علي الزاهر العوامي (1298 ــ 1355 هـ / 1880 ــ 1937 م)
قال من قصيدة في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام):
قُـتـلَ الحسينُ بـ (كربلا ءَ) وإنَّ مـقـتلَه رزيَّة
يا مصرعاً أبكى الهدى ولـه تـزلـزلـتِ البَنيّة
وبـيـومـِهِ مـطـرتْ دماً وبكى الملائكةُ العلية (1)
الشاعر
الشيخ علي بن حسن بن محمد بن أحمد بن محسن الزاهر، خطيب وشاعر، ولد في القطيف بالسعودية، قال عنه الشيخ علي المرهون: (سبعة وخمسون عاماً قضاها فيما يهم العقلاء من خدمة الدين والصالح العام مما هو الخير كله، وله فيه ما هو باقٍ إلى يومنا هذا، كالحسينية الجنوبية في بلاده العوامية المعروفة باسمه. وقد كان أديباً شاعراً واعظاً وخطيباً مفوّهاً، ومن آثاره القيمة ديوان شعره باللغتين، الذي خدم فيه أهل البيت عليهم السلام، مما أبقى له ذكراً خالداً، وحياة ثانية جديدة، مضافاً إلى ما يترتب على ذلك مما يلقاه أمامه من الثواب العظيم والأجر الجسيم ﴿يَوْمَ لاَ يَنْفَعُ مَالٌ وَلاَ بَنُونَ إِلاَّ مَنْ أَتَى اللّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ﴾، (تغمده اللّه بالرحمة، وصب على قبره شآبيب الرضوان). (2)
وقال عنه السيد جواد شبر: (الخطيب، نائحة أهل البيت وداعيتهم وجاذب القلوب نحو واعيتهم فقد أشاد مؤسسة باسم (الحسينية) ولم تزل تعرف باسمه في (العوامية) نظم باللغتين: الفصحى والدارجة) (3)
وقال عنه عبد العزيز البابطين في معجمه: (ولد في بلدة العوامية، القطيف - شرقي الجزيرة العربية، وفيها توفي، عاش في شرقي الجزيرة العربية والبحرين، تلقى علومه في الكتاتيب شأن أهل زمانه في طلب العلم، ثم لازم بعض العلماء وأخذ عنهم مبادئ العلوم والخطابة التي اشتهر بها. عمل خطيباً منبرياً يعظ الناس، ويقصّ عليهم السيرة النبوية وسيرة آل البيت عليهم السلام).
وقال عن شعره: (له ديوان مخطوط معظمه باللهجة الدارجة (الشعرالنبطي) - جمعه سعيد أبو المكارم. اقتصر ما أتيح من شعره على الرثاء الذي أوقفه على آل البيت مذكراً بجهادهم في سبيل نصرة الحق، وداعياً إلى سبلهم، وكتب في رثاء الأهل، وله شعر في المدح أوقفه على علماء وشيوخ عصره. اتسمت لغته بالرقّة مع ميلها إلى التصوير، وخياله نشيط في وصف المواقف والمشاهد).
شعره
قال من قصيدة في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام) تبلغ (30) بيتاً:
يا ليوثَ الحروبِ مِن آلِ طاها أسرجوا الخيلَ يا ليوثَ وغاها
وامتطوا قبَّ ظهرِها وابعثوها واشـحذوا من سيوفِكمْ أمضاها
يا بـنـي هـاشــمٍ ويــــا آلَ فهرٍ أنــتُــمُ في النزالِ قطبُ رحاها
يا بــنـي هـاشـــمٍ دهـيتمْ برزءٍ طــبَّـــقَ الأرضَ نعيُه وسماها
أعلمتمْ جذّتْ اُنــــــوفَ رجالا تِكمُ الــغــرِّ عـــدوةً طــلـــقاها
أنتُمُ شدتُمُ إلى الــمــــــجدِ بيتاً وشــرعــتـــــمْ إلى الاُباةِ إبـاها
رجَّتِ الأرضُ بالـنـياحةِ رجَّاً لرزايــا دهـــاكــــــــمُ أدهـــاها
والسماواتُ كِدنَ أن يــتزلزلـ ـنَ فـمـنـهـــنَّ هُـــدّ طودُ علاها
أسبلتْ دمعَها دماً باكـــيـــاتٍ حيث آلُ الـرسولِ ســـالَ دِماها
وعلا الشمسَ ظلمةٌ بـعدما كا نَ على الــعــالـمينَ عمَّ ضياها
ذُبحَ السبط من قفاهُ لــهــيـــفاً ليتَ عينَ الـمياهِ قد غاضَ ماها
أيموتُ الحسينُ نجلُ عــلـــيٍّ ظامئَ الــقــلــبِ عـارياً بعُراها (4)
.................................................
1 ــ شعراء القطيف ج 1 ص 247 ــ 248
2 ــ نفس المصدر ص 245
3 ــ أدب الطف ج 9 ص 157
4 ــ شعراء القطيف ج 1 ص 245 ــ 247
اترك تعليق