كشف ممثل المرجعية الدينية العليا والمتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة عن أبرز المرتكزات والاسس المنطقية التي تستند اليها ادارة العتبة الحسينية في تنفيذ مشاريعها، جاء ذلك في كلمة له خلال حفل افتتاح مشروع أكاديمية السبطين (عليهما السلام) للتوحد واضطرابات النمو الذي يعد الاول من نوعه على مستوى العراق والرابع على مستوى الشرق الأوسط، وذلك مساء السبت 11 /6 /2022، بالتزامن مع حلول ذكرى ولادة الامام علي بن موسى الرضا (عليها السلام).
وقال الشيخ عبد المهدي الكربلائي في كلمته خلال حفل الافتتاح الذي شهد حضور جمع من رجال الدين ومسؤولين في الحكومتين المركزية والمحلية ونخب اكاديمية وفعاليات مجتمعية، ان "البعض يتساءل هل هنالك مرتكزات أو أسس منطقية استندنا إليها للقيام بتنفيذ مشاريع مهمة كبناء المستشفيات والجامعات والمدارس ومعاهد التوحد والمجمعات السكنية وغيرها الكثير، كما يسأل البعض لماذا لا تقوم الجهات المختصة والمعنية ببناء هكذا مشاريع مهمة وحيوية خصوصا أن إدارة العتبات المقدسة إنما هي مكلفة بمهام دينية بحتة كخدمة الزائرين وتطوير المراقد الشريفة، وغير ذلك".
وأستهل الكربلائي كلمته قائلا" بدءا استعرض جملة من الأحاديث التي بينت مدى اهتمام الشريعة الإسلامية بسلامة الابدان وسلامة الأرواح وسلامة القلوب، حيث ورد عن الامام علي عليه السلام (إن من البلاء الفاقة، وأشد من ذلك مرض البدن، وأشد من ذلك مرض القلب، وإن من النعم سعة المال، وأفضل من ذلك صحة البدن، وأفضل من ذلك تقوى القلوب)، كما ورد عن الامام الباقر عليه السلام (اعلم أنه لا علم كطلب السلامة، ولا سلامة كسلامة القلب)، مبينا ان هذه الاحاديث وغيرها تشير الى مدى عناية الاسلام بصحة الانسان روحا وقلبا وبدنا، فان إمكانية الانسان والمجتمع بالاستثمار الصحيح لطاقاته وامكاناته والنعم التي منحها الله تعالى اياه لخدمة المجتمعات الانسانية تتوقف على مدى قدرته وعمله في سلامة القلوب أولا وسلامة الابدان ثانيا".
وأضاف ان "المرتكزات الشرعية والاسس المنطقية والمنطلقات التي تدفع إدارة العتبة الحسينية المقدسة لتنفيذ المشاريع الصحية والنفسية والتعليمية وغيرها تتمثل في اننا نعكس رؤية المرجعية الدينية في النجف الاشرف ومنهاجها في كيفية رعاية المجتمع وخدمته، فانه بالإضافة إلى المهام الدينية فهنالك الحرص على خدمة المواطن والمجتمع خصوصا في الخدمات التي تغنيه وترعاه صحيا وتعليميا وتربويا، ومن هنا جاءت هذه المشاريع واهمها معاهد التوحد ومراكز الشلل الدماغي والجامعات والمدارس والمجمعات السكنية".
واضاف ان "بلدنا بسبب الظروف الاستثنائية التي يمر بها يحتاج إلى أن يعتمد بصورة أساسية وعملية مبدأ التعاون والتضامن في أداء الوظائف الأساسية لخدمة المجتمع، وحيث أننا وجدنا أن الفرص متاحة لنا، والإمكانات متوفرة لتقديم الخدمات الأساسية الطبية والتعليمية والتربوية فلا بد أن ننهض ونشمر عن سواعد الجد والاهتمام والعمل المثابر لتقديم الخدمات الصحية الأساسية لكي نحافظ على سلامة العقل والبدن للفرد العراقي وان نستثمر الفرص في ذلك".
وتابع "اننا وجدنا ان الاخوة في الوزارات المعنية ودوائر الدولة جميعا متفهمة لهذه السياسة ولذلك تبدي دائما تعاونها الكبير وتمد يد المساعدة والمشاورة وتقديم الدعم المالي الكبير في جميع هذه المشاريع فشكرا لهم وجزاهم الله خيرا"
يذكر أن مشروع أكاديمية السبطين (عليهما السلام) لعلاج الأطفال المصابين بالتوحد واضراب النمو، نفذ من قبل قسم المشاريع الاستراتيجية التابع للعتبة الحسينية المقدسة، ويعد أكبر مركز تخصصي على مستوى العراق، والرابع على مستوى الشرق الاوسط، ويقع على جانب الطريق الرابط بين محافظتي ( كربلاء المقدسة - بغداد)، ويضم غرف للعلاج الحسي، والعلاج الوظيفي مع وجود المدينة التعليمية ذات البيئة المتعددة الحواس، اضافة الى الألعاب الفريدة الأخرى.
وبحسب القائمين على اكاديمية السبطين (عليهما السلام) فأن الاكاديمية قامت بالتوأمة مع مراكز اجنبية في استراليا وايران، كما انها معتمدة للدراسات التخصصية الدقيقة الخاصة بالتوحد للأطباء الاختصاص اضافة الى أنها مركز أكاديمي للتخصصات الطبية لكليات المجموعة الطبية لجامعة السبطين (عليهما السلام) .
اترك تعليق