943 ــ خليل عجمي (ولد 1373 هـ / 1954 م)

خليل عجمي العاملي، ولد في بلدة (معركة) جنوب لبنان، وأكمل دراسته الجامعية في بيروت، وعمل مدرِّساً للغة العربية في عدد من ثانويات لبنان وهو شاعر مُكثر غزير الانتاج، اعتقل في سجن أنصار من قبل الاحتلال الاسرائيلي لمعارضته الاجتياح الذي قام به جنود الاحتلال للبنان عام (1982) وقد ندّد به بعدة قصائد وله مشاركات شعرية كثيرة

خليل عجمي العاملي (ولد 1373 هـ / 1954 م)

قال من قصيدة (شمسُ الطُّفوف) وتبلغ (38) بيتاً:

في كربلاء لنا مــــــــــواقفُ عزّةٍ     لــولا الشهادةُ والفدى لم تولدِ

هل تذكرينَ على الطفوفِ مشاهداً     قـربَ الفراتِ لآلِ بيتِ محمدِ

هاتي اخبرينا عن ملاحمِ (كربلا)     عن ذلكَ اليومِ العظيمِ المَشهدِ (1)

ومنها:

بردَتْ حروبُ الكونِ رغمَ سعيرِها     ودمُ الحسينِ بـ(كربلا) لم يبردِ

وإذا وقفتِ على مــشارفِ (كربلا)     فتيمّمــي بدمِ الشهادةِ واسجدي

وتألّقي بحضارةِ النــــــــــهجِ الذي     يزهو بـــــــهِ فجرُ الدَّمِ المتوقِّدِ

ومنها:

فجميعُ ثوراتِ الشعوبِ على المدى     لولا مـــــــــآثرُ (كـربلا) لم توجدِ

حتـــــــى الحضارةُ لا تُساوي كلّها     مِن نــــهجِ آلِ الـبيتِ حرفاً أبجدي

بالطفِّ قـــــــد وقفَ الحسينُ مُنادياً     يا أرضُ قرّي يا سماواتُ اشْهدي

ومنها:

برقتْ سيوفُ أميّةٍ في (كربلا)     ظُلماً ورغـمَ بريقِها لم تَرعُدِ

لكنّهم خـــــــــسئوا بكلِّ فِعالهمْ     ومحاهُمُ الفجرُ الحسينيُّ الغدِ

لا بالسيوفِ تــــــحقّقتْ آمالهمْ     أبداً ولا نــــالوا المآربَ باليدِ

ومنها:

ودماؤه بين الـفراتِ و(كربلا)     قد صاغَها التاريخُ ألفَ مُجلّدِ

يا شمسُ لا تـبكي ولا تتنهّدي     فالــــــــحقُّ ليسَ بحاجةٍ لتنهُّدِ

لكن إذا أبصرتِ خيمةَ زينبٍ     بالنسوةِ احترقتْ بنارِ المُعتدي

وقال من قصيدة (ثائر من كربلاء) وتبلغ (34) بيتاً:

قُتلَ الــــحسـينُ بـ(كربلا) فتخلّدا     لكنَّ مــــــوتَ يزيدَ كان مُؤبَّدا

وقــــــــــفَ الإمامُ بقومِه مُتأمِّلاً     جـــــيشَ ابنِ سعدٍ قادماً فتنهّدا

سبعونَ شخصاً يلتقونَ عرمرماً     سبعينَ ألفاً هل يظنُّ لها صدى

وقال من قصيدة (حبي إليك مع العصور يزيد) وتبلغ (24) بيتاً:

يا لابساً مِــن (كربلاءَ) عباءةً     بنسيجِها مِن مقلتيكَ ورودُ

هذي العباءةُ مِن دمائكَ شعلةٌ     مـــنها يشعُّ النورُ والتوحيدُ

أعطاكَ ربُّكَ في الشهادةِ جنَّةً     ما نـالها في العالمينَ شهيدُ

ومنها:

فو كيفَ لا والله يعلمُ ما جرى     في (كربلا) والأنبياءُ شهودُ

تبَّاً لــــــــــقومٍ حاربوكَ وإنّهمْ     علــــــــموا بأنَّكَ للنبيِّ حفيدُ

لكنّهم جهلوا بــــــــــأنّا هاهنا     ووريدُنا لــــدمِ الحسينِ وريدُ

ومنها:

اللهُ أكبرُ أذّني يـــــــــــا (كربلا)     هذا شهـــيدُكِ في العراءِ وحيدُ

قتلوهُ ظلماً فــــــي الطفوفِ لأنّه     قد كــــــانَ عن دينِ الإلهِ يذودُ

يا مَن قـــتلتمْ في الطفوفِ إمامَنا     يومَ الحسابِ على الطغاةِ شديدُ

لا تــحسبوا أنَّ الشهيدَ إذا قضى     يفنى ويبقـــــــى الكافرُ العربيدُ

فلئنْ يكنْ قُتلَ الحسينُ بـ(كربلا)     إنَّ الذي قد مـــــــاتَ فهوَ يزيدُ

وقال من قصيدة (كربلاء) وتبلغ (21) بيتاً:

(كربلاءٌ) هي كـــربٌ وبلاءْ     ودماءٌ ودمـــــــــــوعٌ وإباءْ

هيَ في مفـــــــهومِنا ملحمةٌ     إنّما في نهـــجِها سرُّ السماءْ

أشرقتْ منها حروفٌ خمسةٌ     عددَ الأقمارِ مِن أهلِ الكساءْ

ومنها:

(كربلاءٌ) سوفَ يبقى ذكــرُها     في ضميرِ الدهرِ ذكرى العظماءْ

هيَ في وجدانِنا خالـــــــــــدةٌ     كــــخلودِ الشمسِ في قلبِ الضياءْ

مُنذُ أن كانتْ وحتـــــى يومنا     لمْ تــــــــزلْ في نهجِها يومَ الفداءْ

(كربلاءٌ) للفــــــــدى مدرسةٍ     علّمتنا كيــــــــــــــفَ نحيا شهداءْ

ليسَ في الدنــيا شعارٌ صادقٌ     يـــــــصنعُ الثوراتِ إلّا (كربلاءْ)

سوفَ تبقى (كربلاءٌ) شمسُنا     ولها نــــــــــــــــحنُ سنبقى أوفياءْ

ولهذا قد جـــــــــــــعلناها لنا     كعبةَ الشعرِ ووحـــــــــي الشعراءْ

وقال من قصيدة (منارة الشام) وهي في السيدة زينب بنت أمير المؤمنين (عليهما السلام) وتبلغ (32) بيتاً:

ولولا وجودُكِ في (كربلا)     لما ذاقتِ الشمسُ طعمَ الحِمَـمْ

كفانـــا افتخاراً بأنكِ بنــتُ     أميـــرِ البيـــانِ وربِّ القلـــــمْ

وأنكِ أُخــتُ الحسينِ الذي     بسيـــفِ العدالـةِ أحيا الأُمــــمْ

الشاعر

خليل عجمي العاملي، ولد في بلدة (معركة) جنوب لبنان، وأكمل دراسته الجامعية في بيروت، وعمل مدرِّساً للغة العربية في عدد من ثانويات لبنان وهو شاعر مُكثر غزير الانتاج، اعتقل في سجن أنصار من قبل الاحتلال الاسرائيلي لمعارضته الاجتياح الذي قام به جنود الاحتلال للبنان عام (1982) وقد ندّد به بعدة قصائد وله مشاركات شعرية كثيرة

أصدر من الدواوين الشعرية: (قصائد الانتصار)، (رقصة البنادق)، (القناديل الخضراء)، (البيارق)، (مصابيح الكلام)، (قنابل مضيئة)، وله في أهل البيت أكثر من ألف بيت من الشعر

شعره

قال من قصيدة (شمسُ الطُّفوف):

يا شمسَ هذا الكونِ قومي واســـــــردي      ما قد جـرى بالطفِّ ثـمَّ تشهّدي

وتــــــــــألّقي نـوراً بــــــمصباح الـهُدى      لولا مصـابيحُ الهدى لـم توقدي

يا شمسُ مــــــا لـــــــي لا أراكِ حزينةً      وعـــــــــــلامَ لا تتعمّمينَ بأسودِ

والقهرُ عمَّ الكــــــــــــــــونَ معْ أرجائهِ     حزناً عـلى استشهادِ أشرفِ سيِّدِ

يا شمسُ قومي واشـرئبّي واحـــــــزني      فالحزنُ يــــأخذُنا لأشرفِ موعدِ

أنتِ التي قد كنتِ شــــــــــــــاهدةً على      إجرامِهم آنَ الأوانَ لـــــــتشهدي

أنتِ التي شاهدتِ ظـــــــلمَ أمـــــــــــيّةٍ      للساهرينَ على رسالةِ أحـــــــمدِ

في كربلاء لــــــــنا مـــــــــواقفُ عزّةٍ      لولا الـــــــشهادةُ والفدى لـم تولدِ

هل تذكـــــــرينَ على الطفوفِ مشاهداً      قربَ الفراتِ لآلِ بــــــيتِ مـحمدِ

هاتي اخـــبرينا عن ملاحمِ كــــــــربلا      عن ذلــــــكَ اليومِ العظيمِ المَشهدِ

وتحدّثي عـــن آلِ بيتِ الـــــــمصطفى      وجهادِهم ضــــــــدَّ العدوِّ المـلحدِ

وتنشّقي عـــــــــــــــطـــرَ النخيلِ فإنّه      عبقُ النجيعِ وبلسمُ الجرحِ النــدي

إذا مررتِ عـــــلى الــطفوفِ فــــقبّلي      خدَّ الترابِ بــــــــــــحسرةٍ وتودُّدِ

فهناكَ قـــــد خطَّ الجهادُ مـــــــــلاحماً      بدمٍ أبيِّ الــــــــــــــــضّيْمِ لم يتبدّدِ

بـــــردَتْ حروبُ الكونِ رغمَ سعيرِها      ودمُ الحسينِ بكربلا لـــــــــم يبردِ

وإذا وقــفتِ على مـــــشـــارفِ كربلا      فتيمّمي بـــــــدمِ الشهادةِ واسجدي

 وتألّــقي بحضارةِ النهــــــــــــجِ الذي      يزهو بهِ فـــــــــــجرُ الدَّمِ المتوقِّدِ

 وتــباركي حبَّاً بآلِ الــمصـــــــــطفى      حتى تظلِّي رمزَ كــــــــــــلِّ تجدُّدِ

 فجميعُ ثوراتِ الشــعوبِ على المدى      لولا مــــــــــــــآثرُ كربلا لم توجدِ

حتى الحـــــــضـــارةُ لا تُـساوي كلّها      مِن نهجِ آلِ البيــــتِ حـرفاً أبجدي

بالطفِّ قد وقـــــــــفَ الـحسينُ مُنادياً      يا أرضُ قرّي يا سمـاواتُ اشْهدي

 صلّى صلاةَ الظهرِ فـي سـاحِ الوغى      بينَ السيوفِ كأنـــــــــه في مسجدِ

وبنو أميّةَ يُـــــــــــــــــــطلقـونَ نبالَهم      نحوَ الإمامِ الثائرِ الــــــــــــــمتعبّدِ

فكأنّه فوقَ الـــــــــــــطفـوفِ غضنفرٌ      وبنو أميّةَ كــــــــــــالقطيعِ الأجردِ

 برقتْ سيوفُ أميّةٍ فــــــــــــي كربلا      ظُلماً ورغمَ بريقِها لــــــــــم تَرعُدِ

 لكنّهم خسئوا بــــــــــــــــــكلِّ فِعالهمْ      ومحاهُمُ الفجرُ الحسينيُّ الـــــــــغدِ

 لا بالسيوفِ تــــــــــــــــحقّقتْ آمالهمْ      أبداً ولا نــــــــــــالوا المآربَ باليدِ

 وإلى الحضيضِ هَـوَوا بكلِّ علوجِهمْ      ومقامُ أهلِ البيتِ فـــــــــوقَ الفرقدِ

ولئنْ يكنْ قتلُ الحسـينِ وصــــــــحبِهِ      بجحافلِ الجيشِ اليزيـــــديِّ الردي

يكفيهمُ الفخرُ الـــــــــــــــــعظيمُ بأنهمْ      قد جابهوا سبعينَ ألفِ مــــــــــجنَّدِ

بمهندٍ قتلَ الــــــــــــــــــحسينُ ألوفَهمْ      ولقتلِه بـــــــــــــــرزوا بألفِ مُهنَّدِ

ولذاكَ قد أمسى الــــــــــحسينُ منارةً      وبنهجِه الشعبُ المــــــجاهدُ يقتدي

ودماؤه بين الفراتِ وكـــــــــــــــربلا      قد صاغَها التاريخُ ألفَ مــــــــُجلّدِ

يا شمسُ لا تــــــــــبكـي ولا تتنهّـدي      فالحقُّ لــــــــــــــــيسَ بحاجةٍ لتنهُّدِ

لكن إذا أبصرتِ خيـــــــــــمةَ زيـنبٍ      بالنسوةِ احترقتْ بنـــــــارِ المُعتدي

مُدّي يديكِ إلى الفراتِ وأطـــــــــفئي      لهباً تلظّى في بناتِ محـــــــــــــمدِ

لا تــــــــــــحسبي يا شمسُ إنّكِ هالةٌ      مِـــــــــن دونِها أبـصارُنا لا تهتدي

مهما زهوتِ عـــلى السماءِ وأرضِها      فبدونِ زيـــــــــــنبَ أنتِ لمْ توقّدي

وقال من قصيدة (ثائر من كربلاء):

قُتلَ الحسينُ بكربلا فــــــــــــــتخلّـــدا     لكنَّ مــــــوتَ يزيدَ كـــان مُؤبَّدا

وقفَ الإمـــــــــــــــامُ بقومِه مُتأمِّـــلاً      جـــــيشَ ابنِ سعدٍ قـــادماً فتنهّدا

ســــــبعونَ شخصاً يلتقونَ عرمـــرماً      سبعينَ ألفاً هل يظنُّ لـــها صدى

ومضى الإمامُ إلى الجموعِ مُـــخاطباً      كالعندليبِ أمــــــامَ غـــربانٍ شدا

يا قومِ كفّوا شـــــــــــرَّكمْ ولــــتعلموا      أنّي ابنُ فاطمةٍ وجــــدِّي المُفتدى

وأبي أميرُ المؤمنينَ وســـــــــــــــيفُه      هذا الذي قد جِـــــــــئتُ فيهِ مُقلَّدا

أنسيتمُ أنّي حفيدُ الــــــــــــــمصـطفى      وهوَ الذي في ذي الـوجودِ تمجّدا

أنــــــــــــــــــسيتمُ أنَّ الخلافةَ حـــقّنا      والــــــناسُ هُمْ خبرٌ ونحنُ المُبتدا

ولطالما أنّـي ابـــــــــــنُ بنتِ نـــبيِّكمْ      فعلامَ هـــــــذا الجيشُ جاءَ مُهدّدا

ماذا ستنتظــــــرونَ مِن ربِّ الـــسما      بعد الذي فـيــــــــــهِ أسـأتمْ للهدى

وتقدَّمَ البطلُ الــــــــغضنـــفرُ نحوهمْ      كتقدمِ الرجـلِ الأشـــــــــمِّ إذا حدا

ما إن تلظّى الوقعُ واحـــــتدمَ الوغى      فإذا الفتى العباسُ أقدمَ مُـــــــنشدا

ها قد أتيتُ أنا فـــــــــــمرني يا أخي     إنّي أريدُ الـــــــــيومَ أن أستشهِدا

ومضى الشجاعُ إلـــى الــــقتالِ كأنّه      أسدٌ رأى تلكَ الثعـــــــالبَ موردا

ورِدَ الفراتُ لـــيستغيثَ بقــــــــطرةٍ      يروي بها العطشَ الذي فــيه ابتدا

فرمى بـــماءِ الــــــنهرِ فوقَ ضفافِه      مُتذكّراً عطشَ الحسينِ فما اجتدى

بلْ عـــــــادَ للمـيدانِ يصرخُ يا أخي     الــــــماءُ دونَكَ لم يكنْ لي موردا

أمَّـــا الحســــــــينُ فقد تذكّرَ ابنَه الـ     ـعطشــــــانَ فاشتعلتْ بهِ نارُ الفدا

حملَ الشريفُ رضــــيعَه مُـــتسائلاً      ما ذنبُ هــذا الطفلِ يأكله الـصدى

أسقوهُ بعضَ الماءِ فـاخـــــــتلفوا له      لكنَّ حرمـــــــــــــلةَ اللعينِ تـمرَّدا

قطعَ النزاعَ بـــــــــــــنبلةٍ في نحرِهِ     فابتلَّ في دمِهِ الزكــــــــــيِّ مُغرِّدا

وضعَ الإمامُ رضـــيعَه فوقَ الثرى      والـــــــــــــقلبُ مُشتعلٌ عليهِ توقُّدا

وإذا بـــــــــــــهِ كالليثِ يحملُ سيفَه     ويكادُ فوقَ جــــــــــوادِه أن يرعدا

شقَّ الصفوفَ طوى الفراتَ بعزمِه      قتلَ الــــــــــــمئاتِ وعادَ حُرَّاً سيِّد

ثـــــــــــمَّ انثنى كي يستريحَ فجاءه     حجرٌ أصابَ جــــــــــــبينَه فتورَّدا

ما كادَ يـــــــــــــــمسحُ مقلتيهِ بكفِّه     ويلمُّ جرحاً في الجبينِ تـــــــــجعّدا

وإذا بسهمٍ قد أتاهُ مُــــــــــــــــشعّباً     فرماهُ فانتفضَ الـــــــحسينُ مُوحِّدا

ولشد ما برقتْ سيوفُ ضلوعِهِ     وقعَ الشريفُ على الطفـــــــوفِ مُمدّدا

وقال من قصيدة (حبي إليك مع العصور يزيد) وتبلغ (24) بيتاً:

حـــــبِّي إلـيكَ معَ العـــــصورِ يـزيدُ      مـــهـما تعارضني إلــيكَ يزيدُ

وبغيرِ مـدحِكَ لا تـــــجودُ قصـائدي      وســواكَ هـذا القلبُ ليسَ يريدُ

ماذا يريدُ الــــــشعرُ منكَ وقـد درى      أنَّ الــوصولَ إلـى خُطاكَ بعيدُ

يا لابساً مِــــــــن كربلاء عبــــــاءةً      بنسيجِــــــها مِن مـقلتيكَ ورودُ

هذي العباءةُ مِــــن دمائكَ شــــــعلةٌ      منها يــــــــشعُّ النورُ والتوحيدُ

أعطاكَ ربُّكَ فــــي الشهــــــادةِ جنَّةً      ما نالها فــــــي العالمينَ شهيدُ

لولاكَ ما بقيتْ رســــــــــــالةُ أحمدٍ      أبداً ولا رفَّ الكتابَ خــــــلودُ

فو كيفَ لا والله يــــــعـلمُ مـا جرى      في كربلا والأنبيــــــــاءُ شهودُ

تبَّاً لقومٍ حــــــــــــــــاربـوكَ وإنّهمْ      علــــــــــــموا بأنَّكَ للنـبيِّ حفيدُ

لكنّهم جــــــهلوا بأنّا هاهــــــــــــنا      ووريدُنا لدمِ الــــــــحسينِ وريدُ

بكَ يفخرُ الإسلامُ يا ابنَ المرتضى      وبقـــــــــــــــاؤهُ فينا إليكَ يعودُ

في ذمَّةِ الـــــــــتاريخِ منكَ صفائحٌ      في كلِّ يومٍ وقــــــــــعهنَّ جديدُ

وبجعبةِ الأيامِ مـــــــــنكَ صحائفٌ      لولاكَ هاتيكَ الصحائــــفُ سودُ

قـــــد كانَ سيفُكَ غيرَ كلِّ سيوفِهمْ      يــــــــــستقبلُ الآلافَ وهوَ فريدُ

نزلــــوا إلى الهيجاءِ بكلِّ حديدِهمْ      وتوعَّدوكَ كـــــــــــما أرادَ يزيدُ

فوقفتَ مُــــبتسماً ووجهُكَ مُشرقٌ     وكما يـشاءُ اللهُ أنتَ ســـــــــــعيدُ

لكنهم خسئوا بــــــما شاؤوا وهلْ      يـــــقضي على نورِ السماءِ حديدُ

مولايَ أنتَ لدى الشعوبِ ملاذُها     ودماكَ للـــــــــنهجِ القويمِ رصيدُ

اللهُ أكبرُ أذّني يا كــــــــــــــربلا      هذا شهيدُكِ في الــــــــعراءِ وحيدُ

قتلوهُ ظلماً في الــــــطفوفِ لأنّه      قد كانَ عن دينِ الإلهِ يــــــــــذودُ

يا مَن قتلتمْ في الطفــوفِ إمامَنا      يومَ الحســــــابِ على الطغاةِ شديدُ

لا تحسبوا أنَّ الشهــيدَ إذا قضى      يفنى ويبقى الــــــــــــكافرُ العربيدُ

فلئنْ يكنْ قُتلَ الحســــينُ بكربلا      إنَّ الذي قد ماتَ فــــــــــــهوَ يزيدُ

وقال من قصيدة في ذكرى مولد أمير المؤمنين (عليه السلام) تبلغ (40) بيتاً:

مَنْ لم يقُلْ شــــــــــــــعراً بآلِ محــــمدِ     فكأنَّهُ صلّى ولــــــــــــم يتشهّدِ

ما نفعُ شعرِكَ وهو يصــــــدحُ عـــالياً      إن كانَ للــــــكرّارِ غــيرُ مؤيِّدِ

ما أنتَ والشعرَ الــــــــــذي تأتــــي بهِ     ما لم يـــــكُن بالدُّرِّ خـيرَ مُزوَّدِ

توِّجْ بآلِ البــــــــيتِ شعرَكَ يــــا أخي     وهـــــــوَ الكفيلُ لنا بـهزِّ الفرقدِ

واغـــــــــــمُسْ بنهجٍ للبلاغــــةِ ريشةً     واكتُبْ على خدِّ الزمـانِ الأجعدِ

اكتبْ بشفرةِ ذي الفقارِ علــــى الدّجى     يــــــــــــنبجُّ نوراً كـلُّ فجٍّ أسودِ

فاللهُ مـــــــــــــا خلقَ الحــــياةَ وما به     إلّا لتسطــــــعَ شمـسُ دينِ محمَّدِ

همُ آلُ بيتِ المــــصطفــــى أهلُ الوفا     سفُنُ النجاةِ وقِــــــــبلةُ المُستنجدِ

وهمُ مصابيحُ الدجـــــــــــى أكرمْ بهم     زمناً تـوشّى بالضيـاءِ السرمدي

مِنْ بعْدِ ذكرِ اللهِ يأتي ذكـــــــــــــرُهُم     بابُ السـماءِ لِذكرِهـــمْ لم يوصَدِ

والله قد خلقَ الــــــــــوجــــودَ لأجلِهمْ     لولاهمُ دُنـيا الورى لــــــم تُوجَدِ

زُقّوا البلاغةَ مِن ملائكــــــــــةِ السما     وتـــــــــــوارثوها سيِّداً عن سيدِ

صدقَ الذي قد قال عــــنهمْ إنَّـــــــهم     لولاهمُ ربُّ الـــــــــــسما لم يُعبدِ

إنَّ المجرّةَ تُـــــــــــــستضاءُ بنورِهم     لولاهمُ شمسُ الضُّحــــى لم توقدِ

فالأرضُ تأخذُ نـــــــورَها من شمسِه     والشمسُ تأخذُ نورَها مـــن أحمدِ

سيفُ الكرامــــةِ في الــــسماءِ مُحلّقُ     مـــــــــــاضٍ بقدرةِ ربِّه لم يُخمدِ

سيفٌ مـــــن التقوى بقبضـــــةِ حيدرٍ     أمسى يــــــوازي ألـفَ ألفِ مهنّدِ

نـــــحو المحيطِ الأطــــــلسيِّ إذا رنا     قال المحيطُ لـــــــــــــمائهِ فلْتَجْمَدِ

وعلى رؤوسِ الملحديـنَ إذا هــــوى     لاهتزّتِ الدنيا برأسِ الــــــــملحدِ

هذا هوَ السيفُ الذي بفــــــــــــــقارِهِ     ستحرَّرُ الأقصى من الـــــمستعبدِ

يا أمّة الإســـــــــلامِ قومي عــــيِّدي     في مولدِ الشرفاءِ عيدَ الـــــــمولدِ

في مثلِ هـــذا اليومِ بَشَّرَتِ الســــما     بــــــــــولادةِ الكرَّارِ صهرِ محمَّدِ

قومي وهنّي الــــــمسلمينَ بعيــدِهمْ      وتوحّــــــدي ما شئتِ أن تتوحّدي

فبوحدةٍ عصماءَ إســــــــــــــــلاميةٍ     تدعو لجمــــــــعِ الشملِ ثوّارَ الغدِ

لا بُدّ أن نطوي الظلامَ بـعـــــــزمِهِ      ونحرّرُ الدنيا بــــــــسيفِ المهتدي

مَن كانَ مثلَ المرتضى لم يـولـــــدِ     إلّا بـــــــــــــــــــبيتٍ طاهرٍ متوقّدِ

وُلِدَ الإمامُ المرتضى في الكـعبةِ الـ     ـعُظمى، فشرفّها عــــــظيمُ السؤدَدِ

ولَدَتْهُ فــــــــــــــــاطمةُ فكان كجدّهِ     أســـــــداً به شُوسُ المعاركِ تقتدي

وُلدَ الفتى الكرّارِ ســـــــيفاً صارماً     في وجــــــــــهِ كلِّ مـنافقٍ ومعربدِ

وُلدَ الذي قد قالَ عنه المــــصطفى     لولا ولادتُهُ الـــــــــــــهدى لم يولدِ

ولدَ الفتى الكرّارُ فَأْتَلَقَ المـــــــدى     وتزيّنتْ أرضُ الفِدى بـــــــالعسجدِ

مَن كانَ للـــــــــكرّارِ فرعاً أصيداً      يعتزُّ فيهِ كـــــــــــــــــلُّ أصلٍ جيِّدِ

ما الـــــــــــمرءُ في دنياهُ إلّا دُمْيَةٌ     إنْ لم يـــــــكنْ ثوبَ الهدايةِ يرتدي

ما أشرفَ الدنـــــــيا ونحنُ نعيشُه     ونـــــــــــــموتُ أحـراراً بدونِ تعقُّدِ

ما أعظمَ الــــــــدنيا ومـولانا عليّ     والــــــــــــحقُّ رائـدُنا بأشرفِ سيِّدِ

وإليكمُ مسكَ الخــــــــــــتامِ أحبّتي     صلّوا على بـــــــــــيتِ النبيِّ محمّدِ

وقال من قصيدة (كربلاء):

كربلاء هي كربٌ وبـــــــــــــلاءْ      ودماءٌ ودموعٌ وإبــــــــــــــــــــاءْ

هيَ في مـــــــــــــفهومِنا ملـحمةٌ      إنّما في نـــــــــــهجِها سرُّ السماءْ

أشــــــرقتْ منها حروفٌ خـمسةٌ      عددَ الأقمارِ مِن أهلِ الــــــــكساءْ

زحزحتْ عتمَ الدجى حتى غدتْ      هيَ والشمسُ لدى الدنيــــــا سواءْ

هيَ عـــــــــــــزٌّ وافتخارٌ للورى      ومساحاتُ التلاقــــــــــي وارتقاءْ

جابتِ الدنيـا وراحــتْ في الفضا     تدهشُ الــــــــــكونَ بنورِ الأنبياءْ

بدمِ الثوَّارِ قـد زُفَّتْ وهـــــــــــلْ     تـــــــــــشرقُ الثورةُ إلّا مِن دماءْ

نورُها فاقَ حـضــــــاراتِ الدّنى      وغزا كلَّ محطاتِ الفــــــــــضاءْ

هيَ وحيٌ جاءَ مِـن نــــورِ السما     ليظلَّ الحقُّ مرفـــــــــــوعَ اللواءْ

هــــــــــــــــيَ سـرٌّ نصرَ اللهُ بهِ      أمَّةَ الإســــــــــلامِ مِن أجـلِ البقاءْ

ثورةٌ في نهجِـــــــــــــــها خالدةٌ     ثورةُ الأحرارِ ضدَّ الـــــــــــجبناءْ

نهجُها الـــــــــراقي دروسٌ للفِدا     تتحدّى مَن تـــــــــــحدّى الشرفاءْ

قادها سبطُ الــنـــــبيِّ المصطفى      جهبذُ الـــــــــــــطفِّ إمامُ النجباءْ

لمْ يزلْ في الأرضِ مــــنها عبقٌ      يـــــــــــــملأ الكونَ جمالاً وبهاءْ

كربلاءٌ سوفَ يبقى ذكـــــــــرُها      في ضميرِ الدهرِ ذكرى العظماءْ

هــــــــــــــــيَ في وجدانِنا خالدةٌ      كـــخلودِ الشمسِ في قلبِ الضياءْ

مُنذُ أن كانتْ وحــــــــــتى يومنا      لمْ تـــــــزلْ في نهجِها يومَ الفداءْ

كربلاء للـــــــــــــــفدى مدرسةٍ     علّمتنا كيــــــــــــــفَ نـحيا شهداءْ

ليسَ في الــــــدنيا شعارٌ صادقٌ      يصنعُ الثوراتِ إلّا كــــــــــربلاءْ

سوفَ تبقى كــــــــربلاءٌ شمسُنا      ولها نـــــــــــــــحنُ سنبقى أوفياءْ

ولهذا قد جعلناها لــــــــــــــــــنا      كعبةَ الشعرِ ووحي الشــــــــعراءْ

وقال من قصيدة (منارة الشام) وهي في السيدة زينب بنت أمير المؤمنين (عليهما السلام):

لعينيكِ ثغر الزمــــــــــــــانِ ابتسمْ     فأشرقَ وجـهُكِ فوقَ الحَـــرَمْ

 ووجهُـــــــــــــــكِ في نـــورِهِ آيةٌ     بهـــــا اللهُ آيــــاتِهِ قدْ خـــتـــمْ

 أزينبُ أنـتِ العطاءُ الـــــــــــــذي     يفيـضُ علـى أمَّتي بـــالــكرمْ

 وأنـتِ لأرواحِنــــــــــــــــــا بلسمٌ     يـداوي بنا عـازفـــاتِ الألـــمْ

 وكفّكِ جودُ الـــســــــــــمـاءِ الذي     تــدلّى على أمَّــــتي بـــــالنّعَمْ

 تجلّى مـــــــــــــقامُـــكِ حتى غدا     بأنـــوارهِ مـــثلَ طــودٍ أشـــمْ

مــــــــــقامُــكِ فـي شرقِنا روضةٌ     تفوحُ بـــعـــطرِ الهُدى والقيَـمْ

تنشّقتِ الــشامُ من وهــــــــــــجهِ     فـأزهرَ فـــيـهــا الإبا والشّــمَمْ

مقامُكِ بــالزائــــــــــرينَ ازدهى     وصــــرحُكِ بالمؤمنينَ ازدحمْ

 كـــــــــــــــــأنّكِ في شامِنا كعبةٌ     تطـــوفُ إليهــا جميــعُ الأمــمْ

فـــأنتِ الثريّا بقلبِ الـــــــــــثرى     ونـــورُكِ يشـرقُ فـــوقَ القِممْ

فما لســـواكِ يفــــــيضُ القريضُ      ومــــا لســـواكِ يثورُ الــقلـــمْ

فأنـــتِ لأمّـــــــــــــــــتنا شمسُها      ولحنُ الســـــمــاءِ على كلِّ فمْ

أتـــيتُكِ أشدوَ شعــــري لـــــعلّي     أطيرُ إلـــى الـعالـمِ المُحــــترمْ

لعلّي بمدحِكِ ألـقى وجــــــــودي     وأزحـــــفُ نحوَ المقامِ الأهــمْ

أتيتُ لأُحيي الــــــــــزمانَ الذي     تـــــــــأجَّـــجَ فيـــهِ لهيبــاً ودمْ

لأبصِرَ وجهَكِ شــمسَ الضحى     ولونَ حجابِــكِ لونَ العَنَـــــــــمْ

وألثمَ أرضَ الـطــــــــفوفِ التي     تؤرِّخُ مجد الفِدا والـــــــقـــسمْ

وأَكبِـرَ نهرَ الفـــــــــــراتِ الذي     توضّأ بالدّمِ مــــــــــنذُ القِــــدَمْ

وأغـسلَ وجهي بمـــــــــــاءٍ بهِ     أريجٌ بـــــــجرحِ الحسينِ التحمْ

أزينبُ مـــــــــــاذا أقـولُ لوشمٍ     على خدِّ شمسِ الـطفوفِ ارتسمْ

وماذا يقولُ الـيـــــــــراعُ الذي     عليــــهِ ظلامُ الـزمانِ ادْلَــــــهَمْ

وإن راحَ شِعــري يـعذّبُ قـلبي     فمَنْ بـين شِـعري وقلبي الحَكَـمْ

فأنتِ لقلبي الــدواءُ الـــــــــذي     يُضمّدُ جـرحي ويـمحو السقــــمْ

فإنكِ مِن آلِ بــــــــيتٍ كــــرامٍ      أعــــــزَّهمُ اللهُ قـــــــدراً وكــــمْ

فلولاكمُ لمْ ترَ ذي الــعينُ نوراً     وكـــانَ ضـمـيرُ الوجــودِ انعَدمْ

فأنــــــــــــتِ بأمَّتِـــــــنا أمَّـــةٌ     تثيــــــرُ بقلــبِ الزمــــانِ الهِمَمْ

وأنتِ منـــــــارةُ شعبـــي التي     على راحتيـــــها يصلّي العَلَــــمْ

 فلولا جهادُكِ كــــــــــنّا دُمــىً     وكنّا عبـــيدُ الـظـــلامِ الأَصـــمْ

 ولولا وجودُكِ في كــــــــربلا     لما ذاقتِ الشمسُ طـــعمَ الحِمَـمْ

 كفانا افتخاراً بأنكِ بنــــــــــتُ     أميـــرِ الـــبيـــانِ وربِّ القلـــــمْ

 وأنكِ أُختُ الــــــــحسينِ الذي     بسيـــفِ الـــعدالـةِ أحيا الأُمـــمْ

............................................

ترجمته وشعره في:

كربلاء في الشعر اللبناني لعناية أخضر ص 75 ــ 86

كاتب : محمد طاهر الصفار