قال الرضا حدِّثْ أيا ابنَ شبيبِ
عن مُقلةٍ تبكي لِفقدِ حبيبِ
حدِّثْ عنِ المسمومِ حينَ رحيلِهِ
في ليلِ كربٍ غاسقٍ كَغريبِ
فأنا الغريبُ ومشهدٌ منفايَ إنْ
رُمتَ النجاةَ فزُرْ تُرابَ مَغيبي
واذكرْ جليلَ مصائبي إذ أنّها
ذبحُ الحسينِ فذاكَ يومُ نَحيبي
أرضى بِسلبِ حرائري كي لا أرى
الحوراءَ تدعو دونَ أيِّ مُجيبِ
من بعدِ حرقِ خيامِ عمّتِنا بدتْ
أحشايَ ما اكترثَتْ لِنارِ لهيبي
فالسمُّ أهونُ من سيوفٍ مزّقَتْ
أوصالَ جدّي في فلاةِ كُروبِ
والسمُّ في كبدي سرى ومحاجري
تبكي الحسينَ لِشَيبِهِ المخضوبِ
فارشحْ أيا ابنَ شبيبَ دمعَكَ عارِفًا
بِذبيحِنا في وجهِ كلِّ غروبِ
في غربتي أمضي بِطوسٍ ضجعَتي
بعد ارتشافِ مناهلِ التّعذيبِ
آلُ النبيِّ لَنحنُ نقضي كلُّنا
قتلًا ، وكأسُ الموتِ كانَ نصيبي
لكنْ مصابُ أبي الحسين بِكربلا
لَهوَ الأعزُّ عليَّ يا ابنَ شبيبِ
اترك تعليق