زوار الإمام الحسين يوم عرفة يبتهلون إلى الله جل وعلا لنصر العراقيين في معركتهم ضد الإرهاب والفساد

حشد آخر من المؤمنين ولكنه بسلاح الدعاء هذه المرة والوقوف بصعيد منطقة بين الحرمين الشريفين في كربلاء المقدسة للابتهال إلى الله جل وعلا طالبا النصر للشعب العراقي بكل اطيافه ومكوناته في معركته المصيرية الكبرى ضد الإرهاب والفساد.

الى ذلك فقد أفاد عدد من الزوار الذين توافدوا على مدينة كربلاء منذ يوم أمس لأداء مراسيم وأعمال ليلة عرفة ويومها من خلال تجمعهم في منطقة بين الحرمين لقراءة دعاء الإمام الحسين عليه السلام في يوم عرفة وتضرعهم إلى الله تعالى هاتفين بصوت واحد "اللهم انصر العراق وشعب العراق وانصر قواتنا الأمنية وأبناء الحشد الشعبي على زمر الإرهاب والمفسدين بحق هذا اليوم وهذا المكان المقدس "  .

وأكد زوار آخرون كانوا قد أتوا لكربلاء من مناطق شتى بأنهم أهدوا ثواب أعمالهم وعبادتهم في هذا اليوم المبارك لأرواح شهداء العراق عامة وشهداء الحشد الوطني بنحو خاص ، وأن العديد منهم قد تبرعوا ببعض المبالغ النقدية من خلال صناديق التبرع التي وضعتها العتبات المقدسة في كربلاء دعما للحشد الوطني وعوائل الشهداء والجرحى والمعاقين.

وأعرب أخرون عن امتنانهم لأبطال الحشد الشعبي الذين يدافعون عن الشعب والوطن والمقدسات وقال احدهم : "لو لا تضحيات هؤلاء المجاهدين ودماء الشهداء لما بقي لنا في هذا البلد شيء ولأصبحت أرواحنا وأموالنا ومقدساتنا نهبا للدواعش المجرمين" .  

وفي سياق ذلك أكد احد الزائرين : " أنه مواظب ومنذ سنة تقريبا على تقديم يد العون لعوائل الشهداء وخاصة الأيتام بعد أن استحصل الإذن الشرعي من المرجع الديني لصرف الخمس في هذه الجهة، مثمنا في هذا الوقت التوجيهات الأبوية السديدة للمرجعية العليا ودورها الكبير في حفظ العراق وعودة الروح إليه بعد أن وصلنا إلى حالة اليأس تقريبا (على حد وصفه ) " .

 وبين زائرون اخرين من محافظات الجنوب كانوا قد وصلوا إلى كربلاء صباح اليوم للمشاركة في إحياء مراسيم زيارة عرفة : " أن أبناءهم الآن يقاتلون مع أبطال الحشد الشعبي وقد حملوهم أمانة الدعاء لهم والزيارة نيابة عنهم وأنهم بالفعل أدوا الأمانة .

من جهته قال الزائر عباس كيطان ( مقعد على كرسي متحرك ) : أنا ما جئت لأزور وأدعو لنفسي ولا لأمواتي هذه المرة أنما عزمت على توظيف كل أعمال زيارتي هذه من قراءة قرآن وصلاة ودعاء كهدية لأخواني في الحشد، وأتمنى لو أستطيع الذهاب معهم للجهاد ولكن كما ترى وضعي لا يسمح (كما يقول) .

 وليس بعيدا عن هذه الأجواء، اعتبر العديد من المواطنين المشاركين في إحياء مراسيم عرفة أن المعركة ضد الفساد والمطالبة بالإصلاح إنما تنطلق من هذا المكان ـ ويعنون ضريح الإمام الحسين عليه السلام ـ لأنه رمز الإصلاح ورائده وقائده الأول باعتباره امتدادا طبيعيا لنهج جده المصطفى صلى الله عليه وايه وسلم وأنه ( أي الإمام الحسين عليه السلام) كان قد خرج لطلب الإصلاح في أمة جده كما أعلن ذلك هو بنفسه عليه السلام حين جاء إلى العراق وفجر ثورته الخالدة وهو ما يحتم علينا أن ننتهج من ذلك سبيلا ومنهلا في إصلاح مجتمعنا وتنقيته من الفساد مستذكرا بذلك فتوى المرجعية العليا بوجوب الجهاد الكفائي التي انطلقت من صحن الإمام الحسين عليه السلام وما زالت أصداؤها تفيض من هذا المكان المقدس والتي الزمت بدورها الجماهير المؤمنة بالتواصل معها ( أي المرجعية ) عبر خطب الجمعة المباركة في الصحن الشريف .

على صعيد متصل تبرع آلاف الزوار بالدم ضمن حملة كبيرة نظمتها مستشفى سفير الحسين التابعة للعتبة الحسينة المقدسة ، معتبرين ذلك أقل ما يمكن تقديمه للمتطوعين في سبيل الدفاع عن الوطن.

يذكر أن العراقيين وخاصة أتباع أهل البيت يؤمنون ـ تبعا لأحاديث مروية عن النبي الأكرم وآل البيت صلوات الله عليهم ـ بأنه "من أحب عمل قوم أشرك في عملهم" وفي ذلك دلالة على أن المواطن الذي يحب الجهاد في سبيل الله مع عدم استطاعة اليه وقدرته عليه لسبب ما فإنه يشترك مع المجاهدين في ثواب عملهم وجهادهم ، فضلا عما يلتزمون به من قول النبي الأكرم صلى الله عليه وآلة : (من جهز غازيا فقد غزا) وهو عين ما أشار إليه القرآن بتقديمه ذكر الجهاد بالأموال على الجهاد  بالأنفس مما يدفعهم لتقديم الدعم المادي والتبرع لدعم الحشد الشعبي المجاهد كنوع من المشاركة معهم في فضل ذلك .

المرفقات