلك العلامات لا يؤثّر شيئًا على الوعد الالهي بخروج الامام المهدي(عليه السلام)؛ لأن القائم من الميعاد والله لا يخلف الميعاد؛ كما ورد في الرواية عن الإمام الجواد(عليه السلام) (راجع الغيبة للنعماني 314-315).
ثانياً: إنّ سعي البعض للاتيان بمصاديق واقعية لشخصيات عصر الظهور واسقاط الروايات على ما يحدث حاليًا، يعد أمرًا سلبيًا؛ إذ لا دليل شرعي يثبت ذلك؛ لأنه من المحتمل أن يكون المصداق الذي أشارت إليه الرواية، غير هذا المصداق، وإن طابق ما جاء في الرواية بشبه كبير؛ فلايصح التطبيق لمجرّد شبَه الوقائع لما ذكر في الأحاديث، ولا يخلوا ذلك من إساءة لعقيدتنا في الإمام المهدي(عليه السلام)، ويعبر عن ذلك بالتطبيق؛ أي: تطبيق العلامة على المصداق الخارجي، ولتوضيح معنى الإساءة نذكر المثال التالي: لو فرض أنّ شخصية معاصرة طبّقناها على يماني عصر الظهور او الخراساني مثلاً، فلو قتِلت هذه الشخصية أو أساءت للمذهب أو صدر منها فعل غير مناسب، فكل ذلك سوف يؤدّي إلى حصول ردّة فعل نفسية سلبية على اعتقاد الناس في الإمام المهدي(عليه السلام)، والتزلزل عن العقيدة المهدوية الحقة، أمّا ماهو الحكم والموقف من الذين يروجون لهذه الفكرة أي لفكرة التطبيق؟
في الواقع إنّ ذلك يعتمد على الدافع من وراء ذلك، هل هو الجهل بالعقيدة المهدوية، أو التفاؤل غير العقلائي، أو وجود دافع سياسي أو مالي أو غير ذلك؟!
والمهم أنّ فكرة التطبيق خاطئة في أصلها وفي نفسها، ويجب أن لا تتسرّب إلى الاعتقاد الحق، نعم.. إنّ تطبيق العلامة الحقيقية على المصداق الحقيقي أمر مهم، ولكن هذا سوف يكون أمرًا واضحًا جدًا في عصر ظهور الامام المهدي(عليه السلام) للجميع؛ لأنّ أمره وعلامات ظهوره ستكون أوضح من الشمس، دون أي شك وشبهة واحتمالات، وهذا يختلف مع ما يسعى هؤلاء لإثباته؛ إذ لا دليل لديهم يوصلنا إلى قطع أو يقين أو اطمئنان ناشئ من مناشئ عقلائية بشأن ما يدّعون.
اترك تعليق