الشعور بالمسؤولية
قال أبو عبدالله عليه السلام: ( احم نفسك لنفسك فان لم تفعل لم يحملك غيرك)[1]، أن الأنسان عندما يبلغ مرحلة الشباب يجد أن هنالك مسؤوليات يجب عليه الالتزام بها وقد يؤاخذ عليها أحياناً، وكل من لم يفكر بالمسؤولية وهو في شبابه يستحق التوبيخ، والعقاب روي عن أبي عبدالله عليه السلام في قول الله عز وجل: ( أو لم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر) أنه قال: هو توبيخ لابن ثماني عشرة سنة)([2])، ومما يؤسف له أن بعض الشباب في كافة الدول المتطورة والنامية تراهم يبتعدون تماماً عن تحمل المسؤوليات فهم لا يفكرون سوى بالتمرد والعصيان واللهو والترفيه، ولا يضعون في نصب أعينهم المستقبل الموعود لهم، ومسيرتهم الحياتية حتى يبلغ بعضهم الكبر وليس له هدف ولم تكن لديه مسؤوليات تفرض عليهم الحركة والتقدم والتطور في مجالات الحياة مع أن مرحلة الشباب فرصة قصيرة وثمينة لتكوين الشخصية وسرعان ما تمضي وتطوي تلك المرحلة، ويبدأ بمسيرة جديدة نحو الخمول، والذبول وعدم النشاط والتقدم، ومن هنا فأن من أهم التحديات، والمشكلات التي تواجه الشباب في الوقت المعاصر عدم تحمله للمسؤوليات سواء على المستوى الشخصي، أو الاسري، أو الاجتماعي أو الديني.
الحرية المطلقة
من أهم التحديات التي يواجهها الشباب المنتظر هو الدعوة إلى الحرية المطلقة، والتي تعني الحركة من دون أي قيد أو شرط، وهذا في الحقيقة هو سبب أساسي في بروز كثير من الانحرافات سواء على المستوي العقدي، أو السلوكي والاجتماعي، فكثير ما نرى تبريرات للمعاصي، والذنوب وانتشار للرذيلة، والتمرد على القيم، والمبادئ، وعدم الالتزام بالدين تحت ذريعة الحرية.
فالإسلام ليس بالضد من الحريات الفردية والمجتمعية الا ان الحرية التي يقر بها الاسلام لابد ان تكون ضمن قوانين الشارع المقدس ولم تخالف منهج الاسلام وقوانينه والاوامر والنواهي الالهية، وكذلك لا تخالف العقل والسيرة العقلائية التي يسير فيها المجتمع، فان ظاهرة التعري والانحلال والاختلاط بين الجنسين وان كان البعض يعدها من الحريات الا انها مخالفة للشارع المقدس لما فيها من المفاسد التي تتعلق بذلك ومخالفة ايضا لسيرة العقلاء فأن العقلاء يرفضون المظاهر التي تؤدي الى المفاسد.
الهوامش:-----
([1]) الكافي ج2 ص444.
([2]) تفسير البرهان ص 822.
اترك تعليق