الشواهد النظرية والعملية من الكتاب والسنة لثبيت الغدير في نفوس المسلمين (2)

الشواهد النظرية من السنة

وهنا نريد نقل ما تكفلت به السنة الشريفة من أقوال وأفعال، قد راعت فيها بيان واقعة الغدير وثباتها في النفوس؛ ليتسنى للناس تذكرها، وعدم الغفلة عنها؛ فلكلّ شخص لون خاص يجذبه، وخيط خاص يرتبط به، وموقف يعلق في ذاكرته؛ فتعلق البيعة في نفسه، ولا ينكرها إلا جاحد أو مكابر، ويمكن أن ندرج الخطوات التي قام بها رسول الله (صلى الله عليه وآله) والأئمة المعصومين (عليهم السلام) من بعده في تثبيت الغدير وايقاظ الأمة من سباتها، وانقاذها من التيه والضلال بإنكارهم للولاية بما يلي:

1.    الخطبة من قبل النبي (صلى الله عليه وآله): وقد احتوت هذه الخطبة على إشارات مهمة من قبل رسول الله (صلى الله عليه وآله):

        أ‌-        تبليغ المسلمين بقرب الرحيل: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) بعد أن حمد الله وأثنى عليه: (إِنّي أوشك أن أُدعى فأجيب، وإِني مسؤول وأنتم مسؤولون، فماذا أنتم قائلون)[1]، وهذا الأمر يدلُّ على اهتمام النبي بأمر الأئمة وعظيم ما حمله إليهم من أحكام وهو نحو نوع من التمهيد للتبليغ بأمر الولاية فقد قال (صلى الله عليه وآله) وإني مسؤول وأنتم مسؤولون، فالسؤال سيتوجه للطرفين، فالنبي يقال له: هل أبلغت؟ فيكون الجواب: نعم، أمّا المسلمون فيكون السؤال هل بلغتم، فيكون الجواب: نعم، فيأتي السؤال الآخر، وهل عملتم؟ لكي يكون الجزاء لمن أوفى.

     ب‌-     التبليغ بحديث الثقلين المتواتر في كتب الفريقين، فقد قال (صلى الله عليه وآله): (إِنِّي تَارِكُ فِيكُمُ الثَّقَلَيْنِ مَا إِنْ تَمَسَّكْتُمْ بِهِمَا لَنْ تَضِلُّوا: كِتَابَ اللَّهِ وَعِتْرَتِي أَهْلَ بَيْتِي وَأَنَّهُمَا لَنْ يَفْتَرِقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ)[2].

والذي أكد به على أنّ العترة عدل للقرآن الكريم، وهذه العدلية تقتضي المشاركة وجعل ما للقرآن الكريم من مزايا وخصوصيات للعترة الطاهرة (عليهم السلام) فلا ضلال، ولا افتراق.

     ت‌-     أشار في خطبته (صلى الله عليه وآله) إلى الأولوية والشرفية والتقدمية على المسلمين، فقد قال (صلى الله عليه وآله): (أ لَسْتُ أولى‏ بِكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ)[3]، فهو خطاب للتأكيد بما جاء به كتاب الله تعالى، وأخذ الإقرار من الناس على ذلك؛ لمعرفة صدق مدعاهم في التصديق بكتاب الله عز وجل، فقد قال تعالى: {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ}[4]، وقد ذكر ابن المغازلي في جعل الوصي من أهل البيت (عليهم السلام) وبيان حديث النبي فقال: (إذ لا بُدّ للأمة من بعد الرسول من قيّم يجمع شملهم، و يقوم مقام النبي الذي كان أولى بجميعهم من أنفسهم، فلا يكون ذلك إلاّ من أهل بيته، وعلى الرسول أن يعرفه للأمة كما فعل في غدير خم؛ و صدر كلامه بقوله: أ لست أولى بكم من أنفسكم ثم وصّاهم بأهل بيته (أن يقدموهم و لا يتقدموا عليهم)[5].

2.    تعدد أسماء واقعة الغدير: لقد جاءت الأخبار والروايات بتعدد المسميات لواقعة الغدير والتبليغ بولاية أمير المؤمنين (عليه السلام)، فقد روي عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: (واسمه في السماء يوم العهد المعهود وفي الأرض يوم الميثاق المأخوذ والجمع المشهود)[6]، إنّ كثرة الأسماء لحادثة ما يدلّ على أحد أمور:

        أ‌-        عدّة أسماء تدل على معاني عديدة كلّها حاصلة لعنوان جامع واحد فهي داخلة تحته ودالة عليه كنحو دلالة الجزء على الكلّ، وكنحو التلازم بين الفردين، وكنحو الترابط والاتفاق فكلّما يذكر اسم يحضر المعنى الآخر، وبهذا نضمن الحصول على العنوان الكلّي وهو بيعة أمير المؤمنين حتى إن عمد البعض إلى الإتيان بالاسم الآخر.

     ب‌-     عدّة أسماء تدل على الحادثة والواقعة على نحو الإبدال، وهي دلالة على أنّ هذا الاسم يقع بديلاً لهذا الاسم ودالاً عليه كمسألة الوكيل الذي يقوم مقام موكله وبهذا يستحضر الاسم الثاني الاسم الأصل.

     ت‌-     أهمية وعظمة الحادثة لذا تعددت المسميات لها.

3.    بيان فضل هذا اليوم في الأحاديث: فقد استفاضت الأحاديث عن أهل بيت العصمة والطهارة في فضل هذا اليوم، وأهميته في الشريعة المحمدية فقد روي عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ عَنِ الرِّضَا (عَلَيْهِ َالسَّلاَمُ) قَالَ: (وَاللَّهِ لَوْ عَرَفَ النَّاسُ فَضْلَ هَذَا الْيَوْمِ بِحَقِيقَتِهِ لَصَافَحَتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ فِي كُلِّ يَوْمٍ عَشْرَ مَرَّات)[7]، عَنْ زِيَادِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) قُلتُ: (لِلْمُسْلِمِينَ عِيدُ غَيْرُ يَوْمِ الْجُمُعَةِ وَالْفِطْرِ وَالْأَضْحَى؟ قَالَ: نَعَمْ، الْيَوْمُ الَّذِي نَصَبَ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) فَقُلْتُ: وَأَيُّ يَوْمٍ هُوَ؟ قَالَ: الْأَيَّامَ تَدُورُ وَلَكِنَّهُ الثَّامِنَ عَشَرَ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ، يَنْبَغِي لَكُمْ أَنْ تَتَقَرَّبُوا إِلَى اللَّهِ فِيهِ بِالْبِرِّ وَالصَّوْمِ وَالصَّلَاةِ وَصِلَة الرَّحِمَ وَصِلَةِ الْإِخْوَانِ فَإِنَّ الْأَنْبِيَاءَ كَانُوا إِذَا أَقَامُوا أَوْصِيَاءَهُمْ فَعَلُوا ذَلِكَ وَأَمَرُوا بِهِ)[8].

4.    جعل أعمال خاصة لهذا اليوم: لقد جاءت الروايات الكثيرة من قبل رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وأهل بيت العصمة (عليهم السلام) والتي جعلت أعمالاً خاصة لهذا اليوم، وما أعد الله من ثواب لعباده الذين يقومون بهذه الأعمال، ومنها:

        أ‌-        الصوم: فعن علي بن الحسين العبدي قال: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ الصَّادِقَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) يَقُولُ: (صِيَامُ يَوْمِ غَدِيرِ خُمٍّ صِيَامَ عُمُرِ الدُّنْيَا، لَوْ عَاشَ انسان ثُمَّ صَامَ مَا عَمَرَتِ الدُّنْيَا لَكَانَ لَهُ ثَوَابُ ذَلِكَ وَصِيَامُهُ يَعْدِلُ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلٍ فِي كُلِّ عَامٍ مائة حَجَّةً ومائة عُمْرَةٍ مَبْرُورَاتٍ مُتَقَبَّلَاتٍ)[9]، بل جاء في رواية أنّ من صيامه أفضل من عمل ستين سنة، (وَمَنْ صَامَهُ كَانَ أَفْضَلَ مِنْ عَمَلِ سِتِّينَ سَنَةً)[10].

     ب‌-     اتخاذ هذا اليوم عيداً: روي عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ): (كَمْ لِلْمُسْلِمِينَ مِنْ عِيدٍ؟ فَقَالَ: أَرْبَعَةُ أَعْيَادٍ، قَالَ: قُلتُ: قَدْ عَرَفْتُ الْعِيدَيْنِ وَالْجُمُعَةَ؟ فَقَالَ: أَعْظَمُهُمَا وَأَشْرَفُهُمَا يَوْمُ الثَّامِنَ عَشَرَ مِنْ شَهْرِ ذِي الْحِجَّةِ، وَهُوَ الْيَوْمُ الَّذِي أَقَامَ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) وَنَصَبَهُ لِلنَّاسِ عَلَماً قَالَ: قُلتُ: مَا يَجِبُ عَلَيْنَا فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ؟ قَالَ: يَجِبُ عَلَيْكُمْ صِيَامُهُ شُكْراً لِلَّهِ وَحَمْداً لَهُ مَعَ انْهَ أَهْلُ أَنْ يُشْكَرَ كُلَّ سَاعَةٍ، وَكَذَلِكَ أَمَرَتِ الْأَنْبِيَاءُ أَوْصِيَاءَهَا أَنْ يَصُومُوا الْيَوْمَ الَّذِي يُقَامُ فِيهِ الْوَصِيُّ يَتَّخِذُونَهُ عِيداً)[11]، رُوي عن الامام جعفر بن محمد الصادق عَنْ أَبِيهِ عَنْ آبَائِهِ (عليهم السلام) أنَّهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله): (يَوْمَ غَدِيرِ خُمٍّ أَفْضَلُ‏ أَعْيَادِ أُمَّتِي‏، وَهُوَ الْيَوْمُ الَّذِي أَمَرَنِي اللَّهُ تَعَالَى ذِكْرُهُ فِيهِ بِنَصْبِ أَخِي عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (عليه السلام) عَلَماً لِأُمَّتِي يَهْتَدُونَ بِهِ مِنْ بَعْدِي، وَهُوَ الْيَوْمُ الَّذِي أَكْمَلَ اللَّهُ فِيهِ الدِّينَ، وَأَتَمَّ عَلَى أُمَّتِي فِيهِ النِّعْمَةَ، وَرَضِيَ لَهُمُ الْإِسْلَامَ دِيناً)[12].

     ت‌-     الغسل: الغسل في هذا اليوم فيه دلالات كثيرة منها: الكون على الطهارة لنقاوة الولاية وعلو شأنها، والتهيئة للدخول في فريضة واجبة كوجوب الصلاة ومن هنا قالت الرواية بوجوب الغسل، وفي رواية أخرى استحباب الغسل، فقد روي عن صادق أهل البيت (عليهم السلام) أنّه قال: (فَإِذَا كَانَ صَبِيحَةُ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَجَبَ الْغُسْلُ فِي صَدْرِ نَهَارِهِ)[13].

     ث‌-     زيارة أمير المؤمنين (عليه السلام): الحضور عند من بويع وتجديد العهد عنده فهو حي يسمع الكلام ويرد السلام وقد جاءت الرواية في الحث بالكون عند أمير المؤمنين (عليه السلام) فعن  الإمام الرضا (عليه السلام) قَالَ: (يَا اِبْنَ أَبي نَصْرٍ أينَما كُنْتَ فَاحْضُرْ يوْمَ الغَدِيرِ عِنْدَ أَمِيرِ اَلْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ)، فَإِنَّ الَّهَ يَغْفِرُ لِكُلِّ مُؤْمِنٍ وَمُؤْمِنَةٍ وَمُسْلِمٍ وَمُسْلِمَةٍ ذُنُوبَ سَتينَ سِنَةً)[14].

        ج‌-       التهنئة للمؤمنين فيما بينهم: ولعل الأمر بالتهنئة لما في التهنئة نوع من الإعلام والشياع لخبر الولاية ونشره، أو هو من الفرح لفرحهم(عليهم السلام) الذي قال عَنِه الصَّادِقِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ): (إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ أَطَّلِعُ إِلَى الْأَرْضِ فاختَارَنا، وَ اخْتَارَ لَنَا شِيعَةً، يَفْرَحُونَ لِفَرَحِنَا، وَيَحْزَنُونَ لِحُزْنِنَا وَيَبْذُلُونَ أَمْوَالِهِمْ ويَربَحُون فِينَا أَولِئكَ مِنَّا وَإِلَيْنَا)[15]، فقد روي عن الإمام الرضا (عليه السلام) في التهنئة بالغدير أنّه قال: (وَهُوَ يَوْمُ التَّهْنِئَةِ، يُعْنَى بَعْضُكُمْ بَعْضاً، فَإِذَا لقى الْمُؤْمِنِ أَخَاهُ يَقُولُ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَنَا مِنْ المتمسكين بِوَلَايَةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَالْأَئِمَّةِ (عَلَيْهِمُ السَّلَامُ)، وَهُوَ يَوْمُ التَّبَسُّمَ فِي وُجُوهِ النَّاسِ مِنْ أَهْلِ الايمان، فَمَنْ تَبَسَّمَ فِي وَجْهِ أَخِيهِ يَوْمِ الْغَدِيرِ نَظَرَ اللَّهُ إِلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِالرَّحْمَةِ وَقَضَى لَهُ أَلْفَ حَاجَةٍ، وَبَنَى لَهُ قَطْراً فِي الْجَنَّةِ مِنْ دُرَّةٍ بَيْضَاءَ)[16]، وروي عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنّه قال: (وَلْيَكُنْ مِنْ قَوْلِكَ إِذَا لَقِيتَ أَخَاكَ الْمُؤْمِنَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَكْرَمَنَا بِهَذَا الْيَوْمِ، وَجَعَلَنَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ، وَجَعَلَنَا مِنَ الْمُوفِينَ بِعَهْدِهِ الَّذِي عَهِدَ إِلَيْنَا، وَمِيثَاقِهِ الَّذِي وَاثَقَنَا بِهِ مِنْ وَلَايَةِ وُلَاةِ أَمْرِهِ، وَالْقُوَّامِ بِقِسْطِهِ، وَلَمْ يَجْعَلْنَا مِنَ الْجَاحِدِينَ وَالْمُكَذِّبِينَ بِيَوْمِ الدِّينِ)[17].

      ح‌-      التزين فيه: لقد حثت الرواية على التزين في يوم الغدير لكونها إشارة لإظهار تلك الواقعة العظيمة ودلالة عليها وكون التزين من مدعاة الفرح والسرور بأمر الله وتنصيب الولي {وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ }[18]، وقد روي عن الإمام الرضا (عليه السلام) في حق يوم الغدير فقال: (وَهُوَ يَوْمُ الزِّينَةِ، فَمَنْ تَزَيَّنَ لِيَوْمِ الْغَدِيرِ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ كُلَّ خَطِيئَةٍ عَمَلُهَا، صَغِيرَةً أَوْ كَبِيرَةً، وَبَعَثَ اللَّهُ إِلَيْهِ مَلَائِكَةً يَكْتُبُونَ لَهُ الْحَسَنَاتِ وَيَرْجِعُونَ لَهُ الدَّرَجَاتِ إِلَى قَابِلٍ مِثْلُ ذَلِكَ الْيَوْمِ، فَإِنْ مَاتَ مَاتَ شَهِيداً، وَإِنْ عَاشَ عَاشَ سَعِيداً)[19].

      خ‌-      اعظام حرمة هذا اليوم: وهو أن يجعل المؤمن حرمة عظيمة لهذا اليوم فبعتني بهذه المناسبة ويتهيأ لمقدمها ويبرز أهميتها للآخرين وفضلها عند الله سبحانه وتعالى، وعند رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وعند أهل البيت (عليهم السلام)، روي عن صادق أهل البيت (عليه السلام) أنّه قَالَ: (لَعَلَّكَ تَرَى أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلٍ خَلَقَ يَوْماً أَعْظَمَ حُرْمَةً مِنْهُ؟ لَا وَاللَّهِ، لَا وَاللَّهِ، لَا وَاللَّهِ)[20].

       د‌-       التصدق فيه وادخال السرور على المؤمنين: فقد روي عن الإمام (عليه السلام): (وَالَدِرْهَمُ فِيهِ بِأَلْفِ دِرْهَمٍ لِإِخْوَانِكَ الْعَارِفِينَ وَ َفْضَلُ عَلَى إِخْوَانِكَ فِي هَذَّ الْيَوْمِ وَسُرَّ فِيهِ كُلَّ مُؤْمِنٍ وَمُؤْمِنَةٍ)[21].

الشواهد العملية من السنة

1.    تأجيل التبليغ لأكثر من مرة: عندما يأتي التبليغ فيؤخر لحاجة, أو مصلحة فلا عيب ولا ملامة في ذلك خصوصاً وأنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان ينتظر العصمة من قبل الله تعالى في قبول الأمر وعدم العصيان وحدوث الهرج والمرج ساعة التبليغ, فهذا الشيء ممّا يطمح إليه القائد لإتمام مهمته على أبلغ وأكمل وجه, وهو باعث لتذكر الحادثة عندما يسمعون من رسول الله سبب تأجيله للإبلاغ عن ربه ما أمر بتبليغه. فَعَنْ حَنَانِ بْنِ سَدِيرٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) قَالَ: (لَمَّا نَزَلَ جَبْرَئِيلُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ بإعلان أَمْرِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) {يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ} إِلَى آخِرِ الْآيَةِ. قَالَ: فَمَكَثَ النَّبِيِّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) ثَلَاثاً حَتَّى أَتَى الْجُحْفَةِ فَلَمْ يَأْخُذُ بِيَدِهِ فَرَقاً مِنَ النَّاسِ. فَلَمَّا نَزَلَ الْجُحْفَةِ يَوْمِ غَدِيرِ فِي مَكَانٍ يُقَالُ لَهُ مَهْيَعَةُ فَنَادَى الصَّلَاةَ جَامِعَةُ، فَاجْتَمَعَ النَّاسِ فَقَالَ النَّبِيِّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ): مَنْ أَوْلَى بِكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ؟ فجهروا فَقَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولَهُ ثُمَّ قَالَ لَهُمْ الثَّانِيَةِ، فَقالُوا: اللَّهَ وَرَسُولَهُ، ثُمَّ قَالَ لَهُمْ الثَّالِثَةِ، فَقالُوا: اللَّهَ وَرَسُولَهُ. فَأَخَذَ بِيَدِ عَلِيٍّ (عَلَيْهِ السَّلَامَ) فَقَالَ: مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلَى مَوْلَاهُ، اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالَاهُ وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ، وَانْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ، واخْذُل مَنْ خَذَلَهُ فَإِنَّهُ مِنًى وَأَنَا مِنْهُ، وَ هُوَ مِنًى بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى إِلَّا أَنَّهُ لَا نَبِيَّ بَعْدِى)[22].

2.    التبليغ في غدير خم: إنّ اختيار المكان الذي هو مفترق طرق بين الحجاج إلى البلدان من حيث موقعه الجغرافي المهم؛ لأنّ كلّ أهل بلد تلحق ببلدها من هذا المكان, وبهذا ضمان لانتشار رواة الحديث في كلّ البقاع الإسلامية من جهة, وهو مكان قليل العشب والماء لكنّه عذب فيرتوون منه فتزال الأتعاب وبهذا يكون محطة مهمة لتذكر مواضع الراحة من العناء والتعب، وكذلك الولاية فهي تحط المتاعب والمصاعب عن المؤمنين؛ فيرتوي المؤمنون من الولاية.

3.    رد من تقدم من الحجيج وحبس من تأخر: وهو من الأمور المهمة التي فعلها رسول الله بتحشيد أكبر عدد يروي حادثة الغدير حتى وصل عدد الرواة من الأصحاب أكثر من مائة صحابي، وهذا يدل على تواتر الحادثة؛ فلا يعقل كذب مثل هذا العدد من الرواة.

4.    نصب منبر خاص: إنّ نصب منبر خاص للنبي (صلى الله عليه وآله) من جلود المواشي, وسروج الأحصنة واتاق النوق, والذي تختلف ماهيته عن صنع المنابر المعتاد صنعها من الخشب، ممّا يبقى في الذاكرة ولا يزول؛ لاختلاف ماهيته وهو ما يدعو لتذكر السبب من نصبه كلّما ذكر هذا المنبر، فهو بحق شاهد عملي لتلك الواقعة حيث انفردت واقعة الغدير بنصب هكذا منبر بسيط في ما هيته عظيم في دلالته.

5.    ارتفاع درجة الحرارة في الواقعة: إنّ الارتفاع الشديد لدرجة الحرارة شاهد عملي؛ لا يجعل هذه الحادثة تذهب عن أذهان المسلمين فقد ذكر في التاريخ أنّ ارتفاع درجة الحرارة وشدّتها كان له تأثير على النبي (صلى الله عليه وآله), والمسلمين آنذاك:

        أ‌-         إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ( صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ ) لَمَّا انْصَرَفَ مِنْ حَجَّةِ الْوَدَاعِ وَ صَارَ بِغَدِيرِ خُمٍّ أَمَرَ اللَّهُ عز وجل جَبْرَئِيلُ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) أَنْ يَهْبِطَ عَلَى النَّبِيِّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) وَقْتُ قِيَامِ الظُّهْرِ مِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ، وَأَمَرَهُ أَنْ يَقُومَ بِوَلَايَةِ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، وَأَنْ يَنْصِبَهُ عَلَماً لِلنَّاسِ بَعْدَهُ، وَأَنْ يستخلفه فِي أُمَّتِهِ. فَهَبَطَ إِلَيْهِ وَقَالَ لَهُ: حَبِيبِي مُحَمَّدٍ إِنَّ اللَّهَ يُقْرِئُكَ السَّلَامَ، وَيَقُولُ لَكَ: قُمْ فِي هَذَا الْيَوْمِ بِوَلَايَةِ عَلَيَّ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)؛ لِيَكُونَ عِلْماً لِأُمَّتِكَ بَعْدَكَ، يَرْجِعُونَ إِلَيْهِ، وَيَكُونُ لَهُمْ كَأَنْتَ، فَقَالَ النَّبِيُّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ): حَبِيبِي جَبْرَئِيلُ إِنِّي أَخافُ تَغَيَّرَ أَصْحَابِي لِمَا قَدْ وَتَرْوِهِ، وَأَنْ يبدوا مَا يضمرون فِيهِ فَعَرَجَ، وَمَا لَبِثَ أَنْ هَبَطَ بِأَمْرِ اللَّهِ فَقَالَ لَهُ: {يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ}. فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) ذَعِراً مَرْعُوباً خَائِفاً مِنْ شِدَّةِ الرَّمْضَاءَ وَقَدَمَاهُ تشويان، وَأَمَرْ بِأَنْ يُنَظَّفُ الْمَوْضِعِ وَيُقِمْ مَا تَحْتَ الدَّوْحِ مِنِ الشَّوْكِ وَغَيْرُهُ، فَفَعَلَ ذَلِكَ ثُمَّ نَادَى بِالصَّلَاةِ جَامِعَةُ، فَاجْتَمَعَ الْمُسْلِمُونَ، وَفِيمَنْ اجْتَمَعَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَسَائِرِ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ. ثُمَّ قَامَ خَطِيباً وَذَكَرَ بَعْدَهُ الْوَلَايَةِ، فَأَلْزَمَهَا لِلنَّاسِ جَمِيعاً، فَأَعْلَمَهُمْ أَمَرَ اللَّهُ بِذَلِكَ)[23].

     ب‌-     أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله) بأن يحط الحجاج الذين كانوا يرجعون معه من الحج، في أرض قاحلة لا ماء فيها، ولا كلأ، وفي وقت الزوال، وتحت أشعة الشمس الحارقة. ولقد كانت حرارة الهجير من الشدة في ذلك الوقت بحيث أن الشخص من الحاضرين في ذلك المشهد كان يضع بعض عباءته تحت رجليه وبعضها فوق رأسه توقيا من شدة الرمضاء، وحرارة الشمس)[24].

6.    رفع علي من معصمه حتى بان بياض ابطيهما: (ثمّ أخذ بيد علي فرفعها حتى رؤي بياض آباطهما)[25]، ففي هذا الفعل أكدّ النبي على رفع الأمير وهو رفع رباني ومعناه رفع من رفع الله, وكون الممسوك مؤيد من قبل الله فمن يتمسك بعلي يعدّ متمسكاً بالله, وبيان بياض الإبطين إشارة وعلامة مهمة لتثبيت هذه الواقعة.

7.    دعاء النبي (صلى الله عليه وآله) بموالاة الله لمن والاه، وعداوة الله لمن عاداه, والحب لمن أحبه، والبغض لمن أبغضه، والنصرة لمن نصره، والخذلان لمن خذله.

8.    أمر الناس بالمبايعة لأمير المؤمنين(عليه السلام): ومن الشواهد العملية التي أراد من خلالها رسول الله (صلى الله عليه وآله) تثبيت واقعة الغدير في نفوس الناس آنذاك هي المبايعة من قبل المسلمين والتي جعل رسول الله في صدارة المبايعين الشيخين وقادة ورؤساء القبائل وهو ما احتج به أمير المؤمنين (عليه السلام) على أبي بكر قائلاً: ولقد أمرك رسول الله بمبايعتي في أربعة مواضع, ومنها يوم الغدير إذ قَالَ رسول الله (صلى الله عليه وآله): (قُمْ يَا أَبَا بَكْرٍ، فَبَايِعْ لَهُ بِإِمْرَةِ الْمُؤْمِنِينَ. فَقَامَ فَبَايِعْ لَهُ بِإِمْرَةِ الْمُؤْمِنِينَ. ثُمَّ قَالَ: قُمْ يَا عُمَرُ، فَبَايِعْ لَهُ بِإِمْرَةِ الْمُؤْمِنِينَ، فَقَامَ فَبَايِعْ لَهُ بِإِمْرَةِ الْمُؤْمِنِينَ. ثُمَّ قَالَ بَعْدَ ذَلِكَ لِتَمَامِ التِّسْعَةُ، ثُمَّ لرؤساء الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ، فبايعوا كُلِّهِمْ)[26].

9.    أمره بالتهنئة لأمير المؤمنين (عليه السلام): وقد تمت التهنئة بطريقتين عمليتين ليكون أثرهما أكبر وأثبت في الذهن والتاريخ:

        أ‌-        الطريقة الأولى: بنصب رسول الله خيمة له وخيمة لأمير المؤمنين (عليه السلام) ثم أمر المسلمين بالدخول عليه وتهنئته ثم الدخول على الإمام علي (عليه السلام) فقد جاء في الخبر (وَأْمَرَ عَلِيّاً (عَلَيْهِ السَّلَامُ) أَنْ يَجْلِسَ فِي خَيْمَةٍ لَهُ بِإِزَائِهِ، ثُمَّ أَمَرَ الْمُسْلِمِينَ أَنْ يَدْخُلُوا عَلَيْهِ فَوْجاً فَوْجاً فيهنئوه بِالْمَقَامِ وَيُسَلِّمُوا عَلَيْهِ بأمرة الْمُؤْمِنِينَ، فَفَعَلَ النَّاسُ ذَلِكَ كُلِّهِمْ ثُمَّ أَمَرَ أَزْوَاجِهِ وَسَائِرِ نِسَاءَ الْمُؤْمِنِينَ مَعَهُ أَنْ يُدْخِلْنَ عَلَيْهِ وَيُسْلِمْنَ عَلَيْهِ بأمرة الْمُؤْمِنِينَ فَفَعَلْنَ)[27].

     ب‌-      أمّا الطريقة الثانية: فهي فرادى من قبل بعض الأشخاص مثل عمر ابن الخطاب الذي هنّئه قائلاً: هَنِيئاً لَكَ يَا بْنِ أَبِي طَالِبٍ أَصْبَحْتَ وَأَمْسَيْتَ مَوْلَى كُلِّ مُؤْمِنٍ وَمُؤْمِنَةٍ)[28].

10.  مبايعة الرجال: لقد قام رسول الله (صلى الله عليه وآله) بمراسيم خاصة في أخذ البيعة من الرجال لإمرة أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب (عليه السلام), وذلك عن طريق المصافقة التي صارت بعد ذلك سنّةً ورسماً، واستعملها من ليس له حقٌّ فيها, فتبادر الناس إلى بيعته، وقالوا: سمعنا وأطعنا لما أمرنا الله ورسوله بقلوبنا وأنفسنا وألسنتنا وجميع جوارحنا ، ثمّ انكبّوا على رسول الله وعلى عليٍّ بأيديهم، وكان أوّل من صافق رسول الله أبو بكر وعمر وطلحة والزبير، ثمّ باقي المهاجرين والناس على طبقاتهم ومقدار منازلهم إلى أن صُلّيت الظهر والعصر في وقت واحد والمغرب والعشاء الآخرة في وقت واحد ، ولم يزالوا يتواصلون البيعة والمصافقة ثلاثاً، ورسول الله كلّما بايعه فوجٌ بعد فوج يقول: الحمدُ لله الذي فضّلنا على جميع العالمين)[29].

11.  مبايعة النساء: ومن المراسيم المهمة التي قام بها رسول الله (صلى الله عليه وآله) جعل طريقة خاصة للمبايعة من قبل النساء وهي عين الطريقة التي جعلها في بيعة الناس يوم فتح مكة, (فأمر رسول الله (صلى الله عليه وآله) بإحضار إناء كبير فيه ماء، وأن يضرب عليه بستار بحيث إن النساء كنَّ يضعن أيديهن في الإناء خلف الستار، وأمير المؤمنين (عليه السلام) يضع يده في الإناء من الجانب الآخر، وبهذه الصورة تمت بيعة النساء)[30]، وفي ذلك إشارات مهمة:

                    أ‌-     كون الولاية مساوقة للنبوة فجعل الطريقة في البيعة واحدة.

                 ب‌-     أراد رسول الله (صلى الله عليه وآله) التأكيد على الطرق الشرعية في أداء التكاليف الفرائض.

                 ت‌-     الماء موصل جيد فيعطي حكم الملامسة لكنّه ليس بملامسة مباشرة.

                 ث‌-     عدم حرمان المرأة من أداء تكاليفها الشرعية وبيان أهميتها في الإسلام والمجتمع المسلم.

12.                      التوثيق في الشعر: استأذن الشاعر حسان بن ثابت من رسول الله (صلى الله عليه وآله) ليؤرخ هذه الحادثة المهمة بأبيات من الشعر, وبعد أن ألقى شعره علق عليه رسول الله (صلى الله عليه وآله) ما زلت مؤيداً بروح القدس ما دمت ناصراً لنا, فقد قَالَ الْإِمَامُ الْبَاقِرِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ): (يَا كُمَيْتُ لَوْ كَانَ عِنْدَنَا مَالُ لَأَعْطَيْنَاكَ وَلَكِنْ لَكَ مَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) لِحَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ: لَا زِلْتَ مُؤَيَّداً بِرُوحِ الْقُدُسِ مَا ذَبَبْتَ عَنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ)[31].  فقد قال حسان في واقعة الغدير:

يناديهم يوم الغدير نبيهم بخمٍّ            واسمع بالرسول مناديا

وقد جاءه جبريل عن أمر ربه       بأنك معصوم فلا تك وانيا

وبلّغهم ما أَنزَل الله ربهم إليك         ولا تخشَ هناك الأعاديا

فقام به إذ ذاك رافع كفه              بكف علي معلن الصوت عاليا

فمن مولاكم ونبيكم                   فقالوا ولم يبدوا هناك التعاميا

إلهك مولانا وأنت نبينا                 ولم تلق منا في الولاية عاصيا

قم يا علي فإنني                         رضيتك من بعدي إمامًا وهاديا

فمن كنت مولاه فهذا وليه               فكونوا له أتباع صدق مواليا

هناك دعا اللهم وال وليه                  وكن للذي عادا عليًّا معاديا

فيا رب انصر ناصريه لنصرهم         إمام هدىً كالبدر يجلو الدياجيا

   

الهوامش:------

([1])الشيخ الأميني, الغدير ج ١ ص ١٧٦.

([2])الشيخ الحر العاملي, وسائل الشيعة ج ٢٧ ص ٣٤, صحيح الترمذي, ج5 ص329, رقم: 3788, صحيح مسلم ج7 ص123, مسند أحمد, ج3 ص14.

([3])العلامة المجلسي, بحار الأنوار ج ٢٧ ص٢٤٣.

([4])سورة الأحزاب, آية: 6.

([5])ابن المغازلي, مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ج1 ص 79.

([6])الشيخ الحر العاملي, وسائل الشيعة ج ٨ ص٨٩.

([7])شيرواني, الشهاب الثاقب في مناقب علي بن أبي طالب (عليه السلام) ص۳۳۲.

([8])الشيخ هادي النجفي, موسوعة أحاديث أهل البيت (عليهم السلام) ج ٨ ص ٣٨.

([9])الشيخ الصدوق, من لا يحضره الفقيه ج2 ص90.

([10])الشيخ الحر العاملي, وسائل الشيعة ج ١٠ ص ٤٤٣.

([11])الشيخ الصدوق, الخصال: 264.

([12])الشيخ الصدوق, الأمالي ص ١٨٨.

([13])المحقق الشيخ يوسف البحراني, الحدائق الناضرة ج ٤ ص٢٠٦.

([14])العلامة المجلسي, بحار الأنوار ج ٩٤ ص١١٩.

([15])محمد آصف محسني، معجم الأحاديث المعتبرة ج ۸،ص595.

([16])السيد ابن طاووس, إقبال الأعمال ج ٢ ص261.

([17])العلامة المجلسي, بحار الأنوار ج ٩٥ ص٣٠٣.

([18])سورة الروم, آية:(4 , 5).

([19])الشيخ عزيز الله عطاردي, مسند الإمام الرضا (عليه السلام) ج ٢ ص ١٩.

([20])الشيخ الحر العاملي, وسائل الشيعة ج 5 ص 225.

([21])الشيخ هادي النجفي, موسوعة أحاديث أهل البيت (عليهم السلام) ج ٨ ص ٦٦.

([22])السيد الطباطبائي, تفسير ج ٦ ص ٥٤.

([23])الشيخ محمد الريشهري, موسوعة الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) في الكتاب والسنة والتاريخ ج ٢ ص ٣٤٤.

([24])الشيخ جعفر السبحاني, العقيدة الإسلامية على ضوء مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) ص ١٩٥.

([25])الشيخ هادي النجفي, موسوعة أحاديث أهل البيت (عليهم السلام) ج ٨ ص٤٠.

([26])العلامة المجلسي, بحار الأنوار ج ٣٧ ص ١٤٢.

([27])الشيخ محمد الريشهري, موسوعة الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) في الكتاب والسنة والتاريخ ج ٢ ص٢٩٤.

([28])ابن شهر آشوب, مناقب آل أبي طالب ج ٢ ص ٢٣٧.

([29])الشيخ الأميني, عيد الغدير في الإسلام ص٢١.

([30])محمد باقر الأنصاري، خطبة الغدير ج1 ص14.

([31])الشيخ الأميني, الغدير ج ٢ ص ١٨٧.

المرفقات

: الشيخ أمجد سعيد اللامي