زلزال الطفوف

وإذا الطُّفوفُ تزلزتْ زلزالَها 

قد أخرجتْ بعد الأسى أثقالَها

وإذا تساءلَ عاشِقٌ أخبارها 

فغدتْ تُحدِّثُ بالجوى إعلالَها

وإذا الفجيعةُ في الفلاةِ تعجّبتْ 

من هولها إذ فرطُ جورٍ هالَها

وإذا المحاجرُ فاضَ من ميزانها 

سيلُ الدّما إذ ربُّها أوحى لَها

وإذا الرّؤوسُ مع الرّماحِ تعانقتْ 

طالَ العناقُ معظّماً آصالَها 

وإذا رمالُ التّلّ جفَّ رُضابُها 

ذا زينبٌ فقدتْ هنا آمالَها

وإذا العقائلُ في العراءِ ثواكلاً 

نسجتْ من الآلام ذا سربالَها

وإذا بوارثةِ النّوائبِ قد حوتْ 

قلباً جلوداً كي يشُدَّ رحالَها

تتنفّسُ الأوجاعَ تشهقُها وما 

زفرتْ أنيناً بل تُتِمُّ نضالَها

وإذا الغريبُ أحالَ غُربتهُ لهُ 

وطناً سقاهُ مهجةً وزُلالَها

وإذا أبى ضيماً بملئ عروقهِ 

هيهاتَ منّا ذلةٌ قد قالَها

سلطانُ ميدانِ الوغى والمبتغى 

حِفْظُ الشّريعةِ كاسرٌ أغلالَها

فلهُ قناديلُ السّماءِ تشابكتْ 

أضحتْ دُروبَ غرامهِ ومجالَها

فاعشقْ حُسيناً فالنّجاةُ بودّهِ

لو ذرّةٌ مُستصغراً مثقالَها

شاعرة : منال بجيجي