كاتب الطريحي (1305 ــ ١٣٨٨ هـ / 1888ــ 1968 م)
قال من قصيدة في الإمام الحسين (عليه السلام)
وإنَّ بكائي للذي سارَ ضــــــــــــحوةً بأقمارِ تمٍّ في ثرى (الطفِّ) غُيِّبـوا
غداةَ أتى أرضَ الـــــــعراقِ بصـفوةٍ عليها من الحربِ المُثارةِ مضـربُ
وأخرى وقــــــد خانته غدراً وأقبـلتْ تـــــــجرُّ جـموعاً بالهدايةِ تنـصبُ (1)
الشاعر
الشيخ كاتب بن راضي بن علي بن محمد بن حسين الطريحي، عالم وأديب وشاعر ومجاهد، ولد في النجف الأشرف من أسرة علمية ــ أدبية، لها تاريخ حافل في عالمي الفكر والأدب، ويعود نسبها إلى الشهيد حبيب بن مظاهر الأسدي (2)
قال الدكتور محمد حسين علي الصغير عن هذه الأسرة: (برزت أسرة آل الطريحي مكللة بالغار في جمهرة من العلماء والابرار والصالحين في القرن الحادي عشر ابتداء من الشيخ المعظّم محمود بن أحمد بن علي الطريحي (ت1030 هـ) وكان معاصرا للشيخ بهاء الدين العاملي الحارثي (ت 1031 هـ) وهو المرجع الاعلى، واستمرت هذه الاسرة العريقة بالإفاضات العلمية والعطاء الثرّ أربعة قرون في التصنيف والتأليف، وإعلاء كلمة الله في الارض، والذود عن شريعة سيد المرسلين وصحبه الغر الميامين). (3)
درس الطريحي الأصول على يد الشيخ ضياء الدين العراقي والشيخ محمد حسين الاصفهاني ودرس الفقه على يد الشيخ أحمد كاشف الغطاء والأدب على يد السيد باقر الهندي، وشيخ الأدب الشيخ محمد جواد الشبيبي.
وللشيخ كاتب الطريحي مشاركة فاعلة في ثورة العشرين فصحب شيخ الشريعة والسيد الكاشاني في جبهتي القرنة والكوت. وبعد الثورة سكن الكوفة وكان له مجلساً علمياً ــ أدبيا فيها يحضره العلماء والأدباء ويستقطب الشباب المثقف والملتزم، حيث جهد الطريحي على تربية الجيل على التعاليم الدينية وقد جذبهم إلى مجلسه بحسن أخلاقه ومكارم نفسه، وقد عُرف الطريحي بزهده وتقواه مما حبب إليه الناس. (4)
يقول عنه الدكتور محمد حسين علي الصغير: (وقد ادركت من هذه الاسرة المرحوم المقدس الشيخ كاتب الطريحي (ولد 1302 هـ)وكان من أبطال معركة الجهاد ضد الانكليز في الشعيبة مع بطل الجهاد والعلم والادب السيد محمد سعيد الحبوبي (ت 1333 هـ) وشارك في ثورة العشرين ضد الاستعمار البريطاني، وهو رجل قصير القامة، مشرق قسمات الوجه، جم التواضع، باسم الثغر، كان يعتبرني أحد أصدقائه، وهو أكبر مني بأكثر من خمسين عاماً وما ذلك الا من تواضعه وإيمانه وأخلاقه العليا، وكان عالماً وأديباً وشاعراً، وإماماً لمسجده المعروف باسمه في سوق الكوفة الغراء قبل التعمير الحديث، وهو من المختصين بفقيد الشرق الإمام محمد الحسين آل كاشف الغطاء (ت 1373 هـ) ومن المحبوبين سلوكاً وعواطف عند أكثر الناس في الكوفة والنجف الاشرف
توفي الطريحي بالكوفة ودفن في النجف الأشرف في مقبرة أسرته وقد كتب عن جهاده ضد الإنكليز في حرب الشعيبة وثورة العشرين، أما مؤلفاته فله عدة بحوث وتعليقات في النحو والصرف والفقه وحاشية على المنطق وله ديوان شعر أكثره في أهل البيت (عليهم السلام) (6)
شعره
قال الشيخ أغا بزرك الطهراني عن ديوان الطريحي: (جمع ديوانه البالغ إلى ستمائة بيت في المدائح والمراثي لأهل البيت وغيرهما وهيأه للطبع ولده الفاضل محمد كاظم الطريحي) (7)
قال الطريحي من قصيدته التي قدمناها:
وإنَّ بكائي للذي سارَ ضــــــــــــحوةً بأقمارِ تمٍّ في ثرى (الطفِّ) غُيِّبـوا
غداةَ أتى أرضَ الـــــــعراقِ بصـفوةٍ عليها من الحربِ المُثارةِ مضـربُ
وأخرى وقــــــد خانته غدراً وأقبـلتْ تــــــــجرُّ جـموعاً بالهدايةِ تنـصبُ
فــــــــــــجالَ بها في غلمةٍ أيِّ غلمةٍ أسودَ وغــــىً بالكرِّ تطفو وترسـبُ
إلى أن قضوا دونَ ابنِ أحمدَ ضحوةً على عطشٍ منهمْ وبالأرضِ تُـرِّبوا
وأصـــبحَ في جمعِ العدى فردُ دهرِهِ فريداً ومنه الــــــقلبُ بالوجـدِ يلهبُ
بموقفِه أحــــــــــــــــيا مواقفَ حيدرٍ بيومٍ به الأمثالُ لـــــلحشـرِ تُضربُ
ومُذ شاقه الرحمنُ خـــــــــرَّ لوجهِه صريعاً على البوغاءِ وهوَ مُخضَّبُ
فيا عجباً للأرضِ لمّا تزلـــــــــزلتْ وصدرُ حسينٍ فوقه الـــشمرُ يركبُ
وشِــــــــيلَ على العسَّالِ منه كريمُه وقد كان يتلو الذكرَ فيهـــم ويخطبُ
ونسوته سُــــــيِّرنَ أسرى بلا حمى ســـــبايا كسبي الرومِ والزنجِ تُجلبُ
......................................................
1 ــ أدب الطّف ج 10 ص 237
2 ــ نفس المصدر ص 238
3 ــ المرجعة الدينية العليا في النجف الاشرف مسيرة ألف عام ــ من منشورات الأمانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة ــ مركز كربلاء للدراسات والبحوث 1437 هـ / 2016 م ص 165
4 ــ أدب الطّف ج 10 ص 238
5 ــ المرجعة الدينية العليا في النجف الاشرف مسيرة ألف عام ص 165
6 ــ أدب الطّف ج 10 ص 238
7 ــ الذريعة ج ٩ ق ٣ ص ٨٩٥ رقم 5935
كما ترجم له:
السيد أحمد الحسيني / تراجم الرجال ج 1 ص 445 ــ 446
رسول كاظم عبد السادة / موسوعة أدباء إعمار العتبات المقدسة ج 2 ص 415
اترك تعليق