ماثِلٌ بمَقالِها

الى السيدة زينب الكُبرى عليها السلام  

وقرَأْتُها في رأسِ كُلِّ مُجاهدٍ

فوقَ الرِماحِ مُخَضَّبٍ بدِمائهِ

تمشي على كُثُبُ الرمالِ أبيَّةً

ولهيبُ نارٍ حارقٍ بنِدائِه

تتلو مَصاحِفُها الزكيّةُ آيةً

عربيةً سَبَحَتْ بنورِ بَهائِهِ

ولأنّها الأَوْلى بجُرْعَةِ صبْرِهِ

هَجَمَتْ عليها الخيْلُ عند قضائِه

وكذا نِصالُ البَغْيِ يرْكُلُ كَعْبَها

جَبَلاً تعالى شامخاً بسمائهِ

جبلاً يُحاصِرُ عُصْبَةً أمويّةً

تاهتْ بعُمْقِ شموخِهِ وإبائِهِ

بجَلالِهِ صوَرٌ تَميدُ بساحِها

وتُطَوِّقُ الطاغي بحَبْلِ غبائِهِ

ورأيْتُها شمساً تُجَمِّدُ سَعْيَهُ

نحو الصعودِ لغايةٍ بخَوائِه

فقَأَتْ عيونَ الكُفْرِ فانْبَجَسَتْ بها

أعتى البحارِ لواؤها بلِوائِهِ

والوَعْدُ مَغروسٌ بوَحْيِ تُرابِهِ

وجروحُهُ نَزَفَتْ بأرضِ عزائِهِ

هذا حُسَيْنٌ ماثِلٌ بمَقالِها

هذا عليٌّ ينجلي بفِدائِهِ

وهنا تدَفَّقَت الدماءُ بسالةً

تحكي روايةَ مُلْهِمٍ بدمائِه 

وهنا تساقَطَتِ الخيامُ وطِفْلُهم

رضَعَ السِهامَ وغُصَّةٌ ببُكائِهِ

وهنا أبو الفضلِ الجليلُ بكَفِّه

خضَعَ الفُراتُ لشأنِهِ وإبائِه

وهنا شيوخٌ غادرَتْ صَهَواتِها

زَحَفَتْ على صَهَواتِ مجدِ سمائِه

المرفقات

شاعرة : عقيلة العمراني