997 ــ مرتضى شرارة العاملي (ولد 1390 هـ / 1970 م)

مرتضى بن علي بن محمد علي بن أمين شرارة العاملي، شاعر وقاص، ولد في مدينة دير أبي سعيد بالأردن من أسرة يعود أصلها إلى جبل عامل في لبنان، حيث كان جده محمد علي أمين شرارة قد هاجر من لبنان إلى الأردن في العشرينيات من القرن الماضي ويقيت أسرته فيها وتنقل هو في بلاد الشام والعراق.

مرتضى شرارة العاملي (ولد 1390 هـ / 1970 م)

قال من قصيدة في الإمام الحسين (عليه السلام) تبلغ (57) بيتاً:

إنّي لأعجبُ كيف ندركُ (كربلا)     ونعيشُ يوماً في الحياةِ رغيدا

لو كلُّ أرزاءِ الــــحيـــاةِ تجمّعتْ      لبدتْ بغابِ الغـــاضريةِ عُودا

هوَ ذلكَ الحزنُ الــسحابُ، بغيثِه      تحيا القلوبُ ربيــعَها المنشودا (1)

وقال من قصيدة فيه (عليه السلام) أيضاً تبلغ (77) بيتاً:

ألا يا لائماً حُزني ودمــــــــعي     ووجناتٍ تُغسّلها الدمـــــــــوعُ

ولائمَ صرختي الحرّى ولطمي     على صدرٍ بهِ اشتعلتْ ضلوعُ

تـــــــلومُ، وتدّعي الإسـلامَ هذا     عجيبٌ، بـل هو الأمرُ المُريعُ!

أتعرفُ (كربلاء)َ ومــــا دهاها      بشــــــهرِ مـحرّمٍ ياذا الرقيعُ؟!

أمانةُ أحمدٍ قد ضـــــــــــيّعوها     أمانةُ أحمدٍ عَـــــــــجَباً تضيعُ!

وقال من حسينية ثالثة تبلغ (54) بيتاً:

وأكادُ أزعُـــــمُ أنّهُ مُذْ (كربلا)     فالغيثُ دمعٌ، والرعودُ عويلُ

وإذا تــــــعنُّ على الخيالِ رقيّةٌ     فـإذا فـصولٌ للأسى وفصولُ

وإذا التفجّعُ في القلوبِ كخفقِها     وإذا الــتوجّعُ في الحشا تقتيلُ

ومنها:

واللهِ، لــولا (كربلاءُ) حسينِنا     فلَمـا استمرَّ بثغرِنا الترتيلُ

ولـمَا المآذنُ كبّرتْ مذْ يومِها     هذا أقولُ كما الصلاةَ أقولُ

تلك الوغى ليستْ تفارقُ بالنا     يبقـــى لها فينا دمٌ وصهيلُ

وقال من حسينية رابعة:

بكائي الشعرُ شعري في بكائي      على خيرِ الورى في (كربلاءِ)

على ســــــــبطٍ أحـاطته البلايا      ومـــــــــــثلُ بلائـهِ ما مِن بلاءِ

أرادَ صلاحَهـــــــم لكن أرادوا      لطهرِ وريـــــــــدِه سفكَ الدماءِ

الشاعر

مرتضى بن علي بن محمد علي بن أمين شرارة العاملي، شاعر وقاص، ولد في مدينة دير أبي سعيد بالأردن من أسرة يعود أصلها إلى جبل عامل في لبنان، حيث كان جده محمد علي أمين شرارة قد هاجر من لبنان إلى الأردن في العشرينيات من القرن الماضي ويقيت أسرته فيها وتنقل هو في بلاد الشام والعراق.

درس مرتضى شرارة المراحل الأولى في مدارس مدينة دير أبي سعيد، ثم درس المرحلة الجامعية ــ مادة اللغة العربية وآدابها في جامعة اليرموك في مدينة إربد، وحصل على الماجستير، وبعد تخرجه عمل بالتدريس في مجال اللغة العربية في الأردن الإمارات.

شعره

العاملي شاعر مكثر له مئات القصائد في مختلف الموضوعات الدينية الاجتماعية والوطنية والوجدانية، ويكتب الشعر بشقيه العمودي والحر، نشر العديد من قصائده على شبكة الانترنيت وشارك في العديد من المناسبات الدينية والبوطنية إلى جانب الشعر يكتب المقال والخاطرة والقصة القصيرة وهو خطاط محترف ورسام ولديه اهتمامات بتجويد القرآن الكريم) (1)

قال من قصيدة في مدح النبي (صلى الله عليه وآله) تبلغ (44) بيتاً:

تاقَ الكمالُ لأحمدٍ تـــــــــــاقَ الهدى     تاقَ الجمالُ وتاقَ هامُ السُّــجَّدِ

طالَ انتظارُكَ يـــــا عميدَ الكونِ في      كونٍ بدونِكَ كالنباتِ الأجـــردِ

طالَ انتظـــــــارُكَ بعدما عمَّ الدجى      كلَّ النفوسِ وكلَّ جفنِ المُـسهدِ

وابـــــــــيضَّ وجهُ الخيرينِ بنورِكمْ      يا سيدي واسودَّ وجهُ المُفـــسدِ

وقصمتَ ظهرَ الشركِ بالحقِّ الهدى     وقطعتَ دابرَ كلِّ قلبٍ مــــلحدِ

وبُعثتَ للـــــــــــــــــثقلينِ إنسٍ جُنّةٍ      مَن كانَ مولوداً ومَـــن لمْ يُولدِ

ما كانَ أحوجُنا لبعثتِــــــــــــكَ التي      ما كانَ لولاهـــــا لنا أن نهتدي

قبلَ الذي قد جئتَ كانتْ ظلــــــــمةٌ      تطغي على الدنيا وما مِن مُوقدِ

كانتْ قلوبُ الـــــــــناسِ قفراً قاحلاً      وبغيثِه صارتْ كأخصبِ مشهدِ

بكَ أنبياءُ اللهِ قد خُتمـــــــــــــوا كما      خُـــــتمَ الرحـيقُ بمسكِه المُتفرِّدِ

بمحمّدٍ عرفوا الـــــــــهدايةَ فاهتدوا      لولاهُ ظـــلّوا في الضلالِ الأبعدِ

قال من قصيدة في مولد الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام) تبلغ (28) بيتاً:

ما للمدينةِ شَعْشَــــــــعْتْ أنوارُها      ومعَ السرورِ تراقصَتْ أشجارُها

ودُروبُها امْتَلأَتْ شَـذَىً ومَـــسرَّةً     وتَبسَّمــتْ وتَهلَّلَــــتْ أسوارُهــــا

مِنْ جَنَّةِ الزهراءِ فـــــــاضَ وإنَّهَ     تشتاقُــهُ الجنَّــاتُ فهـــو مَدارُهــا

هُوَ سبْطُ طه المجتبى عَلَمُ الهُدى     هُـــوَ للهِدايــةِ شَمسُهــا ونهارُهــا

هــــــو مَنْ أقامَ الجودُ فوقَ أكُفِّهِ     فهُــوَ السَّحابـــةُ وابـــلٌ أمطارُهــا

ولَهُ الـــمَـهابةُ أشْرَقتْ في وَجْهِهِ     كَمْ في الصحائِفِ دُوِّنـتْ أخبارُهـا

ولَهُ السَّــماحةُ والفَصاحةُ والعُلا     والمَكْرُمـــاتُ كبارُهـا وصِغارُهــا

ولَهُ الشجاعــــةُ والسيوفُ تَهابُهُ     وتَلِيـــنُ عِنْــــــدَ لِقائِـــهِ أشفارُهـــا

والحِكمةُ العُلْيا سَــــــــليلةُ ثَغْرِهِ     مِــنْ طُهـــرِهِ وعلومِـــهِ إدرارُهـــا

مِنْهُ النُّهَى نَهَلَتْ وتنهــــلُ درَّها     ومعطّــــراتٌ بالهــــدى أفكارُهــــا

وقال في مولد الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام) أيضاً تبلغ (39) بيتاً:

في مثلِ هذا الـــيومِ هلَّ المُجتبى      ســـــبطُ الرسالةِ سيدٌ ونجيبُ

فنما لأحــــــمدَ فرعُه العالي وقد      شُقّتْ لـــكوثرِه العميمِ دروبُ

الــــــروضُ يثمرُ فالطيورُ تؤمُّه     وبهِ النسيـمُ معَ الأريجِ يطيبُ

ما بالكمْ والروضُ روضُ محمدٍ      أمَا الجنى فالمجتبى المحبوبُ

سعدتْ بمولدِهِ الــــــــــحياةُ لأنَّه      شرطٌ ليبقى فـــي الحياةِ دبيبُ

والجنَّةُ العلياءُ قد سعـــــــدتْ به      هوَ سيدٌ لشبابِــــــــــها ونقيبُ

يا شبهَ جدِّكَ خــــــــلقةً وخلائقاً      مَن ذا كأنتَ مُطهَّرٌ وحـــسيبُ

وأبوكَ حيدرُ مَن كحـــيدرَ والداً      ذلقٌ يُحارُ بــــوصـفِه وخطيبُ

بشجاعةٍ بسماحةٍ بفـــــــــصاحةٍ      للعلمِ بحرٌ للهـــــــدى يعسوبُ

والأمُّ فاطمةٌ وأنتَ رضــــــيعُها      للهِ مِن شرفٍ حـــــــواهُ حليبُ

للهِ مَن غذَّاهُ ظـــــــــــــــئرُ نبوّةٍ      للهِ مَن هوَ للبتولِ ربــــــــــيبُ

لكَ مولدٌ رمضانُ فازَ بنــــــورِهِ      لتزيدَ ســــــــعداً أنفسٌ وقلوبُ

وقال من قصيدته الحسينية الأولى:

أعطى وريدُكَ لــــــلوجودِ وريدا      وأدامَ نحرُكَ للإلـــــهِ ســجـودا

أجريتَ نــــــحرَكَ للكرامةِ ساقياً      وفرشتَ صدرَكَ للإباءِ صعـيدا

وندينُ للجيدِ الذبيحِ بــــــــــــدينِنا      ديْنٌ يطوّقُ روحَنــــا والـجيــدا

لولا دماؤُكَ سيدي لـطغى الدجى      ولعادَ شِركٌ يطمسُ الــــتوحيدا

لم يكتملْ قَـــــــــدرُ الشهادةِ رتبةً     حتى غدوتَ أيا حسينُ شـــهيدا

خسِئ الـردى، ما عنه جُزتمْ إنّما     جُزتمْ إلى أفُقِ الـــــــبقاءِ خُلودا

بأبي دمــاءً أشعلتْ شمسَ الهـدى      لمّا أرادَ لها الضلالُ خُـــــمودا

بأبـــــــي القتيلَ ورأسُه فوقَ القَنا      للظلمِ والظلمـــــاتِ دَكَّ حُشودا

بأبــي الذبيح على الثرى ورفاقُـه     لثلاثـــةٍ لا يسكنــــــــونَ لحودا

عجَباً تطلُّ الشمسُ مِن شرقٍ وقدْ      ذبحوا الضياءَ وأبعــــدوهُ بعيدا

وقال من الثانية:

 

دماءُ المصطفى تلكَ الأريــــــــقتْ      ونحرُ المصــطفى ذاكَ القطيعُ

فَكمْ قالَ الرسولُ: حـــــــسينُ منّي     وإنّـــــي، مــنهُ قد سمعَ الجميعُ

فإنْ يمسي الحسيـــنُ صريعَ طَفٍّ     فإنَّ المــــصـطفى لهُوَ الصريعُ

تعدّى الـــــــــــــلومَ قومٌ إنّ شمساً     لتُقهـــــــــــــرُ أنها لهمُ سطوعُ

فعدّوا الطفَّ في الأيـــــــــامِ عيداً     عجيبٌ ظلَّ فـي الصبحِ الطلوعُ

أعيدٌ حينما الـــــــــــزهراءُ ثكلى؟     وإذْ للمصــــــــطفى قلبٌ فجيعُ

ذيولُ أميّةٍ، وإذا خـــــــــــــــريفٌ     يحلُّ بأحمدٍ، فــــــــــــلهمْ ربيعُ

أما بكتِ الســـــــــــماءُ بيومِ طفٍّ     وإنّ دموعَها الحرّى نــــــــجيعُ

وأيّ مدامعٍ ستطيقُ صـــــــــــبراً     إذا ما قصَّ قصّتَه الرضــــــيعُ؟

وهل تبقى الضلوعُ بلا اضطرابٍ     وصدرُ الكونِ دكتُه الصـــدوعُ؟

يـــــــــقولونَ: المصابُ قديمُ عهدٍ     وإنْ هوَ فادحٌ صـــــــعْبٌ فظيعُ

أطيعونا بــــــــــــــــكفٍّ عن بكاءٍ     يفزْ بــــــــــــــمحبّةٍ منّا المُطيعُ

وقال من الثالثة:

معْ كلِّ شمسٍ فـــــــــــالدماءُ تسيلُ     ومدى الزمـــــــانِ تفجّعٌ وعويلُ

لا بدَّ تـــــــــــــلقى كلُّ نفسٍ حتفَها     وإلى الــــــــترابِ ترابُها سيؤولُ

تسعى بيومٍ، ثمّ يُسعى فـــــــــوقَها     كم حاملٍ وإذا بهِ المحمــــــــــولُ

تُطوى حياةٌ ثمّ يُنشــــــــــرُ غيرُها     والجيلُ يُفرشُ فوقَـــــــه ذا الجيلُ

نُنسى، ونُصهرُ فـــي الغيابِ كأنّنا     لم يحظَ فــــــــــــــينا بالحياةِ فتيلُ

إلاّ الحسينَ، فـــــحـينَ سالَ وريدُهُ     غدَتِ الحياةُ إلى الوجودِ تـــــسيلُ

معْ كــــــــــلِّ جُرحٍ فيه داوى أمّةً     إلاّ عليلَ العقلِ، فـــــــــــهو عليلُ

فالشمسُ في وهَجِ الحسينِ شحيحةٌ     والبحرُ في كـــــرمِ الحسينِ بخيلُ

وتـــــــــــــحلّلُ الأقلامُ طيلةَ أدهرٍ     هذا الـــــــــعطاءَ، فيعجزُ التحليلُ

دمُكَ الذي كـــتبَ الـصحائفَ كلَّها     كلُّ الحروفِ صدىً، وأنتَ أصيلُ

أنتَ السليلُ لأحـــــمدٍ خيرِ الورى     والـــــخيرُ، كلُّ الخيرِ، منكَ سليلُ

وقال من قصيدة في رثاء الإمام الصادق (عليه السلام) تبلغ (37) بيتاً:

امنحْ فمي بعضَ البيانِ لــــــذكــــرِكمْ      فـــــــفمي بدونِ بيانِكمْ إقْفارُ

أنّى سيُرثى من بــــــــــــه إحيــــاؤُنا     ما مات مَنْ تحيا به الأحرارُ

ما ماتَ، لـــــــكنْ قد فقدنا شــــخصَه     فبهِ تُعزّى العينُ لا الإضمارُ

ونــــــــراهُ في وجهِ العبــــادةِ والتقى     نوراً تـــــغيبُ بجنبِه الأنوارُ

مع كلِّ تسبيحٍ نعانقُ هـــــــــــــــــديَه     إنّا الترابُ وهـــديُهُ الأشجارُ

دانتْ ثمارٌ لــــــــــــــــلغصونِ، وإنّه     للجذرِ أولى أن تــــدينَ ثمارُ

عجباً وقـــــد قنعــــوا بضحلِ جداولٍ     والنبعُ فيهم حاضــــــرٌ فوّارُ

يا سيّدي، ورحــــلتَ، لو رحلتْ إذن     كلُّ البسيطةِ ما هو اســـتكثارُ

فبـــكَ اســــتقرّتْ، ليتَ أنفسَهم وعتْ     أنَّ الأئــــــــــمّةَ للحياةِ قَرارُ

فاقَ الــــــــــــــــــتألّمَ للرحيلِ تعجُّبٌ     أنَّ الورى عن مــــثلِكم فُرّارُ

لــــم تمضِ يا ابنَ المصطفى إلاّ وقد      أمضى الولايةَ علمُــكَ السيّارُ

ورحلتَ إذْ ما عــــادَ يجدي ضــــدُّنا      لنعافكمْ قتلٌ لنا وحصــــــــارُ

رَبَّيتَ جيلاً ليسَ مِـــــــــــــن فردٍ به     إلاّ وفــــيهِ مِن النضارِ نُضارُ

ووضُحتَ مثلَ الشمسِ رغمَ غمامِهمْ      وانشقَّ رغــــمَ الظالمينَ سِتارُ

وقــــــــدرتَ أنْ تفني الجموعَ بقدرةٍ     للعرشِ كان ببعضِــها إحضارُ

لولا المــــــــــشيئةُ للورى أن يُبتَلوْا     لجرتْ لكم بالأعرشِ الأقـــدارُ

مـــهما عددنا فــــــــــــالقليلَ نصيبُه     منكم، وأكــــثرُ فضلِكم أسرارُ

سُمٌّ به قُتلَ الإمــــــــــــــــــــامُ وإنَهُ     بضلوعِنا تبـــــــــــــقى له آثارُ

لهفي لــــــــــصَدْرٍ ظلَّ داراً للهدى     وإذا به لـــــــــــــــنقيعِ سُمٍّ دارُ

غيّبتمُ شخــــــــــــــصَ الإمامِ وإنّه     مهما فعلتمْ فالإمامُ مَــــــــــــنارُ

يا سيّدي المسمومَ، هــــــــذا شأنُكمْ      أنّ الشهادةَ عنـــــــدكمْ مِضمارُ

وقال من قصيدة في أم البنين (عليها السلام) تبلغ (23) بيتاً:

على أمِّ البنينِ ذُرى الهطــولِ      دموعاً لا تكفُّ عن المسيلِ

عــــجيبٌ بذلها لبني حشــاها     عــــجيبٌ حبُّها لبني البتولِ

علتْ بــطهارةٍ جُبلتْ عــليها     ومعــرفةٍ بحقِّ بني الرسولِ

وأنجبتِ الـــــــبنينَ ولــقَّنتهمْ      هيامـــــاً بالحسينِ معَ الدليلِ

فشبُّوا عاشقينَ لــــــسبطِ طه      وقاموا حـــــوله مثلَ النخيلِ

أراقتهمْ بكأسِ الـــطفِّ شهداً      ليحظوا بالشـــــهادةِ والقبولِ

أبو فضلٍ كفيلُ الشمسِ فيهمْ      وكمْ سعدتْ بذيَّــــــاكَ الكفيلِ

رمى الماءَ الفراتَ ولم يذقه      فلا يُروى الخليلُ بـلا الـخليلِ

وكيفَ يرومُ للسُــــقيا سبيلاً      وسيِّدُه الحسينُ بلا ســـــــبيلِ

غذته المجدَ والــــدةٌ تسامتْ      تعايشه بــــــــــحلٍّ أو رحيلِ

لها في كلِّ علياهُ نـــــصيبٌ      فظئرُ ولائها دربُ الــوصولِ

وقال من قصيدة في أصحاب الإمام الحسين (عليه السلام):

صحابي خيرُ صحبٍ في الوجودِ      عليـهمْ فاذرفي عيني وجـودي

حـــــــــــبيبٌ عابسٌ وهبٌ زهيرٌ      وكلُّ الصحبِ طهرٌ كـالسجودِ

قضوا بدراً فــــــــبدراً لم يموتوا      ولكـــــــــــن فارقونـي للخلودِ

أمامي أشعلوا الدنيــــــــــــا إباءً      أبوا إلّا الشــــهادةَ فـي الصعيدِ

أمَامي عانقوا الإقــــــــدامَ هزَّوا      ضميرَ الكونِ بــــــالبذلِ الفريدِ

بهمْ تسمو السماءُ فكــيفَ أرضٌ      حوتهمْ لهيَ في أقصى الصعودِ

وقال من قصيدة في مسلم بن عقيل (عليه لسلام):

يا ابنَ الــــــــــعقيلِ لقد خلدتَ خلودا     ولثمتَ للفوزِ الــــعظيمِ خدودا

ولحـــقتَ بالأطهارِ في حضنِ العُلى      وتبعتَ آبــــــاءً سَموا وجدودا

ذبحوكَ ما ذبحوا عُلاكَ ولا الضحى      بجبيــنِكَ الساقي رُبى وورودا

ورموكَ لم تهـــــــــــبطْ بعينِ حقيقةٍ      بلْ قـد سموتَ سموَّكَ الممدودا

سحبوكَ في الطرقــــــاتِ ظنُّوا أنَّهم      سحبوا الجلالَ بحبلِهمْ والجودا

هيهاتَ يا بنَ الأكرمـــينَ ولو وعوا      لرأوا لكَ السحبُ الثقالُ سجودا

أنتَ السفيرُ سفرُ مــــــــجدِكَ زاخرٌ      صــغتَ الوفاءَ نشيدَكَ المَنشودا

وقال من قصيدة (الطف جاء لسعدنا):

الـــــــطفُّ جاءَ لسعدِنا ليمدَّنا     بهدايةٍ وعــــــــدالةٍ ورخاءِ

ليريقَ في أرواحِنا جمرَ الإبا     فتشعُّ كــــــــــلُّ حياتِنا بإباءِ

ليفجِّرَ الأنــــــهارَ في أزمانِنا      أنــــــــهارُ عزٍّ ثورةٍ وفداءِ

ليصوغَ تاجاً لـــــلحياةِ قوامُه      ذهبُ النقاءِ ومذهبُ الأمناءِ

..............................................................

ترجمته وشعره في: كربلاء في الشعر اللبناني ص 245 ــ 254

كاتب : محمد طاهر الصفار