863 ــ أمين الكاظمي (توفي قبل 1226 هـ / 1811 م)

أمين الكاظمي (توفي قبل 1226 هـ / 1811 م)

قال من قصيدة في الإمام الحسين (عليه السلام):

قـــــِفْ بـ(الـطفوفِ) وسلها عن أهاليها    وطفْ بــــأرجائِها والثمْ نواحيها

واستـــــــــــنشقِ التربَ منها إنَّ تربتَها    فـــــــيها الشفاءُ وللأسقامِ تبريها

واسكبْ دموعاً على تلكَ الربوعِ عسى    وكفَ الدموعِ لنارِ القلبِ يطـفيها (1)

الشاعر

الشيخ أمين بن محمود الكاظمي، عالم وشاعر وفقيه وأديب ولد في الكاظمية في أسرة علمية ــ أدبية، ونشأ في بيت علم وأدب، وقد أسس مدرسة دينية أدراها بنفسه، قال الأستاذ عبد الكريم الدباغ عن تاريخ هذه الأسرة: (كان بيت الشيخ محمود ــ والد الشيخ أمين ــ من بيوت العلم الجليلة في الكاظمية، ومن رجاله الشيخ كاظم بن الشيخ محمود، والشيخ محمد بن الشيخ أمين، والشيخ يونس بن الشيخ كاظم وقد تلفت جميع آثارهم ومصنفاتهم وخزانة كتبهم في الكوارث الطبيعية التي أصابت الكاظمية، وأهمها الطاعون الكبير في سنة (1186 هـ). (2)

ولكن بقي من هذا البيت من يقوم بأعباء الدين ونشر علومه وبث أحكامه في الناس والدعوة إلى طاعة الله وإحياء شريعته، وهو الشيخ أمين حيث يقول السيد حسن الصدر في ترجمته: (عالم فقيه مجاهد في ترويج الدين، حدثني شيخ الشيعة الشيخ محمد حسن آل ياسين الكاظمي: إنه من العلماء المروجين للدين في الفترة بعد طاعون 1186 حيث ما بقي أحد من العلماء، وتوسع الناس في الفجور، وترك الأحكام الشرعية، فقام المترجم بتعليم الصلاة ونشر الأحكام بتقريبات وأساليب تميل إليها النفوس وبنى مدرسته التي حكم بوقفيتها الشيخ إبراهيم الجزائري وسهر على إحياء الدارس من معالم الدين حتى عادت بلدة الكاظمين عليهما السلام من بركاته دار الهجرة لطلب العلم...) (3)

ويقول عبد الكريم الدباغ: (وقد أوقف هذه المدرسة على الطلاب والمشتغلين بدراسة العلوم الدينية، وكان هو أول أستاذ فيها، وفي سنة 1222 هـ حكم حاكم الشرع الفقيه الشيخ إبراهيم الجزائري بصحة وقفيتها، ونصب الشيخ حسن هادي الكاظمي قيِّما وقائماً بشؤونها، وقد أمضى هذا الحكم والتعيين السيد محسن الأعرجي، والشيخ جعفر صاحب كشف الغطاء، والشيخ أسد الله الكاظمي) (4)

ولم تتوسع المصادر عن شأنه وحياته بأكثر من هذا ولم تذكر على من أخذ العلم ولكن يبدو أنه قد درس في النجف الأشرف فقد ذكر الدباغ إنه: (يروي عن السيد محمد مهدي بحر العلوم، السيد محسن الأعرجي، والشيخ جعفر صاحب كشف الغطاء...) (5)

وقال الشيخ أغا بزرك الطهراني في ترجمته: (هو الشيخ أمين ابن الشيخ محمود الكاظمي الأسدي، عالم جليل وفقيه بارع مروج) (6)

أما السيد الأمين فقال: (لا نعرف من أحواله شيئاً، سوى أننا وجدنا له هذه الأبيات يرثي بها الإمام الحسين (عليه السلام)

قـــــِفْ بـ(الـطفوفِ) وسلها عن أهاليها    وطفْ بــــأرجائِها والثمْ نواحيها....) (7)

أما نسبه فقد ذكر السيد حسن الصدر والشيخ أغا بزرك الطهراني بأنه أسدي، وينتهي نسبه إلى الشهيد حبيب بن مظاهر الأسدي، غير أن السيد جعفر الأعرجي ساق نسبه إلى الصحابي الجليل أبي ذر الغفاري (رضوان الله عليه) حيث قال في نسبه: (خال والدي الشيخ أمين ابن الشيخ العالم الكبير محمود بن كلب علي الكاشاني بن غلام علي بن عبد علي بن القاضي محمد بن حبيب بن إبراهيم بن بديع الزمان بن جمال الدين بن أحمد بن نظام الدين بن جلال الدين بن رفيع الدين بن علي بن ضياء الدين بن يحيى بن فتح الله بن يحيى بن الحسن بن فخر الدين بن أميدواد بن فضل الله بن إسحاق بن فضل الله بن محمد بن أبي المكارم بن أحمد بن علي بن أبي المعالم بن أحمد بن أبي الغنائم محمود بن أحمد بن أبي الفضل ابن محمد بن أحمد بن أبي الفضل بن هاشم بن فاضل بن يحيى بن عقيل بن يحيى ابن ذر بن أبي ذرّ جندب بن جنادة الغفاري). (8)

وقد توارث هذا البيت العلم والأدب فقد ذكر السيد جواد شبر في ترجمة الشيخ أمين: (ويأتي ذكر الشيخ كاظم شقيق المترجم مع أولاده الشيخ محمد علي والشيخ محمد يونس والشيخ محمد جواد كما يأتي ذكر ابن عم المترجم الشيخ حسن بن هادي المنصوب لتوليته المدرسة المذكورة وابنه الشيخ طالب بن الحسن وولديه الشيخ باقر والشيخ حسن ابني طالب، ويأتي أيضاً ذكر الشيخ محمد ابن المترجم والكل علماء فضلاء..) (9)

شعره

قال الدباغ: (له مجموعة شعرية مخطوطة)، (10) وجاء في معجم البابطين: (شاعر متمكن في فن الرثاء، يعكس شعره قريحة متوقدة، ومفردات منتقاة بعناية، محافظ على تقاليد المرثية في ذكر محاسن المرثي، والتفجع عليه بعبارات جزلة وسبك محكم وعاطفة صادقة). (11)

وقال الشيخ محمد حسن آل ياسين عن شاعريته: (أما شاعرية الشيخ أمين، وعنايته بنظم الشعر، فلم نجد لها ذكرا خاصا فيما وقفنا عليه من كلمات مؤرخيه ومترجميه، ولكن ذلك لا ينفي ممارسته النظم، وصوغ القريض، إذ كانت له قصائد طويلة في رثاء أهل البيت (عليهم السلام) لم يصل إلينا منها إلا بضعة بيوتات، وربما كان له في غير ذلك من الموضوعات شعر لم يُدوَّن ولم يُتداول، فلم نعلم من أمره شيئاً) (12)

قال من قصيدته في الإمام الحسين (عليه السلام):

قـــــِفْ بـ(الـطفوفِ) وسلها عن أهاليها    وطفْ بــــأرجائِها والثمْ نواحيها

واستـــــــــــنشقِ التربَ منها إنَّ تربتَها    فـــــــيها الشفاءُ وللأسقامِ تبريها

واسكبْ دموعاً على تلكَ الربوعِ عسى    وكفَ الدموعِ لنارِ القلبِ يطـفيها

وقِفْ عليها وســــــلها أينَ عنكِ مَضوا    أهلُ القبابِ ومَن قدْ حلَّ نـــاديها

أينَ البدورُ التي حلّــــــــــــتْ بساحتِها    أينَ الأسودُ التي حلّتْ بـــــواديها

تاللهِ لمْ يهنني مِن بعدِهم وطـــــــــــــرٌ    مُذ قِيلَ دارتْ عليهمْ كأسُ ساقيها

لمْ أنـــــــــسَ لمَّا أتى تلكَ الربوعَ فتىً    بالأهلِ والصحبِ لاقى حتفَه فيها

لمْ أنسَه حيــــــــــنَ دارتْ حوله زمراً    أعــداؤه خابَ مَن للحربِ داعيها

يا ليتَ عَيْنَيْ رســـــــــــولِ اللهِ ناظرةٌ    أو الــــوصيّ أو المسموم زاكيها

أو البتولُ ترى سبْطَ الـــــــرسولِ لقىً    مُعفّراً بــــــــــــــثراها في فيافيها

لهفـــــــــي لآلِ رسولِ اللهِ حين سرتْ    إلى الشآمِ بها ظلـــــــــماً أعاديها

وقال من قصيدة في الإمام الحسين (عليه السلام) أيضاً:

هــجوعي لممنوعِ الورودِ مُحرَّمُ    ودمعي لمحزوزِ الوريدِ مُسجَّمُ

وعينٌ إذا ما هلَّ المحرمُ حرَّمتْ    كراها ونيرانُ الحشاشةِ تضرمُ

خليـــــليَّ لمْ لا تسعداني سعدتما    فـــــــــقد آنَ للقلبِ الخليِّ التألمُ (13)

............................................................

1 ــ موسوعة الشعراء الكاظميين ج 1 ص 202

2 ــ نفس المصدر ص 199

3 ــ تكملة أمل الآمل ج 2 ص 195

4 ــ موسوعة الشعراء الكاظميين ج 1 ص 199 ــ 200

5 ــ نفس المصدر ص 200

6 ــ طبقات أعلام الشيعة ج 2 ص 157

7 ــ أعيان الشيعة ج ٣ ص ٤٩٦

8 ــ أدب الطف ج 6 ص 132 عن مناهل الضرب للسيد الأعرجي

9 ــ أدب الطف ج 6 ص 133

10 ــ موسوعة الشعراء الكاظميين ج 1 ص 200

11 ــ معجم البابطين

12 ــ موسوعة الشعراء الكاظميين ج 1 ص 200 عن: شعراء كاظميون لآل ياسين

13 ــ نفس المصدر ص 202

كما ترجم له

علي الخاقاني / شعراء بغداد ج 2 ص ١٨٩

موقع السيد عادل العلوي / النفحات القدسيّة في تراجم أعلام الكاظميّة المقدّسة ص 90 ــ 92

الأستاذ عبد الكريم الدباغ / كواكب مشهد الكاظمين في القرنين الاخيرين والقرن الحالي ص 90 ــ 92

المرفقات

: محمد طاهر الصفار