969 ــ محمد علي خير الدين (1313 ــ 1394 هـ / 1895 ــ 1974 م)

السيد محمد علي بن حسين بن محمد علي بن نوازش علي خير الدين بن رحمة الله الموسوي الحائري الهندي، عالم وأديب وشاعر، ولد في كربلاء من أسرة علوية علمية ــ أدبية عُرفت بآل خير الدين، ويعود نسبها الشريف إلى السيد أحمد بن هارون ابن الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام)، وكان جدها الأكبر السيد نوازش علي آل خير الدين الهندي الحائري قد هاجر من الهند إلى كربلاء في أواخر القرن الثاني عشر الهجري.

محمد علي خير الدين (1313 ــ 1394 هـ / 1895 ــ 1974 م)

قال من قصيدة في أبي الفضل العباس (عليه السلام) تبلغ (120) بيتاً:

بقاعِ (الطفوفِ) وحقلِ الحتوفِ     وغابِ السيوفِ وسمرِ الصعادِ

فــــــتعساً لكوفةِ أرضِ العراقِ     مـــــــثارَ الـشقاقِ ومهدِ الفسادِ

ودعـــــــــوتهمْ لأخيكَ الحسينِ     ليغدو عـــــــليهم إماماً وهادي

وإذ جاءهــــمْ بعدَ ما استقدموهُ     أطاحوهُ في لــــهواتِ الأعادي (1)

الشاعر

السيد محمد علي بن حسين بن محمد علي بن نوازش علي خير الدين بن رحمة الله الموسوي الحائري الهندي (2) عالم وأديب وشاعر، ولد في كربلاء من أسرة علوية علمية ــ أدبية عُرفت بآل خير الدين، ويعود نسبها الشريف إلى السيد أحمد بن هارون ابن الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام)، وكان جدها الأكبر السيد نوازش علي آل خير الدين الهندي الحائري قد هاجر من الهند إلى كربلاء في أواخر القرن الثاني عشر الهجري. (3)

يقول السيد سلمان آل طعمة عن هذه الأسرة: (اُسرة علمية تبوّأت مكانة رفيعة الشأن بالعلم والفضل والأدب، يرجع نسبها إلى الإمام موسى الكاظم (عليه ‌السلام)، نبتت أرومتها في كربلاء في القرن الثاني عشر الهجري. (4)

وقال الشيخ نور الدين الشاهرودي: (يرجع نسب هذه الأسرة إلى الإمام موسى الكاظم عليه السلام ويرجع عهد استيطانها في كربلاء إلى القرن الثاني عشر الهجري، فجدها الأكبر هو السيد نوازش علي آل خير الدين الموسوي الهندي الحائري المتوفى بحدود سنة 1270 هـ، كان من ذوي المكانة والثراء، ومعظّماً عند السلاطين والأمراء في الهند، هاجر من لكنهو (الهند) إلى العراق فجاور مرقد الحسن عليه السلام في كربلاء، ولشدة ورعه وكثرة تقواه حظي بثقة الحجة الكبير السيد إبراهيم القزويني صاحب «الضوابط»، واشتهر حفيده السيد حسين بن السيد محمد علي بن السيد نوازش خير الدين المتوفى سنة 1358 هـ، بعلمه وفضله في كربلاء، ذكره العالم النسابة الشيخ آغا بزرك الطهراني في كتابه «نقباء البشر» فقال: من العلماء الأعلام، نشأ على أبيه في الحائر المقدس وولع بطلب العلم فقرأ المقدمات والسطوح، وحضر على علماء كربلاء ومدرسيها الأفاضل حتى كمّل وبرع وكتب تقريرات درسوهم منها: مجلد مباحث الألفاظ في ألأصول و (التعادل والتراجيح)، رأيته عنده بخطه إلى غير ذلك من آثاره . . . الخ ،

ثم يقول الشاهرودي عن الشاعر: والسيد محمد علي بن السيد حسين بن السيد محمد علي المتوفى سنة 1394 هـ كان عالماً فاضلاً مصنفاً حسن الشعر امتلك خزانة كتب ورثها عن آبائه، درس على السيد أبي الحسن ألأصفهاني والميرزا النائيني والشيخ آغا ضياء العراقي، وإهتم بالبحث والتدريس في حوزة كربلاء، وكان إلى وقت قريب يقيم الجماعة في صحن الروضة العباسية، خلف عدة أنجال أكبرهم السيد محمد الذي يقوم مقام والده في إقامة صلاة الجماعة) (5)

درس السيد محمد علي خير الدين الفقه والأصول على يد والده العالم السيد حسين خير الدين، والشيخ محمد علي السنقري، والشيخ محمد علي القمي، والشيخ نعمة الله الدامغاني في المدرسة الهندية. ثم سافر إلى النجف لإكمال تحصيله العلمي فيها فدرس على يد السيد أبي الحسن الأصفهاني، والميرزا حسين النائيني، والسيد أغا رضا العراقي، والميرزا محمد الأشتياني، والشيخ محمد حسين الأصفهاني، وقد أجيز بالإجتهاد من قبل أستاذه السيد أغا رضا العراقي وبعد مضي ثلاث سنوات قضاها في الدراسة عاد خير الدين إلى كربلاء وتصدى للتدريس في صحن أبي الفضل العباس (عليه السلام) وإقامة صلاة الجماعة فيه. (6)

وقد تخرج على يديه العديد من الأعلام منهم: السيد أحمد الشهرستاني، والشيخ أحمد القطيفي، والسيد ابو الحسن الرضوي، والشيخ جابر العفكاوي، والشيخ حسين البيضاني، والسيد محمد علي البوشهري، والسيد مختار الهندي، والسيد مصطفى الاعتماد، والشيخ أحمد الشذر، والسيد كاظم النقيب وغيرهم.

ومن مؤلفاته:

سبحة اللئالئ ــ منظومة في الفقه

سبل السلام ــ منظومة في الحكمة

مثنوي نامة دانش ــ في العرفان

ديم النسيان ــ ديوان شعر

لئالئ النسيان ــ ديوان شعر (7)

وقال عنه السيد سلمان هادي آل طعمة: (كان فاضلاً جليلاً، شاعراً ماهراً يحفظ الكثير ويكثر من المفاضلة بين الشعراء وكان محدثاً لطيف المعشر سمحاً سخياً...) (8)

وقال عنه الشيخ موسى الكرباسي: (كان عالماً أديباً شاعراً..) (9)

وقال عنه الأستاذ كامل سلمان جاسم الجبوري: (كان ممن يؤخذ برأيه في مسائل الفقه العويصة، وكان نابغة في الأدب ونظم الشعر وأكثر شعره منشور في مجلة المرشد) (10)

توفي خير الدين في كربلاء ودفن في مقبرة الأسرة فـي صحن أبي الفضل العباس (عليه السلام)

شعره

عُرف خير الدين بجودة شعره وطول نفسه في القصيدة، قال السيد سلمان هادي آل طعمة: (له إنتاج غزير من الشعر، امتاز بالقوة والجزالة وعلو الكعب، يغلب عليه الطابع الديني..) (11)

قال من قصيدة في النبي محمد (صلى الله عليه وآله) تبلغ (72) بيتاً:

اصطفاهُ الـــــــجليلُ دونَ النبييـ     ـنَ حبيباً حــــــباهُ بالمكرمــاتِ

فهوَ فــــــــي الأنبياءِ قدراً كبيراً      لاحَ مــــا بينَ أنجمٍ زاهــراتِ

أحمـــــدُ المصطفى ملاذُ البرايا      خاتمُ الرسلِ أشرفُ الــكائناتِ

سرُّ غيبِ اللهِ الـذي حارتِ الأفـ     ـكارُ في كنهِ ذاتــــهِ والصفاتِ

مَـــن بهِ الممكنـاتُ قامتْ فعظّمْ      شأنه أن يُقاسَ بالـــــــمُمكناتِ

لم تكنْ سجدةُ الـــــملائكِ للصد     يقِ لمّا خرُّوا عــلى الــوجناتِ

غيرَ تعظيمِ جبهةٍ كــــــان فيها      نورُ طهَ يضــيءُ كالمـــــشكاةِ

خلقَ اللهُ نورَه قبلَ أن يـــــــخـ     ـلقَ خلقاً أو يبــرئَ النســــماتِ

وتـــــــــــــجلّى له بنورِ علاهُ      وجـــــــــــــلاهُ للـناسِ كالـمرآةِ

ولقد خصَّه بـــــــــذكرٍ عزيزٍ      عربيٍّ عارٍ مِـــــــــن الشبـهاتِ

معجزٌ لو أتى به الـناسَ فرداً      كان يُغني عن سائرِ المعجـزاتِ

أترى أنَّ أحمداً خيـرً موصي     باتباعِ الــــــــــثقلينِ عندَ الوفاةِ

قد عنى منهما لغيرِ كـــــتابِ      اللهِ والعترةِ الكــــــــــرامِ الهداةِ (12)

وقال من قصيدة في الإمام الحسين (عليه السلام) تبلغ (91) بيتاً:

ويا ليتَ الرســــــولُ أتى يراهمْ      أضاحي عافرينَ على الرمالِ

وينظرُ سبطَه الزاكي حســـــيناً      بــــــلا خيلٍ هناكَ ولا رجالِ

سليلُ الوحي سيدُ آلِ فــــــــــهرٍ      مليكُ الــــعزِّ سلطانُ الجلالِ

يطوفُ على الـخيولِ بلا خيالٍ      ويجتازُ الجـــــــحافلَ باختيالِ

ومــــــــــهمـا أمَّ مـنهمْ مُستقرَّاً      فلا يلفيهِ إلّا وهـــــــــــوَ خالِ

فشدَّ بذي الــفقارِ وصـبَّ فيهمْ      عذاباً مِن شديدٍ ذي مـحــــــالِ

وخاضَ غمارَها في ذاتِ بدرٍ      يصولُ مِـــن المهنَّدِ فـي هلالِ

وليُّ اللهِ مــــــــــــبدأ كلِّ أمرٍ      كــــــذاكَ له الولايةُ فـي المآلِ

أجدّكَ هــــلْ وجدتَ له مثالاً      وأنّى لابـــــــــنِ طهَ مِـن مثالِ

يناجي ربَّه حـــــــــيناً وحيناً      يديرُ الطرفَ فــي خيمِ الـعيالِ (13)

وقال من قصيدة في الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) تبلغ (50) بيتا:

سيروا إلى الزوراءِ جـانبِ شطّها الـ     ـغربيِّ حيث ســـــهولُها السمحاءُ

حيث المآذنَ حـــولَ قبرِ أبي الرضا      موسى بن جعفرَ تزدهي وتُضاءُ

تلكمْ مـــــــــــغاني الكاظميةِ لمْ تزلْ      يفترُّ فيها البشرُ والـــــــــــــسرَّاءُ

مــــــــــــــــثوىً كريمٍ للكرامِ مُوقَّرٌ      فيهِ نعيمُ الــــــــــــعيشِ والـنُعماءُ

ومساجدٌ ومـــــــــــــدارسٌ ومعاهدٌ      ومحافلٌ ترتادُها الـــــــــــفـضلاءُ

طابتْ مواطنُها وطـــــابَ صعيدُها      وكذاكَ طابتْ حولها الأرجــــــاءُ

ومقــــــــــــامُ قدسٍ لا تزالُ تزورُه      أشـــــــــــياعُ آلِ محمدَ الخلصاءُ

لا غروَ فالــــمولى الإمامُ ونجلُه الـ     ـمولى الجــوادُ ربوعُهم خضراءُ

يا وارثَ الــــنبأ العظيمِ ومظهرَ الـ     ـحقِّ الـــــــــمبينِ وما يشاءُ تشاءُ

أنتَ الذي نشـــرَ الهدى بين الورى      فاستوحشتْ مِــــن شأنِـكَ الخلفاءُ

فأضاعَ هارونَ الــــــــغوايةُ رشدَه      وأثارَ شقوتَه بكَ الـــــــــــــشحناءُ

فرماكَ في سجنِ الـمطـــاميرِ التي      لا الروحُ يدخلها ولا الأضـــــواءُ

فغنمتها لفراغةٍ لكَ مــســـــــــــجداً      فــــــــــــــــــعبادةٌ وتلاوةٌ ودعاءُ

حتى سقاكَ بــــــــــــأمــرِهِ سنديُّهمْ      سمَّاً به تتقـــــــــــــــــطعُ الأمعاءُ

فقضيتَ نحبَك صابـــراً مُســتسلماً      لــــــــــــقضاءِ أمـرٍ ليسَ فيهِ بداءُ

وغدا ضريحُكَ قبلةً مــــــقصـــودةً      للناسِ فيــــــــــــــــهِ مثابةٌ وثراءٌ (14)

وقال من قصيدة في الإمام محمد الجواد (عليه السلام) تبلغ (31) بيتاً:

بأبــــــــــــــي وارثَ الإمامَةِ طفلاً      خـــــــــــلفاً عن آبائهِ الأمجادِ

وبعيداً عن دارِه وذويـــــــــــــــــهِ      يجرعُ الهـمَّ في ديارِ الأعادي

كم يداري الـــــــــــــشجا لفقدِ أبيهِ      ويُعاني الـــضنى مِن الأضدادِ

يدفعُ السوءُ بالتي هيَ حُــــــــسنى      ويردُّ الــــردى بنحرِ المعادي

في خصالٍ كريــــــــــــمةٍ ومزايا      بهرتْ إذ بــــدتْ عقولُ العبادِ

فارتضاهُ المـــــأمونُ صهراً وأوا     هُ إليهِ رغـماً عـــــــلى الحُسَّادِ

فأثارَ الـــــــــوسواسَ في آلِ عبا     سَ وأذكـى لواعجَ الأحـــــــقادِ

خَشيتْ أن تُصطفى لآلِ عــــــليٍّ      وتــــــــــــزولنَّ دولةُ الأوغادِ

عملوا كلَّ حيلةٍ ليــــــــــــــصدّوا     حجّةَ اللهِ عــــــن بلوغِ المرادِ

وحدوا بالقاضي ابنِ أكثمَ يُرشى      لامتحانِ الإمـامِ أهــــــلُ العنادِ

فـــــــــــأحاطوهُ بالسؤالاتِ تتلو     ها الإجاباتُ منه طبقَ المبادي

وقضايا عــــويصةٌ في أمورِ الـ     ـدينِ تأتيهِ مِــــن نواحي البلادِ

وجدوهُ بحراً يــــــموَّجُ في العلـ     ـمِ خضمَّاً ومـــــــــاله مِن نفادِ (15)

وقال من قصيدة يصف مرقد الإمامين العسكريين (عليهما السلام) تبلغ (26) بيتا:

فــهناكَ مربعُ جيرتي وهناكَ مفـ     ـزعُ حيرتي وهناكَ ســـامراءُ

فاحــبسْ بحيثُ العزُّ يسحبُ ذيلَه      تيهاً ويُنشرُ للفخـــــــــارِ لواءُ

واخضعْ بحيثُ المجدُ ألقى رحلَه      واخشعْ بحيثُ اظلمَّتِ العلياءُ

واجنحْ إلى الحرمِ المنيعِ فلو دنا      مـــــــــــلكٌ زوته هيبةٌ وبهاءُ

وارجعْ بهِ بصرَ البصيرةِ عبرةً      إن لم يغــــــــشّيها سنا وسناءُ

تبصرْ تجلّى نورُ ربِّكَ في ثرى      رقدتْ به ساداتُـــــــنا النجباءُ (16)

وقال من قصيدة في الإمام صاحب الزمان (عجل الله تعالى فرجه الشريف) تبلغ (34) بيتاً:

إن سامَكَ ريـبُ الدهرِ أذى      فالشدَّةُ يعقــــــــــــبُها الفرجُ

بــــــظهورِ مـغيِّبِنا المهديُّ      عـــــــــــلى الأعداءِ لنا فلجُ

بمحيّا طـــــــــــــلعتِه الغرَّا     ءَ يلوحُ كصبحٍ يـــــــــــنبلجُ

فالمؤمنُ يــفرحُ يـــــــومئذٍ      ويموتُ بغــــــــصَّتِهِ السمجُ

والحقُّ يعـودُ لصاحــــــبِهِ      والباطـــــــــلُ يـدمغُه الحلجُ

يا صاحــبَ سرِّ الله الأخـ     ـفى حتامَ كذا تمـضي الحججُ

حتى ومــــــــتى يا سيِّدُنا     يــــــــــتجلّى منـظرُكَ البهجُ

ليــعمَّ العدلُ بــــساطَ الأر     ضِ وليسَ يُرى فــيها عِوجُ

ويعودُ الدينُ على يدكَ الـ     ـبيـــــــــــضا غضَّاً وله يلجُ

وتجذّ الظلمَ مِــــن الأعرا     قِ فلا تنــــــمو هيَ أو تشجُ (17)

قال من قصيدة في أبي الفضل العباس (عليه السلام) تبلغ (120) بيتاً:

أبا الفضلِ حيَّاكَ ربُّ الســـــــــما      وحيّتكَ أمـــــــــلاكُ سبعِ شدادِ

معانيكَ فاقتْ حدودَ الــــــبـــــيانِ      مزاياكَ لـــم تنحـصرْ في عِدادِ

عطايا مِن الله أوتـــــيــــــــــــتها      أعــــــــدَّتْ لمجـدِكَ أعلى مهادِ

وناهيكَ مِـــــــــــن ماجدٍ صـاعدٍ      إلى الـدرجاتِ العُلى في الجهادِ

فديتَ بــــــــــــنفسِكَ آلَ الرسولِ      وواسيتهمْ في الـــكروبِ الشدادِ

نصـــــحتَ وبالغتَ في نصرِهمْ      ووفَّيتَ حـقَّ الإخــــــــا والودادِ

وضحَّيتَ في نصرِهم في الوغى    ثلاثَ نســــــــــورٍ أسودَ الورادِ

بيــــــــــــــــــومِ كريهةِ آلِ عليٍّ      ويومِ قريحــــــــــــــــةِ آلِ زيادِ

غداةَ ألـــــــحَّتْ جيوشَ الضلالِ      عــلى حربِ آلِ الهدى والرشادِ

بقاعِ (الطفـوفِ) وحقلِ الحتوفِ     وغــابِ السيوفِ وسمرِ الصعادِ

فتعساً لكوفـــــــةِ أرضِ العراقِ      مثارَ الــــــــــشقاقِ ومهدِ الفسادِ

ودعوتهمْ لأخيــــــــــكَ الحسينِ      ليغدو عليهم إمـــــــــاماً وهادي

وإذ جــــــاءهمْ بعدَ ما استقدموهُ      أطاحوهُ في لـــــهواتِ الأعادي

ودبّوا إليكـــــــــــــمْ كطيرِ الدّبا      وسدُّوا عليكمْ فجــــــاجَ البوادي

جــــــنودٌ عليها ابنُ سعدٍ وشمرٍ      أميـــــــــرانِ مِن شرِّ باغٍ وعادِ

أبا الفــــضلِ لهفي عليكَ شهيداً      خميصاً صــــــــديَّاً شجيَّ الفؤادِ

غريبَ الـــــــــديارِ نزيلَ القفارِ      شتيتَ الأهالي بـــــــــعيدَ البلادِ

جريحَ الجوارحِ واهــــي القوى      قليلَ النوائحِ جمَّ الأعــــــــــادي

هوى لا يمينٌ به يستعـــــــــينُ      ولا مِن يــــــــسارٍ ولا مِن سنادِ (18)

وللسيد خير الدين تخميس لقصيدة العالم الفيلسوف المولى محمد مسيح الشهير بمسيحا ابن المولى إسماعيل فدشكوئي الفسوي المتخلص (بمعنى) في شعره الفارسي، وبمسيح في العربي (1037 ــ 1127 هـ / 1672 ــ 1715 م) في مدح أمير المؤمنين (عليه السلام) والتي ذكرها الشيخ عبد الحسين الأميني (19) والتي مطلعها:

مَن لي بعاصفِ شملالٍ يُبلّغني     إلى الغريِّ فيلقيني وينساني؟!

وقد نقل تخميس خير الدين كاملاً السيد محمد رضا الحسيني الجلالي (20) من ديوان خير الدين (دِيَم النَيْسان) من نسخة بخطّ السيد محمد علي الطبسي، يقول خير الدين في تخميسه: 

مــــــا عنَّ لـي بـــــارقٌ إلّا وذكّــــــــــــرني

عهدَ الغريَّ بــــــذاك الــــــــــمُلتقى الحَـــسَنِ

فَبـــتُّ أنـــــــــــشدُ والأشـواقُ تـــــــــقلقـــني

مَن لـي بعـاصـفِ شـــــــــملالٍ يبلّغـــــــــني     أرض الـــــــــــــــــــــغريّ فيلقيني ويـنساني

ذاك الـغريُّ الـــــــــذي قد حـلّ ســــــاحَـــته

أخو النـبيّ الــــذي نرجو شــــــــــــــفاعـــتهُ

 واللهِ ما خـابَ راجٍ ســــــــــــــــاقَ حـــاجَته

إلى الذي فـــــــــرضَ الـرحـــــــمنُ طــاعَتهُ     عــــــــــــــــــــلى الـــبريّة من جــنٍّ وإنسان

مــــــــولىً إليه العُلـى ألــــــقى مــــــــفاتِحَهُ

حتّى حوى المجدَ غـاديهِ ورائـــــــــــــــــحهُ

فهل يُبالي بِــــرِجْـسٍ كــــــــــــــــــان قادِحَهُ

عليٌّ المرتضى الـحـــــــــــــــــاوي مــدائحه     أســــــــــــــــفــــــــارُ توراةَ بل آيــاتِ قرآنِ

عليَّ للهِ نذرٌ مـن أخـــــــــــــــــــــــــــي ذممِ

إن يُنجني اللهُ مـــــن كــــــربي ومـن سَــقَمي

أسعى على الـــــــــــرأسِ حـتّى ذلـك الـحرمِ

لا أســـــــــــــــــــــتعــــين بـشـملالٍ ولا قدمِ     مـــــــــــــــــن تُــربِ ساحته طـوبى لأجفاني

قد كلّ فـــــــي وصــــــــفه الـزاكـي تــفكَرُنا

وحـــــارَ فــي شـأنه الـــــــسامـي تـــصوّرُنا

وازدادَ فـي قـــدرِه العــــــــالي تـــــــــحيّرنا

تـــــــــــــــــنزّه الربُّ عـن مـــــثلٍ يـــخبَرُنا     بــــــــــــــــــــــــــــــــــأنّه ورسولُ الله سيّانِ

أقـامهُ اللهُ تــــــــــــــــــــــــأيـــــيداً لـــدعوتهِ

نـــــــــــــــــوراً تــنوّرتِ الــــــدُنيــا بـجلوتهِ

قال الــمـــــــــــــحبُّ مـــــثالاُ عـــن مـروّتهِ

كأنّ رحــــــــــــــــــــــمته فـي طـيّ سـطوتهِ     آرام وجـــــــــــــــــــــــــــرة في استادِ خفّانِ

قـــد خـــاره اللهُ بـــــــــعد الـمصطـفى كـرما

عــــــــــــــــــــلى العبادِ لكـي يهـدي به اُمما

أكـــــــــــرمْ بـــــــــــــهِ هـادياً أنـعمْ بهِ عَلما

عـمّ الــــــورى كَـــرماً فاقَ الــــــذُرى شَمما     روّى الثرى عَـــــــــــــــنَماً من نَحرِ فرسانِ

لــــــولاهُ ما أسلمتْ عـــــــــــــربٌ ولا عجمُ

ولا تـــطهّرَ من أصـنـــــــــــــــــــامِه الحَرَمُ

أمـســت على سيفـه تـــــــــــثنى الظبا الخذمُ

فـــــــــــــالدينُ منتـــــــــــظِــمُ والشملُ ملتئِمُ     والـكــــــــــــــــــــــفرُ منهدِمٌ من سيفه القاني

ســــــــــــــيفٌ بـــــــــــهِ أعـينُ الكفّارِ لم تَنَمِ

وشِــرعــــةُ الـــــــــمـــــصـطفى لولاهُ لم تَقُمِ

 تراهُ عــــــــــــندَ حــــــــــــلولِ البأسِ والنقَمِ

كالبـرقِ فــــــي بَـسَمٍ والنارِ فـــــــــــي ضَرَمِ     والمـــــــــــــــــاءُ فـــــي سَجَمٍ من نحر أفنانِ

للهِ صــــــــــــــــمــــصامةٌ جــــــبريلُ أنزلها

وقبلَ ذلك عــــــــــــــــــــــــــزرائيل أصقلها

كأنّما وهــيَ نــــــــــــــــــــــــــارُ الله عجّلها

فقــــــــارُها وهـــي فــــــــــــــي غمدٍ تجلّلها     آيُ الوعيدِ حـــــــــــــــــــــــــواها جلدُ قرآنِ

مولىً لهُ الأمرُ فــــــــــــــي الإيـــجادِ والعدمِ

وحكـمُهُ نافذٌ في الــــــــــــــــــــــــلوحِ والقلمِ

إمــــــامُ صدقٍ فَـــــــــــــــــمَن والاهُ لم يُضَمِ

قــــــــد اقتدى برســــــــــــــــولِ الله في ظُلَمِ     والـــــــــــــــــــــناسُ طرّاً عكوفٌ عند أوثانِ

تَعـــــساً لأمّــــةِ ســـــــــــــــوءٍ اُمّة ضجرتْ

ذاك الإمــــــــــــــــــام وفـي إنــكاره ابتدرتْ

ضـلّت نَعَم عــــن طـــــريقِ الــحقّ إذْ كفرتْ

تــــــعـساً لها كـــــــيفَ ضلّتْ بعد ما ظهرتْ     لهـــــــــــــــــــــــــــــــا بوارق آياتٍ وبرهانِ

ألـــــم يــــــــــــــــــكنْ والدُ السبطينِ أفضلَهُمْ

شأناً وأعـــــــــدلهمْ حُـــــــــــــــكماً وأَفصَلهُمْ

إذْ خالقوا ربّـــــــــهم فيه ومرســــــــــــــــلَهُمْ

وهــــــــــــــلْ اُريـــــــــــدَ سواهُ حينَ قالَ لَهُمْ     هذا عــــــــــــــــــــــــــــليٌّ فَمن والاهُ والاني

كمْ آيةٍ في كــــــــــــــــــــــــــتابِ اللهِ مـحكمةِ

في فــــــــضلهِ ونـصـــوصٍ غــــــــير مبهمةِ

فهلْ أتــــــــــــــــــــــى واحـــدٌ منهم بمكرُمةِ

هلْ ردّت الـــــشمــــــــسُ يـــوماً لابنِ حنتمةِ     أمْ هـــــــلّ هوى كوكــــــــبٌ في بيت عثمانِ

قُلْ نبّؤنيَ مَـــنْ مِــــــــــــــــــــــنهم يصارمِهِ

قدْ هَدَّم الشركَ ضـــرْباً مـــــــــــــــن دعائِمِهِ

وأيّهُمْ مَنْ غُمرنا فـــي مراحـــــــــــــــــــــمِهِ

هلْ جادَ يوماً أبو بكـــرٍ بـــــــــــــــــــــخاتَمِهِ     مُنــــــــــــــــــــــــــــاجياً بين تحريمٍ وأركانِ

ويلٌ على عـــــــــــــــــــــــصبةٍ للغيِّ لازمةٍ

وفي مراعي الشـقــا والــــــــــــــجهل سائمةٍ

عادوه من أجـــــــــــلِ دنياً غير دائــــــــــمِةٍ

لولاهُ لم يــــــــــــــجدوا كُفواً لفــــــــــــاطمةٍ     لولاهُ لم يفهمـــــــــــــــــــــــــوا أسرارَ قرآنِ

لولاهُ كان جميعُ النــــــــــــــاسِ فـــــــي ظُلَمِ

لولاهُ لمْ يأتِ موجودٌ مــــــــــــــــــــــن العدمِ

لولاهُ ما شاعَ دينُ الله فــــــــــــي الاُمَـــــــــمِ

لولاهُ كـــــــــــــــــــان رســــــولُ اللهِ ذا عُقُمِ     لولاهُ ما اتّقـــــــــــــــــــــــــدت مشكاةُ إيمانِ

في ذاتِهِ تاهـــــــت الأفـــــــــــــــــهامُ والفِكَرُ

ما بينَ مـــــــن كفروا غالِـــــــــين أو سَتَروا

قـــــــالوا: إلهٌ وقالوا: إنّــــــــــــــــــــــه بَشرُ

لولاهُ ما خُـــــــــلِقَــــــــتْ شمـــــسٌ ولا قَمَرُ     لولاهُ لــــــــــــــــــــــــم يقترنْ بالأوّل الثاني

فاقَ الورى كـــــــلّهم شــــــأنـــــــــاً ومرتبةً

وكَـم حـــــــوى فوقَهم فـضـــــلاً ومـــــــنقبةً

فــــــها كُـمــــــــــــــــوها مـن الآلاف واحدةً

هــلْ فـــــــي فـــــــراشِ رسـولِ الله باتَ فَتىً      ســــــــــــــــــــــواهُ إذْ حُفّ من نصلٍ بِنيرانِ

مــــــديحُــــهُ جـاءَ مـــــــلءَ الصُحفِ والزُبرِ

وفضلُهُ شـــــــاعَ فـــــــــــــي الآياتِ والسُورِ

فجلّ معناهُ عــــــــــــن إدراكِ ذي نَـــــــــظَرِ

ما كان ربّاً ولـــــــــــــكنْ ليـــس مـــــن بَشَرِ     وليسَ يُشغلُه شأنٌ عــــــــــــــــــــــــن الشانِ

هو العليُّ الذي لو جــــــــئـــــتَ مـــــــشهدَهُ

رأيـــــــتَ أعــــــلى من الأفـــــــلاكِ مرقَدَهُ

 هو الـــــــذي ربُّه بـــــــــــــــــــالرُوح أيّدَهُ

هو الذي كــــــــــــــــان بـيتُ الله مولِــــــدَهُ     فطهَّرَ البيتَ من أرجـــــــــــــــــــاسِ أوثانِ

هـــــــو الإمامُ الذي ذُو الــــعرش فَـــــضَّلَهُ

وبالمعـــــــاجزِ والآيـاتِ خَــــــــــــــــــــوَّلهُ

هو الـــــــــــــــذي خَـدَمَ الأمـــــلاكُ منـزلَهُ

هـــــو الذي مـــــــــن رســـــولِ اللهِ كانَ لَهُ     مقامُ هارونَ من موســـــــــــــى بن عمرانِ

سادَ الــــــنبيّيـن مـن تـــــالٍ ومـــــــن سَلَفِ

فلم يُدانُوه فـــــــــــــــــي عِــــزٍّ وفي شَرَفِ

هو الذي حُبّـهُ مــــــــــــــــــن أعظمِ الترفِ

هو الــــــــذي صـارَ عـرشُ الله ذا شَنَـــــفِ     إذْ صار قُرطَــــــــــــــــــــيهِ إبناهُ الكريمانِ

أكفّهُ سـمحتْ ناهـــــــــــــــيكَ ما سحــــمتْ

آلاء فـــــــــاضتْ بها الأكوانُ ما بـــــرحتْ

فالبـحرُ لم يــــــــكُ إلّا بعض ما رشحـــــتْ

أقدامـهُ مسحتْ ظــــــــهراً به مــــســـــحتْ     يــــــــــــــــــــــــــــــدُ الإله بتبريدٍ وإحسانِ

يا مَــن لرفعتهَ الأمــــــــلاكُ قد خضــــعتْ

ومَن إلى بابه الحاجاتُ قـــــــــد رُفِـــــــعَتْ

يا جامعاً لمزايا قطُّ ما اجتمــــــــــــــــــعتْ

يا واضــــعاً قدميه حيثُما وُضِـــــــــــــــعَتْ     يدُ الإلـــــــــــــــــــــــــهِ عليهِ عزَّ من شانِ

ذُو ســــــــاعدٍ قدْ تولّى النفعَ والــضَــــررا

لو شاءَ لــــــــــــــم يُبقِ من أعدائه أَثَـــــرا

وراحةٍ بنداهـــــــــــــــــا أخجلَ المَطَـــــرا

عـــــــمَّت شآبِيبُهُ الآفــــــــاقَ إن شَجَــــرا     سقتهُ فهو مَعَ الطوبى بصنــــــــــــــــــوانِ

ما البــــــــــحرُ إذْ يقذفُ الأمواجَ هـــائــلةً

وما الـــــــــــــــــــغمامةُ إذ تنهــلّ هاطــلةً

كسيّدٍ يُسبِلُ الآلاءَ واصـــــــــــــــــــــــــلةً

تــــــــفيضُ راحــتُه للناس مـــــــــــــعجلةً     عــــــــــــــــــــــقد اللّالي بلا مهلٍ كنسيانِ

مُنوّلٌ لـــــــــــــــــــــــم يخبْ بالــردّ آمـلُهُ

كـلّا ولم تنقطـــــــــــــــــــــعْ يــوماً نوائلُهُ

نَــــــــــعَمْ هو البحـــرُ والإحـــسانُ ساحِلُهُ

رَحْبُ الأكُــــــــــــــــفِّ إذا فــاضتْ أنامِلُهُ     لو لم يقلْ حسبُ ، ثـــــــــــــنّى يومَ طوفانِ

إذا أتــــــــــــاهُ منيــبٌ عن جـــــــــــرائمهِ

أجــــــــــــــدى عليـهِ وأغــضى عن مآثمهِ

لكنّه إنْ تجلّــــــــــــى فــــــــــي ملاحـــمهِ

ما تستقرُّ الرواسي تــــــــــــحتَ صــارِمهِ     كالطورِ تندكّ من أسٍّ وبنيــــــــــــــــــــانِ

وصــــــــــــيّةٌ من رسول الله مــــــــــتبَعةٌ

في ضمنـــــــــــــــــــــها حِكَمُ للهِ مــودَعَةٌ

قد قيّدتْهُ فكانتْ لِــــــــــــــــــــلعِدى سَــعَةٌ

لولا الوصـــــيّةُ فالشيخانِ أربــــــــــــــعَةٌ     يومَ الـــــــــــــــــــــسقيفةِ بل عثمانُ إثنانِ

نَعَمْ تقلّبت الدُنيـــــــــــــــــــــــــا بـسادَتِها

لِعُصبةِ قد أقامتْ في عـــــــــــــــــــنادَتِها

باعــــــــــــتْ هُداها وغابتْ عن سعادَتِها

فيا عجيباً مــــــــــــــــــــن الدُنيا وعادَتِها     أن لا تـــــــــــــساعد غيرَ الوغدِ والدانِي

مَن ربَهُ قبلَ خلـــــــــــــــــقِ الناسِ عَيَّنَهُ

ومن رِقابِ رُؤُوسِ الكُفرِ مَـــــــــــــــكَّنَهُ

وفَــــــــــــــــــضلَهُ في جميع الكُتبِ بَيَّنةُ

مَن كان نَصُّ رســــــــــــــــولِ اللهِ عَيَّنَهُ     لإمْرةِ الـــــــــــــــــــشرعِ تَبليغاً بِإِعلانِ

أوحى الجليلُ إليهِ بَلّـــــــــــــــــغِ الاُمَمَا

إنّي نَــــــــــــــــــصَبتُ عليّاً بينَهمْ عَلَما

فقالَ : يا ربِّ أخــــــــــــشى منهم بَرَما

فقال : بلّغْ وإلّا فادْرِ أنّـــــــــــــــــكَ ما     بَلَّغْتَ حَــــــــــــــــــقَّ رِسالاتي وتِبياني

رأى الأوامرَ مِن باريـــــــــهِ قد غَلُظَتْ

فقامَ مِن فوقِ أحداجٍ لَهُ نُصِـــــــــــــبَتْ

وبــــــــــلّغَ الوحيَّ والأملاكُ قدْ شهدتْ

بينَ الجمــــــــــاهيرِ في بَيداءَ ثد مُلئَتْ     بكلّ مَن كانَ مـــــــــــن أعقابِ عدنانِ

أَمْسَتْ ولايتهُ إذْ ذاكَ واجِــــــــــــــــبَةً

وحــــــــــيثُ كانتْ على الأعْداءِ نائِبَةً

أَخْــــفَتْ من المَكْرِ في الأحشاءِ شائِبةً

وقال صـــــــــــحبُ رسـولِ الله قاطبةً     بَخٍ لِذاكَ وكـــــــــــــــان الأوّلُ الثانِي

مَن أظهرَ اللهُ في معنــــــــــــاهُ قدرَتَهُ

فاعـــــــــجبْ إذا أمِنَ الأعداءُ سَوْرُتَهُ

لمّا أضاعُـــــــــــــــــوهُ أُفديهِ وعترتَهُ

مِن بعدِ ما شدَّدَ الرحــــــــــمنُ إمرَتَهُ     على الرسول بإحكامٍ وإتــــــــــــــقانِ

كان الـــــــــــرسولُ ولمْ يبرحْ ملقّنَهُمْ

ولايةَ المرتــــــــــــضى كيما يوطِّنهُمْ

حتّى قضى والقضــــــا أفضى ليفْتِنَهُمْ

تقدّمتْهُ أُناسٌ لــــــــــــــــــــيس عيَّنَهُمْ     نصُّ الإلهِ ولا منطوقَ بُـــــــــــرهانِ

كَمْ شيّدوا هـــــــــــيكلاً وانهدّ هيكلُهُمْ

ومثّلوا فَهْلَلاً وانبــــــــــــــــثّ فهللهُمْ

فقدّموا نَعْثَـــــــــــــلاً إذْ ماتَ نَهْشَلُهُمْ

حتّى إذا جدّتَ الأجــــــــــداثَ نَعْثَلُهُمْ     بـــــــــــــــينَ اليهودِ بتحقيرٍ وخِذلانِ

وحينَ عادَ إلـــــــــــــيهَ الأمرُ مُنتَهِيا

وقرّ فوقَ سريرِ الملــــــــــكِ مُستَوِيا

قامتْ حُميراءُ بالأجنادِ وهـــــــيَ هِيا

من بعد ذاكَ ابنُ هندٍ قامَ مدّعِــــــــياً     مُمَوِّهاً أمرهُ من ثـــــــــــــارِ عُثمانِ

مَن في ولايتهِ كمْ آيةٍ نزلَـــــــــــــتْ

ومن صنائعِهِ فــــي الناسِ كمْ جملتْ

بنصـــــــــــــرِهِ غِيَرُ الأيّام قد بخلتْ

مَن اُمّهُ جهلــــــــــتْ ممّن بِهِ حملتْ     أهلُ الخلافةِ بين الإنـــــــسِ والجان

يا دهرَ شؤمٍ مضى مــــا كان أبخلَهُ!

على الأكارم بَلْ ما كـــــــان أجهلَهُ!

ما أقبحَ الدهرَ إنْ شخصٌ تـــــــأمّلَهُ

لا أضـــــــحكَ اللهُ سنَّ الدهرِ إنّ لهُ     قواعداً عدلت عن كــــــــــلّ ميزانِ

وله قصائد كثيرة أخرى في أهل البيت (عليهم السلام) ذكرها السيد سلمان هادي آل طعمة (12) وقصائد في الفلسفة منها قصيدته التي بارى بها قصيدة ابن سينا في النفس وتخميسه لقصيدة ابن سينا (13)

....................................................................................

1 ــ شعراء كربلاء ج 5 ص 95 ــ 99

2 ــ تراث كربلاء ــ منشورات مؤسسة الأعلمي للمطبوعات ــ بيروت – لبنان ــ الطبعة الثانية ١٤٠٣ هـ / ١٩٨٣م ص 138

3 ــ البيوتات الأدبية في كربلاء ص 289

4 ــ نفس المصدر والصفحة

5 ــ تاريخ الحركة العلمية في كربلاء ص 240 ــ 241

6 ــ شعراء كربلاء ج 5 ص 87

7 ــ موقع مركز تراث كربلاء بتاريخ 15 / 12 / 2019 

8 ــ شعراء كربلاء ج 5 ص 87

9 ــ البيوتات الأدبية في كربلاء ص 279

10 ــ معجم الشعراء ج 5 ص 152

11 ــ شعراء كربلاء ج 5 ص 88

12 ــ نفس المصدر ص 89 ــ 92

13 ــ نفس المصدر ص 99 ــ 104

14 ــ نفس المصدر ص 112 ــ 115

15 ــ نفس المصدر ص 105 ــ 106

16 ــ نفس المصدر ص 111 ـ 112

17 ــ نفس المصدر ص 93 ــ 94

18 ــ نفس المصدر ص 95 ــ 99

19 ــ الغدير ج ١١ ص ٣٦٩

20 ــ وليد الكعبة ص 379

12 ــ شعراء كربلاء ج 5 ص 89 ــ 115

13 ــ البيوتات الأدبية في كربلاء ص 280 ــ 283

كما ترجم له:

أغا بزرك الطهراني / طبقات أعلام الشيعة ج 1 ص 632

أغا بزرك الطهراني / الذريعة ج 12 ص 126

الشيخ فرج العمران القطيفي / الأزهار الأرجية ج 15 ص 267

كاتب : محمد طاهر الصفار