(بأيّ ذنبٍ قُتلوا)
يا جنانَ الخُلدِ هيّا استقبلي - هذه اﻷشلاءُ جاءت فاقبلي
كلّها لم تبلغِ الحُلمَ الّذي - كان فيضًا لهناءِ المَأملِ
كُلُّ كبْدٍ لم تزل حبرًا لهم - يرسمُ العنوانَ رسْمَ المعوَلِ
كي يَشُقَّ اﻷرضَ تاريخًا - فقد جفّتِ اﻷقلامُ عند المُثقلِ
ينقشُ اﻷوجاعَ كي نصحوا - إذا دقّتِ اﻷجراسُ ليلَ المُبتلي
يا عيونَ الصّبحِ قومي ودّعي - غابتِ اﻷقمارُ والنّورُ الجلي
إمتحانٌ صعبُهُ فيهم جرى - كان في اللوحِ قضاءُ النُّبّلِ
فاذكروا كم مقتلٍ كان وكم - في طُفُوفِ الإنقِلابِ اﻷرذَلِ
في برودٍ أُزهقت أرواحُهم - لصغارٍ كزهورِ المَشتلِ
غادرت أرواحُهم في غفلةٍ - ألبسوا الموتَ لباسَ الحُجّلِ
خضٌبوا اﻷيدي دماءً لم تزل - من نزوفٍ بالرّضيعِ اﻷعزلِ
دمُهُ القاني على جبهتِهِ - ناشدَ القومَ نشيدَ المُثُلِ
يا عيونًا للمها لم تدركي - باقيَ العمرِ وطولَ الأجلِ
صُوّبَ الموتُ مرارًا وارتمى - بين أحضانِ الصّغارِ العُزّلِ
أوهل يَسمعُ عَقلٌ أو يرى - صرخةَ الغوثِ الّتي في المَقتلِ
اترك تعليق