الدينية وبقي فيها حتى وفاته.
حسن محمد الصغير: (1348 ــ 1418 هـ / 1930 ــ 1998 م)
قال من قصيدة (يوم الحسين) وتبلغ (42) بيتاً:
للهِ درُّكَ مِن خطيــبٍ مُصقعٍ في (الطفِّ) أفرغَ عن أبيهِ كلاما
يدعو إلى القرآنِ يحكمُ بينهمْ فـــــــــأصمَّ سمعَ مُضلَّلِ يَتَعَامى
ورأى بأنَّ النصحّ ليسَ بنافعٍ فلذاكَ حـــــــكَّمَ فيهمُ الصمصاما (1)
ومنها:
وجلا بأرضِ (الطفِّ) أقمارَ الهدى ليزيلَ في الغرِّ الوجوهِ ظلاما
وتقاربـتْ هيَ والسيوفُ فأومضتْ وتــراكمتْ سحباً لتُمطرَ هاما
مِــــــن كلِّ مشبوحِ الذراعِ مُجرَّبٍ مِن ســيفِهِ يهبُ المنونَ زؤاما
الشاعر
الشيخ حسن بن محمد بن حسن الصغير، ولد في النجف الأشرف ودرس في مدارسها حتى تخرج من معهد إعداد المعلمين، فانتقل إلى كربلاء عام 1960 واستقر بها وعمل معلماً فيها عُيّن موظّفاً في مديرية الأوقاف والشؤون الدينية وبقي فيها حتى وفاته.
نشر قصائده في الصحف والمجلات منها: (العدل)، و(صوت الإسلام)، و(المجتمع)، وله ديوان مخطوط وكتاب بعنوان (أبو ذر الغفاري) مخطوط أيضاً (2)
قال عنه السيد سلمان هادي آل طعمة: (يتمتع الشاعر برهافة الحس، ورقة الشعور، وقد كتب قصائده في المناسبات الدينية والوطنية والإجتماعية، وحافظ على مقومات الشعر العربي وأصوله...) (3)
شعره
قال من قصيدة في مولد النبي (صلى الله عليه وآله) وحفيده الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) تبلغ (77) بيتاً:
وُلِدَ الــــــــــهدى فبكلِّ طارفةٍ فمُ للعبقريةِ مُــــــــــــــــــــنشدٌ مُترنِّمُ
شمسُ الهدايةِ أدركتْ بدرَ الهدى حــــــــــيث الرسالةُ بالإمامةِ تُختمُ
فمحمدٌ وضــــــــعَ الأساسَ لأمَّةٍ وأقامَ صرحَ الحجرِ جعفرُ فاعلموا
وبوحدةِ التفكيرِ بـــــــــينَ محمدٍ وحـــــــــــــــــــفيدِهِ ذكراهما تتكلّمُ
بدرانِ في بطحاءِ مكّةَ أشـــــرقا بهما تشرَّفتِ الـــــــــحطيمُ وزمزمُ
نورانِ في برجِ الهـــــدايةِ وحَّدا وهما لدى الأجيالِ ســــــــــرٌّ مُبهمُ
حامتْ بأفقِهما العقولُ لـــترتوي كالـــــــــــنحلِ فوقَ الأقحوانةِ حُوَّمُ
فتعودُ بعدَ ظما وطولِ مــجاعةٍ مِن علمِ أحــــــــمدَ شربُها والمطعمُ
يا ليلةَ المــــــيلادِ يا أنشودةَ الـ أجيالِ لحَّنَها الزمــــــــــــــانُ الأقدمُ
وتردَّدتْ أصــــــداؤها فمساجدٌ مــــــــــــــــــــعمورةٌ وشبيبةٌ تتنظّمُ
وتألّفَ المُتباغضـــــــــانِ فأمَّةٌ جبَّارةٌ بعدَ الخِـــــــــــــــــصامِ تُقوَّمُ
وإذا جريدُ النخلِ وهوَ سلاحُها أضـــــــــحى بهِ أنفُ الضلالِ يُهشَّمُ
ولنا بأحمدَ قدوةٌ فحيـــــــــــاتُه سفرٌ بمختلفِ الحــــــــــوادثِ مُحكمُ (4)
ويقول في نهايتها:
عفواً أبا الزهراءِ شطّ بيَ السرى فمضـيتُ في وعثائِهِ أتجشّمُ
حــــاشيتُ ذاتكَ أن يحيطَ بكنهِها كَلِـــمٌ يُصاغُ مدائحاً إذ يُنظمُ
أنّى يحيطُ بكَ القريضُ وأنتَ في شتى صفاتِكَ إذ نُفكرُ طلـسمُ
وعلى الــــمآذنِ كلّما ارتفعَ الندا اللهُ أكبـــــــرُ فالندا بكَ يُـختمُ
وبكلِّ فـــــرضٍ للصلاةِ صفوفُنا بمحمدٍ وبآلِهِ تــــــــــــــترنَّمُ
وأراكَ فـــــي الذكرِ الحكيمِ إلهنا يهدي إليكَ صـــــلاتَه ويُسلمُ
قال من قصيدة في ذكرى مولد الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) تبلغ (61) بيتاً:
ناغـــــــــــيتُ بلبلَ سعدِكَ الغرِّيدا ونظمتُ قلبي في وِلاكَ نــــشيدا
يــا شعلةَ التفكيرِ يا وهجَ الضحى أنّى يحيطُ بكَ الــــــقريضُ وليدا
يا ثورةَ الإسلامِ دونَ شموخِها الـ ـجوزاءُ ترهبُ مَن يرومَ صعودا
يا معجزَ الــــتاريخِ إن ذُكرَ اسمُه وقفوا لذكرِكَ رُكَّعاً وسجــــــودا
آمنتُ أنَّكَ رائـــــــــــــــدٌ ومُوجِّهٌ ومُجدِّدٌ دينَ الهدى تجــــــــــديدا
لازمتَ طهَ فاصطفاكَ لـــــــقربِهِ كالطفلِ يأبى أن يكـــــونَ بــعيدا
وحُبيتَ في خيرِ النساءِ فأنــجبتْ حسنَ الهدى والثائرَ الـــمعهــودا
وجعلتَ نفسكَ والسيوفُ بــوارقٌ مثلاً لأعمالِ الـــــــــفداءِ فريــدا
هذا عليٌّ وهوَ نـــــــــــفسُ محمدٍ ودمـاهُ تــــــــــملأ بالفداءِ وريدا
ما كانَ إيثارُ النبيِّ لصــــــــــنوهِ يحتــاجُ ثمَّ دلائلاً وشــــــــــهودا
أو أنَّ عاطفةَ الحــــــــنانِ تسوقُه لكن تــوسَّمَ فــــــي الوليدِ خُلودا
عرفَ البناءَ الضـخمَ إن لمْ يستندْ لشديدِ ركــــــنٍ لا يطولُ وُجودا
فتعهَّدَ الطفلَ الرضـــــيعَ بروحِهِ فنما وشــــــــبَّ مُناضلاً صِنديدا
وإذا بصرحٍ ذو الفقارِ أقـــــــامَه ســــامٍ تبــارى والزمانُ صمودا
يا قائدَ الهيجاءِ هلْ مِن جـــــذوةٍ تذكي النفــوسَ إلى الجهادِ جديدا (5)
وقال من قصيدة (يوم الحسين) وتبلغ (42) بيتاً:
قوَّمتَ صرحَ الــــــــمكرماتِ فقاما حتى تطاولَ شـــــــــامخاً وتسامى
يا قائدَ الأحــــــرارِ حـارَ بكَ النهى وصفا وأتعبَ كـنهُكَ الأفــــــــهاما
تسمو عـــــــلى الأفكارِ ذاتُكَ رفعةً يوماً إذا اقتحمـتْ تقــــــــهقرَ عاما
لــــــــم تحتملْ نهجَ الإمامةِ مشرقاً زهواً تبلّـــــــــــــــجَ ضاحكاً بسَّاما
وتهافتتْ صرعى كموسى إذ هوى فــــــــــوقَ الترابِ لمــا رآهُ وشاما
للهِ درُّكَ مِن خطيــبٍ مُــــــــــصقعٍ في (الطفِّ) أفرغَ عــن أبيهِ كلاما
يدعـــــــــــو إلى القرآنِ يحكمُ بينهمْ فـــــــــأصمَّ ســمعَ مُضلَّلِ يَتَعَامى
ورأى بــــــــــأنَّ النصحّ ليسَ بنافعٍ فلذاكَ حـــــــــكَّمَ فيهمُ الصمصاما
وجلا بأرضِ (الطـفِّ) أقمارَ الهدى لــــيزيلَ فــي الغرِّ الوجوهِ ظلاما
وتقاربـتْ هيَ والسـيوفُ فأومضتْ وتــــــراكـــمتْ سحباً لتُمطرَ هاما
مِــــــن كلِّ مشبوحِ الـذراعِ مُجرَّبٍ مِن ســـــــــيفِهِ يهبُ المنونَ زؤاما
مِن كلِّ مَن تخشى الكـــريهةُ بطشَه لحمامِـــه يـــــــلقى القضاءَ زماما
غضِّ الشبابِ يفيضُ مِن ماءِ الصِّبا لكنـــه لم يُروَ مـــــــــــــــنه أواما
بأبي لـــــــيوثاً مِن لويٍّ ما ارتضتْ غيرَ السيوفِ عنِ الرضاعِ فِطاما
يتهــــــــــــافتونَ على الحِمامِ لأنّهمْ وجــــدوا الحياةَ معَ الـهوانِ حِماما
فتراهمُ فـــــــوقَ الثرى قد صُرِّعوا مِن بعـــــــــدما كسوا النهارَ لِثاما
بذلوا النفـــــــوسَ لنصرِ دينِ محمدٍ بدمائِهمْ قد شـــــــــــيَّدوا الإسلاما (6)
وقال من قصيدة (صوت السبط) وتبلغ (39) بيتاً:
أرأيتَ صوتَ السبطِ كـيفَ يُردَّدُ أرأيتَ كيفَ التـــــــــضحياتُ تُخلَّدُ
أرأيتَ كـــــيفَ العبقريةُ لمْ تـزلْ قبساً وصـــــــرحُ المكرماتِ يُجدَّدُ
أرأيتَ كيفَ الـفردُ يهدمُ دولـةَ الـ ـطغيـــــــانِ حيث العزمُ منهُ مُهنَّدُ
أرأيتَ كيفَ سيـــــوفُ آلِ مـحمدٍ في الروعِ تركعُ والفوارسُ تسجدُ
أرأيتَ كيفَ أهلَّةٌ مِــــــــن هاشمٍ بزغــــــــــــــــتْ بحالِكِ ليلةٍ تتوقَّدُ
مِن كلِّ غطريفٍ يفيضُ حــماسةً والمجدُ يتبعُ خـــــــــطوَه والسؤدُدُ
لهفي لظلِّ الأرضِ أصبحَ بعدهمْ فرداً تضايقُه العــــــــــــدى وتُهدِّدُ
لو كــــــــــانَ أحمدَ قد رآهُ وهذهِ أوصـــــــــــــــافُه لفداهُ نفساً أحمدُ
إيهٍ رسولُ اللهِ إنّ مـــــــــودَّةَ الـ ـقربى كأجرِ الـــجهدِ راحتْ تُجحدُ (7)
...................................................
1 ــ شعراء كربلاء ج 1 ص 252 ــ 255
2 ــ نفس المصدر ص 248
3 ــ نفس المصدر ج 1 ص 249
4 ــ نفس المصدر ص 261 ــ 264
5 ــ نفس المصدر ص 249 ــ 252
6 ــ نفس المصدر ص 252 ــ 255
7 ــ نفس المصدر ص 257 ــ 259
اترك تعليق