أهم عوامل نفوذ أعوان معسكر الغواية هو السيطرة على النخب، ففي كل مجتمع من المجتمعات يوجد مجموعة من النخب الذين يساهمون في رفد المجتمعات بالأفكار والنظريات، في جميع المجالات السياسية والدينية والاقتصادية، والعلمية والثقافية والعسكرية وغيرها، وهم الأقلية في المجتمع الا أنهم البارزون في الحركة، وبيدهم القرار والتأثير والتحكم في مقدرات الشعوب عن طريق القدرة على الاقناع، فالنخب هم عصارة المجتمع وهم الصفوة الذين يقوم المجتمع من خلالهم. ولهم أدوار متعددة ومهمة وأساسية في الواقع وقد أكد الإسلام على أهميتها والتي منها الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ودور القيادة الهادية للمجتمع، ودور القدوة والأسوة، فهم الفئة المتميزة التي ينظر اليها المجتمع بنظرة خاصة ، ولذا فإن مروجوا القوة الناعمة من أهم أهدافهم هو السيطرة على عقول وأراء وتوجهات وحركات النخب لتحقيق الأهداف المطلوبة وتغيير السيناريوهات وصناعة القرارات في مختلف المجالات، وهذا يتم العمل عليه ليس بمدة قصيرة، وانما عمل عليه أعوان الشيطان لسنين طويلة وبوسائل اغرائية كثيرة في الواقع. واستطاع أعوان الشيطان وأتباع الحرب الناعمة النفوذ والسيطرة على بعض النخب في المجتمعات والذين كان لهم دور كبير في ترويج الكثير من الأهداف التي يسعى إليها العدو سواءً على مستوى الفكر كانتشار العلمانية، والإلحاد وغيرها، أو على مستوى السياسة، أو الاقتصاد، وتبني النظام الرأسمالي الذي تسرب الى مجتمعاتنا والدعوة إليه من قبل بعض النخب التي تم السيطرة عليهم والنفوذ اليهم عبر فترة من الزمن ، وهذا ما نراه في الواقع فإن مجتمعاتنا ابتليت بتأثر بعض النخب بالفكر العلماني الغربي الذي يدعوا إلى التحرر والهيمنة على المقدرات والموارد والأفكار والعقول وغيرها، وهناك أسماء من النخب عبر التاريخ تأثروا بمشاريع أعداء الإسلام، وكان لهم دور كبير في تغيير بعض الثقافات والسياسات، والمبادئ في جميع المستويات حتى العسكرية منها، فإن كثيراً من الإخفاقات التي حصلت في بعض البلدان سواء في الجانب السياسي أو الاقتصادي أو الثقافي كانت بسبب تبني بعض النخب للفكر المعادي لنظام الإسلام وهذه هي الأزمة الحقيقية التي تعيشها مجتمعاتنا، فهناك من النخب التي أصبحت وسيلة وآلة لتحقيق اهداف الغرب والتي ومن أهمها مقولة (فصل الدين عن الدولة) التي نفذت في قلوب بعض النخب المحسوبة على الإسلام وتم الترويج لها عبر الأعلام والكتابات والندوات خلال عقد من الزمن حتى صارت من الأسس التي يؤمن و ينادي بها أهل البلدان الإسلامية .
استهداف الرموز الدينية
في كل دين أو مذهب يوجد رموز وقيادات تمثل ذلك الدين من قبيل الأنبياء والرسل والأئمة والحجج الإلهية عليهم السلام والعلماء الذين يسيرون بمنهج الأنبياء، وهؤلاء هم الأدلاء على اللَّه الخالق الحكيم والطريق الذي من خلاله تعرف القوانين الإلهية. والهدف منهم تنظيم حياة البشرية بما يتناسب مع القوانين الإلهية التي تتسم بالحكمة والعدل، وهو مصدر القوة الرئيسي للأمة في كل زمان وهذا الأمر بحسب الاستقراء التاريخي لا يتماشى مع الطغاة والظلمة والمفسدين في الأرض الذين يحاربون الخط الإلهي على طوال المسيرة بشتى الوسائل والطرق، وأن من أهم اهداف القوى الناعمة هو خلق الفجوة وزرع روح التشكيك بين الأمة ورموزها الذين يعبرون عن الله تعالى، وذلك عبر طرق ووسائل مختلفة ومتنوعة ومواكبة للزمن والعصور فقد كانت في المواجهة تكون عن طريق الاتهام والقتل، والعنف أما اليوم فهناك طرق أخرى شيطانية اغوائية تستهدف الرموز الإسلامية بين الحين والآخر، وذلك لتضعيف العلاقة الرابطة بين المجتمعات الإسلامية ورموزها وما يمثلونه من مصدر قوة للمواجهة عبر الزمان، فيعمد مروجوا القوة الناعمة على استهداف الرموز وذلك بوسائل كثيرة منها: وضعهم تحت دائرة الاتهام، والتشهير والتقسيط والتشكيك والتكذيب، وصنع المنافسين من أصحاب النفوس الضعيفة، والاعتماد على الإشاعات الكاذبة، وبث الفرقة واستخدام اساليب السخرية والاستهزاء عبر برامج منظمة كما يحصل من استهداف لنبي الاسلام محمد صلى الله عليه واله وسلم بين الحين والآخر سواء على مستوى الكتابات أو الأفلام والبرامج والكاريكاتيرات وكذلك الأئمة عليهم السلام والعلماء الذين هم امتداد لحركة النبي والائمة صلوات الله عليهم في عصر الغيبة الكبرى .
اترك تعليق