724 ــ أحمد زكي الانباري (ولد 1366 هـ / 1947 م)

أحمد زكي الأنباري (ولد 1367 هـ / 1947 م)

قال في الإمام الحسين (عليه السلام):

غداةَ بـ (كربلا) حدَّ السِّنــانا     وقالَ لرمحهِ: أحسنْ طـــعانا 

فهذا الدينُ في الأعناقِ عـهدٌ     ونحنُ الحافظونَ لمــــا عنانا

ونحنُ المانعونَ سفيهَ قــــومٍ     يرومُ لدينِنا جـــــــهلاً، هوانا

فما نبغي سوى إصلاحِ دينٍ     وحقُّ الحـــقِّ أولى أن يُصانا

سيعرفُ جمعهمْ إنّا أبـــــــاةٌ     على الأعناقِ قد دارتْ رحانا (1)

وقال من قصيدة (يا كربلا):

جرحٌ يظلُّ الدهرَ ينزفُ عبرةً     يستذكرُ الطفَّ الفجيعَ وما جرى

مِــن آلِ طــــــهَ عصبةٌ علويَّةٌ     في (كربلا) حلّتْ مقاليدَ السَّرى

والآخرونَ بحقـدِهمْ قد أجمعوا     شتّانَ ما بيـــــــنَ الثريَّا والثرى

مِن كلِّ أصــيدَ ماجدٍ ذي نجدةٍ     ثبـــــتِ الجنانِ كأنّه أسَدُ الشرّى

ومنها:

قالوا لمن تشدو فقلتُ لـ (كربلا)      فيها الرموسُ الشامخاتُ على الذرى

كـــانوا رجالاً صادقونَ بعزمِهم     باعــــوا النفوسَ ونعمَ ذاكَ المُشترى

كانوا بمــــــلحمةِ الخلودِ كواكباً     يومَ الطـــــــفوفِ وذكرُ يومِكَ أسفرا

الشاعر

أحمد بن زكي بن كاظم بن سلمان بن علي بن لطيف بن جاسم الانباري، شاعر وكاتب، ولد في قضاء المسيب، وهو حاصل على شهادة دار المعلمين عام (1968)، وعمل معلّماَ في البصرة وديالى والمسيب حتى إحالته على التقاعد.

نشر قصائده ومقالاته في الصحف والمجلات العراقية والعربية، وشارك في العديد من المحافل والمهرجانات الأدبية، وهو عضو اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين.

أصدر الأنباري العديد من الكتب التاريخية والوثائقية منها:

1 ــ المسيب تاريخ وحياة

2 ــ معجم شعراء شواهد القاموس المحيط

3 ــ معجم شعر وشعراء أساس البلاغة.

4 ــ شعر الناجم.

5 ــ شعر أمية بن أبي عائذ.

6 ــ تحقيق الجزء الحادي عشر من كتاب مرآة الزمان لسبط ابن الجوزي

7 – نجد في الشعر العربي ــ إصدار مؤسسة البابطين

8 ــ العليُّون من الشعراء

9- كتاب ثمرات من حدائق التاريخ، مخطوط.

10ــ كاظمة في الشعر العربي، اصدار مؤسسة البابطين

11 ــ عمان في الشعر العربي

12 ــ مكة في الشعر العربي

13 ــ  بابل في الشعر العربي

14 ــ  شاعرات الطف

15ــ ديوان شعر بعنوان (الأزهار)

وقد كتب عنه الأستاذ سعد خليل الكبيسي كتاب (قبسات من أشعار الأديب الأستاذ أحمد زكي الأنباري / دار الفرات بابل)

شعره

قال في مواليد الأطهار في شعبان:

وِلدَ الهدى ابنُ الهدى وأخو الهدى     مَن جَدُّه جعلَ الـظلامَ ضياءَ

اللهُ أودعَ ســــــــــــــــرَّه في سرِّه     ليكــــونَ للدينِ الـحنيفِ فداءَ

فاستبشرَ الصحبُ الكـــرامُ به وقد     رفعـوا الأكفَّ مـحبَّةً ودعاءَ

يهدي الـسبيلَ إلى التي فيها العُلى     جعـلَ النجيعَ رشـادةً وعطاءَ

عبــــــاسُ مـن بعدِ الحسينِ ولادةً     ليكونَ في يومِ الطفوفِ لواءَ

يتلوهما سجَّـــــــــــــــادُ آلِ محمدٍ     زينُ العبادِ تجلّةً وثـــــــــناءَ

شعبانُ يا شـــــهرَ البشائرِ والندى     فيكَ الرسالةُ أنجبـتْ عظماءَ

قال في رثاء أمير المؤمنين (عليه السلام):

الهادمونَ من الإســــــــــــلامِ قـبَّتَه     في ليلةٍ أنزلتْ فيـــــــها لنا السورُ

والسالكونَ طريـــــقَ الشرِّ ديدنُـهم     هدمُ المعالي بغــــدرٍ إن همُ قدروا

قد فرَّخَ الشـــــــرُّ حقداً في قلوبِـهمُ     لمّا بغوا قامــــةَ الإسلامِ قد كفروا

باءَ الشقـــــــيُّ بنارٍ كانَ ضارمُـها     صمُّ الجنــــــــادلِ لا تُبقي ولا تَذرُ

شمـــــــسُ الهدايةِ ما غابتْ مـآثرُه     فــــــــي كلِّ أمرٍ لها من لطفِهِ أثرُ

ما قالَ فزتُ وسيفُ الحقدِ منغرسٌ     في رأسِهِ غيرُه عن ذاكَ ما خبروا

ماذا أرادَ شــــــــــــقيٌّ حينَ باغته     إلّا ليطفئ نوراً مـــــــــــــنه ينتشرُ

لم يدرِ أنَّ علياً في الـــقلوبِ هوى     سرُّ الإلهِ مقيمٌ ليسَ يندثـــــــــــــــرُ

وقال:

وما حبِّي لأهلِ البيتِ عجبٌ     فذاكَ الحبُّ ديـني واعتقادي

فــــهمْ منجاتُنا مِن كلِّ كربٍ     وهمْ أهلُ الشفاعةِ في المعادِ

رســـــــــولُ اللهِ جدَّهمُ نبينا     وهادينا إلى سُــــــبُلِ الرشادِ

وقال:

حبُّ الحسينِ عقيدتي ورشادي     وطريقُ عشقي جنَّتي ومُرادي

أســـــكنته قلبي وكلَّ جوارحي     فهو المـرجّى قدوتي وعمادي

قال من قصيدة (يا كربلا):

جرحٌ يظـــــــلُّ الدهرَ ينزفُ عبرةً     يستذكرُ الطفَّ الفجيعَ ومــــا جرى

مِن آلِ طهَ عصبةٌ علــــــــــــــويَّةٌ     فـي (كربلا) حلّتْ مقــــاليدَ السَّرى

والآخرونَ بحقدِهـــــــمْ قد أجمعوا     شـــــــتّانَ ما بينَ الـــــثريَّا والثرى

مِن كلِّ أصيــــــــدَ ماجدٍ ذي نجدةٍ     ثبتِ الجنانِ كــــــــــأنّه أسَدُ الشرّى

جاؤوا إلـــــى عهدٍ وما علموا بأنْ     مَن كانَ مـــــــــرجوَّاً تبدَّلَ وافترى

قـــــــلبوا لهم ظهرَ المجنِّ ضلالةً     لمّا أطـــــــــــاعوا نذلَها فيما انبرى

واستصحبوا الصبرَ الجميلَ عبادةً     لبسوا القلـــوبَ على الدروعِ تصبُّرا

يتسابقونَ إلى الحتـــــوفِ نشيدُهم     وشعارُهـــم يا سيدي لـــــــــن نُقهرا

أضحتْ بهمْ كربُ البــــلاءِ منارةً     حتى القـــيامةِ ضوؤها لن يُـــضمرا

هذي القبابُ الشامخاتُ تـــــراثهمْ     والنـــاسُ تـــــسعى بينها وكما ترى

والكلُّ يبذلُ جهدَه مُتقـــــــــــــرِّباً     للهِ فــــي حبِّ الحسيـــــــــــنِ تعطّرا

وهناكَ حيث الحــــــقُّ يدعو للتي     فيـــها الـنجاةُ مِن الجحيمِ مُســــــعَّرَا

قالوا لمن تشــدو فقلتُ لـ (كربلا)     فيها الرموسُ الشامخاتُ على الذرى

كانوا رجـــــالاً صادقونَ بعزمِهم     باعوا النفــــوسَ ونعمَ ذاكَ المُشترى

كانوا بملحمةِ الخـــــــــلودِ كواكباً     يومَ الطفوفِ وذكــــــرُ يومِكَ أسفرا

وقال في عيد الغدير:

مَن كنـــــــــــــتُ مـولاهُ فذا مولاهُ     هذا بلاغٌ فاسمـــــــــعوا للقائلِ

وضــعَ النقاطَ على الـحروفِ مُبيّناً     أنَّ الولايةَ للعليِّ البـــــــــاسلِ                           

رجلُ السلامِ وفي الحروبِ كبيرُها     مَن كانَ يُعرفُ بالحكيمِ العادلِ

هذا اختيارُ اللهِ لــــــيـــــــسَ قرابةً     بل حـكمةً مخصوصةً بالكاملِ

بلّغْ عبادَ اللهِ إن إمـــــــــــــــــامَهمْ     ذاكَ الـفتى المغوارُ ابنُ الكافلِ

فتعالَتِ الأصوات بالتكبيــــــرِ ذي     فرحاً بـتنصيبِ الوصيِّ الباذلِ

وسعتْ اليـــهِ المكرماتُ جليــــــلةً     لمّا رأتْ إحســــــــانَه كالوابلِ

فهوَ الأمينُ أخو النبيِّ وصهـــــرُه     والمطعمُ الأيتامَ عنــــدَ الماحلِ

فــــــــــــذٌّ تفرَّدَ بالقلــــــوبِ محبَّةً     وهوَ الكشوفُ لكلِّ أمـــرٍ هائلِ

وقال:

عليٌّ في العلى غالٍ وعالي     وفيهِ الناسُ حبّاً لمْ تُغالي

وحيـــــــــــدٌ لا يدانيهِ شبيهٌ     تــتوَّجَ بالجلالةِ والكمالِ

ووترٌ شاءَه الـــــرحمنُ فذّاً     فلمْ يــشفعْ بآخرَ أو مثالِ

سلامُ اللهِ مــــــا ذرَّتْ ذكاءٌ     على خيرِ البريَّةِ بالفعالِ

وقال:

وجوارُ شطّكَ يا فراتَ قتيـــــــــــلُ     ابنُ الرسولِ وســبطُه المأمولُ

فلقد قضى عطشاً وأنــــــــتَ بقربِهِ     يا ليــــــتَ مــاءكَ علقمٌ متبولُ

وغدتْ على الجسدِ الطهورِ عواسلٌ     وسفتْ عــليهِ زعازعٌ ورمولُ

وهـــــــــــــوَ الذي لم يثنِه عن حقِّهِ     سمرُ القــــــــنا أو باترٌ مسلولُ

فالدينُ أغلى من بنيـــــــــهِ ورهطِهِ     ودمُ الشـهادةِ في الحياةِ رسولُ

يهدي الأبــــــــــاةَ للاحبٍ مِن دربِهِ     طعمَ الشهادةِ في السيوفِ نبيلُ

نهضَ الحسينُ يــــــــردُّ كلَّ ضلالةٍ     في دينِ أحمدَ كلكـــلتْ ويُزيلُ

ويقودُ مِن شمِّ الأنـــــــــوفِ كواكباً     أسْدُ الشرى ما فيهمــو مخذولُ

يتــــــــسابقونَ على الـرَّدى بعزيمةٍ     ورباطةٍ منها الصِّــلابُ تزولُ

فالمجدُ مِــــــن عندِ الـحسينِ طريقُه     والعزُّ في حبِّ الحــسينِ جليلُ

وترى الذينَ تعـــــــــاوروهُ بحقدِهمْ     بخزايةِ التاريخِ حيــــــنَ يقولُ

وقال:

ما انفكًّ عشقُكَ آخذاً بصبـــــــابتي     بينَ الضلوعِ مُحدّثي ومُكلّــمي

ومبصِّراً رسمَ الطريقَ إلـــى التي     هيَ غايةُ المطلوبِ للمُتــــوسِّمِ

ولأنتَ قدسُ اللهِ كعــــــــــــبةُ حبِّهِ     في كلِّ نازلةٍ نلوذُ ونــــــحتمي

ولأنتَ أزكى الزاكيــــــــاتِ مكانةً     وإليكَ تعنو الزاكــياتُ وتنتمي

يا حافظ الديـــــــــنِ الحنيفِ أمانةً     نِعمَ الأمينِ تـــــــذودُ عنه بالدمِ

وضربـــــــتَ للمظلومِ أروعَ مثلةٍ     إن رمتَ تحيا بالكرامةِ فاقـــدمِ

ما كنتُ أرضعُ غيرَ حبِّكَ في فمي     مُذ جئتُ للدنيا وأنتَ مُعــــلّمي

حبٌّ تعرَّشَ في النفـــــــوسِ ودادُه     حتى تبرعمَ بالفــــــؤادِ المغرمِ

لازالَ ذاكَ الحبُّ ينمو صــــــاعداً     حتى رأيتُكَ في المكانِ الأعظمِ

ويهزُّني شوقــــــــــــي إليكَ محبَّةً     هــزَّ الغصونَ بريحِ صرٍّ جلهمِ

فأرى الحياةَ بغيرِ ذكرِكَ ظلــــــمةً     إذ أنــــــــــــتَ نورُ اللهِ للمُتقدّمِ

ولأنتَ أسمـــــى في النفوسِ مكانةً     مِن كلِّ غالٍ في النفوسِ مُعظمِ

ما كنتَ تطلبُ في الخروجِ وجاهةً     أنتَ الوجيـــهُ بحكمِ قولٍ مُحكمِ

لمَّا رأيتَ الجـــــــــورَ يعلو موجُه     والديــنُ أضحى مضغةَ المُتكلّمِ

والبغضُ عرَّشٌ في القلوبِ سفاهةً     واسْتُبــــــــدِلَ المأمونُ بالمتزنِّمِ

والناسُ فوضى لا صـلاحَ لهمْ بدا     مِن عاقـــــــــــلٍ أو قائدٍ مُتزعمِ

والجاهليـــــــــــةُ ذرَّ قرنُ طبولِها     والأمرُ لا للديــــــــنِ بل للمغنمِ

إذ ذاكَ ما عادَ السكـــــــوتُ بنافعٍ     فسعيتَ للإصلاحِ سعيَ الضيغمِ

يا سيدي في الدهــــــــرِ إنّكَ خالدٌ     قسماً ببـــــدرٍ طاحَ عندَ العلقمي

بــــــــدرٌ وما كلُّ البدورِ لها ضيا     مثلَ القطيعِ الكـفِّ عندَ المعصمِ

قد زاحمَ المـــــوتَ الزؤامَ بعزمةٍ     لمّا غشــــــــــاهُ الموتُ لم يتبرَّمِ

وترى الخيارَ الصعـبَ باسطَ كفّه     غصصاً من الويلاتِ مثلَ العلقمِ

ومضيتَ نحوَ صعابِـــها متطامناً     فالموتُ أحجى مِــن مـذلّةِ مُجرمِ

علّقتَ روحَكَ في ذؤابــــــةِ باترٍ      لمَّا يئستَ مِن الطغـــــــاةِ الغُشّمِ

وقال:

حسيـــنٌ رائدُ الأحـرارِ دوماً     دليلُ الحـائرينَ إلى السلامِ

ستبقى في الحياةِ رسولَ فكرٍ     وتأبى أن تكونَ معَ الطغامِ

وتحيا في قلـــــوبٍ لو تفرَّتْ     لما عافـــــتْ وروداً للمقامِ

وقال من قصيدة (حيوا الجهاد) وهي في الحشد الشعبي المقدس:

جرِّد حسامَكَ وانهضْ ثابـــتَ القدمِ     فالضربُ بالسيفِ غيرُ الضربِ بالكَلَمِ

وطاعــــــــنِ القومَ لا تـــأبه بناعِبةٍ     وقــــــــــــــارعِ القرمَ بالإيمانِ والقِيم

جمّ الفضائلِ تهديـــــــــها وتنشرُها     بين الربوع خـــــــــليصاتٍ من السَّقَمِ

وتحملُ الهمَّ عن شــــعـــــبٍ تكدِّرُه     طوارقُ الليلِ من خـــــــوفٍ ومن أَلمِ

لولا المــــراجعُ قامت بينــــــنا فتنٌ     أدهى من الويلِ بل أدهى من الضَرمِ

فـــحارسُ الشرعِ أفتى بالجهادِ وقد     تداعتِ السُحُبُ الســـــــــــوداءُ كالنِقَمِ

وضـاقتِ الأرضُ من هولٍ بساكنِها     لمّا تنمّرَ أوبـــــــــــــــــــاشٌ بلا ذِمَمِ

قطْعُ الـرؤوسِ وحرْقُ الناسِ مأثرةٌ     دعوى ضَلالٍ تُريدُ الكفرَ بــــــــالنِعَمِ

ما الإعتذارُ وهـــذا الصوتُ مرتفعٌ     حيوا الجهادَ عن الأوطانِ والحُـــــرَمِ

حيوا الجهـــــــادَ فـقد لبَّتْ غطارفةٌ     داعــــــي الجهــادِ فكانَ الحشدُ بالأَمَمِ

جحافلُ الحشدِ تترى غــيرُ ناكصةٍ     حتى انثــــــنى دَهِـشاً وحشٌ إلى الأكَمِ

ظلّت تطاردُه فـــــــــــي كلِّ ناحيةٍ     حتــــــى غــــــدا بيـن مَقتولٍ ومُنهَزِمِ

سوحُ المعــــاركِ ليـلٌ غابَ كوكبُه     والشمــــسُ أحلـــــــكُ ألواناً من العَتَمِ

لولا الضياغمُ من جيشٍ ومِن حشدٍ     كنا حصيـــــــداً لجــــــزَّارٍ ومُصـطَلِمِ

يا أيُّها الحشدُ يا حصــــــناً نلوذُ بهِ     فيكَ السلامةُ بـــــــــــــــعدَ اللهِ والهِمَمِ

الخائضونَ غمارَ المُتلِـفاتِ ضحىً     والنازلونَ على الأرواحِ كـــــــــالحِمَمِ

والواقفونَ بعينِ الموتِ تَـــــرهبُهمْ     أسْدُ الفلاةِ فكيفَ الحالُ بالـــــــــــرَخَمِ

والزاحفونَ على جمرِ الغضا قُدُماً     كالسيلِ يَهدرُ او كالبحرِ مُلتـــــــــــطِمِ

والجاعلونَ وحوشَ الغابِ مـــأكلةً     والزارعونَ فِجـــــاجَ الأرضِ بالـرِمَمِ

يــا صفوةَ الوطنِ المجروحِ خافقَه     أكــــــــرمْ بهمْ صفوةً من صالحِ النَسَمِ

أنتـــــــمْ رجالٌ بهمْ تنجابُ محنتُنا     ونقمَعُ الــــــــــــــــزيغَ من أفَّاكةِ الأُمَمِ

والتضــــــــــحياتُ ينابيعٌ يفجِّرُها     عزمُ الشهيدِ بفعلٍ غـــــــــــــــيرِ مُتّهمِ

فيا سقيطَ النــــدى إن زرتَ جـنَّتَه     قـــــــــــــــــبَّلْ جبينَ شهيدِ اللهِ والشِيَم

واقرِ السلامَ علــــــى قبرٍ تـضمَّنَه     الذائدُ البغيَ عـــــــن دينٍ وعن عِصَمِ

الحشدُ يبقى وحبُّ الأرضِ منهجُه     والغادرونَ إلى غيَّـــــــــــــــابةِ الظُلَمِ

وقال من قصيدة (مولد النور) وهي في مولد أمير المؤمنين (عليه السلام):

للعطرِ سرٌّ خــــــــــــفيٌّ دقَّ معناهُ     للهِ سرٌّ عـــــــــــــــظيمٌ فيهِ أخفاهُ

في كعبةِ القدسِ آيٌ حارَ شــاهدُها     إذ كيفَ يوضعُ وسطَ البيتِ مولاهُ

في بدرِ فسَّرَ ما قد كانَ يـــدهشهمْ     لمَّا تجندلَ أبــــــــــــــــطالٌ بيمناهُ

هوَ الشجاعُ وسوحُ الحربِ شاهدةٌ     إن نازلَ القرمَ سـوفَ الموتُ يلقاهُ

ما بينَ جنبيهِ قلبٌ فاضَ معـــرفةً     حتى رأى بيقينِ الــــــــحقِّ مسراهُ

بابٌ من العلمِ كنّــــــــاهُ النبيُّ بها     فكانَ فخراً عزيزاً يومً كـــــــــــنَّاهُ 

قد كانَ خيـرَ عبادِ اللهِ كـــــــــافلُه     جاءَ الحيــــــــــاةَ وعينُ اللهِ ترعاهُ               

مُستمـــــــسِكٌ بكتابِ اللهِ عصمتُه     والعدلُ رائدُه والحــــــــــــقُّ مبغاهُ

....................................................................

1 ــ زودني الشاعر بسيرته وقصائده عبر الانترنيت

كما ترجم له الدكتور سعد الحداد في:

الحسين في الشعر الحلي ج 2 ص 121

تراجم شعراء بابل في نصف قرن ص 9

المرفقات

كاتب : محمد طاهر الصفار