876 ــ عبد الحسين الحيّاوي (1295 ــ 1345 هـ / 1878 ــ 1926 م)

عبد الحسين الحيّاوي (1295 ــ 1345 هـ / 1878 ــ 1926 م)

قال من قصيدة في الإمام الحسين (عليه السلام) تبلغ (37) بيتاً:

أوَ ما علمتَ ـ وأنتَ أعـ     ـلمُ ما جرى يوم (الطفوفِ)

حــــــــيث الحسينُ دريةٌ     لــــــــــلسمهريةِ والسيوفِ

حشدتْ عــــــليه جحافلٌ     عضَّتْ بــهنَّ لُهى الشنوفِ (1)

وقال في رثاء الإمام الحسين (عليه ‌السلام) من قصيدة تبلغ (64) بيتاً:

بأحقادِ بدرٍ قد عدا من بنى الشقا     إلى حربهِ في الطفِّ ذو لجبٍ مجرِ

ضــــــغائنُ أخفتها بطيِّ بنودِها     فـــــأظهرَ ما يخفيهِ في طيِّها النشرُ

أتته عهـــــــــــودٌ منهمُ ومواثقٌ     وقـــــــد غدرتْ فيه وشيمتُها الغدرُ (2)

ومنها:

لقد كسرتْ بـ(الطفِّ) حربٌ قناتَكم     فهلّا نـــــرى منها القنا وبها كسرُ

فمالي أراكَ اليومَ عن طلبِ العدى     صبرتَ وللموتورِ لا يحمدُ الصبرُ

أتــــــــــقعدُ يا عينَ الوجودِ توانياً     وقـــد نشبتْ للبغي في مجدِكم ظفرُ

الشاعر

الشيخ عبد الحسين بن قاعد الواسطي الحياوي، عالم وفقيه وأديب وشاعر كبير، ولد في قضاء الحي التابع لمحافظة واسط، وهاجر إلى النجف الأشرف لطلب العلم، ثم عاد إلى مسقط رأسه حتى وفاته فيه ودفن في العتبة العلوية بالنجف الأشرف (3)

قال عنه السيد جواد شبر: (نشأ في النجف وطلب العلم بها ونظم الشعر فأجاد وله مؤلفات في العلم والتاريخ وديوان شعر، فاضل أديب شاعر حسن الحديث مشهور بالتقوى والإيمان) (4)

وقال الشيخ محمد حرز الدين: (نال رتبة عالية من العلم.. كان شاعراً بليغاً) (5)

وقال الشيخ علي كاشف الغطاء: (عالم فاضل سمت همته إلى كسب الفضائل فهاجر إلى النجف وعكف على الاشتغال بتحصيل الفقه والاصول وله إلمام بباقي العلوم، وأديب أريب وشاعر بارع حسن المحاضرة حلو المذاكرة حسن السيرة صافي السريرة) (6)

وقال الشيخ جعفر النقدي: (له في الفضل مكان وفي المجد قدم راسخ) (7)

وقال الشيخ محمد السماوي: (فاضل سمت به الهمة إلى تحصيل الفضل والكمال، فهاجر إلى النجف وعكف على الاشتغال، ونال منه الآمال، وأديب يحسن المحاضرة، ويدأب في المذاكرة، عارته فرأيته صافي السريرة، حسن السيرة، لم يذهب به إلى الشدة...) (8)

وقال عنه الخاقاني: (عالم معروف في النجف والحي، ومشهور في الفضل والأدب الرفيع، وله مكانة سامية في الأندية الأدبية، له قصص معروف فيها مع أعلام الأدب ومشايخه أمثال: الشبيبي الشيخ جواد، والهندي وأعلام آل كاشف الغطاء وقد برع في رمعرفة بعض العلوم الغريبة، كما توسع في الوقوف على كثير من كتب الهندسة والهيأة القديمة ومعرفة الأفلاك مما كان مألوفاً عند طلاب العرب) (9)

شعره

قال عبد العزيز البابطين: (ما بقي من شعره تشغل فيه مراثي أهل البيت ومدائحهم المكان الأول تجويداً، وامتداد نفس، وله في التقريظ والغزل الرمزي).

قال الشيخ الحياوي من قصيدته الفائية في الإمام الحسين (عليه السلام) وقد قدمناها:

لهفي عــــــــــــليهِ وطفله     بيديهِ ما بيــــــــــنَ الصفوفِ

قد أرشفـــــــــــــته دماؤه     بسهـــــــــــامِها بدلَ الرشيفِ

لهفي عليــــــــــــه مجدّلاً     لو كان يجـــــــــــديني لهيفي

مـــــــــــن بعدِ خفرِ بناتهِ     أسرى عـلى عجفِ الحروفِ

وإذا اشتكتْ عنفَ المسيـ     ـرِ تُجـابُ بــــالضربِ العنيفِ

ربَّـــــــاتُ خدرٍ ما عرفـ     ـنَ سـوى المقاصرِ والسجوفِ

تدعو وتـــــــهتفُ بالحما     ةِ الـــــــصيدِ كالورقِ الهتوفِ

وتُكادُ منهنَّ الـــــــــــقلو     بُ تطــــــيرُ مِن فرطِ الرفيفِ

وقال من قصيدة في الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام) تبلغ (30) بيتاً:

ســــــابعُ الصفوةِ التي اختارها      الله على الـــــخلقِ أوصياءً لأحمدْ

هوَ غيثٌ إن أقلعتْ سحبُ الغيـ     ـثِ، وغوثٌ إن عزّ كهفٌ ومقصدْ

وشفيعٌ يـــــــــــومَ القيامةِ إذ لا      شافعٌ غـــــــــــــير جدِّه يدرأ الحدْ

هوَ عينُ الإلهِ يرعى مطيـعَ الـ     ـخلقِ باللطفِ والــــــــمعاندَ بالردْ

كانَ للمؤمنينَ حــــــصناً منيعاً     وعلى الكافرينَ سيفاً مُــــــــــجرّدْ

حبُّه كالمحكِ يمتازُ فــــــــــــيهِ      معدنُ الخلقِ مِن نحاسٍ وعســـجدْ

شرعُ حقٍّ صـــــراطه مسـتقيمٌ     ظلَّ مَن حـــــــــادَ عَن هداهُ وأبعدْ

أخرجوهُ مِن المديــــــنةِ قـسراً     كاظماً مطلقَ الدمــــــــــــوعِ مُقيَّدْ

حسداً منهمُ على ما اصـــطفاه     اللَه فيهِ وكــــــــــــــــــان فيه مُؤيَّدْ

حرَّ قلبي عليه يقضي سنــــيناً     وهوَ في السجنِ لا يُــــزار ويُقصدْ (10)

وقال في رثاء الإمام الحسين (عليه ‌السلام) من قصيدته التي تبلغ (64) بيتاً وقد قدمناها:

وســـــامته ذلاً وهوَ نسلُ ضراغمٍ      لها الصدرُ في نادي الفخارِ وفي القبرِ

فقالَ لها يا نفسُ قرِّي على الردى     فما عزَّ إلّا معشرٌ لـــــــــــلردى قرّوا

لنصرِ الهدى كأسُ الحمامِ له حلى     على أنَّ كأسَ الموتِ مطعـــــــمُه مرُّ

فقامَ بفتـــــــــــــيانٍ كأنَّ وجوههَم     بدورُ دجىً لــــــــــــكنَّ هالاتَها الفخرُ

مساعيرُ حربٍ تمطرُ الهامَ صيِّباً     إذا برقتْ منهــــــــــــــــا المهنَّدةُ البترُ

لنيلِ المعالي في الجنانِ تـؤازروا     فراحوا ولــم يعلقْ بأبـــــــرادِهمْ وزرُ

فماتوا كراماً بعد ما أحيوا الـهدى     ولم يدمِ في يـومِ الجلادِ لهـــــــم ظهرُ

فجرَّدَ فردُ الدهرِ أبـيضَ صـارماً     به أوجــــــــهُ الأقرانِ بالرعبِ تصفرُّ

وظمآنَ لم يمنحْ من الــــماءِ غلّةً     وقد نهلتْ فـــــــي كفّه البيضُ والسمرُ

جرى عضبُه حتفاً كأنَّ يمــــــينَه     بهــا الموتُ بـــــــحرٌ والحسامُ له نهرُ

وقال من قصيدة في رثاء مسلم بن عقيل (عليه ‌السلام) تبلغ (45) بيتاً:

إن شئتَ عزّاً خُذ بــــــمنهجِ مسلمِ     مَن قد نمته للمـــــــــكارمِ هاشمُ

شهمٌ أبى إلّا الحفائظَ شيمــــــــــةً     فنحى العلا والمكرماتِ ســـلالمُ

أوَهلْ يطيقُ الذلَّ مَن وشجتْ علا     منه بأعياصِ الفخـــــــارِ جراثمُ

فــــمضى بماضي عزمِه مستقبلاً     أمراً به ينبو الـــــحسامُ الصارمُ

بطـلٌ تورَّثَ من بني عمرو العلا     حزماً يـــــــذلُّ له الكميُّ الحازمُ

للديـــــــنِ أرخصَ أيَّ نفسٍ مالها     في ســــوقِ ساميةِ المفاخرِ سائمُ

لقد اصطـــــــفاهُ السـبطُ عنه نائباً     وحســـــــامُ حقٍّ للشقا هو حاسمُ

مُذ قالَ لمَّا أرســــــلتْ جندُ الشقا     كـــــــــــتباً لها قلمُ الضلالةِ راقمُ

أرسلتُ أكبرَ أهلِ بيـــــــتي فيكمُ     حكماً وفي فصلِ القضا هوَ حاكمُ (11)

..................................................................

1 ــ ذكر منها ذكر منها (37) بيتاً في أدب الطف ج 9 ص 120 ــ 121 / ذكر منها (58) بيتاً في شعراء الغري ج 5 ص 204 ــ 207 

2 ــ شعراء الغري ج 5 ص 202 ــ 204 / أدب الطف ج 9 ص 123 ــ 125

3 ــ أدب الطف ج 9 ص 121 / شعراء الغري ج 5 ص 199 ــ 200

4 ــ أدب الطف ج 9 ص 122

 5 ــ معارف الرجال ج 2 ص 38

6 ــ الحصون المنيعة ج 9 ص 320

7 ــ الروض النضير ص 258

8 ــ الطليعة من شعراء الشيعة ج 1 ص 122

9 ــ شعراء الغري ج 5 ص 200

10 ــ شعراء الغري ج 5 ص 200 ــ 202 / ذكر منها (13) بيتاً في أدب الطف ج 9 ص 122 ــ 123

11 ــ شعراء الغري ج 5 ص 208 ــ 210

كما ترجم له:

السيد محسن الأمين / أعيان الشيعة ج ٧ ص ٤٥٠

الشيخ جعفر محبوبة / ماضي النجف وحاضرها ج 2 ص 363

كوركيس عواد / معجم المؤلفين العراقيين ج 2 ص 227

الشيخ أغا بزرك الطهراني / نقباء البشر ج 3 ص 1073

الشيخ محمد هادي الأميني / معجم رجال الفكر والأدب ج 1 ص 458

كتاب معجم الشعراء العرب ص 1571

كامل سلمان الجبوري / معجم الشعراء ج 3 ص 82 ــ 83

عبد الله الخاقاني / موسوعة النجف الأشرف ــ شعراء النجف في القرن الرابع عشر ج 18 ص 126

معجم البابطين لشعراء العربية في القرنين التاسع عشر والعشرين

كاظم عبود الفتلاوي / مشاهير المدفونين في الصحن العلوي الشريف رقم 220

تراجم شعراء الموسوعة الشعرية ج 1 ص 1571

الشیخ محمّد صادق محمّد الكرباسي / المدخل إلى الشعر الحسيني ج 1 ص 384

المرفقات

كاتب : محمد طاهر الصفار