822 ــ مسلم الجصاني: (توفي 1235 هـ / 1820 م)

مسلم الجصاني: (توفي 1235 هـ / 1820 م)

قال من قصيدة في الإمام الحسين (عليه السلام)

لـــــئن يعــضُّ بنانَ الحزنِ مِن أسفٍ     نـــــدمتَ أم لا فإنَّ الأمرَ قد وقعا

أيبستَ مِــن دوحةِ العلياءِ غصنَ عُلا     قد كانَ من شجرِ الأيمانِ مُفترعاً

لهفي لمستشهدٍ في (الطفِّ) ماتَ وما     غليلــــــــــه بُلَّ من ماءٍ وما نقعا (1)

الشاعر

الشيخ مسلم بن عقيل بن يحيى بن عبدان بن سليمان الوائلي الكناني، (2) عالم وأديب وشاعر، ولد في ناحية جصّان التابعة لمحافظة واسط، وهاجر إلى النجف الأشرف وهو شاب وأصبح من أبرز تلامذة السيد محمد مهدي بحر العلوم والشيخ جعفر كاشف الغطاء، وموضع تقدير واحترام العلماء المعاصرين، وشارك في النوادي الأدبية في النجف (3)

قال عنه الشيخ علي كاشف الغطاء: (كان فاضلاً اديباً شاعراً بارعاً تقياً نقياً معاصراً لبحر العلوم والشيخ جعفر وله مطارحات مع أدباء عصره وقد رثى السيد صادق الفحام وعثرت له على مرثية للسيد سليمان الحلي ومطارحات مع الشيخ علي بن محمد بن زين الدين التميمي الكاظمي وغيره كما له مراثي كثيرة للإمام الحسين (ع) توفي في حدود ١٢٣٥ في النجف ودفن بها) (4) 

وقال عنه الشيخ محمد السماوي: (كان فاضلاً مشاركاً، وأديباً مطارحاً، وشاعراً بارعاً، وتقياً ناسكاً، وقفت له على مرثية للسيد صادق الأعرجي والسيد سليمان الحلي، ومطارحات بينه وبين جماعة من أدباء ذلك الزمان كعلي بن محمد الحسين بن زين العابدين التميمي الكاظمي وغيره رحمهم الله) (5)

وقال عنه السيد عبد المنعم تقي الطباطبائي: (من الشعراء المشهورين في الكوت نشأ عند اخواله من بني لام وكان ابوه يسكن مدينة جصــان وحينما وجد والده فيه الذكاء وحب العلم اخذه الى النجف الاشرف ليكمل تحصيله ويتابع دراسته العلمية فأكمل بغيته وأخذ يتجول بين بغداد والكوت واعضاً ومرشداً وعالماً يُشار اليه في مجالس العلم والادب ولكن الفاقة وكثرة العيال ارهقت كاهله حتى وافاه الأجل...) (6)

وقد ذكر له السيد محسن الأمين رثائيات ومدائح مطولة في السيد السيد مهدي بحر العلوم الطباطبائي والسيد مرتضى والد السيد مهدي، والسيد صادق الأعرجي الحسيني الشهير بالفحام والآقا محمد باقر البهبهاني الشهير المعروف بالوحيد البهبهاني (7)

وقد برع الجصاني في فن البند واشتهر به وقال الكثير منه إلا أنه هذا التراث قد ضاع ولم يبق منه سوى بند واحد ذكره الخاقاني (8)

شعره

قال السماوي: (إن له مراث في الحسين عليه السلام، ذكرها ابن كبة النجفي في مجالسه الحسينية)، لكننا لم نعثر من شعره سوى على قصيدة واحدة في الإمام الحسين (عليه السلام) وتخميس لأبيات الصاحب بن عباد في الإمام علي (عليه السلام) (9)

قال من قصيدته في الإمام الحسين (عليه السلام)

لوَ أنَّ للدهرِ في حــــــــــــالاتهِ ورعا     حمى حقيقةَ نجـــلِ المصطفى ورعى

درى الردى مَن بــسهمِ النائبات رمى     فأصبحَ الديــــــنُ في مرماهُ مُنصدعا

رمى إمـــــــــــامَ تقىً تُهدى الأنامُ به     نــــــــــــــــــورُ النبوَّةِ مِن لألائهِ لمعا

رمى فـــتىً كان موصولاً برحمته الـ     إسلامُ والدينُ منه الــــــــــــبرُّ منتجعا

رمــــى حسيناً أخا الاحسانِ خيرَ فتىً     قد كان في الناسِ للمعروفِ مُصطنعاً

لـــــئن يعــضُّ بنانَ الحزنِ مِن أسفٍ     نــــــــــــدمتَ أم لا فإنَّ الأمرَ قد وقعا

أيبستَ مِــن دوحةِ العلياءِ غصنَ عُلا     قد كانَ مـــــــن شـجرِ الأيمانِ مُفترعاً

لهفي لمستشهدٍ في (الطفِّ) ماتَ وما     غليلــــــــــه بُــــــــلَّ من ماءٍ وما نقعا

ومن شعره مخمساً والأصل للصاحب بن عباد في مدح الامام اميرالمؤمنين (ع) :

ألمْ ترَ أنَّ الشهبَ دون حصى الغري     فعجها إلـى وادي الغريِّ الـــــــمطهَّرِ

سألتكَ بالحيِّ الـــــــــمميتِ المصوَّرِ     (إذا مُــــــتُّ فادفني مجــــــاورَ حيدرِ

أبا شبَّرٍ أعــــــــــــــــني بهِ وشبيرِ)

إمامٌ لأهلِ الجودِ أعلــــــــــى مـنارَه     يـزيدُ ندىً لا يصطلـــــــي الحبُّ نارَه

ولمّا استجارَ الدينُ يوماً أجــــــــاره     (فتىً لا يذوقُ الـــــــنارُ مَن كان جارَه

ولا يختشي مِن مــــــــــنكرٍ ونكيرِ)

فـــيا مخمداً حرَّ الوطيسِ إذا حــمى     ومــــــــــــــــُفترساً بالكرِّ ليثاً وضيغماً

أتســـــــــــــلمُ عبداً للولاءِ قد انتمى     (وعارٌ على حامي الحمى وهو بالحمى

إذا ضــــــــلَّ في البيدا عقالُ بعيرِ) (10)

...................................................................

1 ــ أدب الطف ج 6 ص 210

2 ــ أعيان الشيعة ج ١٠ ص ١٢٣

3 ــ شعراء الغري ج 11 ص 301

4 ـــ الحصون المنيعة ج ٩ ص ٣١٩

5 ــ الطليعة من شعراء الشيعة ج 1 ص 241

6 ــ واسط بين الماضي والحاضر / الحلقة السادسة عشر ــ علماء وأدباء واسط في العهد العثماني والملكي ــ مقال منشور على الانترنت

7 ــ أعيان الشيعة ج ١٠ ص ١٢٣

8 ــ شعراء الغري ج 11 ص 302 ــ 304

9 ــ الطليعة من شعراء الشيعة ج 1 ص 241

10 ــ أدب الطف ج 6 ص 211 ــ 212

كما ترجم له

حسن الحكيم / المفصل في تاريخ النجف الأشرف ج 5 ص 263

محمد حرز الدين / معارف الرجال ج 3 ص 4 ــ 5 

محمد هادي الأميني / معجم رجال الفكر والأدب ج 1 ص 353 

كوركيس عواد / معجم المؤلفين العراقيين ج 3 ص 301

كامل سلمان جاسم الجبوري / معجم الشعراء ج 5 ص 380

المرفقات

كاتب : محمد طاهر الصفار