862 ــ أبو المجد الأصفهاني (1287 - 1362 هـ / 1870 - 1943 م)

أبو المجد الأصفهاني (1287 - 1362 هـ / 1870 - 1943 م)

قال من قصيدة في الإمام الحسين (عليه السلام) تبلغ (42) بيتاً:

ألا ترى ابنَ النبيْ مُـضـــــــطهداً     في (الطفِّ) أضحى لــشرِّ مضطهِدْ

يومٌ بقي ابنُ الــــــــــــنبيْ مُنفرداً     وهــــــــــــوَ مِن العــزمِ غيرُ منفردِ

بمـــــــــــــــــاضي سيفِه ومقولِه     فرَّقَ بين الضــــــــــــــــلالِ والرشدِ (1)

ومنها:

بشرايَ إنَّ الحــــــبيبَ شاءَ يرى     فــي (الطفِّ) ميدانَ خــــيلَكم جسدي

والـــــــرأسُ منه على القناةِ غداً     يُسارُ مِن بـــــــــــــــــــــــلدةٍ إلى بلدِ

لو قدّني فـــــــــــي هواهُ مختبراً     قَـــــــــــد والهوى لم أكــــنْ أقولُ قدِ

ومنها:

وأصنعُ اليومَ في (الطفوفِ) كما     صــــــــــــنعتَ في خـيبرٍ وفي أحدِ

أفـــــــــنيتُ آباءكم وصرتُ إلى     إفنــــــــــــــــاءِ ما أعقبوا من الولدِ

إن لمْ يكـــــــــــــــنْ أسندوا لكمُ     خبري فإنَّ متنــــي يغني عن السندِ

وقال:

لئنْ سارَ عنكَ الجسمُ للـ(طفِّ) قاصداً     فــــعندكَ قلبي بالغريِّ مقيمُ

فــــــــــــــراعِ له حقَّ الجوارِ مُكرَّماً     فقد يكرمُ الجارَ الكريمَ كريمُ (2)

الشاعر

الشيخ أبو المجد الأغا محمد رضا بن محمد حسين بن محمد باقر بن محمد تقي بن محمد رحيم الأيوان كيفي الرازي الأصبهاني المعروف بالمسجد شاهي، عالم وفقيه كبير وفيلسوف وأديب وشاعر، من أعلام الفقه والفكر والأدب،، ولد في النجف الأشرف من أسرة علمية أصلها من قبيلة (استاجلو) وهي قبيلة من قبائل القزلباش، وقيل إن جدّه الأعلى الحاج محمد رحيم، المتوفى سنة (1217 ه‍) انحدر من هذه العشيرة وهو أول من سكن أصفهان.

كان آباء أبي المجد من العلماء المشاهير، والفضلاء ذوي الأقدار والمكانة، وقد درج أبناء هذه الأسرة في ميادين العلم والفقه، فجده الثاني الشيخ محمد تقي بن عبد الرحيم صاحب حاشية المعالم والتي سماها (هداية المسترشدين)، وجده الأول الشيخ محمد باقر كان من كبار العلماء ولقب بـ (شيخ شيوخ أصفهان)، كما كان والده الشيخ محمد حسين بن محمد باقر وأبوه الشيخ محمد حسين الأصبهاني من وجوه تلامذة الإمام المجدّد الميرزا محمد حسن الشيرازي.

نشأ أبو المجد نشأة علمية ونما في الأجواء الروحية في النجف الأشرف ودرس على يد والده الشيخ محمد حسين، وفي التاسعة من عمره ذهب به أبوه إلى أصفهان ولكنّه لم يمكث فيها طويلا حيث عاد إلى النجف عام (1300 هـ / 1882 م)، ودرس على كبار العلماء أمثال: السيد إبراهيم القزويني، والسيد كاظم اليزدي، والشيخ ملا كاظم الخراساني، ودرس العلوم الرياضية بأجمعها على الميرزا حبيب الله العراقي، الشيخ فتح الله المشهور بشريعة مدار الأصفهاني، والسيد العلامة السيد محمد الفشاركي الأصفهاني، والميرزا حسين النوري، والسيد مرتضى الكشميري، السيد حسن الصدر الكاظمي، الشيخ محمد باقر البهاري الهمداني، السيد محمد بن المهدي القزويني الحلي، السيد حسين بن المهدي القزويني الحلي.

أما في الجانب الأدبي فقد كانت تربطه علاقات وثيقة مع شعراء عصره وأفاد واستفاد منهم أمثال: السيد جعفر الحلي، والسيد إبراهيم الطباطبائي، والشيخ جواد الشبيبي، والشيخ هادي كاشف الغطاء، والسيد محمد سعيد الحبوبي، والشيخ عبد الحسين الجواهري، والشيخ محمد السماوي وغيرهم، حتى برز بينهم مرموقا ينظر إليه بعين الإكبار والإعجاب والتقدير. (3)

قال عنه الشيخ علي كاشف الغطاء: (عالم فاضل فقيه أصولي رياضي فلسفي شاعر ناثر..) (4)

وقال الشيخ محمد السماوي: (تلقى الفضل عن أبٍ فجد ونشأ بحجر العلم ولم يكفه ذلك حتى سعى في تحصيله فجد، إلى ذكاء ثاقب ونظر صائب وروح خفيفة، أتى النجف فارتقى معارج الكمال حتى بلغ الآمال وصنف ما تطيب به النفس وتجد به القلوب أمنيتها والأفكار ضالتها ونظم فأصاب شاكلة الغرض ونثر فامتاز جوهر كلامه عن كل عرض..) (5)

وقال الشيخ آقا بزرك الطهراني: (جد في الاشتغال في دوري الشباب والكهولة حتى أصاب من كل علم حظاً، وفاق كثيراً من أقرانه في الجامعية والتفنن، فقد برع في المعقول والمنقول، وبرز بين الأعلام متميزاً بالفضل، مشاراً إليه بالنبوغ والعبقرية، وذلك لتوفر المواهب والقابليات عنده، حيث خصه الله بذكاء مفرط، وحافظة عجيبة، واستعداد فطري، وعشق للفضل، وقد جعلت منه هذه العوامل إنسانا فذا وشخصية علمية رصينة تلتقي عندها الفضائل.. كان مجتهداً في الفقه، محيطاً بأصوله وفروعه، متبحراً في الأصول، متقناً لمباحثه ومسائله، متضلّعاً في الفلسفة خبيراً بالتفسير، بارعاً في الكلام والعلوم الرياضية وله في كل ذلك آراء ناضجة ونظريات صائبة). (6)

وقال فيه صديقه السيد جعفر الحلي في قصيدة يرثي بها والده الشيخ محمد حسين الأصبهاني:

لا أســـــخطنَّ مِن الزمانِ لفعلِه     وأرى (الرضا) بعلى أبيهِ قمينا

مولىً تحمَّلَ علمَ أهلِ البيتِ بالـ     إلهامِ لا كــــــــــــسباً ولا تلقينا

يرنو المــغيَّبَ في فراسةِ مؤمنٍ     فبحدسِه تــــــــجدِ الظنونَ يقينا

سبط اليميــــــنِ فلو رأتها ديمةٌ     حلفتْ وقالـــت ما وصلتُ يمينا

ولأنشدتها إذ يـــــمزُّقها الهوى     (ماذا لقيتِ مــــن الهوى ولقينا)

وإذا نظرتَ لحسنــــــه ووقارِه     فلقد رأيــــتَ البــــدرَ والراهونا

لو تنظرُ الحرباءُ لــــيلاً وجهَه     لتـــــــــــلوَّنتْ فرحــــاً به تلوينا (7)

وكتب إليه الشيخ محمد علي اليعقوبي النجفي قصيدة أولها:

أبا الـــمجدِ حسبُ المجدِ فخراً بأنه     يكنيكَ فيه حاضرُ الناسِ والبادي     

ورثتَ المزايا الغرَّ عن خيرِ أسرةٍ     وأنــــــــــجبِ آباءٍ وأطيبِ أجدادِ (8)

ألف أبو المجد في الفقه والأصول والحديث والتفسير والكلام والتراجم والأدب، قال السيد جواد شبر وملفاته تزيد على ١٦ مؤلفاً منها: (إداء المفروض في شرح أرجوزة العروض، والأرجوزة لميرزا مصطفى التبريزي)، (استيضاح المراد من قول الفاضل الجواد)، (إماطة الغين عن استعمال العين في معنيين)، (الأمجدية في آداب شهر رمضان المبارك)، (الإيراد والإصدار، في حل مسائل مشكلة من فنون متفرقة)، (تصانيف الشيعة)، (تعريب رسالة السير والسلوك، للسيد بحر العلوم)، (تنبيهات دليل الانسداد)، (جلية الحال في مسألتي الوضع والاستعمال، ويسمى: سمطا اللئال في مسألتي الوضع والاستعمال)، (حاشية أكرثا وذو ذوسيوس، الفيلسوف اليوناني في الهندسة)، (حاشية ديوان المتنبي)، (حاشية روضات الجنات)، (حلي الزمن العاطل فيمن أدركته من الأفاضل) (ديوان شعره، طبع باسم «ديوان أبي المجد» بتحقيق السيد أحمد الحسيني)، (ذخائر المجتهدين في شرح كتاب «معالم الدين في فقه آل يس)، (كتاب النكاح)، (الرد على فصل القضاء)، (الروض الأريض فيما قال أو قيل فيه من القريض)، (الروضة الغناء في تحقيق الغناء)، (سقط الدر في أحكام الكر)، (السيف الصنيع على رقاب منكري علم البديع)، (العقد الثمين في أجوبة مسائل الشيخ شجاع الدين)، (غالية العطر في حكم الشعر)، (القبلة)، (القول الجميل إلى صدقي جميل، رد على الزهاوي)، (نجعة المرتاد في شرح نجاة العباد، (نقد فلسفة داروين ــ ثلاثة أجزاء)، (وقاية الأذهان والألباب ولباب أصول السنة والكتاب)، وله مؤلفات بالفارسية أيضاً (9)

وقد درس على يد أبي المجد عدد كبير من العلماء الأعلام منهم: (السيد أحمد الحسيني الزنجاني، الشيخ أحمد الفياض الفروشاني، السيد أحمد الموسوي الخوانساري، السيد إسماعيل الهاشمي الأصفهاني، الشيخ إسماعيل الكلباسي، الشيخ محمد باقر النجفي الأصفهاني، الشيخ محمد باقر الكمره أي، الشيخ محمد تقي النجفي الأصفهاني، الدكتور محمد حسن سه چهاري، الشيخ محمد حسين الفاضل كوهاني، السيد محمد حسين الموسوي بيدآبادي، الدكتور محمد حسين الضيائي القمي، الشيخ محمد حسين النجفي الأصفهاني، الشيخ حيدر علي المحقق، الميرزا خليل الكمره أي، السيد محمد رضا الشفتي، السيد محمد رضا الخراساني، السيد محمد رضا الموسوي الگلپايگاني، الشيخ محمد رضا الطبسي، الحاج آقا رضا المدني الكاشاني، الإمام الحاج روح الله الموسوي الخميني، السيد شهاب الدين النجفي المرعشي، السيد زين العابدين الطباطبائي الأبرقوئي، الشيخ عباس علي الأديب الأصفهاني، السيد عبد الحجة البلاغي النائيني، ولده الشيخ عز الدين النجفي الأصفهاني، الشيخ عبد الحسين ابن الدين، الشيخ عبد الله المجتهدي التبريزي، الشيخ علي المشكاتي، الشيخ علي القديري، السيد علي العلامة الفاني الأصفهاني، الشيخ محمد علي المعلم حبيب آبادي، الميرزا محمد علي المدرس التبريزي، السيد علي نقي النقوي الكهنوي، الدكتور السيد كمال الدين النور بخش، السيد مجتبى الصادقي، نجله الشيخ مجد الدين النجفي الأصفهاني، الشيخ مرتضى المظاهري النجفي، الشيخ مرتضى الأردكاني، الميرزا محمد الثقفي الطهراني، السيد مصطفى الصفائي الخوانساري، السيد مصطفى المهدوي الأصفهاني، العلوية نصرت بيكم الأمين، الشيخ يحيى الفاضل هرندي، السيّد حسين الخادمي الإصفهاني، السيّد أحمد الحسيني الزنجاني، السيّد ريحان الدين المهدوي، الشيخ محمّد رضا الباقراني، الشيخ فاضل المرندي، السيّد مصطفى الصفائي الخونساري، الشيخ رضا المدني الكاشاني. (10)

في عام (1333 هـ / 1914 م) هاجر إلى موطنه الأم أصفهان، لما دعته رجالات طهران لإشغال مركز أبيه الديني هناك بعد وفاته، فلبى الطلب، واستقبله أهالي أصفهان بحفاوة وإكبار بالغين، لمكانة الروحية، فنهض بأعباء الرئاسة والهداية والإرشاد والتوجيه، وقام مقام والده في سائر الوظائف الشرعية من الإمامة والتدريس ونشر الأحكام وتمهيد قواعد العلم.

وكان يقيم صلاة الجماعة في المسجد المعروف بـ (مسجد نو) وهو من المساجد المهمة المزدحمة في سوق أصفهان، ثم ذهب إلى قم وتصدر مجلس التدريس ثم عاد إلى أصفهان وتوفي ودفن فيها بمقبرة تخت فولاد وأقام له مجلس الفاتحة السيد أبو الحسن الأصفهاني (11)

شعره

ديوانه طبع باسم «ديوان أبي المجد» بتحقيق السيد أحمد الحسيني في عام 1408 بقم المقدسة، قال عبد العزيز البابطين عن شاعريه: (شاعر وجداني غزل. يتجه في غزله إلى الحسية والمصارحة، وكتب المراسلات والمطارحات الشعرية الإخوانية، وله شعر في المدح، إلى جانب شعر له في شكوى الزمن، وكتب في المناسبات والتهاني. يبدأ قصائده غالباً بالغزل ملتمساً في ذلك خُطى أسلافه. تتسم لغته بالطواعية، وخياله بالحيوية والنشاط. نفسه الشعري متوسط الطول. التزم النهج الخليلي إطاراً لبناء قصائده مع استثماره لبنية التضمين الشعري). (12)

وقال الأستاذ علي الخاقاني: (لا مجال لأي أديب أن يجحف حق الأصفهاني وأدبه الذي فاز به على كثير من أدباء العرب، ومن تأمل في سيرته لا شك يرى أن المترجم له قد تجلت فيه بعض ظواهر العبقرية فإحاطته بالأدب، وفهمه لأسراره، وتوغله بالتتبع ووقوفه على المفردات اللغوية تدلنا على ذكاء وحافظة نادرين، وشعره تأثر فيه بالصفي الحلي ومدرسته، فقد عشق البديع وأنواعه، وتأثر بالنكات الأدبية الدقيقة، ولا يكاد يخلو كل بيت له من ذلك، وتفوقه في المعنى هو من فهمه للأدب الفارسي الذي عرف بسعة الخيال والابتكار في المعاني، فلا بدع - إذن - امتيازه في شعره الذي لم يتعد كونه - لفظياً - بأسلوب اختلف فيه عن كثير من شعراء عصره).(13)

وقال السيد محسن الأمين: (له شعر عربي فائق، لا يلوح عليه شيء من العجمة، رغماً عن أنه نشأ مدة في بلاد العجم بعد ولادته في النجف، وذلك لاختلاطه بأدباء النجف بعد عودة إليها مدة طويلة وملازمته لهم وتخرجه بهم كما مرت الإشارة، ويكثر في شعره أنواع البديع والنكات الأدبية الدقيقة، وقلما يخلو بيت له من ذلك، ويصح أن يقال فيه: إنه نظم المعاني الفارسية بالألفاظ العربية، كما قيل في مهيار). (14)

وقال السيد أحمد الحسيني: (وإن شعره وشاعريته في غنى عن الإطراء والوصف، إذ لا ينكر أحد مكانته بعد أن بذ كثيرا من شعراء العرب، وتفوق على بعض زملائه المذكورين الذين تمحضوا للشعر فقط، فحير عقولهم، وأذهل ألبابهم لبراعته في الأدب، وفهمه لأسراره، وإحاطته بالمفردات اللغوية إحاطة تندر عن العلماء، أضف إلى ذلك تأثره بالصفي الحلي وعشقه لأنواع البديع، ولا يكاد يخلو من ذلك شيء من نظمه). (15)

قال من قصيدته الحسينية:

ألا ترى ابنَ النبيِّ مُـضــــــــــطَهداً     في (الطفِّ) أضحى لــشرِّ مضطهِدِ

يومٌ بقي ابنُ الــــــــــــنبيِّ مُنـــفرداً     وهــــــــــــو مِن العــزمِ غيرُ منفردِ

بمـــــــــــــــــاضي سيفِه ومـــقولِه     فرَّقَ بين الضــــــــــــــــلالِ والرشدِ

فقالَ لا أطـــــــــــلبُ الحيـــاةَ وهلْ     فـــــــــــــــــراقُ دنياكمُ سوى وكــدِ

لمَّا قعدتــــــــــمُ عن نصـــرِ دينكمُ     وآلَ شـــــــــــــملُ الهدى إلى الـــبددِ

بـــــــــــقائمِ السيفِ قمـــتُ أنصرُه     مقوَّماً ما دهاهُ مِـــــــــــــــــــــن أودِ

ولستُ أعطي مقادَةً بــــــــــــــيدي     وقائمُ الـــــــــــــــسيفِ ثابـــتٌ بيدي

واليومَ وصلُ الـــــــــحبيبِ موعدُه      فكيفَ أرضى تأخــــــــــــــــيرَه لغدِ

بشرايَ إنَّ الحـــــــــبيبَ شاءَ يرى     فــي (الطفِّ) ميدانَ خـــيلَكم جسدي

والـــــــرأسُ مــــنه على القناةِ غداً     يُسارُ مِن بـــــــــــــــــــــلدةٍ إلى بلدِ

لو قدّني فـــــــــــــــي هواهُ مختبراً     قَـــــــــد والهوى لم أكــــنْ أقولُ قدِ

أو قـــــــــــــــالَ للعذبِ لا ترد أبداً     وحــــــــــــــــــبّه لـــم أردْ ولم أردِ

لو جــــازَ لي أن أقــــــولَ مقترحاً     لقلتُ لا تــــــــــــــــنقصْ البلا وزدِ

ولــــستُ أبغي سوى رضــــاهُ ولا     يدورُ خلدُ الجنــــــــــــانِ في خلدي

مؤيَّدُ الوصـــــــــــــلِ ما أرومُ ولا     أعدّ شـــــــــــــــــــيئاً نعيمَه الأبدي

إن لم تصلّ عليَّ فـــــــــــــــي نفرٍ     عليَّ صلّى المــهيــــــــــــمنُ الأحدِ

ولا تشقّوا لنا اللحــــــــــــــودَ فما     يصنعُ قتلى الـــــــــــــــــغرامِ باللحدِ

فـــــــإن يكن قد قــــَتلتُ فهو يدي     وإن يــــــــــــكن قـد قُتلتُ فهوَ يدي

إنَّ بنا يـــــــــــــــختمُ الوجودُ كما     قبلُ بنا أولُ الـــــــــــــــــوجودِ بُدي

وسلَّ مِن غمــــــــــــــــــدِه يمانيةً     تقولُ يا جمرةَ الوغــى اتّــــــــــقدي

مَن لم يكنْ للـــــنعيمِ مُهتـــــــــدياً     يقولُ ربي إلى الــــــــــــجحيمِ هُدي

للّحدِ مــــــــــــني لا يدنُ مِن أحدٍ     إذ لستُ مـــــــــــــستبغــياً على أحدِ

أقولُ للقرنِ مُـــــــــــذ أخالـــــطه     تهكّماً سر وللقتالِ عُـــــــــــــــــــــدِ

الحصنُ تبكي عليَّ مُذ علــــــمتْ     لوصـــــــــــــــــلِها لمْ أعــدْ ولمْ أكدِ

يرتعدُ الخصمُ مِن فـــــــــرائصِه     إذا رآني بجسمِ مـــــــــــــــــــــرتعدِ

ولا يغرنَّكَ في اللقــــــــــــا زردٌ     فطالما قد هــــــــــــــــزأتُ بــالزردِ

كحاملي اليوم صرتُ ذا ظـــــمأ     إن لم يرد مِـــــــــــــــن دمائكــمْ أردِ

وأصنعُ اليومَ في (الطفوفِ) كما     صــــــــــــنعتَ في خـيبرٍ وفــي أحدِ

أفـــــــــنيتُ آباءكم وصرتُ إلى     إفنــــــــــــــــاءِ ما أعقبوا مــن الولدِ

إن لمْ يكـــــــــــــــنْ أسندوا لكمُ     خبري فإنَّ متنــــي يغني عــن السندِ

ولا يرى والوطيـــسُ قد حميتْ     من ذي سطـــــــــــورٍ بكفِّ ذي لــبدِ

سوى رقـــــابٍ ولا رؤوسَ لها     وغيرِ أيدٍ بانتْ عـــــــــــــــن العضدِ

وأشجعُ القــــــــــومِ من يفرَّ بهِ     كما تفرُّ المــــــــــــــعــزى من الأسدِ

ففرَّقَ الجمعَ وهوَ مــــــــــنفردٌ     روّى الثرى بالدمــــــــاءِ وهوَ صدي

أفــــديهِ مِن واردٍ حياضَ ردى     على ظمــأ لـــــــــــــــــلفراتِ لم يردِ

أصيــــــــــبَ في قلبِه بأسهمِهمْ     مُذ قالتِ الــقوسُ خذه مـــــــِن كبدي

فيا مطــــــــــــايا الآمالِ واخدةً     قفي وبعد الــحسينِ لا تــــــــــــخدي

ويا جفونَ العـدى ألا اغتمضي     فـــــــــــــــطالــما قد كُحِّلــتِ بالسهدِ

...............................................

1 ــ أعيان الشيعة ج ٧ ص ١٨ / أدب الطف ج 9 ص 259

2 ــ شعراء الغري ج 4 ص 78

3 ــ مقدمة كتاب وقاية الأذهان لأبي المجد الأصفهاني تحقيق: مؤسسة آل البيت (ع) لإحياء التراث – قم 1413 هـ تقديم حفيد المصنف آية الله الحاج الشيخ مهدي مجد الإسلام النجفي. ترجمة المؤلف بقلم المحقق السيد أحمد الحسيني ص 25 ــ 27 عن كتابه: المفصل في تراجم الأعلام

4 ــ الحصون المنيعة ج ١ ص ٤٨٩

5 ــ الطليعة من شعراء الشيعة ج 1 ص 76

6 ــ نقباء البشر ج 2 ص 747 ــ 752

7 ــ ديوان السيد جعفر الحلي سحر بابل وسجع البلابل ص 82.

8 ــ مقدمة وقاية الأذهان ص 35

9 ــ نفس المصدر ص 39 ــ 40

10 ــ نفس المصدر ص 36 ــ 37

11 ــ نفس المصدر ص 41

12 ــ معجم البابطين لشعراء العربية في القرنين التاسع عشر والعشرين

13 ــ شعراء الغري ج 4 ص 42

14 ــ أعيان الشيعة ج 7 ص 16

15 ــ مقدمة كتاب وقاية الأذهان ص 28

كما ترجم له وكتب عنه:

السيد جواد شبر / أدب الطف ج 9 ص 259 ــ 262

كتاب معجم الشعراء العرب ص 502

أحمد القزويني / النوادر في الأخبار والأشعار والطرف الأدبية ص 59

الشيخ أغا بزرك الطهراني / الذريعة إلى تصانيف الشيعة في أجزاء متفرقة

الشيخ أغا بزرك الطهراني / مصفى المقال ص 179

محمد علي تبريزي / ريحانة الأدب ج 7 ص 252

كوركيس عواد / معجم المؤلفين العراقيين ج 1 ص 472

الزركلي / الأعلام ج 3 ص 26

رضا كحالة / معجم المؤلفين ج 4 ص 163

الشيخ جعفر محبوبة / ماضي النجف وحاضرها ج 3 ص 214

الشيخ محمد حرز الدين / معارف الرجال ج 3 ص 245

نصر الله شاملي / دراسة الشعر العربي المعاصر في إيران، أدبياً وتاريخياً، من القرن الرابع عشر للهجرة حتى الآن ص 143 ـــ 147

حميد باقري دهبارز، نصر الله شاملي، سردار أصلاني ــ أبو المجد الأصفهاني حياتُه وشعرُه

المرفقات

كاتب : محمد طاهر الصفار