بأيّ ذنبٍ قُتلوا!

(بأيّ ذنبٍ قُتلوا)

يا جنانَ الخُلدِ هيّا استقبلي - هذه اﻷشلاءُ جاءت فاقبلي

كلّها لم تبلغِ الحُلمَ الّذي - كان فيضًا لهناءِ المَأملِ

كُلُّ كبْدٍ لم تزل حبرًا لهم - يرسمُ العنوانَ رسْمَ المعوَلِ

كي يَشُقَّ اﻷرضَ تاريخًا - فقد جفّتِ اﻷقلامُ عند المُثقلِ

ينقشُ اﻷوجاعَ كي نصحوا - إذا دقّتِ اﻷجراسُ ليلَ المُبتلي

يا عيونَ الصّبحِ قومي ودّعي - غابتِ اﻷقمارُ والنّورُ الجلي

إمتحانٌ صعبُهُ فيهم جرى - كان في اللوحِ قضاءُ النُّبّلِ

فاذكروا كم مقتلٍ كان وكم - في طُفُوفِ الإنقِلابِ اﻷرذَلِ

في برودٍ أُزهقت أرواحُهم - لصغارٍ كزهورِ المَشتلِ

غادرت أرواحُهم في غفلةٍ - ألبسوا الموتَ لباسَ الحُجّلِ

خضٌبوا اﻷيدي دماءً لم تزل - من نزوفٍ بالرّضيعِ اﻷعزلِ

دمُهُ القاني على جبهتِهِ - ناشدَ القومَ نشيدَ المُثُلِ

يا عيونًا للمها لم تدركي - باقيَ العمرِ وطولَ الأجلِ

صُوّبَ الموتُ مرارًا وارتمى - بين أحضانِ الصّغارِ العُزّلِ

أوهل يَسمعُ عَقلٌ أو يرى - صرخةَ الغوثِ الّتي في المَقتلِ

: د. احلام الحسن