877 ــ عبد الله الخضري (1297 ــ 1359 هـ / 1880 ــ 1940 م)

عبد الله الخضري (1297 ــ 1359 هـ / 1880 ــ 1940 م)

قال من قصيدة يستنهض في أولها الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف) ويتخلص إلى رثاء الحسين (عليه ‌السلام):

فأقبلَ والأنــــــــصارُ كالأسْدِ خلفَه     تـــــقلّهمُ للـ (طّفِّ) جردٌ سلاهبُ

ومُذ خيّموا بـ(الطفِّ) دارتْ عليهمُ     كتائـــــــــــبُ تقفو إثرهنَّ كتائبُ

فصالوا عليهمْ كالليـــوثِ وجرَّدوا     ســــــيوفاً بها للظلمِ هدّتْ جوانبُ (1)

الشاعر

الشيخ عبد الله بن محسن بن محمد (2) بن موسى بن عيسى بن حسين بن خضر (3) بن يحيى بن مطر بن سيف الدين الجناجي النجفي (4) المالكي الخضري، عالم وأديب وشاعر ولد في النجف الأشرف من أسرة علمية أدبية، وهو نجل العالم الكبير والشاعر الفحل الشيخ محسن الخضري (1254 ــ 1302 هـ / 1838 ــ 1885 م). (5)

وجاء لقبه بالخضري نسبة إلى جده الشيخ خضر بن يحيى هو والد الشيخ جعفر كاشف الغطاء جد الأسرة المعروفة، والجناجي نسبة إلى قرية (جناجيا) قرب النجف.

نشأ الخضري على يد والده فنهل منه العلم والأدب كما نهل من جده لأمه الشيخ إسماعيل ولازم مجالس بني عمه آل كاشف الغطاء العلمية، فتلقى كثيراً من مقدمات العلوم وتوغل في الفقه والأصول، واتجه صوب التبشير للدين والدعاية للمذهب ... وله قصص في الإصلاح بين الناس وحقن الدماء .. وكان صادق السريرة، يحب الخير ويدعو له، وكان محترم الجانب عند الإمام كاشف الغطاء لصفائه ونقاء ضميره.. ومن أبرز ظواهره أنه كان متين النفس صبوراً في الملمات قوياً في عرض الحق، وقد شارك في الجهاد مع الأتراك ضد الإنكليز ووقع أسيراً بأيدي الإنكليز وعندما جيء به إلى أحد المعسكرات لتسفيره إلى سمربور شاهده أحد قواد الهنود فرأى صلاحه وحسن سمته فدبرله حيلة وأخرجه بصورة فنية ونجا من الأسر) (6)

وقال عنه السيد جواد شبر: (كان من العلماء والفضلاء... برع في الفقه والأصول مضافاً إلى تقوى وورع ودين وكان يذهب إلى العشائر الفراتية فيعظ ويرشد ويذكرهم بالآخرة حتى أثر أكبر الأثر على نفوسهم واتجهوا لطاعة الله واجتناب المعاصي والتورّع عن الحرام وسبق له أن حمل سلاحه وجاهد دفاعاً عن استقلال العراق وطرد الكافر عن بلاد الإسلام. توفي فجأة ببغداد ونقل للنجف فدفن في الإيوان الذهبي من صحن الإمام أمير المؤمنين عليه ‌السلام وخلّف أربعة ذكور هم: الأستاذ عبد الصاحب، والأستاذ نصر، والعلامة الشيخ كاظم، والأستاذ عبد المنعم....) (3)

شعره

قال من قصيدته:

أبا صالحٍ حتى متى أنـــــــتَ غائبُ     وليسَ لهذا الـــــدينِ غيرُكَ صاحبُ

لقد خفضتنا نصبُ عينـكَ عصبةُ الـ     ـبغاةِ وثُــــــــلّتْ مِن حِماكمْ جوانبُ

يريدونَ منّا أن نفـــــــــضّلَ عصبةً     لها الـــكفرُ دينٌ والمعاصي مذاهبُ

على مَن أقامَ الـــدينَ في سيفِه الذي     لــــــه قد أطاعتْ مِن قريشٍ كتائبُ

أبادَ قريشاً يــــــــــــــومَ بدرٍ بسيفِه     ويومَ حنيــــــــــنٍ ليسَ إلّاهُ ضاربُ

فكمْ كــفَّ عَن وجـهِ النبيِّ جيوشَهم     وكمْ ظــــــــهرتْ منه بأحدٍ عجائبُ

ويومَ تبوكٍ حـــــــــــينَ ناداهُ أحمدٌ     وقــــــــــد هربوا مـنه هُمْ والأقاربُ

أغثني فأنتَ اليومَ كهفي وناصري     فلبّاهُ لا وانٍ ولا هــــــــــــــوَ راهبُ

فـــــــداؤكَ نفسي ها أنا اليومَ قادمٌ     وكانَ كــــــــــــما ينحطّ للرجمِ ثاقبُ

فأرداهــــــمُ صرعى وفلّقَ هامَهم     همامٌ بماضيهِ تفلُّ الـــــــــــــقواضبُ

ولمّا أرادَ اللهُ لـــــــــــــقيا رسولِه     فأوحى لــــــــــــــــه بلّغْ فإنكَ غالبُ

فقامَ رسولُ اللهِ يخطبُ فــــــــيهمُ     ألا بــــــــــلّغوا يا قـومَ مَن هوَ غائبُ

بأنَّ علياً وارثـــــــــــي وخليفتي     على الناسِ بعدي وهوَ للأمرِ صاحبُ

ومنها:

دَعَـــــــــــوه أن اقـدمْ إننا لكَ شيعةٌ     نجاهدُ أفـــــــواجَ العِدى ونضاربُ

فأقبلَ والأنـــــــــصارُ كالأسْدِ خلفَه     تـــــقلّـــهمُ للـ (طّفِّ) جردٌ سلاهبُ

ومُذ خيّمـوا بـ(الطفِّ) دارتْ عليهمُ     كتائــــــــــــــبُ تقفو إثرهنَّ كتائبُ

فصالوا عــليهمْ كالليـــوثِ وجرَّدوا     ســــــــيوفاً بها للظلمِ هدّتْ جوانبُ

همُ الأسْـــدُ لكنَّ الرمــــــاحَ أجامها     وليسَ سوى عوجِ السيوفِ مخالبُ

ومُـــذ خطبوا العليا ولمَّـــا يكنْ لها     سوى الــنفسِ مهرٌ والمهنّدُ خاطبُ

أبى عزّهمْ إلا الردى حــــــيثُ أنّه     تُنالُ به عـــــــــــــندَ الإلهِ المراتبُ

وما ماتَ منهمْ واحدٌ غيــــــــرَ أنّه     تموتُ بكفّيهِ القنا والــــــــــقواضبُ

ومُذ عانقوا بيضَ الصفاحِ وبعد ذا     تعانقهمْ في الخلدِ حورٌ كــــــواعبُ

...............................................................

1 ــ ذكر منها (22) بيتاً في أدب الطف ج 9 ص 207 ــ 208 / ذكر منها (20) بيتاً في شعراء الغري ج 5 ص 545 ــ 546

2 ــ شعراء الغري ج 5 ص 542

3 ــ معارف الرجال ج 2 ص 180 – 181 / الأعلام ج 5 ص 290

4 ــ بحر الفوائد في شرح الفرائد ــ ميرزا محمّد حسن بن جعفر الآشتياني ج ٨ ص 652

5 ــ أدب الطّف ج 9 ص 208

6 ــ شعراء الغري ج 5 ص 543 ــ 544

7 ــ أدب الطّف ج 9 ص 208

كما ترجم له:

كاظم عبود الفتلاوي / مشاهير المدفونين في الصحن العلوي الشريف بالرقم 265

كامل سلمان جاسم الجبوري / معجم الأدباء ج 4 ص 97

جعفر محبوبة / ماضي النجف وحاضرها ج 2 ص 212

محمد هادي الأميني / معجم رجال الفكر والأدب ج 2 ص 498

كاتب : محمد طاهر الصفار