أتيتُ اليه

أَتَيْتُ إِليهِ حِينَ أَرهَقَني الجَوى

فكانَ لِقَلبِ الصَّبِّ خافِقَةَ السَّعدِ

وكانَ حَنُونًا كالغَمَامِ على الرُّبَى

سَقى الأَرضَ حتَّى وَهْيَ مُبدِيَةُ الصَّدِّ

أَتَيتُ إلى عَينَيهِ.. لا مَاءَ في يَدِي

وتَسْبِقُنِي عينايَ، أَعدُو وأَسْتَجدي

جَفَافٌ بأضلاعي ولكنَّها الرُّؤى

تَوَقَّدُ.. تَخضَرُّ الـمسافَاتُ مِنْ وَقدِي

فَأَسلُو وإنْ كُنْتُ الغَريقَ بِصَبوَتي

وإنْ لُذْتُ بالشُّطآنِ مُنْتَظِرًا وَحدِي

وهل تَعرِفُ الشُّطآنُ أنِّي وَسَمْتُها

بِصَبرِيْ على طَمطَامِ غَائِلةِ البُعدِ

بلى.. لُغَةُ الأَوجَاعِ فَاحَتْ فَشَمَّها

حبيبي، فما بَاليتُ بالأَحرُفِ الرُّمدِ

شاعر : محمد باقر العاملي