972 ــ مسلم الحلي (1334 ــ 1401 هـ / 1916 ــ 1982 م)

السيد مسلم بن حمود بن ناصر بن حسين بن علي بن محمد بن حسن بن هاشم بن عزّام الصغير بن محمد بن عزام الكبير الحسينيّ الحلي، عالم وفقيه ومحقق وأديب وشاعر، من أعلام الفقه والأدب في العراق.

مسلم الحلي (1334 ــ 1401 هـ / 1916 ــ 1982 م)

قال من قصيدة في الإمام الحسين (عليه السلام) تبلغ (42) بيتاً:

ضلّتْ أميةُ كمْ يومَ (الطفوفِ) جنتْ     مآثــماً ما لها حصرٌ وتعديدُ

بآلِ أحـــــــــــــمدَ إذ أحصتهمُ عدداً     فغالَ شملهمُ المجموعَ تبديدُ

شتى مصائبُهمْ شــــــتى مصارعُهم     ســـــمٌّ وذبحٌ وتشريدٌ وتبعيدُ (1)

الشاعر

السيد مسلم بن حمود بن ناصر بن حسين بن علي بن محمد بن حسن بن هاشم بن عزّام الصغير بن محمد بن عزام الكبير الحسينيّ الحلي، عالم وفقيه ومحقق وأديب وشاعر، من أعلام الفقه والأدب في العراق.

ولد في مدينة الحلة، ودرس فيها مقدمات العلوم على يد والده الفقيه الكبير السيد حمود الحسيني، ثم سافر إلى النجف الأشرف ودرس الفقه والأصول وغيرها من العلوم على يد أعلام العلماء والفقهاء منهم: الشيخ محمد حسين الأصفهاني، والشيخ ضياء الدين علي النجفي العراقي، والشيخ مرتضى بن علي محمد النجفي الطالقاني، والشيخ حسين جعفر كاشف الغطاء، وأبو الحسن الأصفهاني، والسيد حسين الحمامي الموسوي النجفي، والشيخ عبد الحسين الحلي، والسيد عبد الهادي الشيرازي الحسيني، والسيد محسن الطباطبائي الحكيم، والسيد محمود الحسيني الشاهرودي، والسيد حسن ابن السيد آغا بزرك بن علي أصغر البنجوردي، والشيخ حسين الحلي، والشيخ محمد جواد البلاغي.

وبعد حصوله على الاجتهاد عُيّن مدرِّساً في مدرسة الشيخ كاشف الغطاء، ثم انتُدب للتدريس في مدينة الكاظمية من قبل آية الله السيد أبو الحسن الأصفهاني، وأسس في بغداد جمعية المقاصد الخيرية، وفتح مدرسة دينية أصدر من خلالها النشرات والكتب الدينية.

درس على يديه كثير من الأعلام منهم: الشيخ علي الغروي، والشيخ بشير النجفي، والسيد علي البعاج، والسيد علاء الدين الغريفي، والشيخ بدر الدين العاملي، والشيخ طه الفتلاوي، والسيد عبد الستار الحسني، والسيد حمود الهاشمي، والشيخ حسن عوض، والدكتور عبد الجبار الرفاعي، والسيد عبد الرحيم العميدي، والسيد عبد الله الإحسائي، والسيد محمد علي رجائي، والسيد علي الحسني البغدادي، والشيخ محمد اليعقوبي، والشيخ محمد علي العمري، والشيخ جواد الخالصي، والقاضي محمد اللويم، والسيد حسن الكشميري، والشيخ عبد الأمير الجمري، والدكتور السيد علاء الجوادي الموسوي، والدكتور السيد علي الحسيني، والدكتور بهاء الوكيل، والدكتور محمود الربيعي، والدكتور محمد طه السلامي، وولده السيد عزيز بن مسلم الحسيني الحلي وغيرهم

 اختير عدة مرات لتسلم منصب القضاء الأعلى لكنه رفض رفضاً قاطعاً، وآثر البقاء في الحوزة العلمية والتدريس فيها، وبعد وفاة والده العلامة السيد حمود السيد الناصر آل العالم عاد إلى مدينة الحلة بعد إلحاح من أهلها ليحل فيها مرجعاً دينياً وإماماً للصلاة فاشتغل بالتدريس والتأليف ولم ينقطع عن دروسه ومحاضراته في مسجدي القطانة وآل كبة.

له العديد من المؤلفات منها: (الميزان الصحيح، أو ملحوظات على كتاب تاريخ التشريع الإسلامي)، (القرآن والعقيدة أو آيات العقائد)، (نظرة في المادة أو مناظرة مع الماديين)، (العلم والعقيدة)، (الأصول الاعتقادية في الإسلام)، (الزكاة)، (الصوم)، (ديوان شعر)، (بلوغ الغاية في شرح الكفاية)، (بحث في الرضاع)، (الطرائف العلمية والظرائف الأدبية)، (المسائل في شرح الرسائل)، (اشتراكية أبي ذر الغفاري)، (المسائل في شرح كتاب الرسائل للشيخ الأعظم مرتضى الانصاري)، (اليقين عند علماء الأخلاق)، (نقد كتاب الوصية لحسين علي الأعظمي)، (الآراء المختلفة أو الوضع عند أهل اللسان)

وله العديد من المقالات والبحوث العلمية نُشرت في الصحف والمجلات العراقية والعربية مثل: مجلة الغريّ، وجريدة السجل، ومجلة الإيمان ومن عناوين مقالاته وبحوثه: (مراتب اليقين عند علماء الأخلاق)، (موقع علم الأخلاق بين العلوم)، (الوسط عند علماء الأخلاق)، (الإسلام دين الوحدة)، (في مولد الإمام المنتظر) (2)

وقد كتب عنه الشيخ محمد الحسين كاشف الغطاء كلمة مختصرة على كتاب السيد مسلم (الميزان الصحيح) المطبوع سنة 1365 ه‍ / 1946 م: قال فيها: (نظرت فيما كتبه في هذا الكتاب قرة عيني، بل قرة عين العلم والفضيلة، والحسب والنسب، والتقى والصلاح، السيد مسلم الحلي حفظه الله فوجدته قوي الحجة، واسع الاطلاع، حسن الأسلوب، قد أعطى الحقيقة حقها، ورد الحجر من حيث جاء... فجزى الله ولدنا العزيز الدارس عندنا، والمدرس في مدرستنا نعم الجزاء، ولا زال مؤيّداً ومسدَّداً بعناية الحق ودعاء أبيه الروحي) (3)

وقال عنه السيد حسن الأمين: (كان أحد المدرسين المعروفين بالفضل والتحقيق وكان يقضي أكثر أوقاته في التدريس والتعليم، وكان مقر درسه مسجد الهندي وأكثر ما كان يدرس شرح التجريد، ومنظومة السبزواري) (4)

وقال عنه الشيخ جبار مكاوي: (عاصرناه أكثر من عشرين سنة، فرأيناه عالماً موسوعياً لا يشق له غبار، وكان متضلعاً متبحراً في اللغة والأدب والبلاغة والشعر والمنطق والفلسفة وعلم الكلام، فضلاً عن اختصاصه الدقيق في علم الفقه والأصول، عرفه أهل مدينته بالورع والتقوى والتواضع والزهد في المعيشة) (5)

وقال عنه الدكتور سعد الحداد: (عالم مجتهد، وفقيه ومحقق متتبع وأديب شاعر) (6)

والسيد مسلم هو والد عالم البايولوجيا العراقي الكاتب السياسي والأستاذ الجامعي الدكتور محمد مسلم الحسيني وأخ العلامة السيد هادي الحسيني - إمام مسجد القطانة - في الحلة، وابن عم كلّ من عالم الآثار المعروف الأستاذ طه باقر، وعضو البرلمان في العهد الملكي شاعر ثورة العشرين السيد محمد باقر الحلي.

وكان السيد مسلم الحلي عضواً في (جماعة التقريب بين المذاهب الإسلامية) التي تضم العلماء والمفكرين العرب

توفي السيد مسلم الحلي في الحلة، ودفن في النجف الأشرف.

شعره

قال من قصيدته الحسينية التي تبلغ (42) بيتاً:

مواردُ الذلِّ يأبــــــــــــى وردَها الصيدُ      والــــــــــحرُّ يأبى بأن يُلوى له جيدُ

إن يُمنعُ الـــــــــــــحرُّ عن وِردٍ فإنَّ له      كأسُ الـردى دونَ كأسِ الذلِّ مورودُ

دَينٌ على الحرِّ مـــــــفروضُ الوفاءِ بهِ      أن لا يُذلَّ ووعدٌ منه موعـــــــــــودُ

يأبى الأبيُّ بأن يُـــــــــــــــعطي يداً بيدٍ      إلاّ لعزٍّ وعيشُ الـــــــــــــعزِّ منشودُ

لذا أبـــــــــــــــــى سبطُ طه أن يَمُدَّ يداً     للذلِّ قسراً وعـــــــــيشُ الذلِّ منكودُ

أنّى يُذلُّ عـــــــــــــــــــزيزٌ بُردُ عزَّتِهِ      فوقَ الـــــــسماكينِ منه الظلُّ ممدودُ

سَنَّ الإباءَ لــــــــــــــــــــــــه آباؤه وله     لـــــما بنوا من صروحِ المجدِ تشييدُ

أبيتَ يا بنَ الأبيِّ الطهرِ حيـــــــــــدرةٍ     وبالإبـاء أبيُّ الـــــــــــــضيمِ محمودُ

بأن يلي أمرَ هذا الديـــــــــــــنِ طاغيةٌ     سميرُهُ في الليــــــــالي النايُ والعودُ

شتّانَ مَن يـــــــــــــقصدُ الدنيا وزينتَها      ومَن له العدلُ والإحسانُ مـقــــصودُ

لذا تطلّبتَ حقّاً أنتَ صــــــــــــــــاحبُه      وشاهدُ العدلِ صدقٌ فيكَ مـــــــشهودُ

بدعوةٍ تملأ الســــــــــبعَ العُلى بصدى      له بكلِّ نواحي الــــــــــــــكونِ ترديدُ

خلَّـــــــــــــــــــــدتها مُثُلاً للعزِّ ساميةً     لها بصفــــــــــــحةِ سفرِ المجدِ تَخليدُ

دروسَ تضحيةٍ للناسِ واضـــــــــــحةً      ما شابَ إيضاحُها لبسٌ وتــــــــــعقيدُ

بذلتَ أعظمَ جهدٍ فـــــــــــي الجهادِ له      وهلْ يُرى فوقَ بذلِ النـــفسِ مجهودُ؟

أمسى له الديــــــــــنُ والدنيا فماً لهجاً      وكلّه لكَ تــــــــــــــــــــقديسٌ وتمجيدُ

ما ســــــــــــــارَ ذو عزَّةٍ إلا وكانَ له      بإثرِ نهجِكَ تصــــــــــــويبٌ وتصعيدُ

لكمْ وقائــــــــــــــــــــعُ ذكراها مخلّدةٌ      في السلمِ بيضٌ وفي حربِ العدا سودُ

ما قــــــامَ للدينِ في الدنيا عمودُ هدىً      كلّا ولا اخــــــــضرَّ لولا سعيكمْ عودُ

تــــــاللهِ لمْ تقضَ حربٌ فيكَ ما طلبتْ      لولا القضـــــــــــاءُ وعهدٌ فيكَ معهودُ

بـــــــــيومِ حربٍ به جيشا هدى وشقا      تصــــــــارعا أو فـــقُلْ شركٌ وتوحيدُ

لا تطغينَّ يزيدُ اللهِ عاريـــــــــــــــــةً      فالمستعارُ إلى أهــــــــــــــــليهِ مردودُ

فليخلعِ التاجَ طــــــــــوعاً أو كراهيةً      لإهلِه فحسينُ الفخرِ مــــــــــــــــوجودُ

في ذمَّـــــــةِ الفخرِ تاجُ الفخرِ مُختلعٌ      عن رأسِهِ وبــــــــرأسِ اللــــؤمِ معقودُ

فــــي ذمَّةِ العدلِ سيفُ الظلمِ في يدِهِ      مُـــــــــــــجرَّدٌ وحسامُ العـدلِ مـــغمودُ

إن كَلَّ بالضربِ حدٌّ مِــــــن سيوفِكمُ      أو فـــلَّ في الحربِ جــندٌ منـكَ محدودُ

فحدُّ عزمِكَ لمْ تـــــــــــفللْ مـضاربُه      وجـــندُ عزمِــــــــكَ منها ضاقتِ البيدُ

والأرضُ طــــرَّاً ميادينٌ لكمْ نَصبتْ      جيشاً مِـــن الحزمِ ما أحصاهُ تحـــــديدُ

يُطــوى الجديدُ ويُبلى والمصابُ بكمْ     في كلِّ آنٍ لـــه نشرٌ وتجـــــــــــــــديدُ

عظمُ المُصابِ لعظمٍ في المصابِ بهِ      ويعظمُ الفقدُ إمَّـــــــــــــــــا عزَّ مـفقودُ

رزءٌ أطـــــــــــلَّ على الدنيا بكامِلِها      فـــــــــــــــــــــعمَّ آفـــاقَها نوحٌ وتعديدُ

أو لمْ يوسَّدْ فذا بـــــــــردُ العفافِ بهِ     لجسمِكَ الطهرِ تكفينٌ وتــــــــــــــوسيدُ

ورأسُهُ علمٌ فردٌ فموقــــــــــــــــــعُه      رفعٌ لذا رفــــــــــــــــعته الـــذبَّلُ الميدُ

قد اقتدتْ بـــــكَ في وِردِ الردى فئةٌ      لم يثنِها عن ورودِ الـــــــــمـــوتِ تفنيدُ

هُمُ ثقالٌ فما خـــــــــــــــفُّوا موازنةً      وهُمْ خفافٌ إذا يـــــــومَ الوغـــى نُودوا

كأنَّ وقعَ المواضي في مــــسامعِهمْ      إيقاعُ عــــــــــودٍ وكرَّاتِ الوغـــى عيدُ

أصْبتهمُ فقضوا في حبِّها شـــــــغفاً      غيدُ الردى في الوغى لا الخرَّدُ الــــغيدُ

قد طلّقوا زينةَ الـــــــدنيا وكانَ لهمْ      فــــي الحربِ عقدٌ ببذلِ النفسِ مـعقـــودُ

ضلّتْ أميةُ كمْ يومَ الــطفوفِ جنتْ      مآثمـــــــــــــــــــاً ما لها حصرٌ وتـعديدُ

بآلِ أحمدَ إذ أحصــــــــــــتهمُ عدداً      فغالَ شملهمُ الـــمـــــــــــــــجموعَ تبديدُ

شتى مصائبُهمْ شتى مـصــــارعُهم      سمٌّ وذبحٌ وتــــــــــــــــــــــشريدٌ وتبعيدُ

وقال من قصيدة في رثائه (عليه السلام) أيضاً تبلغ (32) بيتاً:

 

 

 

أنا الــــــــــــثكولُ فلا قـلبي به جَلَدٌ     على المصـــابِ ولا حزني بمنصرمِ

دماءُ قومي وفي رغـمِ العلى ذهبتْ      هُــــــــــــدِرنَ ظلماً ولم يُثأرْ لها بدمِ

يا آلَ هاشمَ هــــــــــــذي نفثةٌ نُفثتْ      مِن واغرِ الصدرِ دامي القلبِ محتدمِ

لا أنتِ للضربِ لا للحربِ إنْ ألفَتْ      أسيافُكِ الغــــــــمدَ لا للسيفِ لا العَلَمِ

لا عُذر إنْ لم تشيموا مِــن سيوفِكمُ      ذُبابَها بدلَ الأغمــــــــــــــادِ في القممِ

هذي نساكمْ بنو حربٍ تــــــجشِّمُها      قطعَ الفدافدِ فوقَ الأينقِ الــــــــــرُسُمِ

قد سامتْ الشهمَ أن يعطي يــداً بيدٍ     والــــــشهمُ يأبى ورودَ الذلِّ عن شممِ

وذاكَ ثغرُ ابنِ بنتِ الوحي تـــنكُتَهُ      بالخيـــــــــــــــزرانةِ ظلماً كفُّ منتقمِ (7)

وقال من حسينية أخرى تبلغ (30) بيتاً:

أيا بنَ الأُباةِ قرنـــــــــــــتَ الإبا     فكانَ لك َابناً وكــــنتَ الأَبا

أيا بنَ النبـــــــــــــيِّ وذي نسبةٌ      علوتَ بها مَـــن علا منسبا

ويا بــــــــــنَ عليِّ الذي قد علا      عُلاهُ وخـــــامسَ أهل العبا

إلى الـــــحربِ لمَّا زففتَ الجيادَ      وقدتَ بها خيلكَ الـــــشزَّبا

نــــهضتَ إلـيها نهوضَ الأسودِ      وكنتَ بها الغالبَ الأغـلبــا

وضَيَّقْت رَحبَ الفضا في الـعدا      وكانَ بها صدرُكَ الأرحـبا

لكَ انقادَ كُلُّ طموحٍ جـــــــموحٍ      وأســــــلسَ أخشنُها مـركبا

فلا حدُّ حزمِكَ يـــــــــوماً وهى     ولا حــــدُّ عزمِكَ يومـاً نبا

وحوشُ الفلا مِــن وحوشِ العدا      أخفتهُمُ مــــــطمعاً مــشربا

وما زلتَ بـــالنصرِ يومَ الكفاحِ      ولولا المقاديرُ لـــــــن تُغلبا

وإنَّــــــــــــك فردٌ تفِلُّ الجموعَ      وأعداكَ في العَدِّ مـثل الدَّبى

ورأسُكَ في الرمحِ يتلو الكتابَ      يُــــــــــــــــرتِّلُ آياتِهِ مُعْربا (8)

وقال من قصيدة (باب المراد) وهي في الإمام الكاظم (عليه السلام):

خذ في سنا الساداتِ خيرِ العــبادْ      الكاظمِ الغيظِ وبابِ الــــــــمرادْ

وزوِّدِ الــــــــــــنفسَ بحبٍّ لـــهمْ      فحبُّهمْ يومَ الجـــــــــزا خيرُ زادْ

هُمُ المغيثونَ بهــــــــــذي الـــدنا      نعمَ الشفيـــــــــعونَ بيومِ الـمعادْ

سواهمُ قـد زاغَ عن نهــــــــــجِهِ      ونهجُــــــهمْ قد كان نهجُ الرشادْ

عــــمدةُ هـذا الخلقِ بينَ الــورى      وهمْ لهذي الأرضِ كانوا العمادْ

قد ســــــــدَّدَ اللهُ خطى مَــن بِهمْ      أمــــــــسكَ إذ نالَ طريقَ السدادْ

سادوا جميعَ الخلقِ في فــضلـهمْ      مِن حـــــــــاضرٍ كان لدينا وبادْ

وقد أصـــــــابتهمْ برغــمِ الهدى      مصائبٌ تصــــــدعُ حتى الجمادْ

بسجنِ موسى بــينَ تـــلكَ العدى      مصيبةٌ تذيــــــــبُ صُمَّ الصلادْ

وللرزايا الـــــــسودِ فـــي وقعِها      قد لبسَ الإسلامُ ثـــــوبَ السوادْ

لولا قضاءُ اللهِ فـــــــــــي حكمِهِ      ما عادَ للطاغينَ ســــــلسَ القيادْ

مصيرُ مَن ناواهمُ ضــــــــــــلّةٌ      جـــــــــــهنماً يلقى وبئسَ المِهادْ

ومَن بكتْ عـــــــينٌ لهم رزأهمْ      قرةُ عيـــــــــــــنٍ ما لها من نفادْ

جودوا على مَن جادَ في مدحِكمْ      سامعُه يقولُ حـــــــــــــــقاً أجادْ

قد مــــــــحضَ الودَّ لكمْ صفوةً      أخـــــــــــــلصَ للهِ الولا والودادْ

مسكُ ختـــامي كانَ في مدحِكمْ      بما بدأناه يكــــــــــــــــونُ المعادْ (9)

وقال من قصيدة (رهين السجون):

أميّةَ لا حيّتْ ربوعَـــــــــــــــكِ قطرةٌ      إذا ساقتِ أختُ الحيا كـــــــلَّ مشهدِ

فكمْ في سبيلِ الغـــــــيّ سدَّدتِ أسهماً      رميتِ بها ديــــــــــــــنَ النبيِّ محمدِ

مشيتِ على طـــرْقِ الضلالةِ والهوى      فعنْ سُبُل المعروفِ دونكِ فـــاقعدي

تحمَّـــــــــــــــلتِ أعباءَ الخلافةِ ضلّةً      وما هيَ إلّا تاجُ أبــــــــــــــناءِ أحمدِ

تلاقفتموها بينكمْ عن ضـــــــــــــلالةٍ      فـــــــــــــــما لـقّفتها منكمُ كفُّ أرشدِ

أعَنْ نسبٍ زاكٍ حــــــــــوتها رجالكمْ      أعَنْ شرفٍ سـامٍ، أعن طيبِ مـــحتدِ

وقُلْ لبنــــــــــي الزهراءِ أبديتِ غيلةً     فلا أنتِ للعليا ولا أنــــــــــــــتِ لليدِ

وأن أنـــسَ لا أنسَ أبنَ جعفرَ إذ غدا     عنِ الأهلِ نـــــــاءٍ كالغريبِ المُشرَّدِ

عن البيتِ غمداً أخرجــــــــوهُ مبرءاً     فــــــــــــــــحلّتْ عليهمْ نقمةُ المُتعمِّدِ

فتعساً لهمْ لم يــــــــــــرقبوا فـيهِ ذمَّةً     لدى البيتِ حيث اللهُ منهمْ بــــمرصدِ

فأصبــــــــــحَ رهناً للسجونِ وللأذى      فمِن سجنِ ذي شركٍ إلى سجنِ مُلحدِ

فسَلْ عنه سجنَ (الشاهكيِّ) فكمْ رأى      عــــــــــــــــليهِ وسامَ الخاشعِ المُتعبِّدِ

وكــــمْ قد لقى فيهِ مِن الوجدِ لم تزلْ     بقلبيَ منه زفــــــــــــــــــــرةُ المتوجِّدِ (10)

وقال من قصيدة في السيدة زينب (عليها السلام):

أزينبُ هذي ندبةٌ عــــــــــزَّ وقعُها     على منطقي إذ موقعُ الرزءِ هائِلُ

أذاقكِ أنواعَ الـــــــمصائبِ مـوقفٌ      بــــــــهِ السبطُ مثكولٌ وإنِّكِ ثاكلُ

فيا موقفاً مــــــــا كانَ أسماهُ موقفاً      بهِ لــــــذوي الألبابِ لاحتْ دلائلُ

جهادُ لــــــسانٍ قد حكى في جلالِه      جهادَ سنـــــــانٍ، والجهادُ مراحلُ

رميتِ بني حربٍ بحربِ صواعقٍ      قنابلَ قولٍ دونـــــــــــــهنَّ القنابلُ

تــــــــحطَّمَ فيه عرشُهم وعريشُهمْ      وهُدَّتْ حصونٌ منهُمُ ومـــــــعاقِلُ

كذا فلـــيكنْ من كانَ للدينِ ناصراً      تــــــــــــهونُ عليه نفسُهُ والعوائِلُ (11)

............................................................

1 ــ الحسين في الشعر الحلي ج 1 ص 424 ــ 426 / الإمام الحسين في الشعر النجفي عن ديوانه ص 391 ــ 392

2 ــ موقع مركز تراث الحلة بتاريخ 20 / 10 / 2017 / الحسين في الشعر الحلي ج 1 ص 422 ــ 423 / الإمام الحسين في الشعر النجفي ج 4 ص 306 ــ 307

3 ــ مقدمة كتاب القرآن والعقيدة أو آيات العقائد ص 6

4 ــ مستدركات أعيان الشيعة ج 3 ص 258

5 ــ مائة عالم وعالم ص 170

6 ــ الحسين في الشعر الحلي ج 1 ص 322

7 ــ الإمام الحسين في الشعر النجفي ج 3 ص 138 ــ 139 عن ديوانه ص 155 ــ 157

8 ــ الإمام الحسين في الشعر النجفي ج 1 ص 151 ــ 152 عن ديوانه ص 10 ــ 12

9 ــ الإمام الكاظم وذراريه ــ إسماعيل الحاج عبد الرحيم الخفّاف ص 472 ــ 473

10 ــ نفس المصدر ص 473

11 ــ رثاء الإمام الحسين (علية السلام) في ديوان السيد مسلم الحلي ــ الدكتور فارس عزيز مسلم / مجلة مركز بابل العدد الأول حزيران 2011 ص 263 عن ديوان السيِّد مسلم حمود الحلي ص120

كما ترجم له وكتب عنه:

الدكتور حازم الحلي / الحلة وأثرها العلمي والأدبي ص 309 ــ 321

كاظم عبود الفتلاوي / المنتخب من أعلام الفكر والأدب ص 652 ــ 653

كاظم عبود الفتلاوي / مستدرك شعراء الغري ج 3 ص 265

عبد الرضا عوض / شعراء الحلة السيفية ص 219 رقم 2

فارس حسون كريم / مقدمة كتاب القرآن والعقيدة للسيد مسلم الحلي ص ٩ ــ 14 

الشيخ محمد صادق الكرباسي / دائرة المعارف الحسينية ــ معجم خطباء المنبر الحسيني ج 2 ص 63

الشيخ محمد هادي الأميني / معجم المطبوعات النجفية ص 84 و 277

الشيخ محمد هادي الأميني / معجم رجال الفكر والأدب ج 1 ص 138

حميد المطبعي / أعلام العراق في القرن العشرين ج 3 ص 242

عبد الرحيم الغراوي / معجم شعراء الشيعة ج 34 ص 130

كوركيس عواد / معجم المؤلفين العراقيين ج 3 ص 301

الدكتور صباح نوري المرزوك / معجم المؤلفين والكتّاب العراقيين ج 7 ص 373

كامل سلمان جاسم الجبوري / معجم الشعراء ج 5 ص 379

إسماعيل عبد الرحيم الخفاف / الإمام الكاظم وذراريه ص 472

فارس عزيز مسلم / رثاء الإمام الحسين (عليه السلام) في ديوان السيد مسلم الحلي

أسد حسين هادي / شعر السيد مسلم الحلي: جمع وتحقيق ودراسة

الدكتور محمد شاكر ناصر الربيعي، الباحث أسد حسين هادي العّزام ــ التشكيل الثقافي الجمعي في إستدعاء النصوص في شعر السيد مسلم الحلي وآليات التوظيف

الدكتور قحطان محيد كاظم العنبكي / السيد مسلم بن السيد حمود الحسيني الحلي وأثره الفكري في العراق

المرفقات

كاتب : محمد طاهر الصفار