أنشودة العلقميّ

لِأزرقٍ حالمٍ بالأحمرِ النَّزِقِ     كانَ التحالفُ بين الماءِ والشفَقِ

هذا يُفَسِّرُ نارًا في تَمَوِّجِهِ     لو ذاكَ يُرْسِلُ إشْكاليَّةَ الغَرَقِ

وقد أشارا الى العباسِ .. ياحُلُمًا     يُراودُ الغيمَ إذ أغفى بلا دَفَقِ

إنا انْصَبَبْنا من الأفلاكِ مَعْركةً     نُحاصِرُ الضوءَ في عَصْفٍ مِنَ الغَسَقِ

نُصَحِّرُ الوعيَ في الانسانِ حينَ يَرى     ماءَ الضميرِ سَرابًا دُسَّ في الخُلُقِ

وَنَعْتَليها صباحاتٍ إذا انْدَلعَتَ     غَيْظًا .. بغيرِ اغتيالِ الوردِ لم تَفِقِ

فقالَ كلّا .. سَقَيْتُ العلقميَّ مِيا     هَ المُرتقى .. إن ترقّى الزيفُ .. تَنبَثِقِ

أجَّجْتُ مِنْ وَجَعِ الكفَّيْنِ غَيْرَتَهُ     ومن سِياقاتِ نَصٍّ في الطفوفِ سُقي

فَاسْتَلَّ للفَقرِ نَوْلًا من مُفارَقةٍ     إذ قال للقَفْرِ : يا أشجاري اتَّسِقي

تلك البرايا سَأمحو شُحَّ أنفُسِها     وفي الغماماتِ أُذكي صَحْوةَ الوَدَقِ

ما قُلْتَ يانهرُ شِعرٌ ؟ أم مُعادلةٌ     فيها مُحاوَلَةٌ بالشعرِ لم تَثِقِ ؟

كلاهُما قالَ .. فالعباسُ أحْجِيَةٌ     في لوحةٍ تَتَخَطّى العالَمَ النَّسَقِي

أجادَ بالجودِ أجواءً مُغايِرَةً     متى أغارَ غُبارُ القُبْحِ يَنْدَلِقِ

مِنْ زُرْقَةٍ ظَمَئيٌّ ماءُ بَهْجَتِها     أجْرى ارتواءً مِياهِيّا من الرَّهَقِ

ومن دماءٍ تهاوتْ عن مَحاسِنِهِ     أعَدَّ للوردِ ألوانًا من العَبَقِ

هو الكريمُ .. ولكنْ رَدَّ مَسْألتي     فلم يُذِقْ لهفتي وَصْلا .. ولم يَذُقِ

رَدَّ السهامَ - وقد فَرَّتْ لأعْيُنِهِ     مأسورةً في شُجَيراتٍ مِنَ القَلقِ

وَواحِدًا لا وحيدًا .. حَوْلَ كَثْرَتِهِمْ     تَجَمْهرَ العَجَبُ العباسُ في حَنَقِ

وَكانَ حَوْلَ جيوشِ الجَدبِ كالحَلَقِ     لِفُسْحةٍ حيثما غالتْهُ .. تَنْغَلِقِ

تَساورَتْهُ المنايا عندَ رايتِهِ     فَاسّاقَطتْ في انْحِناءٍ هائلٍ .. وبقي

كانَ الوجودُ سُكُوتًا من مَهابَتِهِ     فلا كلامٌ سِوى من سيفِهِ اللَبِقِ

وعاد من فَزَعِ اللوْنَيْنِ مفترضًا     فَيْضَ اخْضِرارٍ .. لِيُجري نشوةَ الألَقِ

مُفَكِّكًا في امْتِزاجٍ من روائعِهِ     تَحالفًا كانَ بين الماءِ والشفَقِ !!

جدوى التحالفِ باللا ( كَيْفَ ) جَوَّدها     وَبَثَّ فيها جَمالا عابِرا أفُقي

فَكُلُّ حُسْنٍ إذا تَرْتادُهُ صُوَرٌ     بِغَيْرِ غُرَّتِهِ الغرّاءِ لم ترُقِ

هنالكَ النهرُ إذ ألقى قصيدتَهُ     وجاءَ بالكونِ مَحْمولًا على الورقِ

قالَ اعْذُروني .. ضفافي أبْصَرتْ قَمَرًا     فوقَ الأعالي .. فَهلْ تَرْقى له مِزَقي ؟!

قالَ الحسينُ لَهُ : أحْسنتَ .. ماانْفَصَلَتٔ     بَوّابةُ الغَيْبِ عَنْ تَرْنيمِكَ الطلِقِ

في كَسْرةِ القافِ كَسْرٌ سوفَ أجْبُرُهُ     بِكِسْرَةٍ من بقايا الفتحِ .. فَاسْتَبِقِ

أضُمُّها رُبَّما .. فاللامحالُ سَما     مَرفوعةً حيثُ مَعنى اللاخضوعِ نَقِي

فالنورُ مُنبثِقٌ .. والعدْلُ مؤتَلِقٌ     والظلمُ مُنسَحِقٌ في شَرِّ مُنزلَقِ

حتّى إذا اسْتَوطنَتْ كَفَّيْنِ قُطِّعَتا     سَتُبْصِرُ الأرضُ تَشْكيليَّةً وَرُقِي

لَوِ السكينةُ لم تَسْكُنْ مَناسِكَها     سَكَّنْتُها عن رحيلٍ شائكِ الطُّرُقِ

فالركْبُ لم يَحْتَرِقْ - جَهْرًا – مُخَيَّمُهُ     والناسُ لم تَفتَرِقْ -جَهْلا - إلى فِرَقِ

قالتْ له زينبٌ : ذي حِكمةٌ حُكِمَتْ     لِتَسْتفِزَّ افتِتاحًا لاحَ للحَدَقِ

تلك السكونُ .. تَحَرَّينا بها سَفَرًا     للّهِ .. رغمَ التِفافٍ فَتَّ في العُنُقِ

ففي النهاياتِ قد تَرْتَجُّ قَلْقَلَةً     أيّانَ يَسْتَحْكِمِ الطاغوتُ .. تَنْفَلِقِ

قال الحسينُ : هنا السِّمْياءُ عاكسةٌ     مالم يقل قَلَمٌ عن دورة الفَلَقِ

للعلْقميِّ بها الرُّجْعى الى عَدَمٍ     لو لم تَسُقْهُ يَدُ ( الساقي ) لِمُنطلَقِ

فَاسْتَلْهِموا حَرَكاتٍ جَمَّةً .. كَشَفَتْ     كُلَّ اتِّجاهٍ بنفسِ الوقتِ للحَذِقِ

فَفِكْرَةُ الجَرَيانِ الحُرِّ عائمةٌ     فوقَ الذين اسْتَقَلّوا فِكْرَةَ النفَقِ

هذا أبو الفضْلِ - فضلا عن فضائله     يُريقُ وَحْيًا تماهى باسْمِهِ الغَدِقِ

المرفقات

شاعر : حيدر أحمد عبد الصاحب