982 ــ يزيد بن مفرغ (توفي سنة 69 هـ / 688 م)

يزيد بن زياد بن ربيعة بن مفرّغ الحميري، ويُكنى بـ (أبي عثمان)، ولد في البصرة، وكان يُتقن من اللغات إلى جانب العربية اللغة الفارسية بحكم اختلاط العرب بالفرس في البصرة والكوفة وغيرها من المدن في ذلك الوقت، ولم تشر المصادر إلى سنة ولادته.

يزيد بن مفرغ (توفي سنة 69 هـ / 688 م)

قال من قصيدة يصف به ما تعرض له من التعذيب الشديد على يد عبد الله بن زياد:

وَأُطـــــــــــعِمتُ ما إِن لا يَحِلُّ لِآَكِلٍ     وَصَلَّيتُ شَرقاً بَيتُ مَكَّةَ مَغرِبُ

مِنَ (الطَفِّ) مَجلوباً إِلى أَرضِ كابُلٍ     فَـــمَلّوا وَما مَلَّ الأَسيرُ المُعَذَّبُ

فَلَو أَنَّ لَحــــــــمِي إِذ وَهى لَعِبَت بِهِ     كِـــــرامُ مُلوكٍ أَو أُسودٌ وَأَذؤبُ

لَهَوَّنَ مِن وَجـــــدي وَسَلّى مُصيبَتي     وَلَكِنَّمــــــــا أَوَدى بِلَحمِيَ أَكلُبُ (1)

الشاعر

يزيد بن زياد بن ربيعة بن مفرّغ الحميري (2) بن ذي العشيرة بن الحارث بن دلال بن عوف بن عمرو بن يزيد بن مرة بن مرثد بن مسروق بن يزيد بن يحصب الحميري (3)

وقال ابن عساكر في نسبه: يزيد بن زياد بن ربيعة بن مفرغ بن مصعب الحميري من آل ذي فلجان بن زرعة بن يعفر بن السميفع بن يعفر بن باكور بن زيد بن شرحبيل ابن الأسود بن عمرو بن مالك بن يزيد ذي الكلاعي الحميري الكلاعي البصري (4)

والأصح هو الأول لأن ابن خلكان نقله عن ابن الكلبي في كتابه: جمهرة النسب

ولد ابن مفرغ في البصرة (5) ويُكنى بـ (أبي عثمان) (6)، وكان يُتقن من اللغات إلى جانب العربية اللغة الفارسية بحكم اختلاط العرب بالفرس في البصرة والكوفة وغيرها من المدن في ذلك الوقت، وليس لرجوع نسبه إلى أصول إيرانية كما افترض بعض الكتاب (7)

فالشاعر عربي صميمي يرجع نسبه إلى حِمْيَر القبيلة العربية اليمانية العريقة كما صرح بذلك في شعره كثيراً كقوله:

لو أنني شهدتني حِمْيَرٌ غضبتْ     دوني فكانَ لها فيما جرى غِيرُ (8)

وقوله:

أمسى دعيُ زيادٍ فقعَ قرقرةٍ     ياللعجائبِ يلهو بابنِ ذي يزنِ (9)

وقوله:

ألا أبلغْ معاويةَ بن حربٍ     مغلغلةً من الرجلِ اليماني (10)

قال عنه الذهبي: من فحول الشعراء، وكان أبوه زياد بن ربيعة حداداً (11) وقد قيل: إن مفرّغ لقب لجده ربيعة لا اسم له، وإنّما سُمِّي مفرَّغاً لأنه راهن على سقاءٍ من لبن يشربه كله فشربه حتى فرّغه فسمي مفرّغاً، فعرف الشاعر بلقب ابن مفرّغ الحميري، (12)

ويزيد هو جد الشاعر إسماعيل بن محمد بن يزيد الحميري المعروف بـ (السيد الحميري) شاعر أهل البيت (عليهم السلام)، لأمه والذي توارث عن جدِّه ابن مفرّغ خصائصه الذاتية والنفسية من صلابة الإيمان وقوة العقيدة وثبات المبدأ. وقد أوضحنا صلته هذه في ترجمة السيد الحميري في هذه الموسوعة

كان ابن مفرغ من أسرة حمير وأشرافها، وبيته رفيع الشأن فيها، ومثل هذه النفوس الأبية ذات الهمم العالية لا تستسلم للخنوع والذل ولا يمكن أن تسكت وهي ترى جرائم الامويين وموبقاتهم واستهتارهم بالدين والقيم الأخلاقية وتوليتهم الأدعياء وأبناء الطلقاء على رقاب الناس.

عشق الشاعر الحرية ورفض أن يعيش في أغلال العبودية والظلم، ورغم الأساليب القمعية والوحشية التي مُورست ضده، فلم يهنْ ولم يستسلمْ ولمْ يتنكّب عن طريق الحق حتى آخر رمق في حياته، فكان في كل أحواله مجاهراً ومندِّداً بالظلم ولم تستطع سجون بني أمية إسكات هذا الصوت الهادر، فأطلق أشعاره حتى وهو في السجن من ذلك قوله وهو يصف حاله من المراقبة الشديدة والمعاملة العنيفة التي يتلقّاها من حراسه فيقول:

حي ذا الزورَ وانْهِهِ أن يعــــودا     إن بالبابِ حارســــــينَ قعودا

مِن أَساويرَ لا يَـــــــــــنونَ قياماً     وَخــــلاخيلَ تُســهرُ المَولودا

وَطَماطيمَ مِن سَبابيــــــــــجَ غُتمٍ     البسوني مَعَ الــصَباحِ القُيودا

أَيَّ بَلوى مَعــــــــــــيشَةٍ قَد بَلَونا     فَنَعِمـــــنا وَمـا رَجَونا خُلودا

وَدُهــــــــــــــورٍ لَقينَنا موجِعاتٍ     وَزَمانٍ يُـــــــــكسِرُ الجُلمودا

فَـــــــصَبَرنا عَلى مَواطِنِ ضيقٍ     وَخُطوبٍ تُصيِّرُ البيضَ سودا

ظَلَّ فيها النَصيحُ يُـــــرسِلُ سِرّاً     لا تُهالَنَّ إِن سَمِعـــتَ الوَعيدا

أَفَإِنسٌ ما هَـــــــــكَذا صَبرُ إِنسٍ     أَم مِنَ الجِنِّ أَم خُلِـــقتُ حَديدا

لا ذَعَرتُ السَوامَ في غلس الليـ     ـلِ مُغيراً وَلا دُعيـــــتُ يَزيدا

يَومَ أُعطي مَخافَةَ المَوتِ ضَيماً     وَالمَنايا يَرصُدنَنـــي أَن أَحيدا

طالِـــــــــــعاتٍ أَخَذنَ كُلَّ سَبيلٍ     لا شَقيّاً وَلا يَدَعنَ سَــــــــعيدا (13)

وقد تمثل الإمام الحسين (عليه السلام) بالبيتين قبل الأخير من هذه الأبيات حينما طلب منه والي المدينة الوليد بن عتبة البيعة ليزيد بن معاوية فردَّ عليه سيد الشهداء قائلا: (إنّا أهل بيت النبوة، وموضع الرسالة، ومختلف الملائكة، بنا فتح الله وبنا يختم، ومثلي لا يبايع مثله)، ثم خرج وهو يتمثّل بهذين البيتين الذين ذكرناهما (14) وهو مصمِّم على مقارعة الباطل وإعلان الرفض والخضوع لبيعة يزيد، وهذان البيتان من الشعر القوي الذي يحمل في طيّاته عزماً لا يلين وإرادة لا تستكين، وهو يدل على أن صاحبه قد عزم على أمر عظيم لا يثنيه عن تحقيقه سوى الموت. وهو ماضٍ لما عزم عليه مهما كلفه هذا الامر، وقد علم كل من سمعهما إنه (عليه السلام) سيخرج على يزيد فهما بمثابة إعلان الرفض ودق ناقوس الثورة بوجه الظلم والجبروت الأموي.

في ذلك العهد الدموي لم يتوانَ ابن مفرّغ أمام قوى الطغيان لإعلان سَخَطه من أساليبهم الوحشية فسخَّر شعره في هجاء بني أمية حتى عُرف بهجائه لسياساتهم المستبدّة فشاعت أهاجيه في البلاد وتناقلتها الأفواه حتى تغنّى بها الناس في كل مكان, وكان جزاؤه جرّاء إطلاقه هذه الأهاجي أشد أنواع العذاب، ولكن كل هذه الآلام لم تثنه عن مواصلة دوره في إداء رسالته كشاعر أصيل دعاه الواجب الإنساني إلى نصرة الحق ودحض الباطل والإسهام في تحطيم الأصنام الأموية والتصدِّي لها مهما كلّف الامر.

الشرارة

بدأت أهاجي ابن مفرّغ عندما رفع صوته معلناً استياءه من استلحاق زياد بن أبيه وضمِّه إلى بني أمية من قبل معاوية، وزياد هو ابن سمية التي كانت أَمَة للحارث بن كلدة الثقفي وقد زوّجها الحارث من خادمه عُبيد قال الذهبي: إن أبا سفيان أتى الطائف، فسكر، فطلب بغياً، فواقع سمية، وكانت مزوّجة بعبيد، فولدت من جماعه زياداً (15)

وقد استنكر الكثير من المسلمين هذا الاستلحاق، منهم يونس بن عبيد والجموح بن عمرو الفهمي، وكان الحسن البصرى ينكر هذا الاستلحاق ويقول: قال رسول الله: الولد للفراش، وللعاهر الحجر. (16) وكان أعظم المستنكرين لهذ الاستلحاق الإمام الحسين عليه السلام الذي أرسل كتاباً إلى معاوية يقول: أو لست المدعي زياد بن سمية المولود على فراش عبيد ثقيف، فزعمت أنه ابن أبيك، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله " الولد للفراش وللعاهر الحجر " فتركت سنة رسول الله تعمّداً وتبعت هواك بغير هدى من الله (17)

وكان من بين الأصوات المستنكرة هو صوت ابن مفرّغ الذي غضب من مخالفة معاوية لقول رسول الله فأعلن سخطه قائلاً:

ألا أبلغ معـــاوية بن حـربٍ     مغلغــــلةً من الرجلِ اليماني

أتغضبُ أن يُقالَ أبوكَ عفٌّ     وترضى أن يُقالَ أبوكَ زاني

فأشهدُ أنَّ رحمَكَ من زيــادٍ     كرحــــمِ الفيلِ من ولَدِ الأتانِ

وأشهدُ أنها ولدتْ زيــــــاداً     وصـخرٌ من سميةَ غير داني (18)

وصل هذا الشعر إلى مسامع زياد فأراد قتله ولكنه لا يستطيع أن يقدم على هذا الشيء بدون إذن معاوية فاستأذنه في ذلك ولكن معاوية أبى لأنه كان يخشى أن تثور ثائرة قومه وعشيرته فأمره بدلاً من قتله (بتأديبه) (19) ــ حسب سياسة الأمويين ــ فسجنه مدة ثم توسّط المنذر بن الجارود عند زياد فأخرجه من السجن.....

ولكن ابن مفرغ لم يسكت ... فلما كان زياد يستشعر نسبه المُخزي وحسبه الدنيء هذا ولم يستطع إنكاره أو إخفاءه أراد أن يُحظى ــ ببعض الشرف ــ عند الناس بادّعائه إن سمية أمه من بني تميم لكن ابن مفرّغ كان له بالمرصاد ففضحه وعرّى ادعاءه من الصحة فقال:

فأُقسم ما زيادٌ من قريشٍ     ولا كـــــــــانت سمية من تميمِ

ولكن نسل عـبدٍ من بغيٍ     عريق الأصل في النسبِ اللئيمِ (20)

قال المسعودي: (وكانت سمية من ذوات الرايات بالطائف تؤدي الضريبة إلى الحارث بن كلدة وكانت تنزل بالموضع الذي تنزل فيه البغايا بالطائف خارجاً عن الحضر في محلة يقال لها حارة البغايا). (21)

وكان لسمية ثلاثة أولاد فإضافة إلى زياد فلديها نافع ونفيع وأبو بكرة, وكان لكل واحد منهم أب يدعى به فزياد هو ابن (أبيه) ثم أدّعاه معاوية لأبي سفيان ونافع هو ابن الحارث بن كلدة الثقفي ونفيع وابو بكرة ابنا مسروح فقال فيهم ابن مفرّغ:

إن زيـــــاداً ونافعاً وأبا بكرة     عندي من أعــــــجبِ العجبِ

إن رجـــــــــــالاً ثلاثة خُلقوا     من رحمِ أنثى مخالفي النسب

ذا قريشيٌّ ــ كما يقول ــ وذا     مولـــى وهذا ابن عمه عربي (22)

وكان ابن مفرّغ يصدح بهذه الأشعار الهجائية في الطرقات وفي كل مكان يمر به غير آبهٍ بعواقب هذا الأمر، فهو يأنف أن يلي أموره وأمور المسلمين من في نسبه وصمة وتأبى حميته أن يتحكم برقاب الناس وأموالهم وأعراضهم دعيٌ مثل زياد، ولما مات زياد عام (53هـ) تولىّ البصرة ابنه عبيد الله, وكان أخو عبيد الله عبّاد بن زياد والياً على خراسان، وكان عبّاد هذا طويل اللحية عريضها فمر ذات يوم في موكبه فرآه ابن مفرّغ، ورأى كثرة الناس حواليه وهم يوقّرونه ولكن ابن مفرّغ كان ينظر إلى عباد بعين السخرية والتهكم فأصاب الجند الذين مع عباد ضيق في علوفات دوابهم فقال ابن مفرغ:

ألا ليتَ اللحى كانت حشيشاً     فنعلفها خيولَ المسلمينا (23)

كان ابن مفرّغ يشعر بالحيف وهو يرى هذا المشكوك في نسبه يلاقي مثل هذا التوقير والتبجيل من الناس, وأسرع الواشون ليخبروا عبّاداً بما قال ابن مفرّغ وليملؤا صدره غيضاً وحقداً، وبلغ ذلك القول عبيد الله بن زياد فأمر بالقبض عليه وكان لا يزال مقيماً في دار المنذر بن الجارود فسجنه ابن زياد وعذّبه....

وحشية ابن زياد

تجلت السادية والوحشية بأفظع صورها عند ابن زياد في تعذيبه لابن المفرغ فقد أمر أن يُسقى ابن مفرّغ (التربذ) وهو شراب مُسهل مع النبيذ وأن يركب على بعير وتُربط به خنزيرة ويُطاف به في أزقة البصرة وأسواقها فآلمه بطنه ألماً شديداً، فكان يسيل ما يخرج منه على الخنزيرة فتصيء ــ أي تصيح ــ لكن ابن مفرغ وهو على حالته المزرية هذه كان يهجو سمية وزيادا ويسخر من أبنائه عبيد الله وعباداً ويشبه سمية بالحنزيرة فكلما صاءت الخنزيرة قال ابن مفرّغ:

ضجّت سميةُ لما مسّها القرنُ     لا تجزعي إن شرَّ الشيمةِ الجزعُ (24)

فكان الناس يصيحون خلفه فمر به فارسي فرآه فقال له: أين جيست فقال له المفرّغ:

آبست نبيذ ست

عصارات زبيبست

سمية روسفيدست (25)

ومعناه هذا نبيذ، هذا عصارة زبيب، وسمية عاهر، في إشارة إلى أنه غير آبهٍ بتعذيبهم إيّاه فلما رأى حاله الناس رثوا له ورقّوا لحاله فقيل لابن زياد: إن الذي به ربما يؤدي إلى حتفه فأمر به فأنزل واغتسل فلما خرج من الحمام أودع السجن فقال من قصيدة تبلغ (32) بيتاً:

يِغسِلُ الماءُ ما صَنَعتَ وَقَولي     راسِخٌ مِنكَ في العِظامِ البَوالي (6)

ومن هذه القصيدة:

قَد تَعَدَّيتَ في القِصاصِ وَأَدركـ     ـتَ ذُخولاً لِــــــمَعشَرٍ أَقتالِ

وَكَسَـــــــــرتَ السِنَّ الصَحيحَةَ     لا تُذِلَّـــــــــن فَمُنكَرٌ إِذلالي

وَقَرَنتُم مَـــــــــعَ الخَنازيرِ هِرّاً     وَيَــــــميني مَغلولَةٌ وِشِمالي

وَكِلاباً يَنهَشنَــــــنَي مِن وَرائي     عَجِبَ الناسُ ما لَهُنَّ وَمالي

وَأَطَلتُم مَعَ العُقــــــــوبَةِ سَجني     فَكَم السَجنُ أَو مَتى إِرسالي

وفيها يعلن أنه لن يتنصل عن دوره في قول الحق ومحاربة الأمويين ما دام فيه عرق ينبض.

زادت أهاجي ابن مفرّغ لابني زياد حدّة وزادت لهجته شدّة فصبّ ابن مفرّغ جامّ غضبه على عبيد الله بن زياد وهو يراه بأم عينه يرتكب الجرائم ويتطاول على الأشراف وهو دعي ومن أهاجيه في عبّاد بن زياد:

أَعَبّادُ مـــــــا لِلُّؤمِ عَنكَ مُحَوَّلٌ     وَلا لَـــــــكَ أُمٌّ في قُرَيشٍ وَلا أَبُ

سَيَنصُرُني مَن لَيسَ تَنفَعُ عِندَهُ     رُقــــــاكَ وَقَرمٌ مِن أُمَيَّةَ مُصعَبُ

وَقُل لِعُبَيدِ اللَهِ مـــــــــالَكَ والِدٌ     بِحَقٍّ وَلا يَدري اِمرؤٌ كَيفَ تُنسَبُ (27)

وكانت هذه الأهاجي تقع مواقع النصال بقلب ابني زياد حتى قال عبيد الله بن زياد: ما هُجيت بشيء أشد عليّ من قول ابن مفرّغ.

فكر فـــــــفي ذاك إن فكّرت معتبر     هل نلتَ مكــــــــرمةً إلا بتأميرِ

عاشتْ سمية ما تدري وقد عمرت     إن ابنها من قريش في الجماهيرِ (28)

ومرت الايام وتزداد أهاجي ابن مفرّغ شدة ويزداد معها حقد عباد وأخيه وغضبهما عليه فقامت قيامتهما وهما يسمعانه وهو يذيع مخازيهما وينشر فضائحهما بين الناس دون هوادة حتى صار شبحاً يتهدّدهما ويتوعدّهما.

وكان عباد قد كتب جميع ما قاله ابن مفرّغ فيه وفي أخيه وأبيه من الأهاجي وأرسلها إلى أخيه عبيد الله، فبدأت المطاردة الرسمية, وبث الأخَوَان جنودهما في كل مكان للقبض على ابن مفرّغ, فكان ابن مفرّغ لا يستقر في مكان حتى يغادره إلى غيره، وسعى ابن مفرّغ لأن تكون أهاجيه التي يقولها ويكتبها لاذعة وفيها من السلاسة ما يجعلها سريعة الحفظ فكان مما قاله:

فَأَشهَدُ أَنَّ أُمَّكَ لَم تُباشِر     أَبا سُفيانَ واضِعَةَ القِناعِ

وَلَكِن كانَ أَمرٌ فيهِ لَبسٌ     عَلى وَجَلٍ شَديدٍ وَارتِياعِ (29)

وجدّ ابنا زياد في طلب ابن مفرّغ وأكثرا من العيون والجواسيس وهو يفر من بلد إلى بلد ولا يخرج من مكان حتى يملؤه دوّياً بشعره، حتى قبض عليه عبيد الله بن زياد، ولكنه لم يذعن له ولم يطلب منه الرحمة بل ازداد إصراراً على هجائه وزادت أهاجيه وهو في السجن فكان ما قاله القصيدة الدالية التي ذكرناها والتي تمثل بها الإمام الحسين عليه السلام والتي تدل على عزيمة فذة وإصرار عجيب من هذا الرجل الذي لم تزده الآلام إلاّ مضاءً.

وطالت مدة سجن ابن مفرّغ وطال تعذيبه وطال حزنه وأساه لما آل إليه أمر الناس جرّاء ظلم بني أمية وعدوانهم وخاصة بعد مقتل سيد الشهداء الإمام الحسين (عليه السلام) وأهل بيته وصحبه وسبي نسائه فقال يرثي الإمام الحسين ويهجو ابن زياد:

كم يا عبيــد الله عندكَ من دمٍ     يسعى ليـدركه بقتلكَ ساعي

ومعاشرٌ أنـفٌ أبحتْ حريمهم     فرّقتهم من بعدِ طولِ جماعِ

اذكر حسيناً وابن عروة هانئاً     وبني عقـيلٍ فارسِ المرباعِ (30)

 ولما طال مقامه في السجن استأجر رسولاً إلى دمشق وقال له: إذا كان يوم الجمعة فقف على درج جامع دمشق وأنشد هذه الأبيات:

أضحى دعيُ زيادٍ فقـــــع قرقرةٍ      يا للحوادث يلهو بابن ذي يزنِ

والحِميريُّ صــريعٌ وسط مزبلةٍ     ماذا تريد بــذي الأحقادِ والإحنِ (31)

ففعل الرسول ما أمره به وأنشد الأبيات فأخذت اليمانية الحميّة وغضبوا وركب طلحة الطلحات إلى الحجاز فقال لهم: يا معشر قريش إن أخاكم وحليفكم ابن مفرّغ قد أبتلي بهذه الأعبد من بني زياد وهو عديدكم وحليفكم ورجل منكم ووالله ما أحب أن يجري الله عافيته على يدي دونكم ولا أفوز بالمكرمة في أمره وتخلوا أنتم منها فانهضوا معي بجماعتكم إلى يزيد بن معاوية فإن أهل اليمن قد تحركوا بالشام.

فركب خالد بن أسيد وأمية بن عبد الله في وجوه خزاعة وكنانة وخرجوا إلى يزيد وفي الطريق نزلوا للاستراحة في بعض الليالي تناهى إلى أسماعهم صوت راكب يتمثل بشعر ابن مفرّغ ويتغنى قصيدته:

قــل لـقـومي لدى الأباطحِ من آ     لِ لويِّ بن غالبٍ ذي الجودِ

ســـــــامنــي بعظكم دعيُّ زيادٍ     خطةَ الـغـــادرِ اللئيمِ الزهيدِ

أوغلَ العـبدُ في العقوبةِ والشتـ     ـمِ وأودى بـطــارفي وتليدي

فاطلبوا النصفَ من دعي زيادٍ     وسلوني بما ادعيت شهودي

فدعوه إلى الانضمام إليهم وسألوه عن الشعر الذي سمعوه فقال: هذا قول رجل والله إن أمره لعجيب رجل ضاع بين قريش واليمن وهو رجل الناس، فقالو له: من هو؟ قال: ابن مفرّغ، فقالوا: والله ما قمنا بسفرنا هذا إلا من أجله وانتسبوا له فعرفهم وانشدهم قوله:

فناديتُ فيـــــــــــــــهم دعوةً يمنيَّةً     كما كان آبائي دعوا وجــدودي

ودافعتُ حتى أبلـــــغ الجهدَ عنهم     دفاعَ أمرئٍ في الخيرِ غيرِ زهيدِ

وخصمٌ تحامـــــاه لؤي بن غالبٍ     شببت له نــــــاري فهابَ وقودي

وخيرٌ كثيرٌ قد أفــــــــــأتُ عليكمُ     وانتمْ رقـــــــــــودٌ أو شبيهَ رقودِ

وتأثر القوم غاية التأثر من هذا الشعر واسترجعوا وهم يأسفون أن تركوا ابن مفرّغ بيد ابني زياد يسومانه سوء العذاب وقالوا: والله ذلت رؤوسُنا في العرب إن لم نغسلها بكفه، ثم ساروا مسرعين إلى الشام وهناك اجتمعوا بأصحابهم من اليمانية ودخلوا على يزيد وكلموه في أمر ابن مفرّغ فأمر بإطلاق سراحه وأرسل أمر ذلك بيد رجل اسمه حمحام فلما أطلق سراحه (32)

ولم تنته قصة ابن مفرّغ مع ابني زياد عبيد الله وعبّاد فبعد أن يئسا من قتله خوفاً من قومه وخشية من أن تدور الدائرة عليهما بعد أن امر يزيد بإطلاق سراحه راحا يدبران له المكيدة والمكر فلقّنا المرتزقة إن ابن مفرّغ استدان منهم أموالاً وهو يأبى أن يسدد ما عليه من ديون وجعلا شهوداً على ذلك من بعض المرتشين ففعلوا ذلك فحُوصر ابن مفرّغ, وماذا يستطيع أن يفعل إذا كان والي المدينة والقاضي وجلساء الوالي من المتنفذين ضده ولن يجديه إنكار ما اتهموه ولا دفع التهمة عن نفسه فأمِر ببيع كل ما يمتلك لكي يعطي غرماء لا يعرفهم ولا يعرفونه فكان فيما بيع غلام له كان قد رباه يقال له (بُرْد) كان يعدل عنده ولده وجارية يقال لها (أراكة) أو(أراك) فكانت المصيبة عظيمة على ابن مفرّغ بفقدهما.

ويلمس القارئ عمق الفاجعة التي حلّت بابن مفرّغ وهو يقرأ هذا الشعر الذي قاله فيهما أو بالأحرى (في رثائهما) فهو أشبه بالرثاء فلنسمعه وهو يقول:

يا بُردُ مــــا مـسّنا دهرٌ أضرَّ بنا     مِن قبلِ هذا ولا بعنا له ولدا

أمَّا الأراكُ فــكانتْ مِن محارِمنا     عيشاً لذيذاً وكانت جنَّةً رغدا

لولا الدعيُّ ولولا ما تعرّض لي     من الحوادثِ ما فارقتها أبدا (33)

ولم نر في الشعر العربي من يشبه غلامه بولده وجاريته بمحارمه, بل إنه في قصيدة أخرى يتمنّى الموت على فراق برد فيقول في قصيدته:

وشريــــتُ برداً ليتني     من بعدِ بردٍ كنتُ هامه

أو بومة تدعو الصدى     بين المشـــقّر واليمامه (34)

وله فيهما قصائد طويلة ذكرها ابن سلام في الطبقات، وأبو الفرج الأصفهاني في الأغاني، وابن الاثير في الكامل وغيرهم، وقصائده فيهما تفيض أسىً ولوعة على فراقهما.

ولكن قُدِّر لأبن مفرّغ أن يتشفّى من ابن زياد ويشهد هروبه ومقتله ولا تفوته هذه الفرصة من أن يسجلها شعراً فقال في هروب ابن زياد وتركه أمه:

أعبيدُ هلاّ كنتَ أولَ فــــــــــارسٍ     يومَ الهياجِ دعا بحتفـكَ داعــــي

أسلمتَ أمَّــــــك والرمـاحُ تنوشها     يا ليتني لك ليلــــــــــة الافـزاعِ

إذ تستغيثُ ومـــــــــا لنفسكَ مانعٌ     عبدٌ تردّده بــــــــــــدار ضيـاعِ

هلا عـــــــــــــجوزٌ إذ تمدُّ بثديِها     وتصيحُ أن لا تنزعنَّ قِــــناعـي

فركبـتَ رأسَكَ ثم قلتَ أرى العدا     كثروا وأخـــلفَ موعدُ الأشـياعِ

فأنــــــجو بنفسكِ وابتغي نفقاً فما     لي طاقةٌ بكَ والســـــلامُ وداعي

ليس الكريمَ بمن يخلّـــــــــفُ أمَّه     وفتاتَـــــــه في المنزلِ الجعجاعِ

حذر المنية والـــــــــرماحُ تنوشه     لم يرمِ دون نسائهِ بــــــــــكراعِ

متأبّــــــــــــــــطاً سيفاً عليه يلّمق     مثــــــــــــل الحمارِ أثرتُه بيفاعِ

لا خير في هَــــــــــذِرٍ يهزُّ لسانَه     بكلامِــــــــهِ والقلبُ غيرُ شجاعِ

لابنِ الزبيــــــرِ غداة يذمرُ مبدِراً     أولى بغــــــــــايةِ كل يومِ وقاعِ

وأحقّ بالصبرِ الجميلِ من امرئٍ     كزُّ أنامله قصيرُ البــــــــــــــاعِ

جعدُ اليدينِ عن السمـــاحة والندى     وعن الضريبـــــةِ فاحشٌ منّاعِ (35)

وقال البلاذري يذكر فرار ابن زياد: (وقال يزيد بن مفرغ شعرا ذكر فيه فرار ابن زياد من دار الإمارة إلى الأزد ثم إلى الشام بعد مقتل مسعود وخذلانه إياه وذكر هربه عن أمه وامرأته هند الفزارية:

أَقَرَّ بَعَــــــــــــيني أَنَّهُ عَقَّ أُمَّهُ     دَعَتهُ فَولّاها اِستَهُ وَهوَ يَهرُبُ

وَقالَ عَلَيكِ الصَبرَ كَوني سَبيَّةً     كَما كُنتِ أَو مَوتي فَذَلِكَ أَقرَبُ (36)

وبعد هذه المعاناة التي لاقاها ابن مفرغ جاءه يوم الفرح والسرور.. فلم يكن شيء أشدّ فرحاً على قلبه من قتل عبيد الله بن زياد كما لم يكن ليترك هذا الخبر يمر دون أن يهجوه فما كاد أن يسمع بخبر قتله حتى قال:

ما شُقَّ جَــــــيبٌ وَلا ناحَتكَ نائِحَةٌ     وَلا بَـــــــكتكَ جيادٌ عِندَ أَسلابِ

لا يَتــــــرُكِ اللَهُ أَنفاً تَعطِسونَ بِها     بَني العُبَيدِ شُــــــهوداً غَيرَ غُيّابِ

أَقولُ بُـــعداً وَسُحقاً عِندَ مَصرَعِهِ     لِابنِ الخَبيثَةِ وَاِبنِ الكَودَنِ الكابي

لا تَقبلُ الأَرضُ مَوتاهُم إِذا قُبِروا     وَكَيفَ تَقبَلُ رِجســـــاً بَينَ أَثواب (37)

وهكذا قيّضَ لهذه القصة أن تنتهي بموت الطاغية وانتصار الشاعر بعد حرب جسدية ونفسية طويلة، وقد عاهد ابن مفرغ نفسه على هجاء ابن زياد حتى بعد موته ولم يعش ابن مفرّغ طويلاً بعد ابن زياد لكنه بالتأكيد كان موته مطمئناً بعد أن تأكد من موت الطاغية ابن زياد

شعره

يجزم الدكتور عبد القدوس أبو صالح بأن ابن مفرغ كان شاعراً مكثرا (38) ويشير إلى ذكر ابن خير الاشبيلي المتوفى سنة (575) لديوانه في فهرسه (39) ويقول وهذا يعني أنه كان موجودا في القرن السادس الهجري وإنه كان معروفا حتى وصل إلى الأندلس ورواه بعض الأدباء (40)

ويدلنا قول حفيده السيد الحميري على حجم شعره حيث يقول: (كان كفئي في شعره) (41) والسيد الحميري أحد الشعراء الثلاثة الذين لا يدرك شعرهم ومن الذين كانوا أكثر الناس شعراً في الجاهلية والإسلام وهم: السيد الحميري، وبشار بن برد، وأبو العتاهية. (42)

وقد جمع ما تبقى من شعره المستشرق بيلات وأصدره المعهد الفرنسي في دمشق، والدكتور داود سلوم وطبع في مطبعة الإيمان في بغداد (43)

وقد استشهد كبار الأدباء وعلماء اللغة بشعره في كتبهم منهم: الفراء في معاني القرآن، وأبو عبيدة في مجاز القرآن، والأصمعي في الخيل، وابن السكيت في الأضداد، وابن جني في الخصائص، والجوهري في الصحاح، وابن سيدة في كتابيه: المخصص، والمحكم، والأنباري في الإنصاف، والزمخشري في الأساس، والكشاف، وابن يعيش في شرح المفصل، وابن منظور في لسان العرب، والعيني في الشواهد، والسيوطي في شواهد المغني، والبغدادي خزانة الأدب وغيرهم. (44)

................................................................

1 ــ ديوان يزيد بن مفرغ تحقيق الدكتور عبد القدوس أبو صالح ــ مؤسسة الرسالة، بيروت 1982 ص 57 / الأغاني ج 18 ص 435

2 ــ البداية والنهاية ج 11 ص 346

3 ــ وفيات الأعيان ج 6 ص 342

4 ــ : تاريخ دمشق ج 65 ص 178 

5 ــ منار الهدى في بيان الوقف والابتدا لأحمد بن عبد الكريم بن محمد بن عبد الكريم الأشموني المصري الشافعي تحقيق: عبد الرحيم الطرهوني ــ دار الحديث - القاهرة، مصر ٢٠٠٨ ج 1 ص 33 الهامش / معجم الشعراء العرب ج 1 ص 2316

6 ــ أدب الطف ج 1 ص 110 عن الكنى والألقاب للشيخ عباس القمي

7 ــ تاريخ الأدب العربي لشوقي ضيف ج 2 ص 253

8 ــ ديوان يزيد بن مفرغ ص 123

9 ــ نفس المصدر ص 227

10 ــ نفس المصدر ص 230

11 ــ سير أعلام النبلاء ج 4 ص 494 

12 ــ وفيات الأعيان ج 6 ص 342

13 ــ ديوان يزيد بن مفرغ ص 100

14 ــ شرح الأخبار للقاضي النعمان المغربي ج ٣ ص ١٤٤ / مقتل أبي مخنف ص 10 / تاريخ الطبري ج 5 باب خلافة يزيد بن معاوية

15 ــ سير أعلام النبلاء ج 3 ص 495

16 ــ البداية والنهاية ج 8 أحداث سنة أربع وأربعين

17 ــ بحار الأنوار ج ٤٤ ص ٢١٣

18 ــ ديوان يزيد بن مفرغ ص 230 / تاريخ الطبري ج ٤ ص ٢٣٥ / البداية والنهاية ج 11 ص 346 / الشعر والشعراء لابن قتيبة ج 1 ص 351

19 ــ سير أعلام النبلاء ج 3 ص 522

20 ــ ديوان يزيد بن مفرغ ص 206

21 ــ مروج الذهب ج 3 ص 14

22 ــ ديوان يزيد بن مفرغ ص 80

23 ــ ديوان يزيد بن مفرغ ص 56 / الطبري ج 6 ص 177 / شواهد اعيني ج 1 ص 443 / خزانة الأدب للبغدادي ج 2 ص 213 / البداية والنهاية ج 11 ص 346 / مرآة الزمان ص 66 / الكامل لابن الأثير ج 3 ص 222 / الشعر والشعراء لابن قتيبة ج 1 ص 319

24 ــ ديوان يزيد بن مفرغ ص 149 / الشعر والشعراء ج 1 ص 320 / خزانة الأدب ج 2 ص 512

25 ــ الشعر والشعراء لابن قتيبة ج 1 ص 349

26 ــ ديوان يزيد بن مفرغ ص 188 / الشعر والشعراء ج 1 ص 32 / البلاذري ج 4 ص 78 / الطبري ج 6 ص 178 / الأغاني ج 17 ص 57 / تاريخ دمشق ج 53 ص 135 / وفيات الأعيان ج 5 ص 384 / الكامل لابن الأثير ج 3 ص 258 / تاريخ الإسلام ج 3 ص 90 / البداية والنهاية ج 8 ص 96 / خزانة الأدب ج 2 ص 215

27 ــ ديوان يزيد بن مفرغ ص 58 / شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 16 ص 191 / الاستيعاب ج 1 ص 203

28 ــ ديوان يزيد بن مفرغ ص 140 / العقد الفريد ج 3 ص 3 / الأغاني ج 17 ص 66 / الاستيعاب ج 1 ص 202 / وفيات الأعيان ج 5 ص 404

29 ــ ديوان يزيد بن مفرغ ص 157 / أنساب الأشراف ج 4 ص 79 / الطبري ج 6 ص 177 / الأغاني ج 17 / ص 57 / الاستيعاب ج 1 ص 203 / كنايات الأدباء للجرجاني ص 13 / تاريخ دمشق ج 53 ص 135 / الإرشاد ج 7 ص 297 / الكامل لابن الأثير ج 3 ص 222 / مرآة الزمان ص 66

30 ــ ديوان يزيد بن مفرغ ص 165 / الأغاني ج 17 ص 65

31 ــ ديوان ابن مفرغ ص 227

32 ــ الأغاني ديوانه ص 227 / ج 17 ص 59 / تاريخ دمشق ج 53 ص 136

33 ــ الشعر والشعراء ج 1 ص 321 / الأغاني ج 17 ص 54

34 ــ ديوان يزيد بن مفرغ ص 213 / 214

35 ــ نفس المصدر ص 159 ــ 165

36 ــ أنساب الأشراف ج 4 ص 103

37 ــ ديوان يزيد بن مفرغ ص 83 ــ 84 / أنساب الأشراف ج 5 ص 251 / تاريخ دمشق ج 53 / 153

38 ــ مقدمة ديوان ابن مفرغ ص 5

39 ــ ص 500

40 ــ مقدمة ديوان ابن مفرغ ص 9

41 ــ تاريخ ابن عساكر ج 53 ص 135

42 ــ الأغاني ج ٧ ص ٢٢٩

43 ــ مقدمة ديوان ابن مفرغ ص 20

44 ــ مقدمة ديوان يزيد بن مفرغ ص 14

كما ترجم له وكتب عنه:

ابن قتيبة الدينوري / الشعر والشعراء ص 276

طبقات فحول الشعراء / ابن سلام ص 554

ابن يعقوب الهمداني / الإكليل من أخبار اليمن وأنساب حمير ج 2 ص 266

الزجاج / الأمالي ص 229

الخطيب البغدادي / خزانة الأدب ج 2 ص 210

ابن خلكان / وفيات الأعيان ج 9 ص 342 ــ 343

أبو الفرج الأصفهاني / الأغاني ج 17 ص 52

اليافعي / مرآة الزمان ص 202

ابن عساكر / تاريخ دمشق ج 53 ص 135

ابن أبي الحديد / شرح نهج البلاغة ج ١٦ ص ١٩١

الدكتور كريم عجيل الهاشمي ــ بنية النص الشعري في شعر يزيد بن مفرغ الحميري

كاتب : محمد طاهر الصفار