مر الفقه الامامي بعد ادوار ومراحل كانت سبباً رئيساً في تطوره من بداية بعثة النبي والى يومنا هذا واليك خلاصة وجيزة عن تلك الأدوار والمراحل التي تطور من خلالها الفقه في الفكر الإمامي.
الدور الاول : دور التشريع والبيان
ينقسم هذا الدور الى مرحلتين :
المرحلة الاولى: تبدا من بعثة النبي صلى الله عليه واله وسلم وتنتهي بوفاته عليه الصلاة والسلام ، ويعتبر صلى الله عليه واله وسلم المرجع الاول في الاحكام الشرعية ، وذلك لان كلامه صلى الله عليه واله وسلم وحي من الله تعالى ، فكلامه هو فصل الخطاب سواء كان في بيان الاحكام ام في حل الخصومات قال الله تعالى (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ )[1] ، وقال تعالى (فَلا وَرَبِّكَ لا يُوَْمِنُونَ حَتّى يُحَكِّمُوكَ فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً)[2]، فالمصدر في هذه المرحلة هو الوحي عن طريق نبينا صلى الله عليه واله وسلم وليس للاجتهاد هنا مجال ، فكل ما يصدر من النبي صلى الله عليه واله وسلم فهو وحي من الله تعالى وهذا معتقد الامامية ، واما اهل السنة فقد اختلفوا في ذلك فمنهم من جوز الاجتهاد على النبي صلى الله عليه واله ، ومنهم من توقف في ذلك ، ومنهم من خصه في الحروب فقط[3].
المرحلة الثانية : واذا كان النبي صلى الله عليه واله وسلم هو المرجع في بيان الاحكام الالهية ، فطبيعة الحال تقتضي ان يكون هناك من يملا الفراغ بعد رحيله ، ولا يصح عقلا ان يترك النبي صلى الله عليه واله هذه الامة سدى من غير ان يبين لها الطريق الذي تلجا اليه الامة في تحصيل الاحكام الالهية وحل الخصومات والمشاجرات فيما بينهم وتنظيم شؤونهم .
وهذا المرجع رسمه النبي صلى الله عليه واله في حديث متواتر متفق عليه بين المسلمين وهو حديث الثقلين حيث امر الامة بالتمسك من بعده بالقران والعترة الطاهرة حيث قال ( اني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي اهل بيتي ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي ابدا ) ، وكذلك قوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ)[4] ، فهذه الاية المباركة توجي اطاعة اولي الامر الذين هم اهل البيت عليهم السلام وذلك للنصوص المتواترة التي تبين ان هذا الامر يليه اثنا عشر خليفة كلهم من قريش[5] ، وقد اخذت الامة عن اهل البيت من المعارف والاحكام ما ملئ كتب الفريقين ، اما الامام امير المؤمنين فحدث ولا حرج ، واما الحسنان فقد قسى عليهما الزمان وحالت الحكومة الاموية بينهما وبين الامة وبالتالي ، فقد قلت الرواية عنهما ، وعن علي بن الحسين عليهما السلام ، وفي قبال هذا هناك منهج اخر يمنع من تدوين الحديث وروايته ، ووقف امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام والذي معه من شيعته واهل بيته بوجه هذا المنهج ودونوا الحديث والنصوص الواردة عن رسول الله صلى الله عليه واله .
قال النجاشي في ترجمة محمد بن عذافر الصيرفي ،عن أبيه ، قال: ( كنت مع الحكم بن عتيبة عند أبي جعفر، فجعل يسأله ، وكان أبو جعفر (عليه السّلام) له مكرماً، فاختلفا في شيء ، فقال أبو جعفر (عليه السّلام) : يا بني قم فأخرج كتاب علي (عليه السّلام) ، فأخرج كتاباً مدروجاً عظيماً، ففتحه ، وجعل ينظر حتى أخرج المسألة فقال أبو جعفر (عليه السّلام) :"هذا خط علي (عليه السّلام) و إملاء رسول اللّه ( صلى الله عليه واله وسلم) " وأقبل على الحكم و قال: يا أبا محمد اذهب أنت وسلمة (بن كهيل) و أبو المقدام حيث شئتم يميناً وشمالاً، فواللّه لا تجدون العلم أوثق منه عند قوم كان ينزل عليهم جبرئيل عليه السّلام).
وكان للاِمام كتاب آخر يدعى (الصحيفة) جمع فيه ما يرجع إلى الديات، وقد قام أيضاً الشيخ الاَحمدي بجمع ما روي عن تلك الصحيفة في غير واحد من الصحاح والمسانيد .
وتبع علي عليه السلام مجموعة من التابعين من شيعته في تدوين السنة ولم يعيروا شيئا لمنع السلطة الحاكمة منهم ابو رافع الصحابي ، وعلي بن رافع ، وعبدالله بن رافع ، وربيعة بن سميع التابعي وعبيدالله بن الحر الجعفي الفارس الشاسع التابعي وغيرهم[6].
طبعا وهذا الوضع لم يدم طويلا ، فقد كثرت الضغوط على شيعة اهل البيت عليهم السلام في زمن الامويين وخصوصا ايام معاوية بن ابي سفيان ، وعبد الملك بن مروان ، فقاموا الامام الحسن والحسين وعلي بن الحسين عليهم السلام بعد امير المؤمنين عليه السلام باعباء الامامة وارشاد الامة ، ولكن لم تتحقق الفرصة للشيعة لان ينهلوا من علومهم الا قليلا ، فقد ذكر الشيخ الطوسي رحمه الله ممن رووا عن الامام الحسن عليه السلام 52 بين صحابي وتابعي كما ذكر اصحاب الامام الحسين عليه السلام بلغوا 109 بين صحابي وتابعي ، واما الامام زين العابدين عليه السلام فعلى الرغم من التشديد وكان محاطا وعلى مراى ومسمع من بني امية فقد ترك لنا تراثا ضخما كالصحيفة السجادية ورسالة الحقوق وغيرها من النصوص والاحاديث . وقد ذكر الشيخ الطوسي ممن رووا عنه عليه السلام فبلغوا 175 شخصا بين صحابي وتابعي .
واستمر هذا الوضع حتى ضعفت الدولة الاموية وزدات الفتن التي ضدها حتى سنحت الفرصة للامامين البار والصادق عيهما السلام لبث السنة النبوية وتزويد الامة بالعلوم والمعارف الالهية ، فصارت الشيعة تتحمل عناء السفر والمصاعب لتلهم من نمير علومهم ، ودونت في هذه الفترة الكثير من العلوم والمعارف .
وامتد عصر الامام الصادق عليه السلام من نهاية خلافة عبد الملك بن مروان سنة 83 للهجرة الى منتصف خلافة المنصور الدوانيقي سنة 148 للهجرة ، واشتهر عصره عليه السلام بظهور الحركات الفكرية ، ووفود الاراء الاعتقادية الغريبة الى المجتمع الاسلامي ، وشرع الامام عليه السلام حينها بالرواية عن اجداده و ابائه بعد ان حرفت السلطات السابقة الكثير من الاحاديث وادخلت فيها الكثير من الموضوعات ، فاخذ الامام عليه السلام يبين مواطن الكذب والزور من جانب ويبين لهم الصحيح من جانب اخر ، واسس اكبر مدرسة عرفت على مر التاريخ .
قال الشيخ المفيد رحمه الله : (ونقل الناس عنه من العلوم ما سارت به الركبان، وانتشر ذكره في البلدان ولم ينقل عن احد من اهل بيته العلماء ما نقل عنه ، ولا لقى احد منهم من أهل الآثار ونقلة الاخبار، ولا نقلوا عنهم كما نقلوا عن أبى عبدالله عليه السلام ، فإن أصحاب الحديث قد جمعوا السماء الرواة عنه من الثقاة على اختلافهم في الآراء والمقالات فكانوا أربعة آلاف رجل)[7].
وهكذا قام اصحاب الائمة وتلامذيهم بتدوين وتاليف الاصول الاربعمائة واغلب هذه الاصول تم تدوينها ما بين عصر الاِمام الصادق (عليه السّلام) إلى نهاية عصر الاِمام الرضا (عليه السّلام) ، وقيل الى عصر الامام الحسن العسكري عليه السلام .
واشتهر بعض اصحاب الائمة وتلاميذهم بالفقه واجمعت الطائفة على تصحيح ما صح عنهم امثال جميل بن دراج ، وعبدالله بن مسكان ، وعبدالله بن بكير ، وحماد بن عيسى ، وابان بن عثمان ، وغيرهم على اختلاف طبقاتهم .
وينتهي هذا الدور الى نهاية عصر الامام الحسن العسكري عليه السلام .
الدور الثاني : عصر منهجة الحديث والاجتهاد
بعد ان عرفت فيما تقدم ان النهج الذي سار عليه اهل البيت عليهم السلام هو نشر الحديث وتدوينه من قبل اصحابهم وبثه الى الامة ، وورثت الشيعة منهجهم هذا بعد غيبة الامام المهدي عجل الله فرجه ، فاخذوا ببسط الحديث ونشره وجمعه وتدوينه باحسن ما يرام ، كما اخذوا ببث الاجتهاد واضفاء المنهجية عليه ، فقد ورثت الشيعة الاصول الاربعمائة ، واعتمدوا العلماء عليها من بعد ذلك ، وقاموا بجمع وتبويب الاحاديث الواردة عن الائمة عليهم السلام وذلك من امثال الشيخ الكليني في كتاب الكافي( ت 329 ه) ، والشيخ الصدوق رحمه الله في كتاب من لا يحضره الفقيه ( ت 381 ) والشيخ الطوسي في التهذيب والاستبصار ، ( ت460 ) ، وعرفت مصنفاتهم بالكتب الاربعة التي تعتبر من اهم المصادر في الاستنباط الفقهي ، واشتهر الكثير من تلامذة هؤلاء الفحول من العلماء من الفقهاء والمحدثين وغيرهم مما ساهموا في تطوير التراث الفقهي امثال ابن عقدة وابن قولوية صاحب كتاب كامل الزيارات ، والشيخ النعماني ، والشيخ المفيد رحمه الله ، وعلي بن احمد بن العباس والد الشيخ النجاشي ،ابو القاسم علي بن محمد بن علي الخزار صاحب كتاب كفاية الاثر وغيرهم الكثير . وهكذا استمرت هذه الفترة بالعلم والنشر والجمع والتحقيق والتدوين والعطاء حتى عام 460 للهجرة .
الدور الثالث : فترة الركود النسبي للبحث الفقهي
وتبدا هذه المرحلة من عام 460 حيث خدم الشيخ الطوسي المذهب خدمة جليلة طيلة الفترة التي عاش فيها قدس سره ، فلم يترك موضعا الا ولجه وغامضا الا بينه ، وثغرا الا سده ، فقد شيد الكثير من المسائل من الفقهية بشتى انواعه ، فالف بمجرد الفتوى ، والخلاف والاستدلال والنقاش وغيرها ، وسد الفراغ بتاليف تفسيره التبيان في تفسير القران ، والف في علم الرجال الى غير ذلك من مصنفاته حتى ان بعدما توفي الشيخ رحمه الله اخذ الكثير من الفقهاء يفتون على ضوء فتوى الشيخ قدس سره فترات طويلة ، ولعل هذه الفترة كانت فترة ركود بالنسبة لسابقتها حتى قيل انه لم يبق للامامية مفتي على التحقيق بل كلهم حاكي ، والسبب في ذلك ما حظي به الشيخ الطوسي من تقدير عظيم في نفوس تلامذته رفعه في انظارهم عن مستوى النقد وجعل من آرائه ونظرياته شيئا لا يمكن ان ينال باعتراض أو يخضع لتمحيص .
قال الشيخ حسن بن زين الدين صاحب المعالم عن عن ابيه قال : (أن أكثر الفقهاء الذين نشأوا بعد الشيخ كانوا يتبعونه في الفتوى تقليدا له، لكثرة اعتقادهم فيه وحسن ظنهم به. فلما جاء المتأخرون وجدوا أحكاما مشهورة قد عمل بها الشيخ ومتابعوه)[8] ، ومن الوثائق التاريخية التي تصف لنا تلك الفترة ما ذكره ابن ادريس الحلي في السرائر حيث قال ما نصه (إني لما رأيت زهد أهل هذا العصر في علم الشريعة المحمدية والأحكام الاسلامية، وتثاقلهم طلبها وعداوتهم لما يجهلون وتضييعهم لما يعلمون رأيت ذا السن من أهل دهرنا هذا - لغلبة الغباوة عليه مضيعا لما استودعته الأيام، مقصرا في البحث عما يجب عليه علمه، حتى كأنه ابن يومه ونتيج ساعته. ورأيت العلم عنانة في يد الامتهان ، وميدانه قد عطل منه الرهان تداركت منه الذماء الباقي، وتلافيت نفسا بلغت التراقي)[9] ، ولقد انتهى زمان الركود الى زمان ابن ادريس الحلي قدس سره .
الدور الرابع : دور الاستدلال الفقهي
لقد استمر دور الركود النسبي والبحث الفقهي الى زمان الشيخ الشاب ابن ادريس الحلي رحمه الله عام ( 598 ه ) الذي نفض غبار الركود الفقهي والف كتابه المشهور السرائر ،المشحون بالاستدلال الفقهي والجامع لابواب الفقه ، واحدث انقلابا في الساحة العلمية الفقهية ، والاستدلال والاستنباط ، واقتفى اثره الكثير من العلماء بعده وان خالفوه في اشياء كثيرة لكن الضجة التي عملها هذا الشيخ الجليل تركت اثرا كبير في شحن هم الذين اتوا من بعده ، واخذ الشيخ ابن ادريس بهمته العالية يدافع عن ارائه بقوة على وفق منهجه في عدم حجية خبر الواحد ، وانحصار الحجية بالكتاب والخبرالمتواتر والاجماع والعقل مع محاولته بعدم الانفراد بالراي وتعزيز ارائه بموافقة الشيخ الطوسي له او ان ما ذكره الشيخ الطوسي ايرادا لا اعتقادا ، واستمرت هذه الحركة ونشطت الى نهاية عصر المحقق الحلي قدس سره (600 - 676 ه).
الدور الخامس : الاستدلال الفقهي والتوسعة
ويبدا هذا الدور من زمان العلامة الحلي قدس سره ( 684 ، 726) الى زمان الوحيد البهبهاني ( 1206م ) ، وبدا هذا الدور بالحث الاستدلالي الوسيع والنقد والتحليل في اراء الفقهاء ونظراياتهم ، ولم يكتفوا علمائنا في هذا الدور بالبحث والاستدلال فقط بل كانوا في السابق يلاحظون سند الرواية والبحث في صحة سندها وسلامة مضمونها ومتنها ، وكونها معمولا بها عند الاصحاب ام لا ، فبدت بذلك اراء جديدة في كيفية استنباط الاحكام الشرعية ، فتطور الفقه من حيث التوسعة والاحاطة الى نهاية هذا الدور ، فظهرت الموسعات الفقهية الموسع امثال النهاية والخلاف، والذكرى للشهيد الثاني والدروس وغيرها ، وهكذا من تبعهم على هذا المنهج المحقق الكركي وغيرهم من كبار علمائنا ، ومن الكتب التي دونت في هذا الدور كتاب وسائل الشيعة للحر العاملي ( ت1104 ه) ، والوافي للفيض الكاشاني ، ( ت 1091 ه ) وغيرهم .
الدور السادس : دور التكامل الفقهي
ويبدأ هذا الدور في زمان المحقق البهبهاني قدس سره (1118ـ 1206هـ) ، والذي تصدى فيه المحقق قدس سره الى الاخباريين الذي كان معقلهم كربلاء المقدسة والذي يتزعمها الشيخ يوسف البحراني صاحب الحدائق ، فحضر أبحاثه أياماً، ثمّ وقف يوماً في الصحن الشريف ، ونادى بأعلى صوته: (أنا حجة اللّه عليكم!) ، فاجتمعوا عليه، و قالوا: ماتريد؟، فقال: أُريد من الشيخ يوسف يمكّنني من منبره ويأمر تلامذته أن يحضروا تحت منبري!، فأخبروا الشيخ يوسف بذلك ، وحيث إنّه كان يومئذٍ عادلاً عن مذهب الاَخبارية، خائفاً من إظهار ذلك من جُهّالهم طابت نفسه بالاِجابة وألَّفت هذه الحادثة منعطفاً تاريخياً في قلب الموازين لصالح الاَصوليين، حيث وضع المحقّق البهبهاني أصابعه على النقاط الحسّاسة التي كانت الاَخبارية تتشدّق بها.
فاشتهر الشيخ قدس سره بنهضته العلمية الفقهية حيث كان محور التكامل في الابحاث الفقهية والاصولية ، وسار على منهجه الكثير من العلماء بعد ذلك والفت كتب في علم الاصول منها الفه المحقق القمي صاحب القوانين والشيخ محمد تقي الاصفهاني صاحب الحاشية على المعالم ،وكذلك الموسوعات الفقهية ، ككتاب معتمد الشيعة في احكام الشريعة للشيخ مهدي النراقي وجواهر الكلام للشيخ محمد حسن النجفي وغيرها من الموسوعات الاصولية والفقهية ، فكانت للشيعة يومذاك حوزات علمية كثيرة وفي اماكن مختلفة كحوزة النجف وكربلاء واصفهان وشيراز وغيرها في مختلف البلدان .
الدور السابع : عصر الابداع والتطور الفقهي
يبدا هذا الدور برائد الحركة الفقهية والاصولية المحقق الشيخ الانصاري قدس سره (1260ـ 1414هـ) ، وقد شهد هذا الدور حركة علمية واسعة ومتكاملة بلغت ذروتها من البحث الفقهي الاستدلالي ، وتطور قواعد الاستنباط والنظريات الاصولية بشكل متكامل ، وامتاز هذا العصر باعطاء المباحث الفقهية والاصولية طابع الدقة والمنهجية والتنظيم والتبويب ، ثم وان كان الفقه يتالف من العبادات والمعاملات ، لكن فقهاء هذا الدور صبوا اهتمامهم على المعاملات بالاخص هذا يتضح جليا في كتاب المكاسب للشيخ الانصاري ، ومصباح الفقيه للمحقق الهمداني ، واستمر هذا الدور حتى عصر الشيخ الاخوند الخورساني صاحب الكفاية ، والسيد اليزدي الذي بوب الابحاث الفقهية بشكل رائع في كتابه العروة الوثقى ، ثم الفت الرسائل العملية وتطورت المباحث الفقهية على يد علمائنا الاعلام كالسيد محسن الحكيم صاحب المستمسك ، والسيد الخوئي قدس سره والى يومنا هذا ، فالحوزة العلمية في النجف الاشرف وقم المقدسة تضج بالعلماء والمؤلفين والدراسات الفقهية المعمقة .
الهوامش:--------
([1]) سورة الحشر ، الاية 7
([2]) سورة النساء ، الاية 65
([3]) لمراجعة اقول اهل السنة والتفصيل في ذلك ، راجع اصول الفقه والقواعد الفقهية للامدي ، ج4 ص 177 ، والاحكام في اصول الاحكام للامدي ايضا ، جص ص 458 ، والختصر في الاصول الفقه على مذهب الامام احمد بن حنبل للبعلي ص 164، والمسودة في اصول الفقه لاحمد بن عبد الحليم ال تيمة , ص 451 ، وغيرهم من علماء اهل السنة الذين ذكروا تفاصيل ذلك في مطولاتهم الاصولية
([4]) سورة النساء ، الاية 59
([5]) تقدم الاستدلال على ذلك في الفصل الثاني .
([6]) السبحاني ، العلامة المحقق الشيخ جعفر السبحاني ، تاريخ الفقه وادواره ، ص 92 ، طبعة دار الاضواء ، بيروت – لبنان
([7]) المفيد ، الارشاد في معرفة حجج الله على العباد ص 27 باب 12 ، دار المفيد ، قم – ايران .
([8]) العاملي ، الشيخ جمال الدين الحسن نجل الشهيد الثاني زين الدين العاملي ، ( ت 1011 ه ) ، معالم الدين وملاذ المجتهدين المقدمة في اصول الفقه ، ص 168 ، طبعة مؤسسة النشر الاسلامي التابعة لجماعة المدرسين ، قم – ايران
([9]) الحلي ، السرائر ، ج1 ص 20 .
اترك تعليق