(يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ )
إن الله (عز وجل) عندما يختار عبدا من عباده ليكون مبلغا عنه وحجة منه على الناس و خليفة له في بلاده فإنه يختاره على علم و يصطفيه لأهلية وجدها فيه ، فاختيار الله ليس كاختيار الناس الذي تميل به الأهواء و تتجاذبه الآراء، ولما كان اختيار الله قد وقع على علي أمير المؤمنين (عليه السلام) ليكون خليفة لرسول الله (صلى الله عليه و آله) كان الناس قد افترقوا عليه ما بين محب و مبغض، فأحبه المؤمنون و أبغضه المنافقون ، و لقد لقي (عليه السلام) من الأذى بعد رسول الله ما لا يعلمه إلا الله، فما إن تولى إمامة الأمة و أمسك بزمام الخلافة حتى قاتله الناكثون و القاسطون و المارقون، وبعد شهادته سن بنو أمية سنة سبه و لعنه على منابر الإسلام في جميع الأمصار، حتى أنهم منعوا من تداول فضائله بين الناس وقتلوا أشياعه و شردوهم و لاحقوهم حتى وصل الأمر إلى الحكم بالقتل على من ينشد بيتا من الشعر في مدحه (عليه السلام).
ومن القصائد التي منع بنو أمية من تداولها القصيدة الرائية للشاعر الكبير كعب بن زهير بن أبي سلمى المزني التي يقول في مطلعها :
هل حبل رملة قبل البين مبتور
أم انت بالحلم بعد الجهل معذور
قال فيها يمدح أمير المؤمنين عليه السلام
هل تبلغني علي الخير ذعلبة
حرف تزلل عن أصلابها الكور
إن عليا لميمون نقيبته
بالصالحات من الأفعال مشهور
صهر النبي و خير الناس مفتخرا
فكل من رامه بالفخر مفخور
مقاوم لطغاة الشرك يضربهم
حتى استقاموا ودين الله منصور
اترك تعليق