839 ــ أحمد بخيت: (ولد 1386 هـ / 1966 م)

أحمد بخيت: (ولد 1386 هـ / 1966 م)

قال من قصيدة (كأنك العراق) وتبلغ (40) بيتاً:

لقد بدأ العـرسُ، هيِّئ دما     ءكَ وادخل مَهِيباً إلى (كربلاءْ)

بعيدٌ هو المـاء فاكسرْ إنا     ءَكَ كـــــــــي تتكلمَ فيكَ السماءْ

على عتباتِ السَّنا شُفتَني     وناولتَني خــــــــــــرقةَ الأولياءْ (1)

الشاعر

أحمد بخيت، ولد في مدينة أسيوط بمصر، وتخرّج من دار العلوم عام 1989، وعمل معيداً بقسم النقد والبلاغة والأدب المقارَن بكلّية الدراسات العربية والإسلامية جامعة القاهرة - فرع الفيوم منذ عام 1990 بدأ بكتابة الشعر منذ عام 1985 وترك العمل الأكاديمي وتفرغ للشعر

أصدر من الدواوين:

وداعاً أيتها الصحراء - 1998

ليلى.. شهد العزلة - 1999

صمت الكليم - 2002

جزيرة مسك - 2002

وطن بحجم عيوننا ــ 2003

الأخير اولا- شعر- عام 2004

صغير كبير - شعر للأطفال-2005

كبير صغير - شعر للأطفال - 2006

عيون العالم - شعر للأطفال -

ظل ونور - شعر للأطفال -

بردة الرسول -ص- - شعر -

ملحمة "القاهرة ــ 2013

ديوان لارا

عيون العالم

ظل ونور

عطر

جزيرة مسك

بيوت الأحبة

وله من المؤلفات النثرية: (بالأحمر)، (عبقرية الإداء في شعر المتنبي)

تُرجمت بعض أعماله إلى الإنجليزية والفرنسية والإيطالية والأسبانية والألمانية.

شارك في العديد من المهرجانات والمؤتمرات الشعرية في: مصر والأردن والمغرب، وإيطاليا، والكويت، والبحرين

حصل على العديد من الجوائز منها:

جائزة المجلس الأعلى للثقافة ــ لثلاث مرات 1987 ــ 1988 ــ 1989

جائزة أمير الشعراء أحمد شوقي ــ 1998

جائزة المبدعون لأفضل دواوين عربية، الإمارات  ــ 2002

جائزة المنتدى العربي الأفريقي، المغرب ــ 2000

جائزة الدولة التشجيعية في الشعر، مصر ــ 2000

جائزة البابطين للإبداع الشعري ــ الكويت ــ 2002

جائزة الشارقة للإبداع العربي في أدب الأطفال ــ 2005

جائزة البردة الشريفة، أبو ظبي ــ 2005

جائزة شاعر مكة محمد حسن فقي- مؤسسة يماني الخيرية ــ 2005 (2)

قال عنه الأستاذ محمد متروك: (يتميز شعر بخيت بالعديد من اللمحات الفنية، والمرتكزات التي يعتمد عليها في أعماله، حيث أنه يحرص دائما على الجمع بين عنصر الأصالة، والجزالة، على المستوى اللفظي، والمستوى الدلالي، والمستوى الشعري، وما يتعلق بعناصر الشعر وعموده الأساسية، إضافة إلى حداثة المعاني المطروقة، وقدرته على صوغ أحاسيس الإنسان العصري، ومشاكلة، وقضاياه، دون غموض، أو إبهام، أو تساهل...

ويقول متروك عن قصيدة لبخيت في الإمام الحسين (عليه السلام): يتمتع أحمد بخيت بـ خيال صوفي، مفعم بالصور المُحبة، الحالمة، زاخر بالتصوير الحي للأحداث، وهذا يتضح في قصيدته التي كتبها في محبة سيد الشهداء، الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم جميعا، والتي كُتبت بمداد من أدمع صب مستهام، يقول بخيت: «إيٍهٍ أبا الشهداءِ وابنَ شهيدِهم.. وأخا الشهيدِ كأن يومَك أعْصُرُ» فالبكاء والنواح، على الحسين، لم ينتهي، والندم من يوم كربلاء لم يهدأ، والنار في قلب المُحب ما تزال ولم تزول، فكأن يوم أخذه، يوماً يُعاد بصورة سرمدية في عقول المُستهامين، وهنا براعة بخيت في قوله كأن يومك أعصرُ، أو هو كذلك بالفعل.

«يا داميَ الأوصالِ لا قَبْرٌ لهُ.. أفْدِيكَ إِنِّ الشَّمْسَ ليستْ تُقْبَرُ» وكيف بـ قبر، على انحصاره وضيقه، يحوي الحسين الذي، كانت رحابة روحه، تطغى على شمس النهار إذا اجتمع، فكأن قدره أن يضيء كما هي، بشواهده بلداناً زينتها شواهد الحسين.

«عريانةٌ حتى الفؤادِ قصيدتي.. والشِّعْرُ بَيْنَ يَدَيّ أَشْعَثُ أَغْبَرُ» ويصف بخيت قصيدته، على جزالتها، بأنها شعثاء، بل يصف شعره كله بذلك الوصف، أمام ذكر الحسين، تشتت عم أرجاء خياله، وسيطر على صوره، من هول ما رأى، كل المعاني لم تسع حجم انفطار فؤاده). (3)

شعره

قال من قصيدة (الحسين) وتبلغ (43) بيتاً:

أَسْمَاُؤنَا الصحراءُ واسْـــــــمُكَ أخْضَرُ     أرني جِراحَكَ كلُّ جرحٍ بَــــــيْدرُ

يا حِـــــنطةَ الفقـــــــراءِ يا نبعَ الرضا     يا صوتَنا والصمتُ ذئــــبٌ أحمرُ

يا ذبحَ هـــــــــــــاجرَ يا انتحابةَ مريمٍ     يا دمعَ فاطمةَ الــــــــــــذي يَتحَدّرُ

إيٍهٍ أبا الـــــــشهــــــداءِ وابنَ شهيدِهم     وأخا الشهيدِ كـــــأنَّ يومَكَ أعْصُرُ

جــــــــسدٌ من الذِّكْرِ الــــــحكيمِ أديمُهُ     درعٌ علـــــــى الدينِ القويمِ ومِغْفَرُ

عارٍ وتكسوه الدماءُ مـــــــــــــــــهابةً     لا غمدَ يحوي السيفَ ساعةَ يُشْهَرُ

الأنبياءُ المرســـــــــــــــــــلونَ إزاءَهُ     والـــــــروحُ والملأُ الملائِكُ حُضَّرُ

ومحمدٌ يُرخِي عـــــــلـــــــــيهِ رداءَهُ     ويقول: يـــــا وَلَدَاه فُزتَ وأُخْسِروا

يا أظمأ الأنــــــــهارِ قَبلكَ لــــــمْ تكُنْ     تَروي ظَما الــــــــدنيا وتظمأُ أنْهُرُ

لولا قــــــــضاءُ اللهِ أن تظــــــــما له     لسعى إليكَ من الجــــــــنانِ الكوثرُ

يــــــــا عاريَ الأنوارِ مسلوبَ الـرِّدا     بـــــــالنورِ لا بالثَوبِ طُهْرُكَ يُسْتَرُ

يــــــا داميَ الأوصــــــــالِ لا قَبْرٌ لهُ     أفْـــــــــدِيكَ إِنِّ الشَّمْسَ ليستْ تُقْبَرُ

طُلاّبُ مــــــــوتك يـا بْـنَ بِنْتِ محمدٍ     خَرَجوا من الصحراءِ ثم تصحّروا

وكـــــــــــأنَّ خيلَ اللهِ لم تركضْ بهم     والــــــــــسامرين بمكّةٍ لم يسمروا

وكأن برقاً ما أضاءَ ظــــــــــــلامَهم     فمشَوا تــــجاهَ النورِ ثـــمَّ استدبروا

وكأنما ارتـــــــــــــدّوا على أعقابِهم     فأبوكَ أنـــتَ وهـــــــمْ جميعاً خيبرُ

أوَلم يشـــــمُّوا فيكَ عِطرَ المصطفى     كذبوا فعطــــــرُ المصطفى لا يُنكَرُ

كـــــــــــــــــلُّ القصائدِ فيكَ أمٌّ ثاكلٌ     في حِجْــــــرِهــــا طفلُ النبوةِ يُنحرُ

عريــــــانةٌ حــــــتى الفؤادِ قصيدتي     والشِّــــعْرُ بَـيْنَ يَـــدَيّ أَشْعَثُ أَغْبَرُ

قـــــلْ ليْ بمن ذا يَــــعدِلونكَ والذي     فطـــرَ الخلائقَ شســــعُ نعلِك أطهرُ

شتّانَ ما بين الـــــثريــــــــا والثرى     بُعْداً ويــــــختصرُ المـــسافةَ خنجرُ

لولا قـــــــــــضاءُ اللهِ لارتدَّ الردى     عـــــــن حُرِّ وجهِكَ باكياً يــــستغفرُ

وَلَــــــرَدَّ ذؤبـــــــــانَ الفلاةِ ليوثُها     واحــــتزَّ حمزةُ في الرؤوسِ وجعفرُ

ولذادَ عنكَ أخوكَ أشــجعُ مَن مشى    إلّا أبـــــــــــــــــــــوكَ وجدُّكَ المدّثرُ

ولكان أوَّلَ مَـــــــــن يردُّ رؤوسَهُم     للشـــامِ يعسوبُ الحقــــــــائقِ حيدرُ

والله لــــــــــــــو لمحوا اللواءَ بكفِّهِ     لرأوا وطــيسَ الحـربِ كـيف يُسعَّرُ

هــــــــو مَنْ علمتَ ويعلمونَ بلاءَهُ     وهوَ الفتى الــنبـــــــــــويُّ لا يتغيّرُ

تمشي الملاحمُ تحتَ مَضْربِ سيفهِ     ووراءَ ضـــــــــربتهِ يلوحُ المحشرُ

لو حاربَ الدنيا بكلِّ جــــــــيوشِها     تــــــــــــــــتقهقــرُ الدنيا ولا يتقهقرُ

يــــــــــأتي زمانٌ لا نجومَ ليهتدوا     يأتي زمانٌ لا غـــــــــيومَ ليـمطروا

يأتي زمــــــــــــانٌ ليسَ يعلمُ تـائهٌ     هل فيكَ أمْ فــــي قـاتليكَ سـيحشرُ؟

يأتي زمانٌ والـمـــــــــــودّةُ غربةٌ     والــــــــــــكُرْهُ بلدتُنـا الـتي نستعمرُ

يأتي زمـــــــــانٌ كلُّ شيء ٍزائـفٌ     حتى اللِّحى العمياءُ وهـــــي تُبصِّرُ

يأتي زمــــــــــانٌ وابنُ آدمَ خُبـزُهُ     دينٌ يدينُ بــــــــــــــــــه وفيه يُـكفَّرُ

يأتي زمـــــــــــانٌ والكرامة سُـبَّةٌ     والـــــــــــعارُ فرعـونُ الذي يتـجبَّرُ

يأتي زمانٌ والســــــقوطُ وجــاهةٌ     والناسُ مرعى والرعاةُ الـــــــشُّـمَّرُ

يأتي زمانٌ كلُّ شيءٍ ضــــــــــدُّه     الليلُ يُشْمِسُ والظــــــــــهيرةُ تُــقْمِرُ

يأتي زمانٌ لا زمــــــــــانَ لأهلهِ     إلا رجــــــــــــــــالُ الله وهيَ تُـبشِّرُ

يأتي زمـــانٌ فالسلامُ عـلى الـذي     ذبـحوهُ في الصحراءِ وهــــــو يُكبِّرُ

هذا ولائي يـــــا بـنَ بــنتِ محمدٍ     أنـتَ الشهادةُ والشـــــــــــهيدُ الأكبرُ

يدُ أُخْتِكَ الحَوراءِ مسَّــتْ جبهتي     فدمـايَ تكبيــــــــــرٌ وصوتي المنبرُ

كفي على جمرِ المـــــودةِ قابضٌ     ودمــــــــــــي بحبِكُمُ الطَّهورِ مطهَّرُ

بايعتُ عن نجباءِ مصرَ جميعِهم     وأنا ابـنُ وادي النيل واسْمي الأزهرُ (4)

....................................................................

1 ــ بوابة الشعراء بتاريخ 30 / 10 / 2009

2 ــ موقع ويكيبيديا / من هو أحمد بخيت ــ موقع أي عربي بتاريخ 10 / 9 / 2020

3 ــ أحمد بخيت.. رفض العمل الأكاديمي من أجل الشعر وتفرد بأصالة أسلوبه وحداثة معانيه ــ جريدة القاهرة بتاريخ 27 / 4 / 2022

4 ــ موقع بوابة الشعراء بتاريخ 7 / 2 / 2015

ترجم له وكتب عنه:

منى عبد الدائم ــ التناص في شعر أحمد بخيت.. دمج بين عراقة التراث وملامح الحداثة صدر عن دار فضاءات للنشر والتوزيع 2021

حسناء الرشيد / گاردينيا .. أحمد بخيت ــ الحوار المتمدن العدد: 5588 بتاريخ 22 / 7 / 2017

كامل سلمان جاسم الجبوري / معجم الشعراء ج 1 ص 82

معجم البابطين / ج 1 ص 226

كاتب : محمد طاهر الصفار